د. وسام فتوح الأمين العام لإتحاد المصارف العربية
خطط وإستراتيجيات المصارف العربية
في ظل الواقع الجديد في العام 2025
في مطلع العام 2025، يدعو إتحاد المصارف العربية جميع المصارف والمؤسسات المالية والحكومات والهيئات السياسية والدبلوماسية، وجميع القادة في العالم العربي إلى وضع الإستراتيجيات وخارطة الطريق في ظل الواقع الجديد هذه السنة.
في هذا السياق، إن ملامح الواقع الجديد في العام 2025 بدأت تلوح في الأفق، أبرزها حالة عدم الإستقرار، وإستمرار إرتفاع أسعار الذهب، وزيادة تبنّي العملات المشفَّرة، وتعاظم دور التكنولوجيا ومخاطرها، وإزدهار سوق الإسكان على الصعيد العالمي، والتحوُّل إلى عالم متعدّد الأقطاب. وعليه نضع خارطة الطريق والإستراتيجيات للمصارف العربية للصمود في ظل الوقع الجديد في العام 2025.
فعلى صعيد حالة عدم الإستقرار، يُواجه العالم في العام 2025 إستمرار هذه الحالة في ظل الأزمات المتعدّدة والمترابطة، وتُواجه العديد من البلدان تحدّيات إقتصادية، بما في ذلك التضخُّم وأزمات الديون والبطالة، ويُمكن أن تؤدي هذه القضايا الإقتصادية إلى تفاقم التوترات الإجتماعية وعدم الإستقرار السياسي، كما وقد تؤدي الأزمات البيئية إلى نقص الغذاء والمياه، ونزوح السكان، وزيادة المنافسة على الموارد.
ويُتوقع أن ترتفع أسعار الذهب بشكل كبير في العام2025 ، علماً أن بنك غولدمان ساكس، كان قد توقع أن تصل أسعار المعدن الأصفر إلى 3275 دولاراً للأوقية في العام2025 ، مدفوعة بعوامل مثل مشتريات البنوك المركزية وعدم اليقين الجيوسياسي، كما يُتوقع إتجاه صعودي لسعر الذهب بحيث يقترب إلى 5000 دولار للأوقية في حلول العام 2030.
كذلك إن تبنّي العملات المشفّرة آخذ في الإرتفاع، ويُتوقع أن يكون 2025 عاماً محورياً لهذا الإتجاه. ويشهد سوق الإسكان في العالم تغيّرات كبيرة، مع إرتفاع أسعار السكن وإنخفاض متأخرات الرهن العقاري، وستلعب السياسات الحكومية التي تشجع كفاءة الطاقة والبناء الجديد، فضلاً عن المخاطر المناخية، دوراً هاماً في تشكيل أسواق الإسكان، إضافة إلى التناقضات الجيوسياسية والإقتصادية الكبيرة.
وتُواجه المصارف العربية عاماً تحوّلياً حاسماً في العام 2025، ومن الضروري وضع العديد من الإستراتيجيات الرئيسية للتعامل مع الواقع الجديد لهذا العام، بينها التركيز على تنويع مصادر إيرادات المصارف، وتوسيع خدمات إدارة الثروات وأنشطة الخدمات المصرفية الإستثمارية، وتبنّي الذكاء الإصطناعي، وتحديث البنية التحتية التكنولوجية لتحسين الكفاءة وتجربة العملاء.
ولا بد من وضع إستراتيجيات للمصارف العربية لتعزيز قدرتها على الصمود والتنافسية العالمية في بيئة إقتصادية متغيّرة والتعامل مع الواقع الجديد في العام 2025، في مقدّمها مواجهة حالة عدم الإستقرار وبناء القدرة على الصمود، وتشمل هذه الإستراتيجيات تعزيز إحتياطات رأس المال والسيولة وإدارة المخاطر، وتنويع مصادر الدخل والإستثمار في التكنولوجيا، والتعاون مع الجهات التنظيمية، وتلبية إحتياجات العملاء، وتعزيز الإستدامة والمسؤولية الإجتماعية.
في المحصّلة، يُمكن للمصارف العربية أن تتبنّى إستراتيجيات عدّة لمواجهة إرتفاع أسعار الذهب، وتعاظم دور ومخاطر التكنولوجيا، وزيادة تبنّي العملات المشفّرة، وطفرة سوق الإسكان على الصعيد العالمي في العام 2025، وتحدّيات العالم المتعدّد الأقطاب، ومن أهم الإستراتيجيات التي يُمكن تبنّيها: الإستثمار في المشاريع العقارية، وتقديم خيارات تمويل مرنة، والتعاون مع مطوّري العقارات لتمويل المشاريع الضخمة، والتوسُّع في الأسواق الناشئة وإستكشاف الفرص المتاحة في هذه الأسواق في المنطقة.