رئيس هيئة المديرين في جامعة عمّان الأهلية الدكتور ماهر الحوراني
خرّيجو جامعتنا مطلوبون بشدّة في سوق العمل محلياً وعلى صعيد المنطقة
ولدينا 30 ألف خرّيج في مواقع قيادية في الأردن وخارجه
يقول رئيس هيئة المديرين في جامعة عمّان الأهلية الدكتور ماهر الحوراني: «لقد بدأت الجامعة بتخريج أُولى أفواجها، الذين كانوا يعكسون صورة ناصعة عن نجاح الجامعة. علماً أن الكثيرين منهم الآن، سواء أكانوا في الأردن أو في الخارج، يتبوّأون مواقع قيادية مسؤولة في مختلف القطاعات. وبعد أن كانت الجامعة تضمُّ عدداً من الكليات في البدايات، تطوّرت المسيرة في شتّى المجالات، وتعاظمت الإنجازات، وأصبحت الجامعة تضم الآن 14 كلية، من بينها كلية طب الأسنان الحديثة العهد، و33 برنامج بكالوريوس، و18 برنامج ماجستير. كما حصلت معظم كليات وبرامج الجامعة على أرقى الإعتمادات الدولية».
في ما يلي الحديث مع الدكتور ماهر الحوراني:
*جامعة عمّان الأهلية، هي أول جامعة تشق طريقها في التعليم الجامعي الخاص، ما هي الصعوبات التي واجهت هذه التجربة ؟ وكيف نضجت هذه التجربة حتى وصلت لهذا المستوى من السمعة كمركز تعليمي عال متقدم؟
– لقد كان تأسيس جامعة عمّان الأهلية في العام 1989 كأول جامعة خاصة في الأردن والمنطقة، بمثابة المعجزة على يد مؤسسها المرحوم الدكتور أحمد الحوراني، حيث لم تكن التشريعات قد نضجت للتعليم الجامعي الخاص، لا في الأردن ولا في المنطقة، كما واجهت الجامعة في بدايات مسيرتها صعوبات جمّة، فمن حملات التشكيك بنجاح التجربة إلى حملات التشويه تحت «يافطة» الربحية في التعليم ..
إلاّ أن الجامعة إنطلقت، وبدأت بإستقبال الطلبة في العام 1990، وبدأت بإثبات جدارتها بتقديم تعليم عال جيد، وتوفير كافة المستلزمات والتجهيزات المتطورة والبنية التحتية المطلوبة والأساتذة الأكفياء.
وقد حققت الجامعة المرتبة الأولى على الجامعات الأردنية الخاصة والمرتبة الثالثة على الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة، بعد الجامعة الأردنية، وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وفق تصنيف كيو اس العالمي، كما حققت المرتبة 801-850 عالمياً من بين أفضل ألف جامعة في العالم وفق تصنيف QS World University Rankings 2024.
والجدير ذكره، أن الجامعة أولت الإهتمام الكبير للبحث العلمي، ولنوعية الأساتذة، وتعمــل علــى توفيــر تعليــم متميّز يســتند إلــى رؤيــة شــاملة للتطــوّر النوعــي للمــوارد البشــرية وتوظيفهــا فــي مختلــف المجــالات، لإعــداد قــادة مؤهليــن في مجال إختصاصهم.
ويُذكر هنا، أن الجامعة تحتضن إلى جانب مراكز البحوث التطبيقية، مراكز هامة، منها مركز محاكاة للسوق المالية مرتبطة بالسوق المالية محلياً ودولياً، ومركز البحوث الدوائية والتشخيصية لصناعة الأدوية، والذي حقّق إنجازاً أُضيف إلى سجل إنجازات الجامعة، تمثّل في الحصول على براءة إختراع لدواء، بالتعاون مع جامعة برادفورد (بريطانيا)… ويجري العمل حالياً على إنتاج دواء ضد السرطان بالتعاون مع مركز الحسين للسرطان. كما وتمتلك الجامعة أيضاً مركز الأمن السيبراني (مرتبط مع أميركا) يقدم دورات تأهيلية في هذا المجال. وفي هذا الخصوص، فقد وقّعت الجامعة إتفاقية مع جامعة هارفارد لحاضنة الأعمال بإشرافهم عليها، وأخرى مع جامعة (MIT ) الأميركية لكيفية تخريج طلبة لديهم إختراعات وإبتكارات في عدد من التخصصات.
كذلك على صعيد الإنجازات الهامة، فقد كانت جامعة عمّان الأهلية، ولا تزال، وجهة جاذبة للطلاب العرب، ويظهر ذلك حين حازت وفق تصنيف كيو اس 2024 على المرتبة الأولى عربياً، والمرتبة 25 عالمياً بعدد الطلبة الوافدين، إضافة إلى المرتبة 262 بعدد أعضاء الهيئة التدريسية الأجانب، والمرتبة 601 بالسمعة الأكاديمية والسمعة الطيبة لدى أرباب العمل.
وتضمُّ الجامعة في كلياتها، 330 عضو هيئة تدريس، 35 % منهم يحملون درجة الأستاذية، و27 % منهم من غير الأردنيين، كما وينتظم في الدراسة في الجامعة 7000 طالب، بينهم 55 % ذكور، و45 % إناث، إضافة إلى أن هناك 56 % من غير الأردنيين بنسبة مرتفعة جداً.
* إكتسب خرّيج الجامعة الأهلية سمعة في سوق العمل منذ التأسيس، هل لا زال خريج «الأهلية» مطلوباً في سوق العمل؟ وما هي أدواتكم لمتابعة الخرّيجين؟
– خرّيج جامعة عمّان الأهلية منذ البدايات ولغاية الآن، مطلوب بشدّة في سوق العمل، سواء على الصعيد المحلي أو على الصعيد العربي، وحتى على صعيد المنطقة. وهناك 30 ألف خرّيج من الجامعة، موجودون بمواقع قيادية في الأردن وخارجه.
والجامعة تعمل على صقل وتنمية مهارات طلبتها، سواء على صعيد دراستهم أو شخصياتهم، كما تقوم عن طريق الشراكات بين الجامعة والشركات والمؤسسات المعنية بتقديم أيام وظيفية للطلبة، وتحرص الجامعة على أن ينال طالبها تدريباً عملياً جيداً خلال دراسته. كما تحرص الجامعة على متابعة خرّيجيها من خلال مكتب متابعة الخرّيجين، والإستفادة من التغذية الراجعة من خرّيجيها في مختلف أماكن عملهم.
* ما هي الخطط التي تنوي الجامعة تنفيذها على المستوى الأكاديمي، وهل تنوي طرح برامج الدكتوراه؟
– تعمل الجامعة بشكل دائم على المواءمة بين البرامج الدراسية ومتطلّبات سوق العمل، وتقوم بإستحداث تخصّصات جديدة، فقد تم مؤخراً إستحداث العديد من التخصّصات في الجامعة، كتخصُّص تكنولوجيا تحليل الأعمال/ التكنولوجيا المالية/ إدارة الضيافة وفنون الطهي/ هندسة الروبوتات والذكاء الإصطناعي/ الشبكات والأمن السيبراني/ علم التجميل/ التكنولوجيا الزراعية الحيوية وهندسة الجينات/ التقنيات الحيوية الصيدلانية /العلاج الطبيعي…. والتي جاءت نتيجة أبحاث ودراسات ومتابعة لخرّيجي الجامعة، لمعرفة مدى قبولهم في سوق العمل، كذلك تم إستحداث كلية طب الأسنان.
وتطمح الجامعة بأن يتم منحها الموافقة على درجة الدكتوراه بالحقوق، كذلك منح التراخيص اللازمة لتدريس درجة الدكتوراه بالعديد من التخصصات الهامة، كذلك التراخيص اللازمة لإفتتاح كلية طب بشري مستقبلاً.
* من خلال تجربتكم في الإستثمار في التعليم، هل ترون أن البيئة التشريعية تُساعد على الإستثمار في هذا القطاع الذي يتصل مباشرة بالإنسان وتطويره؟
– لا شك في أن البيئة التشريعية بوضعها القائم، وفي ظل غياب العدالة والمساواة بين الجامعات الحكومية والجامعات الخاصة، إن على صعيد تطبيق معايير الاعتمادين العام والخاص، أو على صعيد إفتتاح البرامج والتخصصات أو على صعيد البرنامج الموازي في كل جامعة رسمية، وهو بمثابة جامعة خاصة داخل الجامعة الحكومية، وهو أمر غير دستوري، تضع الكثير من الصعوبات في مجال الإستثمار في قطاع التعليم العالي، إلاّ أنه لا يزال هناك متسع للإستمرار في هذا الإستثمار، عبر فرض التغيير وإثبات الذات بالإنجازات للجامعات الخاصة، وعلى رأسها جامعة عمّان الأهلية التي أصبح الجميع الآن يقرّ بتصدُّرها للمشهد التعليمي.
* هل تعتقد أن نظام القبول الموحّد يُعد مؤثراً على نوعية الطلبة الذين يلتحقون في الجامعات الخاصة، ويزيد من المنافسة بين الجامعات الخاصة؟ وما هي ملاحظاتكم حيال واقع الخبرة في هذا المجال؟
– لا شك في أن نظام القبول الموحّد، له تأثير بشكل عام على نوعية الطلبة الأردنيين الملتحقين بالجامعات الخاصة، ونحن في جامعة عمّان الأهلية، قد تغلّبنا على هذا الأمر، عبر التركيز على الطلبة الوافدين الذين تفوق أعدادهم 56 % من الطلبة، إلى جانب أن الطالب الراغب بالدراسة في جامعة عمّان الأهلية، يأتيها دون أن ينتظر نتيجة القبول الموحّد نظراً إلى سمعة الجامعة وفرص العمل لخرّيجيها.
* إعتادت المؤسسات المرموقة أن تُولي المجتمع المحلي إهتماماً، ماذا قدّمت؟ وماذا تخطط أن تقدم «عمّان الأهلية» للمجتمع المحلي؟
– تقوم جامعة عمّان الأهلية بدور حيوي وفعّال في خدمة المجتمع، ويظهر ذلك جلياً من خلال تعاظم الجهد والتفاعل الكبير مع المجتمع المحلي، سواء عبر المنح والخصومات التشجيعية أو عبر الدعم العيني أو الدعم المادي المباشر، سواء على صعيد بلدية السلط الكبرى أو محافظة البلقاء أوعبر دعم المدارس، كذلك دعم الأندية الرياضية، وحملات أيام الخير والعطاء وغير ذلك. كما تُخطط الجامعة لإفتتاح عيادات متخصّصة لطب الأسنان تقدم خدمات مجّانية للمجتمع المحلي.
وقد صُنّفت الجامعة للمرة الثانية توالياً، والرابعة في تاريخها، بالمرتبة الأولى على الجامعات الأردنية، بتصنيف «التايمز» لتأثير الجامعات، والذي يهتم بمدى تأثير الجامعات العالمية في مجتمعاتها المحلية، وفي تحقيق الإستدامة العالمية حسب معايير الأمم المتحدة، إلى جانب حصولها على جائزة «التايمز» للشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2023 عن مساهمتها المتميّزة في التنمية الإقليمية.