سلسلة مقالات تقارب بين الذكاء الطبيعي والإصطناعي (1)
أنور صياح/ CMA
المدير المالي والإداري / إتحاد المصارف العربية
في سياق الإتفاق بين إتحاد المصارف العربية والأمم المتحدة ممثلة باللجنة الإقتصادية والإجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، حول تشجيع المصارف العربية على الإستثمار والتمويل المريح للمشاريع التي تتضمّن أهداف التنمية المستدامة الستة، والتركيز على الهدفين 4 (التعليم) و9 (الصناعة والإبتكار والهياكل الأساسية)، فإن مجلة «إتحاد المصارف العربية» تفرد حيّزاً رئيساً للتركيز على التكنولوجيا وتأثيرها على مسار الأعمال والمؤسسات المصرفية والمالية وحتى المجتمع وبناه التحتية.
في ما يلي مدخل إلى سلسلة مقالات تتناول أدوات التكنولوجيا ومقارنات بين الذكاء الطبيعي والإصطناعي، وتأثير الأخير على مستقبل الوظائف.
من الخيال إلى الواقع الإفتراضي إلى الواقع الملموس، مسيرة حقّقها الذكاء الإصطناعي في قفزات نوعية، فقد أصبح الذكاء الإصطناعي مرادفاً لحياتنا اليومية ومتغلغلاً في كل تفاعلاتنا. لا شك في أن هدف الذكاء الإصطناعي هو بناء وإنشاء أنظمة ذكية قادرة على أداء وظائف مشابهة لتلك التي يقوم بها البشر وتقديم تسهيلات، وبدائل تساعد البشر على التفاعل بالسرعة المطلوبة للتطور وتقديم الأفضل، إلاَّ أننا لا نستطيع أن نتجاهل الإستفسار حول ما إذا كان الذكاء الإصطناعي كافياً بمفرده، بما في ذلك الأثر المحتمل للذكاء الإصطناعي على مستقبل العمل والإقتصاد، وكيفية إختلاف الذكاء الإصطناعي عن الذكاء البشري الطبيعي، وهل سيكون بديلاً منه، كذلك الإعتبارات الأخلاقية التي يجب مراعاتها، وهذا ما سنناقشه.
ما هو الذكاء الإصطناعي؟
يُمكن إستخدام مصطلح الذكاء الإصطناعي للإشارة إلى أي كومبيوتر يمتلك خصائص مشابهة لطريقة عمل الدماغ البشري، بما في ذلك القدرة على التفكير، على التقييم، اتخاذ القرارات، وزيادة الإنتاجية. أساس الذكاء الإصطناعي يعتمد على المدخلات البشرية التي يُمكن تحديدها بطريقة تمكن الآلات من تنفيذ المهام والمخرجات بسهولة، بدءاً من الأبسط إلى الأكثر تعقيداً. تلك المدخلات التي يتم مزجها هي نتيجة للنشاط الفكري، بما في ذلك الدراسة، والتحليل، والمنطق، والملاحظة. وتتضمّن المهام التي تندرج تحت مظلة الذكاء الإصطناعي مجالات مثل الروبوتات، وأنظمة التحكم، الكومبيوتر والهواتف الذكية وتوابعها، وجدولة المهام، وإستخراج البيانات.
ما هو الذكاء الطبيعي أو البشري؟
يُمكن تتبع أصول الذكاء البشري والسلوك إلى الجمع الفريد للفرد من الوراثة والتربية والتعرُّض لمجموعة من المواقف والبيئات المتنوعة. ويعتمد هذا الذكاء بشكل كامل على حرية الفرد في تشكيل بيئته من خلال تطبيق المعلومات الجديدة التي يكتسبها. أما المعلومات التي يُقدّمها فمتنوعة ومرتبطة بكل المدخلات التي حصل عليها من خلال حواسه الخمس وصولاً إلى التحليل والربط، ومن ثم المخرجات المتعلّقة بالعلاقات البينية وترتيب الإهتمامات والأولويات والأهداف.
جدول مبسّط يُقارن بين الذكاء الإصطناعي والذكاء الطبيعي
لمتابعة القراءة راجع المرفق:
https://uabonline.org/wp-content/uploads/2024/04/سلسلة-مقالات-تقارب-بين-الذكاء-الصناعي-والاصطناعي-1.pdf