تلبية للطلب المتنامي من المستهلكين وجاذبية بيئة الأعمال في المملكة
شركات عالمية تتوافد إلى السعودية لإدارة عملياتها في ثلاث قارات
حدّدت شركات عالمية العاصمة السعودية الرياض لإطلاق عملياتها وأعمالها التجارية نحو القارات الثلاث «آسيا، أفريقيا، وأوروبا»، وذلك بعد إعلان شركتي «آي هيرب» الأميركية لمنتجات الصحة، و«سي جي لوجيستيك» الكورية، إختيار الرياض مركزاً لعملياتهما في المنطقة تلبية للطلب المتنامي من المستهلكين، إلى جانب جاذبية بيئة الأعمال في المملكة.
ومن المقرّر أن تنطلق أعمال الشركتين في المنطقة الخاصة اللوجيستية المتكاملة في الرياض، التي دشنتها السعودية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، ضمن حدود مطار الملك خالد الدولي لخدمة أكثر من 650 مليون عميل من أفريقيا وآسيا وأوروبا، إذ أعلن صالح الجاسر، وزير النقل والخدمات اللوجيستية، حينها، عن إستقطاب شركة «أبل» كأول مستثمر، لتكشف بعض الشركات العالمية عقبها عن نيّة الدخول والإستثمار في المنطقة وصولاً إلى شركتي «آي هيرب» و«سي جي لوجيستيك».
ووقعت الشركتان إتفاقية لمدة 8 أعوام، تزوّد بموجبها «سي جي لوجيستيك» في العام 2024 المستهلكين في الشرق الأوسط وأفريقيا بمنتجات «آي هيرب» من خلال مركز توزيعها العالمي «جي دي سي» المتخصص في التجارة الإلكترونية الواقع في المنطقة الخاصة اللوجيستية المتكاملة في الرياض، الذي سيقام بأحدث تقنية على مساحة تبلغ 18 ألف متر مربع وسعة إنتاجية يومية تبلغ 15 ألف شحنة لربط النطاق الجغرافي المتمثل بالشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا.
وفي حضور الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة رئيس مجلس التجارة الإلكترونية، وبارك جون يونغ السفير الكوري لدى السعودية، وكانغ سين هو، الرئيس التنفيذي لشركة «سي جي لوجيستيك»، وميري تشانغ الرئيس التنفيذي للعمليات في «آي هيرب»، سلّم عبد العزيز الدعيلج رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، «سي جي لوجيستيك» ترخيص ممارسة أعمالها التجارية في البلاد.
وأكد الدكتور القصبي «أن توافد الشركات العالمية لممارسة أعمالها التجارية في المملكة يأتي في سياق الإهتمام المتزايد بالفرص الواعدة المتاحة، وذلك في ظل «رؤية 2030» التي تولي إهتماماً لتطوير منظومة أعمال التجارة الإلكترونية، ودورها المهم في الإقتصاد السعودي، وخصوصاً أن البلاد من أعلى 10 دول نمواً في هذا المجال».
وتابع القصبي «أن جائحة كورونا ساعدت في تسريع التجارة الإلكترونية في المملكة، إذ بلغ حجم القطاع في العام المنصرم نحو 184 مليار ريال (49 مليار دولار)، ويُتوقع أن يصل إلى نحو 260 مليار ريال (69.3 مليار دولار) في نهاية العام 2025».
وأكد وزير التجارة السعودي رئيس مجلس التجارة الإلكترونية «أن التحوُّل الرقمي غير المسبوق في السعودية، يُؤثر على التجارة الإلكترونية»، كاشفاً عن «وجود أكثر من 147 شركة تقنية مالية، وما يتجاوز 152 شركة خدمات لوجيستية، بالإضافة إلى 39 تطبيقاً مختصاً في القطاع تعمل في البلاد».
من جانبه، ذكر عبد العزيز الدعيلج رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، «أن المنطقة اللوجيستية المتكاملة أصبحت جاذبة للشركات العالمية الكبرى التي تتوافد بشكل متوالٍ للإستثمار فيها، في خطوة تحقق أهداف المنطقة للوصول إلى أكبر 100 شركة في العالم»، موضحاً «أن المنطقة تُعد دليلاً على إنجازات الإستراتيجية الوطنية لقطاع الطيران ضمن إطار «رؤية 2030» التي تؤكد على تعزيز مكانة البلاد بوصفها مركزاً لوجيستياً عالمياً يربط ثلاث قارات ويستقطب أكبر الشركات في العالم والمنطقة، في الوقت الذي تشهد فيه الخدمات اللوجيستية تحولاً جذرياً».