للسنة الثالثة توالياً الدول الخليجية تتصدّر الترتيب
في مؤشر الإسكوا لنضوج الخدمات الحكومية الإلكترونية في المنطقة العربية
في النسخة الخامسة لمؤشر نضوج الخدمات الحكومية الإلكترونية والنقّالة في المنطقة العربية، الذي تصدره لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) سنوياً منذ العام 2019، لا تزال الدول الخليجية تتصدّر الترتيب بين الدول العربية للسنة الثالثة توالياً، إذ حلّت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر في المراتب الثلاث الأولى.
ويهدف المؤشر، الذي شمل في نسخته لهذا العام 17 دولة، إلى قياس مدى نضوج الخدمات الحكومية الإلكترونية والنقّالة من خلال ثلاثة أبعاد هي مدى تطوّر الخدمة وتوافرها، وإستخدامها ورضى المستخدم عنها، وحجم الجهود الحكومية المبذولة في الوصول إلى الجمهور. وبحسب المؤشر، فقد أحرزت معظم الدول العربية تقدماً في نتائج ركائز المؤشر الأساسية الثلاث بين عامي 2022 و2023.
وبسبب إتساع الفجوة في نضوج الخدمات الحكومية الرقمية بين دول المنطقة، حثّ المشرف على مشروع المؤشر في الإسكوا محمّد نوّار العوّا الدول التي لا تزال في مرحلة مبكرة من النضوج الرقمي على الإستفادة من تبادل الخبرات بين الدول العربية لتسريع عملية التحوّل الرقمي وتعظيم الأثر الإيجابي لإستخدام التكنولوجيات الرقمية في الخدمات الحكومية.
وتشير زيادة عدد الخدمات المقيَّمة سنوياً بين عامي 2022 و2023 إلى زيادة تبنّي الدول العربية للتحوّل الرقمي لا سيّما في مجال رقمنة الخدمات الحكومية، كما يدلّ إرتفاع عدد المؤسسات المشمولة بالتقييم في الفترة نفسها على إهتمامها المتزايد بتطبيق التحوّل الرقمي في مختلف القطاعات. وفي هذا السياق، تصدّر قطاعا المرافق والتعليم قائمة القطاعات التي تضمّنت خدمات رقمية جرى تقييمها لهذا العام. في المقابل، يشير التقرير إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لرقمنة خدمات قطاعات أخرى مثل العدل والسياحة.
وأكد العوّا خضوع المؤشر لعمليات تطوير مستمرة سواء على مستوى الخدمات التي تُحدَّث بما يتناسب مع التطورات المتسارعة لإحتياجات الأفراد أو المؤسسات، أو على مستوى مؤشرات الأداء الرئيسية. ففي نسخة هذا العام ، تطرّقت مؤشرات الأداء إلى مدى إستخدام التكنولوجيات الناشئة مثل الذكاء الإصطناعي وسلاسل الكتل والحقائق الافتراضية والحوسبة السحابية لتعزيز جودة الخدمات ورفع مستوى الأمن السيبراني على مستوى المؤسسات.
ويعدّ المؤشر أداة مهمة لدعم صانعي القرار في المنطقة العربية لتعزيز جهودهم في تطوير الخدمات الحكومية الرقمية، ومتابعة مسيرة التحول الرقمي.