
- Arab News
- Articles
- English News
- Gallery
- International News
- Magazine
- Magazine Article
- UAB News
- Uncategorized

معالي المحافظ يحيى شنار: حزمة من المشاريع المطلوبة لإعادة بناء المرافق الأساسية
معالي محافظ سلطة النقد الفلسطينية يحيى شنار:
حزمة من المشاريع والمبادرات التنموية المطلوبة لإعادة بناء
المرافق الأساسية وتلبية الإحتياجات العاجلة في قطاعات حيوية
في دولة تُواجه تحدّيات سياسية وإقتصادية متعدّدة، تقف المصارف الفلسطينية كأحد أعمدة الصمود والتنمية، ودعم مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، بما يُسهم في تعزيز الإستقرار المالي والإجتماعي، وتحريك عجلة التنمية المستدامة، فلا تعد المصارف الفلسطينية مجرد مؤسسات مالية، بل هي شريك أساسي في بناء إقتصاد وطني قوي ومستقل. وبين دعم المشاريع الصغيرة وتعزيز الشمول المالي، وتطوير البنية التحتية للأنظمة المصرفية الإلكترونية، يقود القطاع المصرفي الفلسطيني رحلة مستمرة نحو إقتصاد أكثر إستدامة وقدرة على مواجهة التحدّيات.
دور المصارف في دعم الاقتصاد الفلسطيني ورفده بالنمو.. شراكة إستراتيجية من أجل تنمية مستدامة وإقتصاد قوي..
يقول محافظ سلطة النقد الفلسطينية يحيى شنار: «تضطلع المصارف الفلسطينية بدور حيوي في توفير التمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، التي تشكل حوالي 90% من إجمالي المنشآت الإقتصادية في فلسطين، وتكمن أهمية هذه المشاريع في كونها المحرّك الأساسي لخلق فرص العمل، والتخفيف من معدّلات البطالة المرتفعة، فضلاً عن دورها في تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الإعتماد على الإستيراد، ومن خلال توجيه الإئتمان نحو قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات، تدعم المصارف جهود التنمية، وتُحفّز الإستثمارات في قطاعات قادرة على تحقيق قيمة مضافة حقيقية، مما يُسهم في تقوية الإقتصاد الوطني وتعزيز صموده أمام التحدّيات.
كما أولت المصارف الفلسطينية إهتماماً كبيراً بتوسيع قاعدة الشمول المالي، إدراكاً منها لأهمية إشراك جميع فئات المجتمع في المنظومة المالية الرسمية، وقد شهدت هذه الجهود إطلاق منتجات وخدمات تستهدف الشباب والنساء والرياديين، إلى جانب تسهيل وصول الأفراد في المناطق المهمّشة إلى الخدمات البنكية. كما ساهم التحوُّل الرقمي في هذا التوسع، من خلال توفير خدمات الدفع الإلكتروني، والمحافظ الرقمية، والتطبيقات المصرفية الذكية، مما جعل الخدمات البنكية في متناول اليد، وساعد على خلق بيئة مالية أكثر شمولاً وإستدامة.
ولا يقتصر دور المصارف على التمويل فقط، بل يشمل إدارة السيولة داخل السوق الفلسطينية، عبر جمع المدّخرات وإعادة ضخها في الإقتصاد من خلال القروض والتسهيلات الإستثمارية، ويُعزّز هذا التوازن من قدرة النظام المالي الفلسطيني على مواجهة الأزمات ويضمن إستمرارية الحركة الإقتصادية، إضافة إلى ذلك، تساهم المصارف بشكل مباشر في دعم المالية العامة لمساعدة الحكومة للتغلُّب على الضغوط المتفاقمة، وتغطية جزء من إلتزاماتها المختلفة، خصوصاً ما يتعلق بنفقات الأجور ومتأخرات القطاع الخاص.
كما لا يُمكن إغفال دور المصارف الفلسطينية في خدمة المجتمع عند تقديم الخدمات المالية، فقد أولت إهتماماً خاصاً بتنفيذ برامج المسؤولية المجتمعية التي تدعم قطاعات التعليم والصحة والبنية التحتية، إلى جانب المبادرات الشبابية والريادية. ومن خلال هذه البرامج، تساهم المصارف في تعزيز قدرات الأفراد وتأهيل الكوادر البشرية لدخول سوق العمل بكفاءة، بما يسهم في تقليل نسب البطالة ودفع عجلة الإقتصاد نحو الأمام.
ورغم ما يُواجه الإقتصاد الفلسطيني من قيود وتحدّيات، أثبت القطاع المصرفي الفلسطيني قدرته على التكيُّف والصمود، مستنداً إلى سياسات رقابية حكيمة تقودها سلطة النقد الفلسطينية، والتي تحرص بشكل دائم على تعزيز متانة القطاع المصرفي وتطوير بنيته التحتية.
وبينما يُواصل القطاع المصرفي تطوير خدماته والإرتقاء بأدواته الرقمية، يزداد دوره أهمية في دعم خطط التنمية الوطنية، وبناء اقتصاد فلسطيني أكثر إستقلالية وقوة، قادر على مواجهة التحدّيات وتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني نحو مستقبل أكثر استدامة وإزدهاراً».
توجُّه المصارف لدعم الشمول المالي ولا سيما حيال المشروعات الصغيرة والمتوسطة..
يوضح المحافظ يحيى شنار «تُسهم المصارف الفلسطينية بشكل متزايد في تعزيز الشمول المالي، ولا سيما ما يتعلق بدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل العمود الفقري للإقتصاد الوطني. في إطار جهود سلطة النقد والمصارف لتعزيز الشمول المالي، تم وضع إستراتيجية وطنية تهدف إلى زيادة نسبة القدرات المالية لدى الشرائح المستهدفة في المجتمع، وتعزيز الوصول إلى الخدمات المالية الرسمية وإستخدامها من قبل الشرائح التي تعاني نسباً متدنية من الشمول المالي. كما تتضمّن الإستراتيجية الوطنية للشمول المالي للعام 2023-2025 العمل على بناء قدرات أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والناشئة على تحديد إحتياجاتهم من الخدمات المالية، من خلال تقديم التعليم والتوعية المالية بمواضيع تتعلق بالإدارة المالية، والتخطيط، والتسويق، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية للأنظمة المصرفية الإلكترونية.
وفي إطار دعم هذه المشروعات، قامت المصارف الفلسطينية بتطوير مجموعة من المنتجات المالية المبتكرة، مثل القروض المخصّصة للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة بأسعار فائدة صفرية وأوقات سداد مرنة.
كما تم إطلاق «حساب الشمول المالي» الذي يهدف إلى توفير الخدمات المصرفية الأساسية للفئات غير المشمولة، حيث يتميّز هذا الحساب بإمكانية فتحه من دون حد أدنى للرصيد، والإعفاء من الرسوم والعمولات. إلى جانب ذلك، تم إطلاق برامج تدريبية لتمكين أصحاب هذه المشاريع من إدارة شؤونهم المالية بشكل أكثر كفاءة.
أما بالنسبة إلى المبادرات التي تقودها سلطة النقد لتعزيز قدرة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، فقد قامت بإجراءات هامة عدة، من أبرزها إعتماد التعريف الوطني الموحّد للمنشآت الإقتصادية المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة والكبيرة الحجم، وإنشاء قاعدة بيانات شاملة لتسهيلات المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تساهم في تسهيل الوصول إلى التمويل، كما تم تحفيز المؤسسات المصرفية لتمويل هذه المنشآت عبر إصدار تعاميم للتسهيل من شروط الإقراض ومنح محفّزات للمصارف.
من جهة أخرى، قامت سلطة النقد بالربط مع وزارة الإقتصاد للإستعلام عن المنشآت المسجّلة لديها، مما يُسهم في تسهيل حصول المنشآت الصغيرة والمتوسطة على التسهيلات المناسبة، كما تم تأسيس صندوق «إستدامة» في العام 2021 بحجم 235 مليون دولار، بهدف تمويل القطاعات الإقتصادية المختلفة وتمكين المشاريع الإقتصادية من التعافي وزيادة دورة الإنتاج وتوفير فرص العمل.
وفي إطار دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، أطلقت سلطة النقد منصة «منشأتي» في العام 2021، التي تُعتبر المنصّة الإلكترونية الأولى في فلسطين. تهدف هذه المنصّة إلى تقديم خدمات الإرشاد والدعم الفني والإداري المتخصّص، وتسهيل الوصول لمصادر التمويل المتاحة.
تُسهم هذه الجهود والمبادرات بشكل كبير في تعزيز الشمول المالي ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في فلسطين، مما يُساهم في تنمية الإقتصاد الفلسطيني ورفع قدرة هذه المشاريع على مواجهة التحدّيات الإقتصادية».
ما هي المشاريع المطروحة لإعادة الإعمار والإنماء في دولة فلسطين؟ وما هو دور المصارف العربية والفلسطينية في دعم مسيرة الصمود الإقتصادي والإجتماعي؟
يؤكد محافظ سلطة النقد الفلسطينية يحيى شنار أنه «في إطار الجهود الرامية لإعادة الإعمار والتنمية في فلسطين وتعزيز صمود شعبها، هناك حزمة من المشاريع والمبادرات التنموية المطلوبة لإعادة بناء المرافق الأساسية وتلبية الإحتياجات العاجلة في قطاعات حيوية مثل التعليم، الصحة، الزراعة، والإسكان، إلى جانب تطوير البنية التحتية. وتشمل أبرز المشاريع المطروحة: إعادة إعمار قطاع غزة ومناطق شمال الضفة الغربية، من خلال إعادة بناء المنازل والمرافق العامة ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى مشاريع تنموية في الريف الفلسطيني، وتحسين شبكات الطرق والمياه والكهرباء، إلى جانب دعم الزراعة والصناعات المحلية. كما تحظى المشاريع الصحية والتعليمية والطاقة المتجددة بإهتمام كبير ضمن خطة التنمية المستدامة، غير أن عملية إعادة الإعمار تتطلب توفير الموارد المالية اللازمة للمباشرة بالإعمار، حيث إن الموارد المالية للحكومة الفلسطينية لا تُمكّنها من القيام بهذا الدور.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية دور المصارف العربية في توفير التمويل والدعم اللازم، من خلال التعاون مع الصناديق العربية والدولية، وتقديم تسهيلات ائتمانية ميسّرة، ودعم رواد الأعمال، وتعزيز المساهمات المجتمعية، والإستثمار في الطاقة النظيفة وتمويل التجارة المحلية. وتؤكد هذه الجهود التكامل بين العمل التنموي والمالي لتعزيز الصمود الإقتصادي والإجتماعي في فلسطين، بما يُسهم في بناء مستقبل أكثر إستقراراً وإزدهاراً.
في الخلاصة، تتمثل أهمية هذا التكامل بين المؤسسات المالية والتنموية في أن المصارف العربية والفلسطينية تلعب دوراً محورياً في مساعدة دولة فلسطين على الصمود الإقتصادي والإجتماعي، من خلال تمويل مشاريع إعادة الإعمار والتنمية، دعم القطاع الخاص، وتشجيع الإبتكار والنمو في مختلف المجالات. كل هذه المبادرات، بالإضافة إلى تضافر جهود المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية، يُسهم في تعزيز قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود في مواجهة التحدّيات الإقتصادية والسياسية».
البنك الدولي يؤكد صلابة الإقتصاد الأردني رغم تداعيات الإقليم
حزمة تمويلية جديدة بقيمة 1.1 مليار دولار للأردن
البنك الدولي يؤكد صلابة الإقتصاد الأردني رغم تداعيات الإقليم
كشفت الوثائق الرسمية للمشاريع التي تضمنتها حزمة التمويل التي أعلنت عنها مجموعة البنك الدولي لصالح المملكة الأردنية، أن الأردن أظهر قدراً كبيراً من الصلابة والقدرة على الصمود والحفاظ على إستقراره ونموّه في مواجهة الصدمات والأزمات الإقليمية والعالمية، حيث حافظت المملكة على متوسط معدل نمو ثابت قدره 2.5% على مدار العقد الماضي، إضافة الى إطلاق رؤية التحديث الإقتصادي في العام 2021.
وكانت مجموعة البنك الدولي قد أعلنت عن حزمة تمويلية جديدة بقيمة 1.1 مليار دولار للأردن في إطار الشراكة الإستراتيجية بين المملكة ومجموعة البنك لدعم مسيرة الإصلاح الاقتصادي. وتهدف حزمة التمويل الجديدة إلى حشد إستثمارات بقيمة 58.4 مليار دولار، ومضاعفة النمو الإقتصادي، وإستحداث مليون وظيفة جديدة، لتعزيز الإنتاجية وزيادة الصادرات وتعزيز النمو بقيادة القطاع الخاص.
وبحسب وثيقة البنك الدولي، ستدعم حزمة التمويل سياسات التنمية لتحقيق النمو والتنافسية في الأردن بقيمة 400 مليون دولار لدعم الإصلاحات الرئيسية التي تشملها رؤية التحديث الإقتصادي.
كما يستهدف المشروع تحسين الإجراءات الجمركية، وإستفادة المرأة من الإجراءات التي توفر حماية أقوى في سوق العمل، وزيادة قيمة المشتريات العامة الممنوحة لمنشآت الأعمال الصغرى والصغيرة والمتوسطة، وجمع تمويل إضافي من خلال حلول المختبرات التنظيمية لتطبيقات التكنولوجيا المالية.
كما يهدف برنامج سياسات التنمية تحقيق النمو والتنافسية في الأردن إلى تحسين القدرة التنافسية وجذب الاستثمار في القطاعات ذات الإمكانات العالية، ودعم الإصلاحات الرئيسية المشمولة بإطار رؤية التحديث الإقتصادي في الأردن.
وفي مجال الطاقة تفيد وثيقة البنك الدولي، بأن الأردن حقق قفزة نوعية في مجال الطاقة المتجددة، ورغم هذا التقدم، لا يزال قطاع الطاقة يواجه تحدّيات، أبرزها الأعباء المالية لشركة الكهرباء الوطنية.
وفي إطار مواجهة هذه التحدّيات، أطلقت الحكومة بالتعاون مع البنك الدولي «برنامج كفاءة قطاع الكهرباء وموثوقية إمداداته» بتمويل يصل إلى 500 مليون دولار، بهدف تحقيق خفض خسائر قطاع الكهرباء بأكثر من مليار دولار في حلول العام 2027، ورفع نسبة الطاقة المتجددة إلى 31% في حلول العام 2030.
وفي مجال الريادة والإبتكار، أظهرت وثيقة البنك الدولي، أن الأردن أثبت أنه واحد من أبرز أسواق رأس المال الإستثماري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث حلّ في المرتبة الرابعة بين عامي 2018 و2022.
ومع وجود أكثر من 8 آلاف خريج سنوياً في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، عزّزت المملكة بيئتها الريادية، ما أسهم في تأسيس شركات ناشئة وناجحة وجذب إستثمارات دولية. ولتعزيز البيئة الريادية، أطلق الأردن المرحلة الثانية من الصندوق الأردني للريادة بدعم من البنك الدولي بقيمة 50 مليون دولار، بهدف جذب استثمارات إضافية تصل إلى 150 مليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.
وفي ما يخص الحماية الاجتماعية شهد الأردن تطوراً نوعياً في نظام الحماية الاجتماعية خلال السنوات الأخيرة، حيث تضاعفت مخصّصات برنامج التحويلات النقدية منذ العام 2018 لتبلغ 190 ألف أسرة مستفيدة، في إطار جهود الحكومة لحماية الفئات الأكثر إحتياجاً من الصدمات الإقتصادية وتحدّيات تغيُّر المناخ.
وبالتعاون مع البنك الدولي أطلق الأردن «برنامج الحماية الاجتماعية القادرة على الصمود والإستدامة»، بتمويل 400 مليون دولار والذي يهدف إلى تحسين فرص التعليم والصحة وفرص العمل، وتعزيز الإستدامة المؤسسية عبر تحديث السجل الاجتماعي ليشمل 75% من السكان.
ويسعى البرنامج إلى تحقيق أهداف نوعية حتى العام 2027، تتمثل بوصول 1.2 مليون شخص للتحويلات النقدية، وإستفادة مليون شخص من برامج التكيُّف مع تغيُّر المناخ، وتوفير تأمين صحي لـ 150 ألف مواطن، وتدريب 1000 أخصائي إجتماعي معتمد، ودعم 10 آلاف شخص عبر برامج القطاع الخاص.
وأوضحت الوثيقة، أنه رغم هذه الإنجازات، يُواجه الأردن ضغوطاً متزايدة بسبب الأزمات الإقليمية وتدفق اللاجئين، الآثار السلبية لتغيُّر المناخ، الحاجة لتعزيز الشمول المالي والتمكين الإقتصادي.
الحوكمة الرشيدة في المصارف الأردنية تقلّل من فرص الفساد
الحوكمة الرشيدة في المصارف الأردنية تقلّل من فرص الفساد
وسوء الإدارة وترفع مستوى الشفافية والمساءلة
تبنّي معايير الحوكمة المؤسسية والبيئية والاجتماعية ضرورة حتمية
للمصارف الأردنية لمواكبة التطوُّرات العالمية وتعزيز إستدامتها
في عالم تتسارع فيه التحدّيات البيئية والإقتصادية والإجتماعية، لم تعد الشركات والمصارف كيانات معزولة عن محيطها، بل أصبحت مسؤولياتها تتجاوز تحقيق الأرباح إلى خلق قيمة مستدامة لجميع أصحاب المصلحة. وضمن هذا السياق، برزت معايير الإستدامة البيئية والإجتماعية والحوكمة (ESGs) كإطار شامل يعيد تعريف النجاح المؤسسي وفق أبعاد أكثر شمولية وتأثيراً.
لم يعد الإلتزام بالحوكمة الرشيدة وحماية البيئة وتحقيق العدالة الإجتماعية مجرد مبادئ أخلاقية، بل تحوّل إلى عنصر حاسم في قرارات المستثمرين والأسواق المالية، إذ أظهرت الدراسات أن الشركات التي تتبنّى معايير الإستدامة البيئية والإجتماعية والحوكمة تتمتع بأداء مالي أكثر إستقراراً، وقدرة أعلى على إدارة المخاطر، وثقة أكبر من العملاء والمستثمرين. ومع ذلك، فإن تطبيق هذه المعايير يُواجه عقبات تُراوح بين نقص الوعي، والتحدّيات التنظيمية، والقيود المالية، خصوصاً في الإقتصادات الناشئة والدول النامية.
المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة ومكوناتها الأساسية
تُمثل المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة مجموعة من المبادئ التي تركز على تحقيق التوازن بين الأهداف المالية والأهداف البيئية والاجتماعية والحوكمة. وتتكوّن من ثلاثة محاور رئيسية:
أولاً. البُعد البيئي (Environmental)، والذي يشمل العوامل المتعلقة بتأثير الشركات على البيئة، مثل إدارة الإنبعاثات الكربونية، إستخدام الموارد الطبيعية، وإدارة النفايات والطاقة المتجدّدة.
ثانياً. البُعد الإجتماعي (Social)، والذي يُغطي الجوانب المتعلقة بالعلاقات بين الشركات والمجتمعات، مثل معايير حقوق الإنسان، التنوّع والشمول، ظروف العمل، والمشاركة المجتمعية.
ثالثاً. بُعد الحوكمة (Governance)، والتي تتعلق بالإدارة الرشيدة للشركات، وتشمل هيكل مجالس الإدارة، الشفافية، مكافحة الفساد، والتقيُّد باللوائح القانونية.
تُساهم المعايير البيئية والإجتماعية والحوكمة في تعزيز الإستدامة المالية والمصرفية من خلال دورها الفعّال في تقليل المخاطر التشغيلية والمالية التي قد تنشأ عن الإستثمارات غير المستدامة، مما يُعزّز إستقرار الأسواق المالية ويضمن تحقيق نمو إقتصادي متوازن. كما أنها تعزّز ثقة المستثمرين من خلال توفير معايير شفافة وواضحة للإفصاح عن الأداء البيئي والإجتماعي والحوكمة، مما يجذب رؤوس الأموال الباحثة عن إستثمارات مسؤولة ومستدامة.
إضافة إلى ذلك، تسهم تلك المعايير في تحسين الكفاءة التشغيلية للمؤسسات المالية، حيث تؤدي السياسات البيئية الرشيدة إلى تقليل إستهلاك الموارد والطاقة، بينما تعزّز الممارسات الإجتماعية الإيجابية من رضى الموظفين وتحفّزهم على تحقيق إنتاجية أعلى. في المقابل، إن الحوكمة الرشيدة تقلّل من فرص الفساد وسوء الإدارة، مما يرفع من مستوى الشفافية والمساءلة، ويؤدي في النهاية إلى أداء مالي أكثر استدامة وربحية، كما تساهم في تقليل المخاطر التشغيلية والمالية الناجمة عن الإستثمارات غير المستدامة.
التحوُّلات العالمية في تبنّي المعايير البيئية والإجتماعية والحوكمة
إن الشروع في تبنّي المعايير البيئية والإجتماعية والحوكمة بشكل رسمي ليس بالأمر السهل، إذ يتطلّب إستثمارات كبيرة من حيث المال والموارد. ومع ذلك، فإن هناك العديد من الإحصاءات التي تثبت أن هذه الجهود تؤتي ثمارها على المدى الطويل. فعلى سبيل المثال، أفادت دراسة من S&P Global Market Intelligence بأن 80% من أكبر الشركات العالمية تتعرّض لمخاطر مادية أو متعلّقة بتحوُّلات السوق نتيجة تغيّر المناخ.
وبحسب التقديرات، يُتوقع أن تكلّف الظواهر الجوية المرتبطة بالمناخ الشركات حوالي 1.3 تريليون دولار في حلول العام 2026. كما أشارت دراسة صادرة عن PwC أن 76% من المستهلكين أكدوا أنهم سيتوقفون عن شراء منتجات الشركات التي لا تحترم البيئة أو الموظفين أو المجتمع الذي تعمل فيه.
من جهة أٌخرى، أظهر تقرير Business and Sustainable Development Commission أن وضع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDGs) في صميم الإستراتيجية الإقتصادية العالمية يُمكن أن يفتح فرصاً بقيمة 12 تريليون دولار سنوياً ويوفر 380 مليون وظيفة. كما أظهرت دراسة من S&P Global أن 53% من إيرادات أكبر 500 شركة في الولايات المتحدة و49% من إيرادات أكبر 1,200 شركة عالمياً تأتي من أنشطة تدعم أهداف التنمية المستدامة.
وتماشياً مع تصنيف الإتحاد الأوروبي للأنشطة المستدامة، فإن 27% من إيرادات أكبر 500 شركة أميركية و31% من إيرادات أكبر 1,200 شركة عالمية تأتي من أنشطة تتماشى مع هذا التصنيف.
وتظهر أبحاث McKinsey أن استراتيجيات المعايير البيئية والإجتماعية والحوكمة، يمكن أن تؤثر على الأرباح التشغيلية بنسبة تصل إلى 60%. ومن الملفت أيضاً أن الشركات التي تتمتع بأعلى معدلات رضى الموظفين تمتلك درجات تطبيق لتلك المعايير أعلى بنسبة 14% من المتوسط العالمي، ويرجع ذلك غالباً إلى أدائها البيئي القوي، كما جاء في تقرير Marsh & McLennan. علاوة على ذلك، أكد 88% من المستهلكين أنهم سيكونون أكثر ولاءً للشركات التي تدعم القضايا الإجتماعية أو البيئية.
تجربة الأردن في تبنّي المعايير البيئية والإجتماعية والحوكمة
تُعتبر تجربة الأردن في تبنّي معايير البيئية والمجتمع والحوكمة خطوة هامة نحو تحقيق التنمية المستدامة وتحسين الأداء المؤسسي في مختلف القطاعات. ورغم التحدّيات التي يُواجهها الأردن على الأصعدة الإقتصادية والبيئية والإجتماعية، فإن هناك إهتماماً متزايداً من الحكومة والقطاع الخاص بالإستثمار في المبادرات المستدامة التي تدعم هذه المعايير.
فعلى الصعيد البيئي، يُعد قطاع البيئة من أبرز المجالات التي تركز عليها السياسات الوطنية في الأردن. فالتحدّيات البيئية، بما في ذلك ندرة المياه والتأثيرات الناتجة عن تغيُّر المناخ، جعلت من السياسات البيئية عنصراً أساسياً في الإستراتيجيات المستقبلية. وقد تبنّت الحكومة الأردنية برامج تهدف إلى زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجدّدة، حيث يُعتبر الأردن من الدول الرائدة في المنطقة في هذا المجال، إذ حقق تقدماً ملحوظاً في إنتاج الطاقة من الشمس والرياح. كما تم إطلاق العديد من المشاريع مثل «مشروع محطة الشمس» للطاقة الشمسية في مناطق عدة في المملكة. كما وضعت الحكومة أهدافاً طموحة لتحقيق 50% من إحتياجاتها من الطاقة عبر مصادر متجددة في حلول العام 2030.
وفي ما يتعلق بالجانب الإجتماعي، يُولي الأردن أهمية كبيرة لتحقيق التنمية الإجتماعية من خلال تحسين مستوى حياة المواطنين وتعزيز العدالة الإجتماعية. وقد تم تطوير العديد من السياسات التي تهدف إلى تحسين الرعاية الصحية والتعليم، مع التركيز على توفير خدمات تعليمية وصحية شاملة للمواطنين، لا سيما في المناطق الريفية. كما تبذل الحكومة جهوداً مستمرة لدعم مشاركة المرأة في سوق العمل وتوفير بيئة عمل أكثر شمولاً. من جهة أخرى، فإن القطاع الخاص في الأردن قد بدأ أيضاً في تبنّي إستراتيجيات تهدف إلى تحسين التفاعل الإجتماعي ودعم المبادرات المجتمعية، وهو ما يعزّز من فكرة المسؤولية الإجتماعية للشركات.
على صعيد الحوكمة، يعمل الأردن على تعزيز الشفافية والمساءلة في مؤسسات الدولة، وقد تم تبنّي العديد من السياسات القانونية التي تهدف إلى تحسين أداء الحكومة والشركات. وقد تم إنشاء مؤسسات مستقلة لمراقبة الفساد وتعزيز الشفافية، مع تبنّي سياسات تشجع الشركات على نشر تقارير إستدامة تضمن إلتزامها بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة.
أحدُ أبرز المجالات التي شهدت تطوراً هو تحسين الحوكمة في القطاع الخاص، حيث أصبح من الضروري على الشركات الكبرى تبنّي معايير الإستدامة والشفافية من أجل تحقيق التميُّز المؤسسي في الأسواق المحلية والدولية.
أخيراً، ورغم التقدّم الملحوظ في تبنّي المعايير البيئية والإجتماعية والحوكمة، إلاّ أن الأردن يُواجه تحدّيات إقتصادية وبيئية تتطلب بذل مزيد من الجهود. من أبرز هذه التحدّيات الأزمة الإقتصادية التي تؤثر على قدرة الحكومة والقطاع الخاص على تنفيذ مشروعات ضخمة في مجالات الطاقة المتجددة أو تحسين البنية التحتية. كما تمثل مشكلة ندرة المياه تحدياً بيئياً مستمراً في الأردن، حيث يحتاج إلى حلول مبتكرة لإدارة هذه الموارد بشكل مستدام. ومع ذلك، فإن هناك فرصاً كبيرة يمكن أن يستفيد منها الأردن في تعزيز إستراتيجيات تطبيق المعايير البيئية والإجتماعية والحوكمة، مثل التوسُّع في إستخدام الطاقة المتجدّدة، وتشجيع الإبتكار في التقنيات البيئية، وتحسين القدرة على جذب الإستثمارات الخارجية في المجالات الخضراء والمستدامة.
أثر تطبيق المعايير البيئية والإجتماعية والحوكمة على المصارف الأردنية
تُعد المعايير البيئية والإجتماعية والحوكمة من العوامل الحاسمة في تعزيز الإستدامة والشفافية في القطاع المصرفي. ومع تزايد التحدّيات البيئية والإجتماعية، أصبح من الضروري للمصارف الأردنية تبنّي تلك المعايير لضمان إستدامتها وتعزيز ثقة المستثمرين والعملاء.
وتتضمّن تلك المعايير البيئية والإجتماعية والحوكمة ثلاثة محاور رئيسية في المصارف. أولًا، الحوكمة المؤسسية، والتي تتعلّق بالإدارة الرشيدة للمصارف، مثل إستقلالية مجلس الإدارة، الشفافية، والمسؤولية في إتخاذ القرارات. ثانياً، الممارسات البيئية، التي تشمل تقليل البصمة الكربونية، الإستثمار في المشاريع المستدامة، وتطبيق معايير المسؤولية البيئية في العمليات المصرفية. وثالثاً، الممارسات الإجتماعية، التي تتعلق بحقوق الموظفين، التنوّع والشمول، المسؤولية الاجتماعية، ودعم المجتمعات المحلية.
ويؤدي تطبيق تلك المعايير إلى تحسين الإستقرار المالي، حيث تعزّز الشفافية والمساءلة، مما يقلّل من المخاطر المالية، ويُسهم في إستقرار المصارف الأردنية. كما أن تبنّيها يزيد من جاذبية المصارف للمستثمرين، إذ يُفضّل المستثمرون المؤسسات التي تلتزم الإستدامة، وتقلّل من المخاطر التشغيلية والمالية. إضافةً إلى ذلك، تساهم الممارسات البيئية والإجتماعية في تحقيق التنمية المستدامة، حيث تعزّز الأداء الإقتصادي والإجتماعي على المدى الطويل. كما أن تبنّي هذه المعايير يساعد المصارف الأردنية على الإمتثال للمتطلبات التنظيمية العالمية، مما يفتح المجال أمام شراكات وفرص تمويل دولية.
لكن ورغم الفوائد الكبيرة لتطبيق المعايير البيئية والإجتماعية والحوكمة، إلاّ أن المصارف الأردنية تواجه عدداً من التحدّيات في هذا المجال. من بين هذه التحدّيات، التكلفة العالية لتطبيق هذه المعايير، حيث يتطلّب تنفيذ إستراتيجياتها إستثمارات كبيرة في البنية التحتية والتكنولوجيا. كما أن التحدّيات التشريعية والتنظيمية تشكل عائقاً، حيث تحتاج المصارف إلى دعم حكومي وإطار تنظيمي واضح يسهل تبنّي هذه المعايير.
ولتعزيز تطبيق المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، يجب على المصارف الأردنية تعزيز الشفافية والإفصاح عن سياساتها البيئية والإجتماعية والحوكمة. كما ينبغي الإستثمار في التكنولوجيا الخضراء لتعزيز الكفاءة البيئية في العمليات المصرفية. علاوة على ذلك، يُمكن للمصارف توفير برامج تدريبية لتعزيز وعي الموظفين والمستثمرين حول أهمية تلك المعايير. كما أنه من الضروري تعزيز التعاون مع الجهات التنظيمية لتطوير سياسات داعمة لتطبيق الحوكمة المؤسسية والبيئية والإجتماعية، مما يُسهم في تسهيل تبنّي هذه المعايير على نطاق أوسع.
وفي الخلاصة، يُعد تبنّي معايير الحوكمة المؤسسية والبيئية والاجتماعية ضرورة حتمية للمصارف الأردنية لمواكبة التطورات العالمية وتعزيز استدامتها. ومن خلال تعزيز الشفافية والإستثمار في المشاريع المستدامة، يُمكن للمصارف تحقيق نمو إقتصادي قوي وتعزيز دورها في تحقيق التنمية المستدامة في الأردن.
إدارة الأبحاث والدراسات – إتحاد المصارف العربية
د. غسان سلامة تسلّم دعوة من الأمين العام لإتحاد المصارف العربية
وزير الثقافة اللبناني د. غسان سلامة تسلّم دعوة من
الأمين العام لإتحاد المصارف العربية د. وسام فتوح
للمشاركة في مؤتمر إقتصادي دولي في باريس
تسلّم وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة دعوة رسمية من الأمين العام لإتحاد المصارف العربية الدكتور وسام فتوح، للمشاركة في مؤتمر دولي برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 20 حزيران/ يونيو 2025 في العاصمة الفرنسية باريس بعنوان: «الصمود الإقتصادي في ظلّ المتغيّرات الجيوسياسية».
وأطلع الدكتور فتوح، د. سلامة، الذي إجتمع به في مكتبه في المكتبة الوطنية – الصنائع في العاصمة بيروت، على التحضيرات الجارية للمؤتمر الذي يقوم بها إتحاد المصارف العربية بالتعاون مع جمعية المصارف الفرنسية، والفدرالية المصرفية الأوروبية، وإتحاد المصارف الفرنكوفونية، والفدرالية المصرفية الدولية، حيث سيتم مناقشة فاعليات كيفية الصمود الإقتصادي في ظلّ المتغيّرات الجيوسياسية، وتسريع النمو الإقتصادي في أوروبا والعالم العربي، ومتطلّبات التعاون الإقتصادي والمصرفي مع أفريقيا، والتحدّيات الجديدة التي تواجه التجارة العالمية، وبرامج مساعدة الدول التي شهدت أزمات في إحياء وإعادة هيكلة قطاعها المصرفي – الجيوسياسية».
كما يسبق فاعليات القمّة، مؤتمر مشترك مع غرفة التجارة الدولية (ICC) – باريس، حول أهمية التحكيم في القطاع المصرفي والتجاري (بدورته الثانية)، وذلك في 19 حزيران/ يونيو 2025 في مقرّ Institut du Monde Arabe (IMA) في باريس.
بمشاركة من بنك الشام بتعاون مثمر بين جامعة دمشق وهيئة التميُّز والإبداع
بمشاركة فعّالة من بنك الشام
إفتتاح وحدة دعم النشر الأكاديمية الدولية في جامعة دمشق
كأول مركز متخصّص من نوعه في سورية
بتعاون مثمر بين جامعة دمشق وهيئة التميُّز والإبداع، وبمشاركة فعّالة من بنك الشام ورعايته لتعزيز جودة البحث العلمي ورفع تصنيف الجامعة عبر تسهيل نشر الأبحاث العلمية في المجلات و الدوريات العالمية المحكّمة، إفتتح معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي وحدة دعم النشر الأكاديمية الدولية في جامعة دمشق، كأول مركز متخصّص من نوعه في الجمهورية العربية السورية.
ويُعدُّ هذا المشروع ثمرة تعاون مثمر بين القطاعين العام والخاص، حيث يُجسّد إلتزام بنك الشام وشركائه بدعم الإبتكار وإبراز إنتاج عقول الباحثين السوريين.
جابر: حريصون على عودة القطاع المصرفي ومعالجة الفجوة المالية
(النهار)-30/04/2025
أكد وزير المال ياسين جابر أن وزارة المال والحكومة والمجلس النيابي حريصون أشد الحرص على ضرورة عودة القطاع المصرفي بفعالية من خلال كل إجراء يلزم للوصول إلى هذا الهدف.
ورأى جابر أمام وفدٍ من جمعية المصارف برئاسة سليم صفير زاره اليوم في مكتبه في وزارة المالية أن إقرار قانون التعديلات على السرية المصرفية، وقيام لجنة المال والموازنة البدء بإعادة دراسة قانون تنظيم القطاع المصرفي ما هي إلاّ خطوات تصب في هذا الهدف والتي ستنعكس نتائجها إيجاباً في خدمة عودة القطاع المصرفي مشيراً الى أن حاكم مصرف لبنان وفريق عمله بدأوا التحضيرات لإعداد الدراسة اللازمة لقانون الفجوة المالية لمعالجة موضوع الودائع.
وقد استعرض جابر ووفد الجمعية لكل المرحلة التي سبقت وتلت إقرار قانون تعديل السرية المصرفية وإحالة قانون تنظيم القطاع المصرفي في لبنان إضافة إلى أجواء اللقاءات التي عقدها والوفد اللبناني الى اجتماعات الصندوق والبنك الدولي في واشنطن وما تم عرضه والخطوات التي ينوي لبنان إتخاذها بما يدفع بالقطاع المصرفي إلى استعادة دوره الذي يشكل عصباً رئيسياً إلى جانب الاستقرارين الأمني والسياسي في تدفق المساعدات والاستثمارات إلى لبنان.
والتقى جابر السفير القطري في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني الذي جدد موقف بلاده الداعم للبنان وبدوره شكر جابر للسفير القطري لموقف وزير مالية قطر في اجتماعات الطاولة المستديرة التي انعقدت في واشنطن لدعم تمويل إعادة الإعمار في لبنان.
وكان جابر استقبل وفداً من معهد الشرق الأوسط KEI في واشنطن برئاسة Sturat Jones والذي يعد من ابرز مراكز الدراسات في الولايات المتحدة ويقوم بجولة استطلاعية الى لبنان حيث اطلعوا من وزير المالية على خطة وزارة المالية الإصلاحية من ضمن الخطة الإصلاحية البنيوية للحكومة للنهوض بالقطاعات كافة مع إعادة انتظام العمل الدستوري والبدء بمرحلة جديدة مشارفها استعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان.
تجدر الإشارة إلى أن لزيارة وفد المعهد المذكور دلالات لافتة تضفي نوعاً من الإيجابية خصوصاً بعدما مضى فترة زمنية طويلة على انقطاع مراكز دراسات وأبحاث متخصصة على هذا المستوى الى لبنان.
سداد أموال المودعين بنسبة مئوية موحّدة هو الحل الأفضل
(النهار)-30/04/2025
إنّ جميع الخطط السابقة والمقترحة ومنها خطة صندوق النقد الدولي، تدعو إلى الحفاظ وحماية ودائع صغار المودعين. كما تدعو إلى شطب ودائع كبار المودعين أو تحويل قسم منها إلى سندات طويلة الأجل وإلى الليرة، بسعر متدنٍّ، ممّا سيُفقد الودائع الكبيرة معظم قيمتها.
إنّ التمييز وإعطاء الأفضلية لصغار المودعين هو غير شرعي وغير قانوني. ذلك، أنّ الفقرة «ج» من مقدّمة الدستور نصّت بوضوح كامل على المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين.
من المؤكّد أنّ الخطط التي لا تبالي بوضع المودعين الكبار ومصيرهم سيكون مصيرها الفشل في إعادة الثقة وتوفير السيولة وتعافي الإقتصاد. إنّ شطب هذه الودائع سيؤدّي إلى تدهورالثقة وتردّي الوضع المالي والاقتصادي.
الحل العادل والأمثل هو سداد الودائع بالدولار «الفرش» لكل مودع في موازنة المصارف على أساس نسبة مئوية موحّدة، بغضّ النظر عن حجم الوديعة (25% لكل مودع خلال سنة كاملة). هذا المبلغ يوازي 20 مليار دولار من احتياطي مصرف لبنان بالأصول الأجنبية البالغ 41 مليار دولار.
ما تبقّى من الودائع قد تُعتبر ودائع ادّخارية تستحق خلال 4 سنوات. إنّ الاحتياطي المتبقّي في مصرف لبنان سيبقى الأكبر في العالم نسبة لحجم اقتصاده، ويستطيع تمويل ميزان المدفوعات الخارجي لسنوات عدة.
ونتائج هذا السداد المتوازي هي: إعادة الثقة للبنانيِّين والأجانب بالقطاع المصرفي، توفير السيولة المالية الضرورية وإعادة عمل الوساطة المالية للمصارف خلال فترة قصيرة، وكذلك تحفيز النشاط الاقتصادي، لأنّ صاحب المال (المودعون الكبار) هو المستثمر والموظف، والمُموّل بالدرجة الأولى، ولن ينهض الإقتصاد من خلال المودعين الصغار فقط.
إنّ استهداف زيادة الإقتراض الأجنبي كبديل للموارد الوطنية سيُثقل كاهل الدولة بالديون مرّة ثانية، بالإضافة إلى أنّ استعمالها يتصف بمستوى فعالية منخفض بسبب ضعف إدارة القطاع العام.
القطاع الخاص هو الوحيد الذي يُعطي الأمل باستعمال موارده بفعالية ونجاح. فعلى النظام أن يتّجه نحو تحفيز دخول رؤوس الأموال الخاصة مع توفير السيولة المحلية.
وبرامج صندوق النقد الدولي لا تعطي بالضرورة الثقة والسيولة للقطاع الخاص، إنما تُنمّي الاستمرارية في الاعتماد على الخارج والحفاظ على قطاع عام ذي كفاية منخفضة.
التحولات الأخيرة في السعودية
(النهار)-30/04/2025
*عبدالله العلمي
أكتب مقالي اليوم من المنطقة الشرقية، أكبر مناطق السعودية من حيث المساحة ومركز الطاقة الرئيسي في المملكة؛ وهي موطن لاثنين من أكبر حقول النفط البرية والبحرية في العالم من حيث الاحتياطيات (الغوار والسفانية). هنا، تعيد السعودية تموضعها في نادي الكبار، فقد جاءت في المرتبة الأولى من حيث الرصيد التراكمي للاستثمار الأجنبي المباشر، بنسبة تقدّر بنحو 42%، وبقيمة تبلغ 366 مليار ريال.
كذلك احتفلت الرياض في أبريل (نيسان) الحالي بمرور 9 أعوام على إطلاق رؤية السعودية 2030، حيث تحوّل الاقتصاد السعودي من الاعتماد على النفط إلى التنوع في الإيرادات والأنشطة الداعمة للناتج المحلي. من الأمثلة على هذا التحوّل الناجح أن النفط اليوم ليس المتحكّم الرئيسي بالخطط التنموية، بل إن القطاع غير النفطي السعودي يمثل أكثر من نصف الاقتصاد، كما أن الإيرادات الحكومية “غير النفطية” صعدت إلى 40% مقابل 27% في 2015.
رغم التراجعات في الاقتصادات العالمية، فإن المملكة شهدت تقدّمًا ملموساً في العديد من المجالات، حيث توضح البيانات الرسمية أن 93% من مؤشرات الأداء قد حققت مستهدفاتها في نهاية عام 2024. لعلي أضيف أن 34 شركة عالمية دشّنت مكاتبها الإقليمية في المنطقة الشرقية من السعودية حتى مطلع 2025، ضمن برنامج جذب مقرّات الشركات الذي تقوده الجهات المعنية. أضيف أن عدد التراخيص الاستثمارية الأجنبية في تلك المنطقة التي أصدرتها الوزارة حتى مطلع عام 2025م بلغ 5456 ترخيصاً، وأسهمت في توظيف ما يزيد عن 53 ألف شخص، بنسبة توطين ناهزت الـ 36%.
آخر الكلام. أثبتت التحوّلات الأخيرة في السعودية أثرها الكبير على النمو الاقتصادي؛ ففي عام 2024، سجّلت المملكة نموًا بنسبة 1.3%، بينما نما الناتج المحلي غير النفطي بنسبة 3.9% ليصل إلى 2.55 تريليون ريال، كما توسعت الأنشطة غير النفطية بنسبة 4.3%، مما يعكس تقدمًا جيداً في جهود الرياض لتنويع مصادر الدخل.
هل الولايات المتحدة بصدد إضعاف الدولار من جديد؟
(النهار)-30/04/2025
*خالد جمال الخطيب
في عام 1985، شهد العالم توقيع “اتفاق بلازا” بين الولايات المتحدة واليابان وألمانيا الغربية وفرنسا والمملكة المتحدة. جاء هذا الاتفاق استجابةً للارتفاع الحاد في قيمة الدولار الأميركي، الذي أضر بالصادرات الأميركية وساهم في تفاقم العجز التجاري. اتفقت الأطراف الموقعة على التدخل المنسّق في أسواق العملات لخفض قيمة الدولار، مما أدى إلى تراجعه بنسبة تقارب 50% في مقابل الين الياباني، ونحو 45% في مقابل المارك الألماني خلال عامين فقط.
ورغم أن الاتفاق ساهم في تحسين القدرة التنافسية للمنتجات الأميركية، إلا أن انعكاساته على الاقتصاد الياباني كانت عميقة، إذ دخلت اليابان لاحقاً في دورة طويلة من الانكماش والركود، نتيجة فقاعة الأصول التي انفجرت مع بداية التسعينات.
هل تعود الولايات المتحدة إلى سياسة الدولار الضعيف؟
في ظل الضغوط الاقتصادية المتزايدة، بدءاً من تصاعد العجز التجاري وصولاً إلى التباطؤ الاقتصادي العالمي، تبرز تساؤلات حيال ما إذا كانت الولايات المتحدة تعتمد ضمناً سياسة تهدف إلى إضعاف الدولار.
تراجع قيمة الدولار يمكن أن يدعم الاقتصاد الأميركي من خلال تعزيز القدرة التنافسية للصادرات وخفض الطلب على السلع المستوردة.
في الوقت ذاته، الدولار الأضعف يؤدي إلى تخفيف عبء الديون الأميركية المقومة بالدولار، وهو ما يمثل فائدة إضافية للحكومة في ظل ارتفاع مستويات الدين السيادي.
مع ذلك، ينبغي التنبه إلى أن استمرار ضعف الدولار قد ينعكس سلباً على مكانة العملة كملاذ آمن عالمي، مما يثير مخاوف على الاستقرار المالي على المدى الطويل.
هل تتفادى الصين مصير اليابان؟
منذ عام 2021، عملت الصين بوضوح على تقليل انكشافها على الدولار الأميركي. فقد خفضت حيازتها من سندات الخزانة الأميركية من مستوى 1.1 تريليون دولار إلى نحو 759 مليار دولار بحلول عام 2024، وفقاً لبيانات وزارة الخزانة الأميركية.
في المقابل، عززت الصين احتياطياتها من الذهب من 63 مليون أوقية في عام 2020 إلى 73 مليون أوقية في عام 2024، وهو توجه يعكس رغبتها في تنويع أصولها الاحتياطية والتحوط من تقلبات العملة الأميركية.
وتشير هذه الاستراتيجية إلى إدراك صيني واضح للدروس المستخلصة من التجربة اليابانية، إذ تسعى بكين إلى تجنب الوقوع في الفخ نفسه المرتبط بإفراط الاعتماد على الدولار الأميركي، خصوصاً في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة مع الولايات المتحدة.
معادلة معقدة في النظام المالي العالمي
إن سعي الولايات المتحدة إلى تخفيف قوة الدولار، في مقابل تحرك الصين لفك ارتباطها التدريجي بالعملة الأميركية، يرسم ملامح مواجهة اقتصادية استراتيجية جديدة.
وفي ظل تصاعد السياسات الحمائية، وعودة الحديث عن فرض رسوم جمركية إضافية، تبدو الأسواق المالية مقبلة على مرحلة من التقلبات الحادة وعدم اليقين.
وعليه، من المرجح أن يبقى المستثمرون مترددين في اتخاذ قرارات استثمارية كبيرة حتى تتضح اتجاهات السياسة النقدية الأميركية وتحركات العملات الرئيسية.