الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، سيرجيو بيمينتا، نائب رئيس مؤسسة التمويل الدولية لشؤون قارة أفريقيا
أعلنت مؤسسة التمويل الدولية عن تعاونها مع الحكومة المصرية لتقديم إستشارات متخصّصة للحكومة المصرية، بهدف دعم شراكات القطاعين العام والخاص في قطاع المطارات، لتحسين البنية التحتية، والربط وخدمات المسافرين.
وفي إطار هذه الشراكة، ستقدم مؤسسة التمويل الدولية استشارات متخصّصة لوزارة الطيران المدني لإعداد إستراتيجية تستهدف تطوير الشراكات مع القطاع الخاص في 11 مطاراً عبر مصر، وهو ما يُمثل جزءاً كبيراً من حركة السفر الجوية المحلية والدولية في البلاد.
كما ستعمل المؤسسة كمستشار رئيسي للصفقات على تقديم الإستشارات الخاصة بمعاملات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مطار الغردقة الدولي، وذلك كمشروع تجريبي، بإعتباره ثاني أكثر المطارات إزدحاماً من حيث حركة المسافرين والطيران على مدار العام في مصر.
وقد تم تحديد قطاع المطارات كقطاع إستراتيجي لتوسيع نطاق الشراكة مع القطاع الخاص، وذلك في إطار برنامج الطروحات الذي أطلقته الحكومة المصرية في يونيو/ حزيران 2023 وتدعمه مؤسسة التمويل الدولية.
تعديل إتفاق إنشاء البنك الأوروبي لإعادة الإعمار
للتوسع في أفريقيا جنوب الصحراء والعراق
من جهة أخرى، وافق مجلس النواب في جلسته العامة، على قراري مجلس محافظي البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية رقمي (259) و(260) حيال «تعديل إتفاق إنشاء البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية»، لتمكين التوسع الجغرافي لعمليات البنك في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والعراق، وإزالة القيود القانونية على رأس المال الخاص بالعمليات العادية.
وأوضحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الإقتصادية والتعاون الدولي، ومحافظ مصر لدى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، «أن مصر تدعم توسيع نطاق عمليات البنك الأوروبي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والعراق».
تأسيس تحالف مصري لإعادة الإعمار
على صعيد آخر، وفي خطوة تهدف إلى التكامل الإقتصادي بين الشركات المصرية وتعزيز حضورها في الأسواق العربية، أعلنت 41 شركة خاصة في مصر عن إتفاقها على تأسيس شركة مساهمة جديدة، تحمل إسم «التحالف العربي للإستثمار الصناعي»، هدفها التوسُّع في الدول العربية والمشاركة الفعّالة في عمليات إعادة الإعمار، ما يُساهم في تعزيز الإستثمارات الصناعية المشتركة، وفتح آفاق جديدة للتعاون الإقتصادي.
مصر تسمح لـ 8 شركات بإستخدام التكنولوجيا المالية في أنشطتها
على صعيد غير متصل، وافقت الهيئة العامة للرقابة المالية في مصر على السماح لثلاث شركات سمسرة في الأوراق المالية بمزاولة نشاطها بإستخدام جميع مجالات التكنولوجيا المالية للمرة الأولى، وهي: تيلدا، وبلتون، وثاندر.
وتشمل مجالات إستخدام التكنولوجيا المالية عمليات التحقق من الهوية، والمصادقة، والتعرُّف على العميل، إضافةً إلى إبرام العقود على المنتجات المالية غير المصرفية إلكترونياً. كما وافقت الهيئة على تمكين خمس شركات مالية غير مصرفية من تقديم خدماتها بإستخدام التكنولوجيا المالية، من بينها: «حالاً للتمويل الإستهلاكي»، و«بي تك للتمويل» و«يو للتمويل الإستهلاكي».
يُذكر أن رؤساء المؤسسات الدولية، ومنظمات الأمم المتحدة، كانت قد أشادت بالخطوة التي إتخذتها الحكومة لإطلاق الإستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل في مصر E-INFF، مؤكدة أهميتها في ظل التحديّات العالمية، من أجل وضع نهج مستدام وشامل للآليات التمويلية المختلفة من أجل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة. وكانت قد أطلقت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي مؤخراً، الإستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل في مصر، التي تم إعدادها بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
القيادة الديناميكية التي تُشكل مستقبل العالم العربي
الشيخ طحنون بن زايدمن بين أقوى 100 شخصية عربية في 2025
عندما تكون أقوى مئة شخصية عربية لعام 2025 تنتمي إلى مجالات التكنولوجيا والمال والأعمال والطاقة، يُمكن القول عن حق إن المنطقة واعدة وإن قياداتها الشابة تستثمر في المستقبل وتساهم في تشكيل المشهد العالمي، بعيداً من الحروب والنزاعات التي تفتك بمنطقتهم.
يعكس هذا التصنيف الذي أعدته «غلف بزنس» القيادة الديناميكية التي تُشكل مستقبل العالم العربي، فمن خلال الإستثمارات الإستراتيجية، والتقدم التكنولوجي، والقيادة المالية، وإلتزام المساواة بين الجنسين، والفن، لا يُحدث هؤلاء الأفراد تحوّلاً في المنطقة فحسب، بل يُقدمون أيضاً مساهمات كبيرة في التقدم العالمي.
وليس مستغرباً أن يتصدر قائمة الشخصيات التي تستثمر في المستقبل الشيخ طحنون بن زايد، نائب حاكم إمارة أبوظبي ومستشار الأمن الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة. فمجلة «تايم» الأميركية صنفته في العام الماضي بين الشخصيات الأكثر تأثيراً في الذكاء الإصطناعي. وبصفته رئيس إمبراطورية تبلغ قيمتها 1,5 تريليون دولار، بما فيها صندوقان للثروة السيادية، يُوجه الشيخ طحنون مليارات الدولارات إلى مبادرات تساعد في تحويل الدولة الخليجية إلى مركز عالمي للذكاء الاصطناعي.
وتشكل شركة G42، وهي تكتل للذكاء الاصطناعي تأسس في العام 2018 وبرز كعملاق تكنولوجي في الشرق الأوسط، بأعمال تتراوح من التكنولوجيا الحيوية إلى المراقبة، جزءاً مهماً من هذه الامبراطورية.
وإستحوذت زيارة الشيخ طحنون لواشنطن بإهتمام إعلامي واسع، لا للقاءات التي عقدها مع الرئيس دونالد ترامب ووزاء أميركيين فحسب، وإنما أيضاً بسبب الإتفاقات التي وقعت خلالها، بما فيها إعلان كل من «القابضة» الإماراتية التي تركز على الإستثمار في البنية التحتية الأساسية وشبكات التوريد، و«إنرجي كابيتال بارتنرز»، أكبر شركة خاصة تعمل في قطاع توليد الطاقة والطاقة المتجددة في الولايات المتحدة، عن إبرام شراكة بالمناصفة لتأسيس مشروع مشترك مقره الولايات المتحدة، لإستثمار 25 مليار دولار في مشاريع جديدة لتوليد الطاقة.
كذلك، أعلن خلال الزيارة عن إنضمام شركتي «إنفيديا» و«إكس إيه آي» إلى «الشراكة في البنية التحتية للذكاء الإصطناعي»، والتي تهدف إلى دعم وتسريع تطوير الذكاء الإصطناعي والتقنيات المتقدمة.
ومع أن العلاقة الاقتصادية الوثيقة بين واشنطن وأبوظبي تعود إلى أكثر من عقد من الزمان، إلا أن الشيخ طحنون نجح في إعطائها بُعداً إضافياً مع ثورة الذكاء الاصطناعي.
يضم التصنيف أيضاً أسماء فاعلة في مختلف المجالات، منهم وزير الصناعة والتكنولوجيا الإماراتي سلطان الجابر الذي حل في المركز الثاني بالقائمة، ومؤسس شركة «إعمار» الإماراتية محمد العبار (في المركز السابع)، والرئيس التنفيذي لـ «أرامكو السعودية» أمين ناصر (في المركز الثامن)، ورئيس مجلس إدارة جمعية الصحافيين الإماراتية وعضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي للصحافيين محمد الحمادي (في المركز التاسع)، ورجل الأعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال (في المركز العاشر)؛ إلى جانب الرئيسة التنفيذية لمجموعة بنك أبوظبي الأول هناء الرستماني (في المركز 15)، ورئيسة مجلس إدارة شركة صناعة الساعات الفخمة “سواتش” نائلة حايك (في المركز 47)، والرئيسة التنفيذية لشركة البترول الوطنية الكويتية وضحة أحمد الخطيب (في المركز 63)، إضافة إلى الرئيسة التنفيذية لموقع “ممز وورلد” منى عطايا (في المركز 66)، والمصمم اللبناني العالمي ايلي صعب (في المركز 73)، وشقيقتين رائدتين في عالم التجميل هما هدى ومنى قطان (في المركز 82)، والمخرجة اللبنانية نادين لبكي (في المرتبة 99).
في الخلاصة، إن تصنيف «غلف بزنس» لأقوى 100 شخصية عربية لعام 2025 مقياس مهم لتطور القيادة العربية وتأثيرها المتنامي على الساحة العالمية، وهو يؤكد أن القادة العرب لا يقودون التنمية في منطقتهم فحسب، بل صاروا لاعبين أساسيين في تشكيل الاقتصاد العالمي والتقنيات المستقبلية.
أرباح أكبر 10 بنوك مصرية تتضاعف إلى 420.5 مليار جنيه خلال عام
ضاعفت أكبر 10 بنوك تجارية مصرية ربحيتها إلى 420.5 مليار جنيه في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2024، مقابل 212 مليار جنيه في نهاية العام 2023، وفق بيانات البنك المركزي المصري.
وأظهرت البيانات إستحواذ البنوك العشرة الكبار على 78.6% من إجمالي أرباح بنوك القطاع المصرفي البالغة 534.9 مليار جنيه.
وتشمل البنوك الكبرى كلاً من الأهلي المصري، وبنك مصر، والتجاري الدولي، والقاهرة، والعربي الإفريقي الدولي، والأهلي قطر الوطني، وأبوظبي الأول، وفيصل الإسلامي، والبنك الزراعي، و«إتش إس بي سي».
وعزا محلّل قطاع البنوك في أحد بنوك الإستثمار، النمو الملحوظ في أرباح القطاع المصرفي المصري خلال العام 2024، إلى ارتفاع أسعار الفائدة التي قفزت بدخول البنوك من العائد.
قفزة في أصول وودائع البنوك الكبرى
وإرتفعت أصول أكبر 10 بنوك إلى نحو 16.5 تريليون جنيه في نهاية العام 2024، مقابل 11.13 تريليون جنيه في نهاية العام 2023، مستحوذة على 78.8% من أصول القطاع المصرفي البالغة 20.8 تريليون جنيه.
وتستحوذ أرصدة قروض البنوك الكبرى على 79.3% من إجمالي قروض القطاع المصرفي خلال العام 2024، لتسجل 6.6 تريليونات جنيه في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2024، بحسب البيانات.
كما إرتفعت إستثمارات البنوك الكبرى في الأوراق المالية وأذون الخزانة بنحو 1.35 تريليون جنيه خلال العام الماضي (2024)، لتسجل 5.4 تريليون جنيه في ديسمبر/ كانون الأول 2024، مستحوذة على 80.6% من إجمالي استثمارات القطاع المصرفي في الأوراق الحكومية.
وقفز إجمالي أرصدة ودائع البنوك العشرة الكبار بأكثر من 2.5 تريليون جنيه خلال العام الماضي (2024)، لتسجل 10.427 تريليون جنيه، مستحوذة على 77.3% من إجمالي أرصدة الودائع بالبنوك والبالغة 13.481 تريليون جنيه في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2024.
البنوك الكبرى تُصدر 5 ملايين بطاقة إئتمان في نهاية العام 2024
وأصدرت أكبر 10 بنوك 467.733 ألف بطاقة إئتمان خلال العام 2024، لتقفز إلى 5.118 مليون بطاقة في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2024.
وكشف «المركزي المصري» عن إرتفاع عدد بطاقات الخصم بالبنوك الكبرى خلال العام الماضي (2024) بنحو 22.613 مليون بطاقة، وإرتفاع البطاقات المدفوعة مقدماً في هذه البنوك إلى 26.855 مليون بطاقة في نهاية العام 2024، مقابل 25.367 مليون بطاقة العام السابق له.
وأضافت البنوك العشرة الكبرى 1.196 ألف ماكينة صراف آلي جديدة خلال العام 2024، ليصل إجمالي عدد الماكينات التابعة 19.570 ألف ماكينة في نهاية العام 2024، مقابل 18.374 ألف ماكينة في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2023.
عاكف المغربي، الرئيس التنفيذي والعضو المُنتدب لبنك قناة السويس
تصدّر بنك قناة السويس غلاف مجلة The Business Fame، كأفضل بنك لإدارة الخزانة في مصر في العام 2025، وهو ما جاء تقديراً لجهود البنك المستمرة وإستراتيجياته في تقديم حلول مُبتكرة لإدارة الخزانة.
وقد سلّطت المجلة الضوء على قصة نجاح البنك في مجال إدارة الخزانة، والحرص على تقديم خدمات ومنتجات شاملة تُلبي إحتياجات كافة عملائه، مع تحقيق التوازن في إستخدام التكنولوجيا المتطوّرة، والحفاظ على مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية ESG، وهو ما يُساهم بدوره في دفع عجلة النمو الإقتصادي.
وقد رصدت المجلة نجاح البنك في دمج العديد من التطورات التكنولوجية في مجال إدارة الخزانة مثل تطوير منصات الخزانة الرقمية، بخلاف القيام بتحديث أنظمته الأساسية، وهو ما ساهم بدوره في تحسين الكفاءة التشغيلية، وتوفير الوقت وتوسيع نطاق العمليات لتلبية احتياجات قاعدة أكبر من العملاء، بالإضافة إلى تحسين عملية اتخاذ القرار.
كما رصدت دور البنك الفعّال في دفع عجلة النمو الإقتصادي من خلال المُساهمة في تمويل المشروعات الكُبرى ومشروعات البنية التحتية، والحرص على دعم القطاعات الإقتصادية الحيوية الأخرى.
وذكرت المجلة حرص البنك على تطبيق المعايير العالمية من خلال مواءمة ممارسات إدارة الخزانة مع الأطر الدولية، مثل بازل 3.
وتعليقًا على ذلك، قال عاكف المغربي، الرئيس التنفيذي والعضو المُنتدب لبنك قناة السويس: «إن هذا التكريم يعكس رؤية البنك على الإبتكار والتطوير المُستمر لتلبية إحتياجات السوق المتغيّرة والمتنافسة، بما يُساهم في زيادة حصص البنك السوقية، وتحقيق النمو المُستدام».
يشار إلى أن هذا التكريم يُعد بمثابة إمتداد للإعتراف الدولي بكفاءة البنك في هذا المجال، حيث تمكّن البنك خلال العام الماضي (2024) من الحصول على جائزة «إدارة الخزانة لعام 2024 – مصر» من مجلة الأعمال الدولية International Business Magazine.
المرحلة تتطلّب السعي نحو تحقيق تطلُّعات سوق المال وتعزيز مكانته
أعلنت بورصة الكويت، خلال إجتماع مجلس إدارتها المنعقد عقب جمعيتها العامة العادية للعام 2024، عن قرار المجلس بالإجماع الموافقة على تشكيل مجلس الإدارة ليكون بدر ناصر الخرافي رئيساً لمجلس إدارة الشركة لمدة الثلاث سنوات القادمة من 2025 – 2027. كما تم إختيار بدر عبدالله الكندري نائباً للرئيس للفترة نفسها.
وأعرب مجلس الإدارة عن بالغ شكره وتقديره للسيد حمد مشاري الحميضي، رئيس مجلس الإدارة السابق، والذي كان أول رئيس للبورصة بعد اكتمال المرحلة الأولى من خصخصتها، مشيداً بدوره القيادي البارز وجهوده في تحويل بورصة الكويت إلى ركيزة أساسية في الإقتصاد الوطني وقصة نجاح في المشهد المالي للدولة. وقد شهدت فترة رئاسته محطات مفصلية، كان أبرزها النجاح الكبير لعملية الإكتتاب العام الذي تجاوزت نسبة تغطيته 850%، متبوعاً بإدراج البورصة في السوق «الأول».
ويُعد السيد بدر ناصر الخرافي من القيادات البارزة في الكويت، حيث يمتلك خبرة تمتد لأكثر من 20 عاماً في القطاعات المالية والمصرفية والصناعية وقطاع الإتصالات.
ومنذ خصخصة بورصة الكويت في العام 2019، كان عضواً في مجلس إدارتها، كما ترأس لجنتها التنفيذية وشغل عضوية لجنة الترشيحات والمكافآت، مما أتاح له دوراً محورياً في صياغة إستراتيجياتها وتعزيز حوكمتها.
وقد تجسدت فترة رئاسته لمجلس الإدارة بداية مرحلة جديدة تتميّز بالرؤية الطموحة والمستقبلية، حيث يقود الشركة نحو مزيد من التطوُّر والإبتكار، مع التركيز على تعزيز كفاءة السوق وزيادة جاذبيته الإستثمارية.
وتعليقاً على قرار مجلس الإدارة بإختياره رئيساً للمجلس، شكر بدر ناصر الخرافي، أعضاء مجلس الإدارة على تزكيته لتولّي رئاسة مجلس إدارة شركة بورصة الكويت في هذه المرحلة المفصلية من مسيرتها، والتي تتطلّب السعي نحو تحقيق تطلُّعات سوق المال وتعزيز مكانته، وقال: «كوني قريباً من سوق المال الكويتية، أطمح إلى تسريع عجلة تطوير المنتجات والخدمات والأدوات المالية الحديثة بما يخدم مصلحة السوق ويحقق القيمة المضافة لجميع المتعاملين فيه».
وأضاف الخرافي: «لقد أثبتت تجربة خصخصة بورصة الكويت أن الرؤية الواضحة والإدارة المهنية قادرة على إحداث تحولٍ فعليٍ في بنية الأسواق المالية، وتعزيز مكانة سوق المال الكويتي أمام المستثمر المحلي والدولي على حد سواء، حيث تتمتع بورصة الكويت بفريق عمل ذي كفاءة عالية لتحقيق واستكمال جميع مراحل التطوير، مما يُساهم في تعزيز قدرة البورصة على مواكبة أفضل الممارسات العالمية والارتقاء بمنظومة السوق المالية».
مسيرة مهنية حافلة
إلى جانب دوره الجديد في بورصة الكويت، يشغل الخرافي منصب نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة الإتصالات المتنقلة «مجموعة زين»، كما يشغل عضوية العديد من مجالس الإدارات لمؤسسات مالية وصناعية إقليمية ودولية، من ضمنها نائب رئيس مجلس إدارة شركة الاستثمارات الوطنية، ونائب رئيس مجلس إدارة شركة الخليج للكابلات والصناعات الكهربائية، وشركة دايموند موتورز في مصر.
كذلك هو عضو في مجلس إدارة شركة فولاذ القابضة في البحرين، وعضو في المجلس الإستشاري لمنطقة الشرق الأوسط في بنك كوتس وشركاه في المملكة المتحدة، وجمعية الصداقة الكويتية البريطانية، وعضو في مجلس مفوضية اللاجئين للإستدامة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
القانون الجديد يتيح إصدار أدوات مالية بآجال إستحقاق تصل إلى 50 سنة
الكويت تصدر قانوناً جديداً لتنظيم الإقتراض العام مع عودتها لأسواق الدين
صاحب السمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح
أصدرت الكويت قانوناً جديداً طال إنتظاره، يُحدّد إطار تنظيم الإقتراض العام، وذلك في ظل إستعداد البلاد للعودة إلى أسواق الدين العالمية بعد ثمانية أعوام.
وأفادت وزارة المالية في بيان: «إن القانون الجديد يتيح إصدار أدوات مالية بآجال إستحقاق تصل إلى 50 سنة… ويُحدد المرسوم بقانون سقف الدين العام بمبلغ 30 مليار دينار كويتي (97.36 مليار دولار) حداً أقصى أو ما يعادله من العملات الأجنبية الرئيسية القابلة للتحويل».
وكانت آخر مرة تُصدر فيها الكويت سندات في العام 2017، وتعطّلت عملية إقرار قانون الدين الذي سيسمح لها بالعودة إلى أسواق الدين لسنوات بسبب الصراعات الداخلية بين البرلمانات والوزارات المتعاقبة.
وتولّى أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح السلطة في ديسمبر/ كانون الأول 2023، وحلّ البرلمان بعد أقل من شهرين من توليه منصبه، عازماً على المضي قدماً في الإصلاحات الإقتصادية بعد الجمود الذي طال أمده.
وقالت مونيكا مالك كبيرة الخبراء الإقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري: «إن هذه علامة مهمة على تزايد القوة الدافعة للإصلاح، إلى جانب تطور مالي حيوي، وبالنسبة إلى المستثمرين، يشير ذلك إلى أن الإصلاحات تتقدم أخيراً».
وأفادت الكويت في وقت سابق، إن الإنفاق الحكومي يجب أن يكون ثابتاً ليتسنّى لها السيطرة على نمو الميزانية.
ويُتوقع أن تسجل ميزانية الكويت عجزاً يبلغ 5.6 مليارات دينار (18.33 مليار دولار) للسنة المالية 2024-2025، مع تقدير النفقات بنحو 24.5 مليار دينار.
وقالت مونيكا مالك: «إن قانون الدين الجديد سيسمح بتنويع التمويل، ما يُخفّف الضغوط على صندوق الإحتياطات العامة»، مشيرة إلى «أن الديون تهدف أيضاً إلى دعم برنامج الإستثمار، وسيكون مهماً للقطاع المصرفي والطلب على الإئتمان»، مؤكدة «أن قانون الرهن العقاري الجديد سيكون هدف الإصلاح التالي».
يُذكر أن الكويت، رابع أكبر منتج للنفط في الشرق الأوسط، هي الدولة الخليجية الوحيدة التي تخلّت عن ربط عملتها بالدولار، وأنحت باللائمة في إرتفاع التضخُّم على إنخفاض العملة الأميركية من خلال الواردات.
في الذكرى الثامنة لتولّي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد:
تحوّلات غير مسبوقة وإصلاحات وإنجازات عالمية
في الذكرى الثامنة لتولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، جدّد السعوديون مشاعر الولاء والوفاء، بعدما ترسّخ في وجدان السعوديين، أن كل ذكرى سنوية للبيعة تصاحبها خطوات إصلاحية جديدة، وتحوّلات غير مسبوقة في مختلف الأصعدة، وهو ما يأتي في جوهر «رؤية 2030» الطموحة ذات البرامج الإصلاحية، والهادفة إلى تنويع الإقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة، وإطلاق إمكانات القطاعات الاقتصادية الواعدة، وتعزيز مكانة المملكة كقوة اقتصادية رائدة في المنطقة والعالم.
وقد وضع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مصلحة الوطن ورفاهية المواطن وجودة حياته في مقدمة أولوياته، وتمكين الشباب والمرأة، مع حرصه الشديد على حماية الهوية والقيم السعودية الأصيلة التي تمثل إمتداداً لتاريخ الآباء والأجداد وتعكس صورة المملكة المشرقة في العالم.
من بين القطاعات الواعدة في أكبر خطة وطنية للتغيير، برزت قطاعات حيوية تُسهم في تنويع الإقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة، فقد إستقطب قطاع السياحة إستثمارات ضخمة وملايين السياح، بفضل المشاريع العملاقة مثل «نيوم» و«البحر الأحمر» و«القدية»، والتأشيرة السياحية الإلكترونية التي سهَّلت الوصول إلى المملكة.
وشهد قطاع التقنية نقلة نوعية في التحوُّل الرقمي ودعم الإبتكار، حيث أصبحت المملكة مركزاً إقليمياً للتكنولوجيا، وإستثمرت في التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء. أما قطاع الصناعة، فقد تنوّعت قاعدته وتطوّرت صناعاته، بفضل الإستثمارات في الصناعات التحويلية والطاقة المتجددة، والتركيز على الصناعات عالية التقنية.
وإستثمر قطاع الخدمات اللوجيستية الموقع الإستراتيجي للمملكة كمركز ربط عالمي، من خلال تطوير المطارات والموانئ وشبكات النقل.
في هذا السياق، أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في العام 2024، تأسيس شركة «آلات»، وهي شركة تابعة لـ «صندوق الإستثمارات العامة»، وتهدف إلى جعل المملكة مركزاً عالمياً للصناعات المستدامة التي تركز على التقنية المتقدمة والإلكترونيات.
وستعمل الشركة على تطوير وتصنيع المنتجات والحلول التقنية المبتكرة، مثل أشباه الموصلات والروبوتات والطائرات من دون طيار، بهدف تلبية الطلب المحلي والإقليمي والعالمي. ويعكس تأسيس شركة «آلات» إلتزام المملكة بتنويع إقتصادها، وتعزيز مكانتها كقوة صناعية وتكنولوجية رائدة في المنطقة والعالم.
كما أطلق ولي العهد الإستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية في العام 2024، بهدف تعزيز مكانة المملكة دولةً رائدةً في قطاع التقنية الحيوية، وتحسين الصحة الوطنية، وحماية البيئة، وتحقيق الأمن الغذائي والمائي. أما الإستراتيجية الوطنية لإستدامة البحر الأحمر فتهدف إلى حماية النظام البيئي للبحر الأحمر، وتعزيز أطر التعاون لاستدامته، ودعم التحوُّل إلى إقتصاد أزرق مستدام.
هي قصة نجاح لم تنتهِ بعد، سطّرها ولي العهد، وعزّزت مكانة المملكة على الصعيد الدولي ودورها في استقرار الاقتصاد العالمي، مما أهّلها للفوز باستحقاقات دولية مهمة، مثل استضافة معرض إكسبو العالمي 2030، وكأس العالم لكرة القدم 2034، وهو ما يعكس ثقة العالم في قدرة المملكة على تنظيم فعّاليات عالمية ناجحة.
الإقتصاد الكلي: مواجهة التحديات
في ظل رياح إقتصادية عالمية عاتية، أثبتت السعودية صلابتها، محققةً نمواً إقتصادياً ملحوظاً بنسبة 1.3% في العام 2024. هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة لجهود دؤوبة في تنويع الاقتصاد، حيث قفزت مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي إلى أكثر من 51%، مما يعكس رؤية ثاقبة وسياسات اقتصادية رشيدة.
كما نجحت المملكة في السيطرة على التضخم الذي يشكل تحدياً كبيراً للإقتصادات العالمية، حيث بلغ ما نسبته 1.7% فقط في نهاية العام 2024، لتحتل بذلك المراتب الأولى من ضمن «مجموعة العشرين».
بيئة جاذبة للاستثمار
لقد جعل ولي العهد السعودية من بين الأكثر جذباً للإستثمار، مُدخِلاً تغييرات كبيرة على البيئة الإستثمارية التي تشكل أساساً في تنفيذ مشاريع المملكة العملاقة. ومن بين أبرز هذه الخطوات في العام 2024، كان قانون الإستثمار الجديد الذي يعد خطوة مهمة في مسيرة التنمية الاقتصادية، حيث يهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتنويع مصادر الدخل، وذلك في إطار «رؤية 2030».
الإعلان عن حجم الإستثمارات التقنية في «ليب 25»
وقد عزّزت البيئة الإستثمارية عملية إستقطاب الشركات العالمية لنقل مقراتها إلى المملكة، حيث تخطى عددها الـ600 في العام 2024، بالإضافة إلى إصدار أكثر من 14 ألفاً و454 ترخيصاً جديداً في العام 2025، ليتجاوز إجمالي عدد التراخيص 40 ألف ترخيص استثماري فعَّال. في حين تضاعف رصيد الإستثمار الأجنبي المباشر عمّا كان عليه عند إطلاق «رؤية 2030» ليصل إلى 900 مليار ريال (240 مليار دولار).
الذكاء الإصطناعي: بوابة المستقبل الواعد
«نحن نعيش في زمن الإبتكارات العلمية والتقنيات غير المسبوقة، وآفاق نمو غير محدودة». بهذه الكلمات الملهمة، رسم ولي العهد ملامح مستقبل المملكة في قمة الرياض 2020 في مجال التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي وإنترنت الاشياء، التي يُمكنها «في حال تم إستخدامها على النحو الأمثل أن تجنّب العالم الكثير من المضارّ وتجلب للعالم الكثير من الفوائد الضخمة».
لقد وضعت المملكة الذكاء الاصطناعي في صميم «رؤية 2030»، وجعلته أداة رئيسية لتنويع الإقتصاد وتحقيق التحول الرقمي. وقد إتخذت خطوات جادة لتعزيز البنية التحتية الرقمية، لتكون مركزاً إقليمياً وعالمياً لتطوير وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.
وقد أثمرت هذه الجهود نتائج مبهرة، حيث حققت المملكة المركز الرابع عشر عالمياً والأول عربياً في المؤشر العالمي للذكاء الإصطناعي، وتصدّرت المركز الأول عالمياً في معيار الإستراتيجية الحكومية للذكاء الإصطناعي. كما نجحت في جذب إستثمارات ضخمة بقيمة 28.3 مليار دولار في هذا المجال في عامين فقط، مما يؤكد مكانتها الرائدة في هذا القطاع الحيوي.
الإصلاحات الإقتصادية تدفع سوق العمل بالسعودية نحو نمو مستدام
من جهة أخرى، منذ إنطلاق «رؤية 2030»، أدخلت السعودية إصلاحات جذرية على سوق العمل بهدف تحسين البيئات الوظيفية وتعزيز مشاركة المواطنين في مختلف القطاعات، وتحفيز القطاع الخاص، بما يسهم في تحقيق الاستدامة. هذه العملية التي لا تزال مستمرة إلى اليوم، ساهمت في إنخفاض قياسي في معدلات البطالة، التي بلغت 7.1% في العام 2024، وهو المعدّل القريب من مستهدفات الحكومة، وفي تعزيز الأرضية اللازمة لإشراك القطاع الخاص ودفعه ليكون شريكاً رئيسياً في استدامة التوظيف وخلق بيئة عمل جاذبة للكفاءات الوطنية.
وقد دفع بلوغ هدف البطالة قبل سنوات من المدة المحددة في «رؤية 2030»، بالحكومة إلى إعادة النظر بمستهدفاتها وتقليص المعدل من 7% إلى 5%.
في المحصّلة، إن الذكرى الثامنة للبيعة هي مناسبة لإعادة التذكير بمستقبل المملكة المشرق بفضل السياسات الإقتصادية الرشيدة والرؤية الثاقبة لولي العهد.
الأمانة العامة للجامعة العربية في الذكرى الثمانين لتأسيسها
ثمانون عاماً من العمل العربي المشترك جامعة الدول العربية: مسيرة عطاء وصمود
أحيت جامعة الدول العربية في 22 مارس/ آذار هذا العام (2025) الذكرى الثمانين لتأسيسها، فهذه المنظمة العريقة أنشئت في العام 1945، وهي بذلك أقدم منظمة إقليمية في العالم، سبقت في وجودها منظمة الأمم المتحدة، إذ جاء إنشاؤها تجاوباً مع تصاعد الدعوة إلى الوحدة العربية والتحرُّر من الإستعمار ومواجهة التحدّيات السياسية التي كانت تعصف في العالم العربي آنذاك، وهدفت إلى تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء، من خلال تنسيق المواقف وتعميق التعاون في مختلف المجالات.
ومنذ تأسيسها إلى اليوم، مرّت جامعة الدول العربية بمحطّات تاريخية متعدّدة، تعرّضت مسيرتها خلالها إلى تحدّيات جسيمة، تركت بصماتها على التاريخ السياسي للدول والشعوب العربية، وعزّزت مسارات التعاون في كافة المجالات الضرورية، لتحقيق التنمية الشاملة والسير قدماً نحو مستقبل زاهر للمواطن العربي.
ولقد قامت الجامعة العربية بأدوار أساسية لحل العديد من القضايا، وساهمت جهودها في تحرُّر عدد من الدول العربية من الإستعمار، وظلّت تلك الجهود مستمرة من أجل توحيد الرؤى والمواقف العربية في المحافل الدولية والدفاع عن المصالح العربية المشتركة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي تمرُّ في الوقت الراهن في منعطف تاريخي غير مسبوق، وخصوصاً خلال حرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني لا سيما في قطاع غزة، حيث تسعى الجامعة العربية لتنسيق جهود الدول الأعضاء لبلورة رؤية واضحة وموقف عربي موحّد يخدمان في العمل على إنشاء دولة فلسطينية مستقلّة عاصمتها القدس الشرقية.
وفي إطار هذه الأهداف، تحقّقت إنجازات كبيرة، حيث تكلّل الجهد العربي الجماعي بتبنّي الكثير من المشاريع والإستراتيجيات في كافة المجالات، كما تم إنشاء العديد من منتديات التعاون، وتطوير العلاقات العربية مع القوى الكبرى إقليمياً ودولياً، لخلق التوازن اللازم في مواجهة التحدّيات التي تفرضها الظروف الدولية الراهنة.
وفي المجال الإقتصادي، تحققت إنجازات أساسية وملموسة، فيما كان إطلاق منطقة التجارة العربية الحرّة في العام 2005، لبنة صلبة في بناء التكامل الإقتصادي العربي، وصولاً إلى إطلاق السوق العربية المشتركة للكهرباء في العام 2024، التي تمثل تتويجاً لهذه الرؤية العربية المشتركة الهادفة إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة وفتح آفاق واعدة للتنمية وتحقيق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة. كما إهتمّت الجامعة العربية في تعزيز دور المرأة في بناء وتطور المجتمعات العربية، كذلك إهتمت برعاية الطفولة، وتشجيع التعليم، ومتابعة البرامج الموجهة للشباب والرياضة، كذلك لعبت دوراً مهماً في الحفاظ على اللغة والثقافة العربيتين، فضلاً عن تعزيز الحضور العربي في المحافل الثقافية الدولية ومساهمته في الحضارة الإنسانية في كل التنوُّع والثراء والأصالة.
وتحرص جامعة الدول العربية في هذا اليوم، على إستذكار الرعيل الأول من المفكرين والسياسيين والدبلوماسيين العرب الذين زرعوا بذرة الوحدة في الوجدان العربي، وأسّسوا أعمدة «بيت العرب» الذي نتحصّن به للسير قدماً نحو تحقيق رؤية واحدة تقودنا جميعاً إلى مستقبل يعمُّه الإزدهار والسلام.
وفي هذا اليوم كذلك، تُبنى محطّة جديدة في هذه المسيرة الطويلة، ويستمر العمل الدؤوب على كافة المستويات، كي تمكث هذه الشعلة متّقدة في القلوب، وكي يظل «بيت العرب» صامداً ومتيناً في وجه العواصف والأخطار.
وفي هذه المناسبة، وجّهت جامعة الدول العربية، دعوة إلى الشباب العربي إلى العمل المثابر لمواصلة المسيرة التي أطلق شعلتها الآباء والأجداد، ومواكبة التطوُّر التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم، لتحقيق النقلة النوعية نحو مجتمع المعرفة والتحوُّل الرقمي، كما دعت إلى إدماج الشباب في صناعة القرار، وتمكينهم من المشاركة في مسيرة التنمية والتقدم، مؤكدة أن الإستثمار في تعليم وتدريب الشباب هو الإستثمار الحقيقي الذي يعتمد عليه المستقبل، لإقامة مجتمعات قادرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة لأمة عربية واثقة تستطيع المساهمة في رفد تطور البشرية وإزدهار العالم».
تعزيز التجارة والنقل الإقليميين وتنويع الإقتصاد الكويتي
ميناء مبارك الكبير هو مشروعٌ هامٌّ للبنية التحتية، يقع على جزيرة بوبيان في الكويت، وهو جزءٌ من رؤية الكويت 2035 ومبادرة الحزام والطريق الصينية. يهدف الميناء إلى تعزيز التجارة والنقل الإقليميين، والمساهمة في تنويع اقتصاد الكويت من خلال تقليل إعتمادها على النفط.
ينقسم تطوير الميناء إلى مراحل، وقد بدأت المرحلة الأولى منه في العام 2021، ويُتوقع أن يبدأ تشغيل المشروع بالكامل في حلول العام 2026. وسيكون للمشروع، عند إكتماله، دور محوري في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي للكويت، ودعم النمو الإقتصادي في المنطقة.
وسنعرض، في ما يلي، أهمية هذا المشروع الحيوي الهام وفوائده المتنوّعة، وتأثيره على النطاق الأوسع على النمو والإستدامة في الدول العربية وآفاقه المستقبلية.
الفوائد الإقتصادية المتوقعة والأهمية الإستراتيجية
يُتوقع أن يحقق ميناء مبارك الكبير فوائد إقتصادية كبيرة للكويت، إذ سيُقلل الميناء من إعتماد الكويت على النفط من خلال تعزيز التجارة، بما يتماشى مع رؤية الكويت 2035. ويهدف إلى ترسيخ مكانة الكويت كنقطة عبور رئيسية للتجارة الإقليمية، وتعزيز دورها في التجارة العالمية. وسيُوفر تطوير وتشغيل الميناء العديد من فرص العمل، مما يدعم التوظيف المحلي.
ويتمتع ميناء مبارك الكبير بأهمية إستراتيجية بالغة للكويت والمنطقة، إذ يقع الميناء على جزيرة بوبيان، ويهدف إلى ربط وسط وشرق آسيا، ليصبح حلقة وصل رئيسية في إحياء طريق الحرير. ويُعزّز المشروع قدرات الكويت في مجال النقل والخدمات اللوجستية، كما يُعزّز دورها في التجارة العالمية. ويُتوقع أن يجذب إستثمارات أجنبية كبيرة، ويحقق النمو الإقتصادي المحلي.
الإرتباط بمبادرة الحزام والطريق
يرتبط ميناء مبارك الكبير على نحو وثيق بمبادرة الحزام والطريق الصينية، مما يعكس شراكة إستراتيجية بين الكويت والصين. ويُعدّ الميناء عنصراً أساسياً في مبادرة الحزام والطريق، حيث يُمثل حلقة وصل حيوية في طريق الحرير البحري.
يُسهّل الميناء التجارة بين الشرق والغرب، ويُعزّز التواصل، وقد وقّعت الكويت والصين إتفاقيات لمواءمة تطوير الميناء مع مبادرة الحزام والطريق، مما يُعزّز النمو الإقتصادي المتبادل وفرص الاستثمار.
وبموقعه في جزيرة بوبيان، يُعزّز الميناء شبكة التجارة الصينية في منطقة الخليج، مما يجعله مركزاً حيوياً للتجارة الإقليمية والدولية. ويتضمّن المشروع مرافق وخدمات لوجستية متطوّرة، تدعم الأهداف الأوسع لمبادرة الحزام والطريق لتحسين البنية التحتية للتجارة العالمية.
رؤية الكويت 2035 وديناميكياتها التجارية الإقليمية
رؤية الكويت 2035، المعروفة أيضاً بإسم «الكويت الجديدة»، هي خطة تنمية إستراتيجية تهدف إلى تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي. تُركز الخطة على التنويع الإقتصادي، وتقليل الإعتماد على النفط، وتعزيز تنافسية القطاع الخاص. وتتضمّن الخطة مشاريع بنية تحتية كبرى، مثل ميناء مبارك الكبير، الذي يُعزّز ديناميكية التجارة الإقليمية للكويت.
وتُسهّل عضوية الكويت في مجلس التعاون الخليجي التجارة الإقليمية من خلال الإتفاقيات والإتحاد الجمركي الموحّد، وقد وقّعت الكويت العديد من الإتفاقيات التجارية الثنائية والإقليمية، مما عزّز علاقاتها الإقتصادية مع دول مثل الصين والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وساعدها في التركيز على القطاعات غير النفطية وتطوير البنية التحتية.
الفوائد
يُتوقع أن يُسهم ميناء مبارك الكبير في دعم مختلف الصناعات في الكويت، حيث ستُسهّل مرافق الميناء المتطوّرة مناولة البضائع وتُحسّن كفاءة سلسلة التوريد، مما يُعزز قطاع الخدمات اللوجستية. وبكونه مركزاً تجارياً إقليمياً، سيُعزّز الميناء أنشطة الإستيراد والتصدير، مما يُفيد الشركات في مختلف القطاعات. وسيدعم تطوير المناطق الصناعية المحيطة بالميناء الصناعات التحويلية والخفيفة، مما يُعزّز النمو الإقتصادي. كما سيدعم دمج محطات الطاقة والمحطّات الفرعية الصناعات كثيفة الإستهلاك للطاقة ومشاريع البنية التحتية.
فرص العمل
يُتوقع أن يؤدي مشروع ميناء مبارك الكبير إلى فتح مجموعة واسعة من فرص العمل في مختلف القطاعات منها:
البناء والهندسة: تشمل الوظائف في تطوير البنية التحتية، بما في ذلك الهندسة المدنية، وإدارة المشاريع، والعمالة الماهرة للبناء.
الخدمات اللوجستية والنقل: تشمل أعمال مناولة البضائع والشحن والتخزين وإدارة سلسلة التوريد.
عمليات الموانئ: تشمل وظائف لعمال الموانئ، ومشغّلي الرافعات، وإدارة الموانئ.
الصناعة: تشمل التوظيف في الصناعات الخفيفة ومناطق التصنيع المخطط لها حول الميناء.
السياحة والضيافة: تشمل الفرص المتاحة في الخدمات المرتبطة بالسياحة مع تطور جزيرة بوبيان إلى وجهة سياحية.
الإدارة البيئية: تشمل وظائف متعلقة بضمان توافق عمليات الميناء مع أهداف الاستدامة.
الأهمية الإقليمية
يتميّز ميناء مبارك الكبير عن موانئ المنطقة بموقعه الإستراتيجي وبنيته التحتية المتطوّرة وأهدافه الطموحة، ويتميّز بأعمق أرصفة بين موانئ الكويت، متجاوزاً موانئ الشويخ والدوحة والشعيبة، وهو مصمّم لإستيعاب سفن أكبر حجماً وأحجام شحن أعلى، مما يجعله محوراً رئيسياً في التجارة الإقليمية.
وعلى عكس العديد من الموانئ الأخرى، يرتبط ميناء مبارك الكبير على نحو وثيق بمبادرة الحزام والطريق الصينية، مما يُعزّز دوره في شبكات التجارة الدولية. كما أن التوسعة المخطط لها للميناء، التي تشمل مناطق صناعية ومناطق تجارة حرة، بالإضافة إلى تحسين الربط بواسطة سكة حديد الخليج، تجعل ميناء مبارك الكبير مركزاً تجارياً ولوجستياً هاماً. كما أن قرب ميناء مبارك الكبير من ميناء الفاو الكبير في العراق وموانئ إيران يُعزّز تنافسية الميناء، ويؤثر على إستراتيجيات التجارة الإقليمية.
فوائد لمختلف البلدان
سيعود ميناء مبارك الكبير بالنفع على مختلف الدول ومنها:
الكويت: تستفيد الكويت بشكل مباشر من المزايا الإقتصادية والإستراتيجية للميناء، بما يتماشى مع رؤيتها 2035.
العراق: إن قرب ميناء مبارك الكبير من ميناء الفاو الكبير في العراق، يزيد المنافسة ويؤثر على إستراتيجيات التجارة والبنية الأساسية في العراق.
إيران: يُعزّز الميناء طرق التجارة الإقليمية ويؤثر على التجارة البحرية لإيران.
الصين: يعمل الميناء على تعزيز شبكة التجارة الصينية ونفوذها في المنطقة كجزء من مبادرة الحزام والطريق.
دول آسيا الوسطى: إن موقع الميناء يجعله بوابة رئيسية للتجارة مع آسيا الوسطى، مما يعزز الاتصال والتجارة.
البنية التحتية لميناء مبارك الكبير
يتميّز الميناء بمرافق متطورة لمناولة البضائع والخدمات اللوجستية والنقل، مما يجعله مركزاً حيوياً للتجارة الإقليمية والدولية. تضم جزيرة بوبيان، محطّات طاقة ومحطات فرعية لدعم عمليات الميناء. وقد تم بالفعل بناء محطة طاقة بقدرة 5000 ميغاوات في الصبية. وقد صُمّم الميناء ليكون مستداماً بيئياً، ويتماشى مع معايير البنية التحتية الحديثة. ويُعد الميناء جزءاً من مشروع سكة حديد الخليج، الذي يهدف إلى ربط جميع دول مجلس التعاون الخليجي الست، مما يُعزّز الترابط الإقليمي.
تمويل ميناء مبارك الكبير
يتم تمويل ميناء مبارك الكبير من خلال تعاون بين الكويت والصين، وقد خصّصت الحكومة الكويتية موارد مالية لتطوير الميناء، مؤكدةً أهميته الاستراتيجية في تنويع اقتصاد البلاد. وتُعدّ شركة الصين العامة للإنشاءات والاتصالات المحدودة (CSCC) شريكاً رئيسياً، حيث تُقدّم الخبرة والتصميم وخدمات ما قبل التنفيذ. وتدعم هذه الشراكة إتفاقيات بين حكومتي الكويت والصين. ويُبرز هذا التعاون المنافع المتبادلة لكلا البلدين، حيث تحصل الكويت على بنية تحتية متطورة، بينما تُوسّع الصين شبكتها التجارية.
الآثار الجيوسياسية
إن ميناء مبارك الكبير له آثار جيوسياسية هامة على الصعيد الإقليمي، إذ بموقعه على جزيرة بوبيان، يُعزّز الميناء مكانة الكويت كمركز رئيسي في منطقة الخليج، ويدعم نفوذها في التجارة والنقل الإقليميين. وكونه مركزاً تجارياً رئيسياً، يزيد الميناء من النفوذ الإقتصادي للكويت في المنطقة، ويوطّد علاقاتها مع الدول المجاورة والشركاء العالميين. ويتماشى تطوير الميناء مع جهود الكويت لتعزيز الإستقرار والتعاون داخل مجلس التعاون الخليجي وخارجه. ويُبرز تكامل الميناء مع هذه المبادرة أهميته العالمية، إذ يربط الكويت بشبكات تجارية دولية على نطاق واسع.
الآفاق المستقبلية لميناء مبارك الكبير
في الخلاصة، لا شك في أن مستقبل ميناء مبارك الكبير واعد، مع خطط لتوسيع طاقته الإستيعابية وتأثيره بشكل كبير، ومن المقرر أن تتضاعف مساحة الميناء عشرة أضعاف، لتصل إلى حوالي 116 مليون متر مربع. ويشمل ذلك مناطق للملاحة البحرية، وخدمات الموانئ، والتجارة الحرة، والصناعات الخفيفة، وخطوط الطرق والسكك الحديدية الإقليمية. ويُتوقع أن يبدأ تشغيل الميناء بكامل طاقته في حلول نهاية العام 2026، مما يمثل إنجازاً رئيسياً في رؤية الكويت 2035. ويهدف التوسُّع إلى جذب الإستثمارات المحلية والأجنبية، وتنويع إقتصاد الكويت، وتوفير آلاف فرص العمل. ويُتوقع أن يصبح الميناء حجر الزاوية في التجارة الإقليمية، مما يُعزز دور الكويت في التجارة العالمية.
خمس سنوات مرّت على أزمة القطاع المصرفي اللبناني ولا خطة واضحة لإعادة هيكلته
خبراء يربطون إعادة الهيكلة بإعادة الثقة وتوزيع المسؤوليات
وحلّ عادل للودائع بما يضمن ولادة جديدة له
منذ آذار/ مارس العام 2020، تاريخ دخول لبنان رسمياً في أزمة مالية ومصرفية وإقتصادية، والتي نتج عنها توقفه عن سداد الفوائد على سندات اليوروبوندز، تدور معارك معلنة وخفية بين الجهات المعنية (أصحاب مصارف – سياسيين- مودعين)، حول ضرورة وضع خطة للإصلاح المالي وإعادة هيكلة القطاع المصرفي للخروج من الأزمة. لكن إلى الآن أي بعد مرور 5 سنوات، لا يزال هناك إختلاف بين المعنيين حول كيفية مقاربة هذه الخطة ومن أي زاوية يجب أن تبدأ.
الجديد في هذه المعركة الدائرة، هو الضغط الدولي الذي يتعرّض له المعنيون (سياسيون ومصارف) لتنفيذ إصلاحات جدّية، بعد إنتظام عمل مؤسسات الدولة، أي إنتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة، والتشديد على ألاّ مساعدات دولية للبنان للخروج من الأزمة، وإعادة إعمار ما هدّمه العدوان الاسرائيلي، إلاّ بعد تنفيذ سلسلة إصلاحات من بينها إعادة هيكلة القطاع المصرفي.
الجدير ذكره، أن هناك محاولات متعدّدة جرت لإقرار خطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي، أبرزها خطة لازار (حكومة الرئيس حسان دياب) وخطتان في أثناء حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وجميعها سقطت في مجلس النواب اللبناني. إذ إن أبرز ما جاءت به خطة «لازار» مثلاً أنه «من المستحيل أن تتمكّن دولة تعاني إنهياراً بهذا الحجم من دون إنجاز برنامج مع صندوق النقد الدولي». علماً أن أهميّة هذا البرنامج لا تنبع من الحاجة لأموال قرض الصندوق فقط، بل في كونها «شهادة حسن سلوك» تمكّن لبنان من التفاوض مع دائنين آخرين، ومن التفاوض مع دائنيه الحاليين لإعادة هيكلة الديون.
وإعتبرت الخطة أيضاً أنه «من المستحيل أن يتمكّن لبنان من التفاهم مع الصندوق، أو مع أي جهة دائنة أخرى من دون سلّة شاملة من الإصلاحات في القطاع المالي، التي تبدأ من الإعتراف بخسائر النظام المالي بشكل صريح وواضح، بالإضافة إلى التدقيق الشامل بميزانيات المصرف المركزي، وصولاً إلى التفاوض لإعادة هيكلة جميع الديون السياديّة والإقتصاص من قيمتها».
وشدّدت الخطة على أنه «لم يعد من الممكن إستخدام الأموال العامة لإنقاذ الأنظمة المصرفيّة المتعثّرة وإطفاء خسائرها. وهذه مسألة أصبحت من المسلّمات في عالم المال على المستوى العالمي، وتالياً، فمعالجة فجوات القطاع المالي ينبغي أن تبدأ من شطب الرساميل المصرفيّة نفسها، والإستعاضة عنها بعمليات إكتتاب من أموال كبار المودعين».
بناء على كل ما تقدم من المفيد البحث، عن الأطر الصالحة في المرحلة الحالية لإعادة هيكلة المصارف بعد مرور 5 سنوات على الأزمة، لذلك إستطلعت مجلة «إتحاد المصارف العربية» آراء بعض المختصين في هذا المجال، فأتت مقارباتهم لهذا الملف من زوايا متعدّدة.
رازي الحاج: إعادة الثقة مفتاح الحل
يرى عضو كتلة «الجمهورية القوية» وعضو لجنة المال والموازنة في البرلمان اللبناني النائب رازي الحاج، أن «أي حل لإعادة الإنتظام المالي يحتاج إلى ثقة بالمصارف، وأي خطة توضع، في ظل فقدان المجتمع اللبناني لثقته بالقطاع المصرفي لا جدوى منها، خصوصاً أن الأزمة طالت غالبية شرائحه سواء عبر الودائع أو الوصول إلى تمويل، أي تمويل الإقتصاد».
يضيف الحاج: «إن إستعادة الثقة يكون عبر الإعلان للبنانيين، بأن هناك مسؤولية يجب أن تُحدّد، أي الدولة اللبنانية ومصرف لبنان المركزي والمصارف التجارية، وبعد تحديد هذه المسؤولية يجب إعطاء الناس الإطمئنان بأن ودائعهم موجودة بقيمتها الحقيقية»، معتبراً أنه «إذا لم نقم بهذه الخطوة، فهذا يعني أن مَن يضع أمواله في المصرف سوف يخسرها، مع الاشارة إلى أن إستعادة الودائع لا تعني عدم تفاعل المودع مع المصارف لاحقاً، فالهدف هو أن تعود ثقته بالقطاع المصرفي وأن يضع أمواله مجدّداً في المصارف، وأن تكون لديه إمكانية لإستخدامها حسب الحاجة».
ويتابع الحاج: «لنكن صريحين، بأنه ليس هناك أيّ نظام مصرفي في العالم لديه سيولة تكفي لكل المودعين، وتالياً يجب أن يكون هناك مرحلتان من الحلول، الأولى هي تأمين السيولة للقطاع المصرفي من بعد إعادة هيكلة المصارف، وإدخال عنصر الثقة أولوية، والثانية هي أن يكون هناك شركاء جدُد على مستوى مصارف أجنبية جديدة تدخل إلى السوق اللبنانية، وتستحوذ على شراكة مع المصارف اللبنانية»، مشدّداً على «أننا نحتاج إلى عوامل ثقة لتعزيز هذه الثقة، وحين نتحدّث عن سيولة، فهذا يعني أننا نحتاج الى نحو 9 مليارات دولار، على المصارف تطبيق خطة لتأمين جزء منها، وأيضاً جزء تؤمّنه الدولة وجزء آخر المصرف المركزي، وجزء يؤمّنه الإتفاق مع صندوق النقد. وهكذا يُمكن القول للمودعين: إن السيولة تأمّنت ضمن سقوف معينة ومقبولة لهم، وبهذه الطريقة يكون المودع لديه الخيار، إما إستخدام وديعته عند الحاجة، أو تجميدها مع فوائد في حال لم يكن بحاجة إليها».
يشير الحاج إلى أن «المرحلة الثانية لحل أزمة القطاع المصرفي هي مرحلة طويلة الأمد، ويجب أن تقوم الدولة اللبنانية بأجهزتها الرقابية، أي لجنة الرقابة على المصارف ولجنة التحقيق الخاصة، بدورها للتمييز بين أموال متأتية من فساد أو تبييض أموال أو مضاربة، وتأخذ قرارات منفصلة قضائية، أي التأكد من كل حالة على حدة، وهذا هو عملهم أصلاً (تبييض أموال، مضاربة على سندات، أو عملية «سواب» بين المصارف ومصرف لبنان ونتجت عنه أرباح غير مشروعة)»، مؤكداً أن «هذه الطريقة لا تطال المودعين، ولا الإقتصاد اللبناني ولا تضرّ بهم، وهذه المقاربة هي الأسلم، والنقطة الأخيرة هي ضرورة إعادة هيكلة الدين العام لنتمكن من أن نكون ضمن المعايير العالمية، لأن المشكلة بالنسبة إلى صندوق النقد الدولي، تكمن بأن الدين العام بات أكبر من الناتج المحلي بأضعاف، وتالياً تحديد هذا الدين يُمكّن الدولة من معرفة قدراتها لجهة التعامل مع الأزمة ودينها الداخلي والخارجي».
رائد خوري: خطة علمية
يلفت الوزير السابق وعضو مجلس إدارة تنفيذي في «سيدروس أنفست بنك» رائد خوري إلى أنه «ليس هناك توجُّه رسمي حتى وقتنا الحاضر لإعادة هيكلة المصارف، إنما هناك كلام يُنقل بالتواتر من الحكومة حول هذا الموضوع، وكيف ستصدر القوانين؟ والمهم هو الإبتعاد عن الشعبوية التي أدّت الى الوضع الذي نحن عليه الآن، أي مرور السنوات من دون إيجاد حلول»، معتبراً أنه «من المفروض على مَن سيضع خطة إعادة هيكلة المصارف أن يكون علمياً في المقاربة، وأن تكون عادلة ومنطقية.
بمعنى هناك قوانين، وهناك خسارات كبيرة تكبّدها مصرف لبنان، وبحسب قانون النقد والتسليف على الدولة تسديد هذه الخسارات، عدا عن أن الدولة هي من تسبّبت بالأزمة الحالية، نتيجة سياستها المالية حيال تثبيت سعر الليرة وإقرار الدعم، وعدم إصدار قانون «الكابيتال كونترول»، مما أدّى إلى تهريب الأموال الى الخارج، وهي التي لم تقر قوانين لحماية المودعين لجهة تسديد القروض على سعر دولار 1500 ليرة واللولار، وكل ما حصل هو من مسؤولية الدولة، سواء مباشرة أو قانونية وهي واضحة، كذلك مسؤولية مصرف لبنان المركزي والتي لا نقاش فيها لجهة أنه auditor، وأنه مستدين من المصارف بنحو 83 مليار دولار ومعروف كيف صُرفت هذه الأموال».
يضيف خوري: «في حال وجود تجاوزات إرتكبتها بعض المصارف في بعض الملفات والحالات، يجب على القضاء تصويب هذه الارتكابات وإعادة الأموال إلى أصحابها، لكن هذه الحالات لا تلغي أن هناك وضعاً عاماً، وأن هناك مسؤوليات مشتركة واضحة للجميع»، معتبراً أنه «بغض النظر عن المسؤوليات، حتى تتمكّن المصارف من إعادة أموال المودعين، يجب أن يتم ذلك بطريقة «إبداعية»، بمعنى أنه يجب ربط رد أموال المودعين الكبار بالإقتصاد من خلال الأخذ بتفاصيل معينة، وهناك أفكار وأساليب مالية عدة يمكن أن تحقق هذا الهدف، وكلّما كبر الاقتصاد بسرعة كلما كان رد هذه الأموال بسرعة».
يضيف خوري: «إن خطة «لازار» لم تكن نافعة في وقتها وهي غير نافعة اليوم أيضاً، وكانت كارثية لأنها كانت تهدف إلى تصفية كل القطاع المصرفي ولأنها لم تأخذ في الإعتبار رد الأموال للمودعين الكبار، كما حرّضت على إيقاف دفع سندات اليوروبندز ولم يتم التوصية بعد صرف أموال المودعين على الدعم».
ويختم خوري: «إنها خطة لا جدوى منها، والخطط التي وُضعت في حكومة الرئيس ميقاتي ولا سيما الأخيرة منها، أفضل من خطة «لازار»، ولكن تحتاج الى تطوير وتكون خطة إنطلاق لوضع خطة جدية لإعادة هيكلة المصارف».
نسيب غبريل: الهدف من تفعيل العمل المصرفي
يرى الخبير المصرفي ورئيس مركز الأبحاث في بنك بيبلوس نسيب غبريل، أن «التركيز على إعادة المصارف بهدف إعادة هيكلتها من دون تفعيل القطاع المصرفي خطأ، لأن الهدف ليس إعادة هيكلة المصارف بل تفعيل العمل المصرفي، وهذا يتطلب إعادة هيكلة القطاع، وهدف إعادة تفعيل القطاع المصرفي هو أمران: الأول، إتاحة الفرصة للمودعين بالتصرُّف بأموالهم، والثاني وإعادة تمويل المصارف للقطاع الخاص تحديداً (شركات ومؤسسات وأفراد)».
يضيف غبريل: «ليس من الواضح إلى الآن، إذا كانت السلطة السياسية تنظر الى إعادة هيكلة المصارف من هذه الزاوية، وهناك عناوين عامة (شطب عبارة شطب الودائع – ولا مجال لشطب الودائع)، ولكن لا تفاصيل ولم تضع الحكومة إلى الآن برنامجاً إصلاحياً متكاملاً من ضمنه معالجة موضوع الودائع، وإعادة تفعيل عمل القطاع المصرفي».
يتابع غبريل: «يزور لبنان وفد موسع من صندوق النقد الدولي لإجراء محادثات مع المعنيين في لبنان، أي القطاعين العام والخاص، وفي صُلب هذه المحادثات هو الملف المصرفي ومعالجة رد الودائع. المهم هو أن لا يتم إهمال الإصلاحات الأُخرى التي لها علاقة بالإقتصاد الموازي والكهرباء، وسوء نوعية الخدمات العامة وإعادة هيكلة القطاع العام، بحجة أنها تحتاج إلى وقت ويتم التركيز على القطاع المصرفي»، آملاً في أن «يتغيّر هذا النمط، لأن الحل لا يكمن فقط بإعادة تفعيل القطاع المصارفي، ونظرية لا إقتصاد من دون مصارف أمر صحيح، والصحيح أيضا أن لا إقتصاد من دون كهرباء وإتصالات وبُنى تحتية وتحسين نوعية الخدمات وتخفيض كلفتها، ووقف التهريب على الحدود وإقفال المعابر غير الشرعية ومكافحة التهرب الضريبي والجمركي وتبييض الاموال وتمويل الإرهاب».
ويتابع غبريل: «إن إعادة هيكلة المصارف يجب أن تكون مبنية على أساسين، الأول إيجاد حل عادل ومقنع للمودعين والودائع، والثاني هو الحفاظ على إستمرارية القطاع. الحلول التي طرحت الى الآن هي خطتان وهي خطة «لازار» التي طُرحت في العام 2020 وخطة حكومة الرئيس ميقاتي، والإثنتان غير مقنعتين، ولم تؤديا إلى إجماع حولهما»، معتبراً أنه «يجب أن تكون المقاربة مختلفة جذرياً خصوصاً بعد التطورات التي شهدها لبنان، وبعد إنتظار طويل للمودعين لمعرفة ودائعهم وعدم إمكانية القطاع المصرفي من تمويل الإقتصاد منذ سنوات الأزمة».
ويشير غبريل إلى أن «إعادة تفعيل القطاع المصرفي يحتاج الى ضخّ سيولة في القطاع، والتأكد أنه عندما يسلف القطاع لأي جهة، أنه قادر أن يسترد أمواله بالعملة التي تم إقراضه فيها، وهذا يحتاج الى قوانين من مجلس النواب، كي لا يتكرر الذي حصل منذ إندلاع الأزمة، أي تسديد قروض بالدولار على سعر 1500 أو اللولار أو شيكات بنسبة بسيطة من قيمة القرض»، لافتاً الى أن «المصارف تنتظر صورة واضحة للإصلاح الإقتصادي ككل، للخروج من الأزمة ليكون هناك ثقة عند المساهمين الحاليين والمستثمرين المستقبليين، المهتمين بإعادة هيكلة القطاع وهم بإنتظار قانون يضمن لهم إسترداد أموالهم عند الإقراض حيال العملة التي تمّ الإقراض فيها».
يعتبر غبريل أنه «بالنسبة إلى المودعين، فما يُطرح عن ودائع مؤهلة أو غير مؤهلة، أو لغاية 100 ألف دولار ولفترة 15 عاماً لن يقبلها أحد، وأن جزءاً منها يُمكن أن يتحوّل إلى أسهم بالمصارف لم تلق إجماعاً، ولذلك المقاربة يجب أن تكون مختلفة»، ويرى أن «أي خطة جديدة يجب أن تركز على أن المودعين يحق لهم التصرف بودائعهم للأمور الأساسية من دون أي «هيركات» (طبابة- تعليم – إستشفاء – ضرائب)، وأول 100 ألف دولار يتم تقسيطها شهرياً على 5 سنوات، وفي الوقت نفسه يحق له التصرّف فيها صاحب الحساب للأمور الأساسية داخل لبنان، وبين 100 ألف و500 ألف تصبح على 7 سنوات مثلاً، وأكثر على 10 سنوات الخ، وهذا ما يحرّك الإقتصاد».
د. جو سرّوع: فشل هيكلي لقطاع المصارف
يجزم الخبير الإقتصادي د. جو سرّوع أن «إعادة الهيكلة للمصارف هو تشخيص غير دقيق للقطاع، لأنه يعاني فشلاً هيكلياً، مما يستوجب ترتيب ولادة جديدة له، وتستند هذه الولادة إلى دراسة تدقيقية مالية للقطاع للأصول والمطلوبات، وتقييم وضع المصرف المالي ومدى قابليته للحياة ومدى إستعداد أصحاب المصارف لإعادة بناء رأس المال».
يضيف د. سرّوع: «يحتاج القطاع إلى دراسة إدارية، أي أن هناك شبه طلاق بينها وبين المودعين، وتقلُّص عملها إلى عمل مؤسسات مالية بخدمات محدودة جداً (تحويلات محدودة/ لا فتح لحسابات جديدة)، كما أن مستوى الخدمات الذي يعطى للزبائن تدنّى إلى أقل المستويات، ولذلك يجب أن يحصل تغيير ثقافي عملاني للقطاع، كما يجب إعادة إرساء ثقافة المخاطر المصرفية»، مشدّداً على أنه «يجب فصل الملكية عن الادارة، وفي القوانين العالمية أصحاب المصارف لا يديرونها، وهذا يستوجب تغييراً في قانون النقد والتسليف، إعادة هيكلة المصارف والتي تستلزم إعادة هيكلة المصرف المركزي والادارات الرقابية، لأنه سجل فشلاً أساسُه إدارة المخاطر، لأنه حين يحصل قصور في إدارة المخاطر لدى المصرف المركزي، يجب أن يكون هناك إدارة توقفه عند حدّه وتطبيق القوانين اللازمة لذلك».
ويشدّد د. سرّوع على أن «المصارف تعاني اليوم من تصنيف الدولة اللبنانية بأنها متعثّرة، وهذا يعني أن تطبيق معايير بازل 3 يستوجب وجود كفاءة رأس المال، ومخاطر التصنيف لها قياسات يجب أن تزال، ولها مردود سلبي على رأس المال، بمعنى كل قرض يُمنح للمصارف في ظل هذا التصنيف السيادي يجب أن يؤخذ عليه مؤؤنة»،لافتاً الى أن «هذا يعني بأن دور المصارف في تمويل الإقتصاد ليس متوفراً في المرحلة الحالية، ومن الصعب توفّره في المرحلة المقبلة، أما قدرة المصارف على رد الودائع والامتثال لمتطلبات بازل 3، بما يتعلق بكفاءة رأس المال وإدارة المخاطر فهي غير متوافرة حالياً».
ويوضح د. سرُّوع أنه «لا يمكن دمج المصارف، لأن هذا الدمج لمصارف متعثرة لن يؤدي الى ولادة مصرف سليم، كما أن إستعادة الثقة في لبنان مرتبطة بالقطاع الخاص والمصارف جزء منها، وهذه الثقة لن تعود إلاّ بإستعادة الثقة بالقطاع العام إلى البلد عموماً وإلى القطاعات المالية خصوصاً، وهذا يستدعي التطبيق الكامل لما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري»، معتبراً أن «الأهم هو أن أي خطة مالية في لبنان تتعلق بالمصارف، سواء في المصرف المركزي أو الجهات الرقابية فهي موضوعة تحت المجهر الدولي، ولذلك نخشى أن لا يتمكن القطاع المصرفي اللبناني من القيام بدوره على المدى القصير بعد إعادة هيكلته وتنظيمه. وفي حال تمت الموافقة على أسس هذا التنظيم والجزء الأساسي من إعادة ولادة جدية وقابلة للتطبيق».
يضيف د. سرّوع: «هناك 3 أسس تنظيمية يجب أن تطبقها المصارف، أولها التحوّل الرقمي، وثانيها إعادة النظر بسلاسل الإنتاج والخدمة، وثالثها ديمومة العمل وإستدامة الربح، وهذا يستلزم تغييراً ثقافياً بالعمل المصرفي، حيث أخشى أن الكادر المصرفي الموجود يحتاج إلى إعادة التأهيل وتمكين من هذه الشروط».
ويختم د. سرّوع: «إن كل مصير القطاع المصرفي في لبنان قائم على تحديد مصير الودائع، ومتى سترد وكم نسبتها والمطروح من قبل المصرف المركزي والمصارف بين ودائع شرعية وغير شرعية لم يعد مقبولاً، أما خطة «لازار» فقد إنتهت جدواها وحين طرحت سجلت عليها الكثير من الملاحظات».
جرى أخيراً في مجلس النواب، تعديل قانون السّرية المصرفية الذي أُقرّ منذ العام 1956، أي منذ 70 عاماً تقريباً، كما جرى أيضاً تعديل قانون النقد والتسليف الذي أُقرّ منذ العام 1963. فمَن وراء هذه التعديلات؟ ولماذا حصلت في هذا التوقيت؟
لا شك في أنّ هذه التعديلات قد حدثت جرّاء بعض الضغوط الدولية الكثيفة، من البلدان العظمى، الصناديق التمويلية، والبلدان المانحة، على لبنان، لأسباب مالية ونقدية، لكن أيضاً سياسية وجيوسياسية.
من الواضح، أنّ هذه الضغوط قد تُرجِمت عملياً من أجل تسريع الإصلاحات المرجوّة في لبنان منذ عقود، وكي لا يتكرّر التاريخ عن التمويلات السابقة التي حصلت في مؤتمرات باريس (1 و2 و3) والتي هُدر وسُرق ونُهب جزء كبير منها.
من جهة أخرى، ليس سرّاً، أنّه على رغم من استقطاب بعض الإستثمارات الشفّافة والمنتجة في لبنان، كنّا نستقطب أيضاً جزءاً من الفساد الإقليمي والدولي، من هنا قرّرت البلدان العظمى والمنظمات الدولية أن تضع حدّاً لملاذاتنا الضريبية، وقد ضغطت لتعديل قانوني السرّية المصرفية والنقد والتسليف.
نذكّر، بأنّ الإمتثال المالي والمتطلّبات النقدية الدولية وأيضاً الحَوكمة والشفافية، قد تغيّرت كلياً، فجُمّد قطاعنا المصرفي لخمس سنوات، لكن في هذا الوقت تغيّرت كل القوانين والمتطلّبات الدولية، لمكافحة الفساد وتبييض الأموال وتمويل الإرهاب في العالم، وقد أصبحت أكثر حذراً وصرامة، بعدما تضاعفت الجرائم المالية، نظراً إلى التطوّر التكنولوجي والذكاء الإصطناعي، والتدقيق الإلكتروني وكل وسائل المراقبة الدقيقة.
والجدير ذكره، أنّ القطاع المصرفي الجديد لا يُشبه القطاع المصرفي في الماضي، والمتطلّبات حيال لبنان، وتنفيذ الإصلاحات لا تُشبه المتطلّبات والتنفيذ في الماضي.
الجدير ذكره أيضاً، أنّه لما كان لبنان ملاذاً ضرائبياً في ظل قانوني السرّية المصرفية والنقد والتسليف، كان هدفه الأساسي جذب الإستثمارات، ودعم الحركة التجارية، وقد استفاد لبنان من هذه الفورة المالية. لكن من جهة أخرى، إنّ هذه التغطية المالية كانت سيفاً ذي حدَين، فإستقطبت أيضاً أموال الفساد والتبييض والإرهاب من دون رقابة.
إنّ تعديل هذَين القانونَين يُغيّر كل المعايير والاستراتيجيات والأهداف للمستقبل، لكن أيضاً للماضي بمفعول رجعي عشر سنوات. علماً أنّ كل السجلّات المالية والنقدية تبقى ليس أكثر من خمس سنوات بحسب القوانين.
في السياق عينه، بدأنا نفهم أكثر فأكثر ونقتنع، لماذا كانت أزمتنا المالية والنقدية، أزمة متعمّدة، من جهات عدة، ولأهداف عدة، ولا شك في أنّه داخلياً، كانت هناك حسابات سياسية، لكن إقليمية ودولية أيضاً، إذ كانت الأهداف إنهاء القطاع المصرفي القديم وطَي صفحة ملاذنا الضريبي. لم ولن ننسى أنّ حجم قطاعنا المصرفي كان قد تعدّى في الماضي أربعة أضعاف الناتج المحلي الذي كان يُوازي ما يفوق الـ50 مليار دولار، فيما الودائع المصرفية كانت قد تخطّت الـ200 مليار.
من جهة أخرى، لا شك في أنّ أعداء لبنان كان أيضاً لديهم أهداف عدّة لطعن قطاعنا المصرفي، الذي كان قد بدأ بالنمو في المنطقة. فالأهداف كانت عديدة، والجلّادون كانوا كثراً، لكنّ جسمنا كان «لبّيساً»، أيضاً.
لا شك في أنّ المتطلّبات الدولية اليوم هي إعادة بناء إقتصادنا اللبناني على أسس شفّافة تلحق بالمتطلبات الدولية، لكنّ الشيطان يكمُن في التفاصيل، ومن المهمّ اليوم ليس تعديل القوانين لكن تطبيقها وملاحقتها بدقّة وحذر، ونتمنى أن يكون التطبيق لمصلحتنا الدولية وليس لمصالح شخصية وتصفية حسابات محلية، إقليمية ودولية.
طُوِيَت اليوم صفحة السرّية المصرفية، وفُتِحَت صفحة جديدة علينا أن نكتبها جميعاً يداً بيد، لتطبيق كل متطلّبات الإمتثال المالي الدولي. فنحن اليوم على مفترق طرق، فإمّا يلحق لبنان واللبنانيّون بكل المعايير الدولية والشفّافة، وإمّا سنذهب من اللائحة الرمادية إلى اللائحة السوداء ولن يُستثمر سنت واحد في لبنان، ونبقى إقتصاداً صغيراً جداً لن يتجاوز الـ20 مليار دولار مع قطاع مصرفي «زومبي» تحت المراقبة الدولية، من إنهيار إلى آخر. ففي جو من الإيجابية والتفاؤل بحسب ما نحلم، ننتظر أن يعود لبنان لؤلؤة الشرق ومنصّة دولية وأرض السلام المبنيّة في جذوره.
في ظل ما يشهده الاقتصاد العالمي من متغيرات جذرية، وتنامي التحديات الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية في مختلف أنحاء العالم، تُبرز أهمية الدور الذي تؤديه المصارف العربية في دعم الاستقرار المالي وتمويل التنمية الاقتصادية.
ويكتسب هذا الدور بعداً استراتيجياً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تتفاوت الأوضاع بين دول تشهد استقراراً وتحقق مؤشرات نمو واعدة، وأخرى تعاني من اضطرابات سياسية وأزمات متفاقمة.
في هذا السياق، يقول الدكتور وسام فتوح، الأمين العام لاتحاد المصارف العربية، لـ”النهار” أن المصارف العربية تشكل ركيزة أساسية في تنمية الاقتصاد، إذ لا تعمل بمعزل عن التحولات العالمية بل تتفاعل بشكل مباشر مع الأوضاع الاقتصادية والسياسية السائدة محيطها.
ويضيف أن الاستقرار السياسي والاقتصادي يمثل حجر الأساس لنمو هذا القطاع الحيوي وازدهاره، إذ ينعكس استقرار البيئة التشغيلية بشكل إيجابي على أداء المصارف، ويمنحها القدرة على تعزيز عملياتها وتحقيق نتائج مستدامة.
في ما يأتي نص الحوار:
*بداية، كيف تُقيم أداء المصارف العربية في ظل المتغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي؟
– المصارف العربية لا تعمل في عزلة عن العالم، بل هي جزء لا يتجزأ من المنظومة الاقتصادية العالمية، وتتأثر بشكل مباشر بالأوضاع الاقتصادية والسياسية في محيطها.
فالاستقرار، سواء كان اقتصادياً أو سياسياً، يعد شرطاً أساسياً لأداء قوي للقطاع المصرفي في أي دولة عربية، وعندما تتوافر بيئة مستقرة، ينعكس ذلك تلقائياً على أداء المصارف.
*وكيف انعكست تلك المتغيرات على أداء المصارف في منطقة الشرق الأوسط والدول العربية؟
– الوضع متفاوت ويختلف من دولة إلى أخرى، فقد شهدت المصارف في دول الخليج أداء مميزاً خلال عام 2024، مستفيدة من ارتفاع أسعار الفائدة وأسعار النفط، ما عزز من ربحيتها وقوة مراكزها المالية.
كذلك سجلت دول مثل المغرب، الجزائر، والعراق أداء جيداً نتيجة حالة من الاستقرار النسبي، في المقابل، تأثرت المصارف في دول مثل السودان واليمن سلباً نتيجة الأوضاع والتوترات السياسية.
*ما العوامل التي ساعدت المصارف الخليجية على تجاوز التحديات؟
– المصارف الخليجية كانت من أبرز الرابحين خلال الأزمات العالمية، وذلك بفضل النمو الاقتصادي القوي في بلدانها، وهو ما عزز من قدرتها على التوسع وتحقيق نتائج إيجابية، خصوصاً مع توافر بيئة تشغيلية مستقرة وموارد مالية وفيرة.
*وما هي أكثر المصارف الخليجية تحقيقاً لأداء قوي خلال الفترات الأخيرة؟
– تحتل دولة الإمارات المرتبة الأولى من حيث حجم الموجودات في القطاع المصرفي، تليها السعودية بفارق طفيف، ثم قطر.
وبشكل عام، تستحوذ الإمارات والسعودية معاً على قرابة 40% إلى 45% من إجمال حجم موجودات القطاع المصرفي العربي.
*وماذا عن أبرز مؤشرات أداء القطاع المصرفي العربي خلال عام 2024؟
– شهد القطاع المصرفي العربي نمواً جيداً في عام 2024، مسجلاً معدل نمو بلغ 8% مقارنة بعام 2023.
كذلك ارتفع إجمال الموجودات إلى نحو 4.9 تريليوناتات دولار، في حين بلغت الودائع حوالى 2.9 تريليون دولار، وبالتالي يظل القطاع المصرفي العربي الركيزة الأساسية لتمويل التنمية الاقتصادية في المنطقة.
*وكيف ترى وضع القطاع المصرفي في لبنان؟
– هناك تفاؤل بشأن مسار الإصلاح الاقتصادي في لبنان، وهناك مؤشرات إيجابية تدل على أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح، ولكن المطلوب هو الاستمرار في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية لإنعاش الاقتصاد وتعزيز الثقة.
*وما الدور الذي تؤديه المصارف في تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية الشاملة؟
– دورها محوري ولا يمكن إنكاره، لكونها تملك الحصة الكبرى من المدخرات الوطنية، ولتعزيز هذا الدور، لابد من وجود أطر قانونية واضحة ومحفزات حقيقية تعزز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بما يساهم في تعبئة الموارد لتمويل الاقتصاد بطريقة فعالة ومستدامة.
*وما أبرز المتطلبات لتعزيز دور المصارف العربية في دعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص؟
– المعوق الرئيسي يكمن في القوانين التي تنظم هذه الشراكة، فعلى سبيل المثال، تمويل البنية التحتية يعد من التمويلات الطويلة الأجل، بينما تعتمد المصارف على ودائع قصيرة الأجل، ما يخلق مخاطرة كبيرة.
لذلك، تحتاج المصارف إلى قوانين تحميها، إلى جانب محفزات وشركاء دوليين مثل البنك الدولي أو البنك الإسلامي للتنمية، للحد من تلك المخاطر ودعم التمويل المستدام.
*وما هي توقعاتك لأداء القطاع المصرفي العربي في العام الحالي؟
– التوقعات لا تحمل تفاؤلاً كبيراً، ليس على مستوى المصارف فحسب، بل على مستوى الاقتصاد العالمي ككل.
فالحروب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والرسوم الجمركية المتبادلة، تزيد من حالة الضبابية، ما قد يقود إلى حالة من الركود إذا استمر الوضع على ما هو عليه، أما إذا توصلت القوى الاقتصادية الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة وأوروبا إلى حلول، فقد يشهد القطاع المصرفي نمواً جيداً.
*وماذا عن معدلات النمو المتوقعة للقطاع المصرفي العربي؟
– لا تزال الصورة غير واضحة في ظل استمرار التوترات التجارية العالمية، خصوصاً أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى ركود اقتصادي عالمي، وهو ما سينعكس سلباً على أداء المصارف وربحيتها.
*أخيراً، ما توقعاتك بشأن مسار أسعار الفائدة عالمياً؟
– أتوقع أن نشهد خفضاً في أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، هذا الخفض سيكون له أثر إيجابي على الاقتصاد العالمي، إذ إن ارتفاع أسعار الفائدة يؤدي إلى تراجع حجم التمويل وضعف وتيرة النمو.
ارتفع إجمالي أصول القطاع المصرفي في قطر بنسبة 0.6% على أساس شهري +1.3% منذ بداية عام 2025 في مارس 2025 ليصل إلى 2.074 تريليون ريال. وارتفعت محفظة القروض بنسبة 0.6% على أساس شهري +3.0% منذ بداية عام 2025، بينما ارتفعت الودائع بنسبة 0.2% على أساس شهري +3.2% منذ بداية عام 2025 في مارس 2025. ومع ارتفاع القروض بوتيرة أعلى من الودائع خلال مارس، ارتفع معدل القروض إلى الودائع ليصل إلى 131.0%، مقارنة بـ130.5% في فبراير 2025. وقال التقرير الصادر عن QNB للخدمات المالية: ارتفعت محفظة القروض الإجمالية بنسبة 0.6% في مارس 2025، مدفوعة بارتفاع قروض القطاعين العام والخاص.
ارتفعت قروض القطاع العام بنسبة 1.0% على أساس شهري +7.9% منذ بداية عام 2025. وكان القطاع الحكومي يمثل نحو 32% من قروض القطاع العام المحرك الرئيسي للنمو، حيث سجل ارتفاعًا بنسبة 3.7% على أساس شهري +22.7% منذ بداية عام 2025، في حين ارتفعت قروض المؤسسات الحكومية تمثل نحو 63% من قروض القطاع العام بنسبة 0.1% على أساس شهري +2.4% منذ بداية عام 2025، بينما تراجعت قروض المؤسسات شبه الحكومية بنسبة 4.6% على أساس شهري -3.3% منذ بداية عام 2025 ارتفعت قروض القطاع الخاص بنسبة 0.3% على أساس شهري +1.1% منذ بداية عام 2025 خلال مارس 2025. وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بقطاعات الاستهلاك والمقاولات والخدمات. ارتفعت قروض الاستهلاك والقطاعات الأخرى تساهم بنحو 20% من قروض القطاع الخاصبنسبة 0.5% على أساس شهري -0.2% منذ بداية عام 2025، بينما ارتفعت قروض قطاع المقاولات بنسبة 2.2% +7.8% منذ بداية عام 2025، وارتفعت قروض قطاع الخدمات تساهم بنحو 32% بنسبة 0.2% +0.8% منذ بداية عام 2025، كما ارتفعت قروض قطاع العقارات تساهم بنحو 21% بنسبة 0.3% +1.5% منذ بداية عام 2025، وقروض قطاع التجارة العامة تساهم بنحو 22% بنسبة 0.3% +1.5% منذ بداية عام 2025 خلال مارس 2025. ارتفعت القروض خارج قطر بنسبة 0.9% على أساس شهري +0.9% منذ بداية عام 2025 في مارس 2025.واضاف التقرير: ارتفعت ودائع القطاع العام بنسبة 0.7% على أساس شهري +5.3% منذ بداية عام 2025 في مارس 2025. وبالنظر إلى تفاصيل القطاعات، ارتفعت ودائع القطاع الحكومي يمثل نحو 36% من ودائع القطاع العام بنسبة 2.4% على أساس شهري +9.9% منذ بداية عام 2025، بينما ارتفعت ودائع المؤسسات الحكومية تمثل نحو 53% من ودائع القطاع العام بنسبة 1.5% على أساس شهري +4.9% منذ بداية عام 2025. وفي المقابل، تراجعت ودائع المؤسسات شبه الحكومية بنسبة 7.8% على أساس شهري -5.4% منذ بداية عام 2025 ارتفعت ودائع غير المقيمين بنسبة 0.5% على أساس شهري +1.2% منذ بداية عام 2025 خلال مارس 2025. وبلغت نسبة ودائع غير المقيمين إلى إجمالي الودائع 19.1% في مارس 2025، مقارنة بـ18.2% بنهاية عام 2023، ما يشير إلى استمرار اعتماد البنوك على التمويل الخارجي. تراجعت ودائع القطاع الخاص بنسبة 0.2% على أساس شهري +2.4% منذ بداية عام 2025 في مارس 2025.على صعيد التفاصيل، تراجعت ودائع الشركات والمؤسسات بنسبة 1.7% على أساس شهري +0.7% منذ بداية عام 2025، بينما ارتفعت ودائع الأفراد بنسبة 1.0% على أساس شهري +3.7% منذ بداية عام 2025.
كشفت هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تقريرها السنوي عن أنها تعتزم ضمن خطتها لعام 2025 تمويل 300 مشروع من مختلف القطاعات مع التركيز على دعم المشاريع المبتكرة وتقديم الاستشارات المالية والإدارية لضمان استدامتها، والعمل على تعزيز البيئة الاستثمارية لتمكين رواد الأعمال من النهوض بمؤسساتهم.
كما تركز الهيئة ضمن خطتها للعام القادم على تطوير قطاع الصناعات الحرفية الإبداعية، ودعم تبني تقنيات حديثة مثل: التصنيع الرقمي والتصميم ثلاثي الأبعاد، وإنشاء أسواق حرفية في محافظتي مسندم وظفار، وتوسيع حضورها في الأسواق الإقليمية والدولية من خلال المعارض التخصصية، وتعزيز التجارة الإلكترونية وتعريف المجتمع بأهمية الامتياز التجاري.
وحسب التقرير، بلغ إجمالي عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المسجلة في هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بنهاية ديسمبر من العام الماضي 145.750 مؤسسة، منها 125.564 مؤسسة صغرى، و19.73 مؤسسة صغيرة، و1.113 مؤسسة متوسطة، وفق التقرير السنوي للهيئة.
وتتيح بطاقة رواد الأعمال التي تصدرها هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للمستفيدين تسهيلات متنوعة تتضمن تخفيضات في الخدمات وإعفاءات من بعض الرسوم، وبلغ عدد المؤسسات التي حصلت على البطاقة لأول مرة 23.954 مؤسسة، وأما المؤسسات الصغيرة والمتوسطة النشطة والحاصلة على البطاقة فبلغت 26.948 مؤسسة.
ولفت التقرير إلى أن قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وفرّ أكثر من 68.343 فرصة عمل للمواطنين العمانيين، مما يعكس التزام القطاع بتوفير بيئة عمل داعمة تسهم في تنمية الموارد البشرية العمانية ورفع مهاراتها، بما يتماشى مع أهداف التوطين وتعزيز مشاركة الكفاءات الوطنية في الاقتصاد الوطني.
وتعد حاضنات الأعمال في سلطنة عمان منصة استراتيجية لدعم رواد الأعمال وتحفيز الابتكار، حيث تعنى الحاضنات بتوفير بيئة متكاملة تمكن أصحاب الأفكار المبتكرة من تحويل رؤاهم إلى مشاريع ناجحة، إذ تقدم الحاضنات الدعم التقني والفني، والخدمات الاستشارية المتعددة، ودراسات الجدوى، وخطط العمل، والمتابعة الدورية، والتمويل لرواد الأعمال لضمان نجاح واستدامة مشاريعهم.
ووفقًا للتقرير، بلغ إجمالي عدد الحاضنات العامة والتخصصية العام الماضي 26 حاضنة، تضم 129 مؤسسة محتضنة، وبلغ إجمالي القوى العاملة الوطنية داخل المؤسسات المحتضنة 243 موظفًا، وحققت المؤسسات المحتضنة إيرادات بقيمة 2.291.600 مليون ريال عماني، مما يعكس نجاح المشاريع في تحقيق عوائد ملموسة تدعم التنمية الاقتصادية المستدامة.
وفيما يتعلق بتطوير مهارات رواد الأعمال لمواكبة المتغيرات المتسارعة في منظومة ريادة الأعمال، يمثل برنامج «جاهزية ريادة الأعمال» أحد المبادرات الرائدة التي تعنى بتعزيز المهارات الريادية والفنية، إذ يساعد البرنامج رواد الأعمال في التأسيس الناجح للمشاريع، وتطويرها، والتعامل مع الأزمات التي تواجهها، وبلغ عدد المتدربين في البرنامج بنهاية ديسمبر 2024 ما يقارب 2.485 متدربًا، وسجل الإجمالي التراكمي للمتدربين منذ انطلاق البرنامج 5.222 متدربًا.
وتوفر الهيئة مجموعة من الخدمات الاستشارية المتخصصة التي تغطي مختلف الجوانب التجارية والإدارية والتسويقية والفنية والقانونية، حيث بلغ عدد المستفيدين من الاستشارات العامة 3.203 مستفيدين، في حين استفاد 4.653 من حلقات العمل المتعلقة بدراسة الجدوى الاقتصادية.
وركزت الهيئة العام الماضي على تطوير وتنمية 16 نشاطًا حرفيًا رئيسيًا يشمل أبرز الحرف التقليدية، وبلغ عدد البرامج التدريبية في القطاع الحرفي 14 برنامجًا، استفاد منها 281 حرفيًا.
وأشار التقرير إلى أن هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة نظمت العام الماضي 186 فعالية ومعرضًا على المستويين المحلي والدولي لتعزيز حضور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الأسواق المحلية والدولية، إذ بلغ عدد المؤسسات المستفيدة من هذه الفعاليات وبرامج التسويق 10.463 مؤسسة، واستفادت 608 مؤسسات من برامج التسويق الإلكتروني التي أُطلقت لدعم الحضور الرقمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتعزيز وصولها إلى عدد أكبر من المستفيدين.
وأوضح التقرير أن الهيئة أطلقت العام الماضي 10 برامج تمويلية متنوعة تهدف إلى تلبية احتياجات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وبلغ إجمالي الموافقات على القروض 400 قرض، بإجمالي تمويل تجاوز 37.690.085 ريالا عمانيا.
كما أطلقت الهيئة برنامج «الشركات الناشئة العمانية الواعدة» بشراكة استراتيجية مع عدد من الجهات الحكومية، والذي يهدف إلى نشر ثقافة الشركات الناشئة داخل المؤسسات التعليمية، وتعزيز وعي المجتمع بأهميتها في دعم الاقتصاد الوطني، كما يركز البرنامج على تمكين أصحاب الأفكار المبتكرة، ودعم تأسيس شركات ناشئة قائمة على الابتكار والتكنولوجيا، وربطها بفرص الأعمال والاستثمار والتمويل، وأثمر البرنامج عن تأسيس 146 شركة ناشئة مبتكرة، وتدريب 62 رائد أعمال في مجال الاستعداد للاستثمار والتمويل، واستفاد أكثر من 12624 مشاركًا من برامج نشر ثقافة ريادة الأعمال وآليات التمويل البديل.
حافظت بنوك دبي على تصدُّرها كأكثر البنوك المحلية جاذبية للودائع للشهر الثالث على التوالي، مستحوذة، وفق المصرف المركزي، على الحصة الأكبر بنسبة 46.3% من إجمالي الودائع المصرفية في الإمارات، برصيد تراكمي بلغ 1.331 تريليون درهم نهاية فبراير 2025.
وأوضحت بيانات المصرف المركزي الصادرة اليوم أن ودائع بنوك الإمارة قد نمت بحوالي 145 مليار درهم، بارتفاع سنوي وصل إلى 12.2% عن نفس الفترة من العام الماضي، فيما نمت بنسبة 1.8% في فبراير على أساس شهري.
وطبقًا للبيانات، فقد نمت أيضًا أصول بنوك دبي على أساس شهري بنسبة 1%، ليصل رصيدها التراكمي إلى 2.044 تريليون درهم في فبراير الماضي.
بينما شهد شهر يناير ارتفاع رصيدها من الاستثمارات إلى رصيد تراكمي بلغ 296 مليار درهم، بارتفاع شهري أيضًا بلغ 3.2% مقارنة بشهر يناير من العام الجاري.
وارتفع الائتمان الممنوح من قبل بنوك دبي بنسبة 1.3% على أساس شهري، ليرتفع رصيده من 963.5 مليار درهم نهاية شهر يناير من العام الجاري إلى 976.3 مليار درهم نهاية فبراير.
على صعيد آخر، أوضحت البيانات أن أصول بنوك أبوظبي وصلت إلى 2.222 تريليون درهم، فيما ارتفعت الاستثمارات إلى 394.3 مليار درهم، ووصلت الودائع إلى 1.3 تريليون درهم.
ووصل رصيد أصول البنوك الأخرى في الدولة إلى 370.6 مليار درهم، واستقر رصيد الودائع عند 234.5 مليار درهم، كما بلغ رصيد الائتمان 194.3 مليار درهم، في الوقت الذي بلغت فيه الاستثمارات 68.2 مليار درهم في نهاية فبراير من العام الجاري.
شهدت الأسواق الآسيوية خلال الأيام الماضية تحركات حادة، أعطت المستثمرين تصوراً حياً لما قد تبدو عليه حرب عملات شاملة محتملة، في ظل الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أن الأوضاع لم تصل بعد إلى حد الذعر، ويبدو من غير المرجح – بناءً على المؤشرات الحالية – أن يحدث ذلك في المستقبل القريب.
وشهد الأسبوع الماضي أحداثاً درامية غير معتادة في قطاع من الأسواق المالية، يتسم عادة بالهدوء، حيث قفز الدولار التايواني بشكل مفاجئ، بنسبة وصلت في ذروتها إلى 10 % خلال يومين، ورغم استقراره النسبي لاحقاً، فإنه سجل ارتفاعاً بنسبة 6 % منذ بداية الشهر الجاري.
وفي تطور موازٍ، لجأت سلطة النقد في هونغ كونغ إلى التدخل بأقوى وتيرة منذ عام 2020، لكبح جماح ارتفاع عملتها مقابل الدولار الأمريكي، في خطوة تنذر بعودة المضاربين الذين يراهنون على انهيار نظام الربط المستمر منذ 42 عاماً بين العملتين، وهي مراهنة تُعد من أشهر الصفقات الخاسرة في الأسواق المالية، حيث حاول الكثيرون وفشلوا، لكنهم سيحاولون مرة أخرى، فهي لعبة مثيرة، رغم أنها تنتهي دائماً بالخسارة.
وإذا نظرنا إلى العملتين، نجد أن الدولار التايواني هو الذي جذب معظم اهتمام الأسواق. ومن السهل أن نتخيل سيناريوهات كارثية، انطلاقاً من هذا الوضع، حيث يكمن أحد الأسباب الرئيسة للقلق، في أن شركات التأمين على الحياة في تايوان، تمتلك استثمارات ضخمة بالدولار الأمريكي – حوالي 700 مليار دولار، راكمتها خلال السنوات العشر الماضية. ومن بواعث القلق أيضاً، أن حوالي ثلث هذا المبلغ يفتقر لأي آليات تحوّط ضد مخاطر الصرف، وهو ما يعني أن هذه الشركات تخسر حالياً أموالاً كبيرة على الورق.
وتثير السرعة الفائقة لارتفاع العملة التايوانية، مخاوف مبررة، إذ تُعتبر التحركات الحادة في مخططات الأسواق – صعوداً أو هبوطاً – مؤشراً سلبياً لمختلف فئات الأصول. ورغم أن التداعيات قد تستغرق وقتاً للظهور، إلا أن التجربة تؤكد أن جهة ما ستتكبد حتماً خسائر جسيمة، كما أن احتمالات وقوع حوادث مالية تظل قائمة.
ويكمن الخطر أيضاً في إمكانية تحول هذا السيناريو إلى نبوءة تحقق ذاتها، حيث قد يدفع القلق المستثمرين الآسيويين – بشكل مبرر تماماً – إلى التخلص من مقتنياتهم الدولارية، أو تعزيز تحوطاتهم ضد مخاطر الصرف، وهي إجراءات تُسهم بطبيعتها في تعميق الضغوط الهبوطية على العملة الأمريكية.
ويحذر ستيفن جين، وهو خبير في شركة يوريزون إس إل جي لإدارة الأصول، من أن الوضع قد يصبح أكثر سوءاً، حيث ذكر في تقرير نشره منذ أيام، هو وزميلته جوانا فريير، أن الدول الآسيوية التي تعتمد على التصدير، ربما جمعت ما يصل إلى 2.5 تريليون دولار من المدخرات بالدولار الأمريكي منذ جائحة «كورونا»، قبل 5 سنوات، وهو ما قد يولّد ما وصفه بـ «مخاطر الانهيار الجليدي» المحدقة بالدولار.
وحذّر ستيفن جين من أن «التحولات في البيئة الاقتصادية الكلية، كفروقات العائد والأوضاع المالية النسبية والتقييمات والمتغيرات الجيوسياسية، قد تُطلق شرارة موجة بيع ضخمة للدولار»، مؤكداً أن «مخاطر تعرض المستثمرين لصدمة جراء موجة بيع حادة وغير متوقعة، تتزايد باستمرار». ورغم أنها تُصنف ضمن الأحداث نادرة الحدوث، إلا أنها يجب أن تستدعي اهتماماً جدياً.
ويكتسب السياق العام أهمية بالغة، إذ يُظهر دونالد ترامب حرصاً واضحاً على عقد صفقات تجارية عالمية، كما اتضح من الاتفاق المُبرم مع المملكة المتحدة، وفي ضوء هذا التوجه، لا سيما مع تنامي الدعوات داخل الإدارة الأمريكية لإضعاف الدولار، فإن الارتفاع الحاد للعملة التايوانية، قد يُخفف بعض الهواجس الأمريكية.
وظهرت مؤشرات على تراجع محتمل للإدارة الأمريكية عن فكرة سعي ترامب لعقد اتفاق دولي شامل، يستهدف إضعاف الدولار عالمياً، مع ربط الضمانات الدفاعية والأمنية بالسندات الحكومية الأمريكية، حيث تبدو الفكرة الآن «ميتة عند الولادة»، بالنظر للمخاطر المُحيطة بسندات الخزانة، والتركيز المتزايد على الرسوم الجمركية. مع ذلك، تحتفظ الأسواق بحساسيتها إزاء دور العملات في الاتفاقيات التجارية. وفي هذا الصدد، أوضح شهاب جالينوس، محلل العملات لدى «يو بي إس» في نيويورك، أنه «لا يوجد دليل مباشر» لتأثير المفاوضات المحتملة حول التعريفات على الوضع الراهن، محذراً من أنه «إذا اعتقدت الأسواق في إمكانية حدوث شيء مماثل، فقد يؤدي ذلك لاضطرابات»، نتيجة لسعي المستثمرين والمضاربين لاستباق أي اتفاق محتمل.
ورجّح جالينوس أن تقتصر أي صفقات تجارية آسيوية-أمريكية على تطمينات عامة، تحظى بقبول واسع، مثل رفع أسعار الفائدة، وتعزيز العملات بشكل معتدل، دون الخوض في تفاصيل المستويات أو الأطر الزمنية، ما يجعل الوضع أكثر قابلية للإدارة، ويشير إلى تعديلات سوقية تدريجية ومستقرة، مع التأكيد على أن التواصل الفعال – الذي لا يُعد حالياً من نقاط القوة الأمريكية – سيكون حاسماً في تحقيق هذا الهدف.
وتلوح في الأفق مخاطر نادرة الحدوث، لكنها مدمرة، تتمثل في سيناريوهات مثل «الانهيارات» وحروب العملات، وهي احتمالات مستبعدة، إلا أنها تستحق الانتباه، نظراً لتأثيرها الكارثي المحتمل، وإذا كان عام 2025 قد قدّم درساً واحداً حتى الآن، فهو ضرورة الاستعداد الدائم للصدمات غير المتوقعة.
في المقابل، يحمل منطق «التهدئة الجماعية» قوة حجة كبيرة، فرغم الصعود المثير للدولار التايواني، إلا أن ارتفاعه منذ بداية العام، لا يتجاوز 8 %، مقابل الدولار الأمريكي، وهي النسبة ذاتها التي سجّلها اليورو، وبينما حدث التحرك التايواني بسرعة خاطفة – وهو ما قد لا يكون إيجابياً – إلا أنه قد لا يكون سوى تصحيح تعويضي، كما أن الانخفاض الأوسع للدولار الأمريكي، يسير حتى الآن بشكل منتظم، باستثناء لحظات قليلة مقلقة.
من جهة ثانية، تبقى المخاطر الجوهرية المحدقة بالدولار كما هي، والتي تتمثل في: الأخطاء الجيوسياسية الأمريكية التي قد تؤدي لانهيار مفاجئ في الثقة بالدولار، كعملة احتياطي عالمية رئيسة، والسياسات الخاطئة التي قد تدفع الاقتصاد نحو الركود، وتؤدي إلى هبوط حاد في أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة متسارعة.
وعموماً، من المستبعد أن تتسبب آسيا في إحداث فوضى في هذا المضمار، إذ تحتفظ الولايات المتحدة وحدها بالقدرة على تحقيق ذلك.
أعلن خليجي بنك، أحد البنوك الإسلامية الرائدة في مملكة البحرين نتائجه المالية للفترة المنتهية في 31 مارس 2025م، حيث حقق البنك أرباحاً صافية عائدة إلى المساهمين بلغت 3.243 مليون دينار بحريني مقارنة بـ 3.008 ملايين دينار بحريني في الربع الأول من عام 2024م، وذلك بزيادة بلغت نسبتها 7.81% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي. وانخفضت ربحية السهم للفترة المنتهية في 31 مارس 2025م إلى 3.00 فلوس مقارنة بـ3.69 فلوس للربع الأول من العام الماضي، في حين ارتفع إجمالي الدخل إلى 15.056 مليون دينار بحريني مقارنة بـ 12.902 مليون دينار بحريني في الربع الأول من العام 2024م، وذلك بارتفاع بلغ نسبته 16.70% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
كما ارتفع إجمالي الدخل الشامل العائد لمساهمي الشركة الأم إلى 3.466 ملايين دينار بحريني مقارنة بـ 2.925 مليون دينار بحريني للفترة المنتهية في 31 مارس 2024م، وذلك بزيادة بلغت نسبتها 18.50%. ويُعزى هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى تسجيل البنك زيادة في إيرادات عقود التمويل وانخفاض في مصروفات التمويل خلال الربع الأول من عام 2025م. فيما انخفض إجمالي الأصول لذات الفترة انخفاضا طفيفا بنسبة 2.91% ليبلغ 1.452.65 مليون دينار بحريني في 31 مارس 2025م، مقارنة بـ 1.496.13 مليون دينار بحريني للفترة المنتهية في 31 ديسمبر 2024م. كما انخفضت استثمارات الصكوك بنسبة 9.01% لتصل إلى 456.91 مليون دينار بحريني مقارنة بـ502.14 مليون دينار بحريني كما في 31 ديسمبر 2024م، فيما زادت عقود التمويل بنسبة 5.98% إلى 764.28 مليون دينار بحريني مقارنة بـ 721.17 مليون دينار بحريني كما في 31 ديسمبر 2024. وانخفض إجمالي حقوق الملكية العائدة لمساهمي الشركة الأم للفترة المنتهية في 31 مارس 2025م بنسبة 2.12% ليصل إلى 125.35 مليون دينار بحريني، مقارنة بـ 128.06 مليون دينار بحريني كما في 31 ديسمبر 2024م.
وفي سياق متصل، أعلن خليجي بنك تعيين يوسف تقي رئيسًا جديدًا لمجلس الإدارة خلفًا لهشام الريس لرغبته التركيز على مجموعة جي اف اتش المالية. وجاء قرار تعيينه تقي بعد ترشيحه من قبل مجموعة جي اف اتش ونظير خبرته الواسعة في القطاع المصرفي في مملكة البحرين التي تزيد على 35 عامًا، شغل خلالها عدة مناصب قيادية في مجموعة من المؤسسات المصرفية الرائدة في المملكة، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في المحاسبة عام 1990 من جامعة هوسون بالولايات المتحدة الأمريكية وشهادة محاسب قانوني معتمد.
وبهذه المناسبة، رحب هشام الريس، رئيس مجلس إدارة خليجي بنك، بتعيين السيد يوسف تقي رئيسًا جديدًا لمجلس إدارة البنك، مشيدًا بخبرته الممتدة في قطاع الصيرفة الإسلامية، معربًا عن ثقته الكاملة في قدرته على قيادة البنك في المرحلة القادمة لتنفيذ أهداف النمو الاستراتيجية الجديدة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن خبرته ورؤيته وعلاقاته القوية في القطاع المصرفي على المستويين المحلي والإقليمي ستشكل عاملًا رئيسيًا في دفع عجلة النمو والتطور للبنك في المرحلة القادمة.
وتابع: لقد جاء قراري بالتنحي عن رئاسة مجلس إدارة خليجي بنك بهدف التفرغ للتركيز على المسؤوليات والمهام المناطة بي في مجموعة جي إف إتش المالية، ومواصلة العمل على دفع نموها وتحقيق تطلعات مساهميها. لقد كانت السنوات الخمس التي قضيتها في رئاسة مجلس إدارة خليجي بنك مليئة بالتحديات والفرص، وشهد البنك خلالها العديد من الإنجازات المهمة، من أبرزها إطلاق الهوية التجارية الجديدة للبنك في عام 2023، بالإضافة إلى تعزيز الأسس التي قام عليها البنك وتطوير رؤى واستراتيجيات متجددة تتماشى مع التغيرات المتسارعة في القطاع المصرفي واحتياجات العملاء، حيث حرصنا خلال هذه الفترة على التركيز على تقديم حلول مصرفية مبتكرة ومتطورة تتناسب مع متطلبات العصر الرقمي، وأسهمنا في ترسيخ مكانة البنك كمؤسسة مالية رائدة قادرة على مواكبة التطورات المستقبلية. أتقدم بالشكر الجزيل لجميع أعضاء مجلس الإدارة وفريق العمل على الدعم والتعاون الذي كان له الأثر الكبير في تحقيق هذه النجاحات، وأتمنى للسيد يوسف تقي كل التوفيق في قيادة البنك نحو المزيد من النمو والازدهار.
وفي معرض تعليقه على النتائج المالية، صرح الريس قائلًا: يسرنا إعلان تحقيق هذه النتائج المالية الجيدة لأنشطة خليجي بنك خلال الربع الأول من العام الحالي 2025م، والتي تعكس جهود البنك المستمرة لتحقيق أهدافه الاستراتيجية وتقديم افضل الخدمات لعملائه الكرام. كما تشكل بداية مبشرة لتحقيق أداء ونتائج ايجابية قوية في العام الحالي، مما يعزز الثقة في نمونا وينعكس إيجاباً على القيمة السوقية لأسهم المجموعة.
وتابع: تعد النتائج الإيجابية المتحققة في الربع الاول حافزًا كبيرًا لمواصلة السير على ذات الوتيرة الإيجابية والمضي قدماً على منحى تصاعدي لتحقيق المزيد من النمو خلال الفترة القادمة من العام الحالي بهدف الوصول إلى آفاق أرحب من الإنجازات والنجاحات لتلبية تطلعات المساهمين والعملاء الكرام، والمساهمة الفاعلة في المسيرة التنموية الشاملة التي تشهدها مملكة البحرين في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وفي اتساق مع الجهود الحكومية الحثيثة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، للارتقاء بالقطاع المصرفي.
بدوره، أعرب يوسف تقي رئيس مجلس إدارة خليجي بنك الجديد عن بالغ الشكر والتقدير لرئيس مجلس الإدارة السابق السيد هشام الريس على الجهود المخلصة التي بذلها خلال فترة توليه رئاسة المجلس، وعلى ثقته ودعمه المستمر. كما توجه بالشكر لمجموعة جي إف إتش المالية على الثقة الغالية، مؤكدًا التزامه بالعمل الجاد والمثمر لتحقيق رؤية البنك وأهدافه الاستراتيجية، متطلعًا إلى البناء على ما تحقق من إنجازات خلال السنوات الماضية لمواصلة رحلة النمو والتقدم وتعزيز مكانة البنك في القطاع المصرفي، ومؤكدًا حرصه على التعاون مع فريق العمل ومجلس الإدارة للمساهمة في مسيرة نمو خليجي بنك وازدهاره.
وأضاف: يسرني ويشرفني اختياري لرئاسة مجلس إدارة خليجي بنك في هذه المرحلة المهمة من مسيرة البنك، وأتطلع إلى البناء على الإنجازات التي حققها والعمل مع الزملاء في المجلس والإدارة التنفيذية لتطوير استراتيجيات مبتكرة تعزز من مكانة البنك في القطاع وتلبي تطلعات العملاء الكرام، وذلك بغية تحقيق نمو مستدام وتعزيز قيمة البنك لمساهميه، وكلنا ثقة بأننا سنتمكن من تحقيق ذلك من خلال العمل المشترك الجاد.
من جانبه، قال سطام القصيبي، الرئيس التنفيذي لخليجي بنك: يسرنا الترحيب بالسيد يوسف تقي في دوره الجديد رئيسا لمجلس إدارة خليجي بنك، نظرًا لما يمتلكه من مسيرة مهنية استثنائية في القطاع المصرفي الإسلامي، ونحن على ثقة تامة بأن قيادته ستمثل إضافة مهمة في دعم استراتيجياتنا الطموحة للنمو والتوسع، حيث تتجه خطط البنك في المرحلة القادمة بخطى حثيثة نحو رقمنة الخدمات وتبنّي أحدث التقنيات المصرفية، الأمر الذي يتطلب قيادة قادرة على استشراف المستقبل وتفعيل ثقافة الابتكار على جميع المستويات. ونثق بأن خبرة السيد يوسف تقي ستكون ركيزة قوية تدعم تحقيق هذه الرؤية وترسيخ ريادة البنك في هذا المجال.
وتعليقًا على النتائج المالية، صرح القصيبي قائلاً: أظهرت النتائج المالية للربع الاول لعام 2025م استمرار نجاح النموذج المالي القوي للبنك واستراتيجيته الفعالة بالتركيز على تعزيز الانضباط المالي وتحسين الإيرادات ودفع النمو المستدام لتعزيز الربحية وهو ما تجلى في تحقيق نموا في صافي الأرباح العائدة إلى المساهمين بنسبة 7.81% لتصل إلى 3.243 ملايين دينار بحريني مقارنة بـ 3.008 ملايين دينار بحريني في الربع الاول من عام 2024م. كما تمكنا من تسجيل زيادة في إيرادات عقود التمويل، مما أسهم بتحقيق زيادة في إجمالي الدخل وإجمالي الدخل الشامل العائد لمساهمي المجموعة الأم، وكل هذه النتائج الإيجابية تٌجسد التزامنا وحرصنا على تحقيق عوائد إيجابية والأرباح للمساهمين الكرام.
وأضاف: تأتي هذه النتائج الإيجابية التي حققها خليجي بنك خلال الربع الاول، ومن أبرزها زيادة صافي الربح، بالتزامن مع مواصلة إطلاق العديد من المبادرات والخدمات والمنتجات المصرفية المبتكرة لتعزيز التجربة الخاصة بعملاء البنك الكرام، ومن اهم هذه المبادرات تدشين النسخة الجديدة من حساب الوافر والتي يتجاوز مجموع جوائزها هذا العام 4 ملايين دولار امريكي، وتضمنت أيضاً فئة جديدة وهي «أجيال الوافر» التي خصصناها للمودعين من الناشئة والشباب دون 21 عاماً، ومواصلة تقديم المزيد من العروض الخاصة للتمويل العقاري آخرها إطلاق برنامج تسهيل+ الجديد في إطار خطة وزارة الإسكان والتخطيط العمراني وبنك الإسكان للتوسع في الخيارات التمويلية والحلول الإسكانية المقدمة للمواطنين، حيث حرصنا على تقديم عروض تمويل حصرية فريدة من نوعها، وذلك في إطار دعمنا وجهودنا المتواصلة لكافة المبادرات الرامية لتوفير حلول إسكانية ميسرة ومبتكرة للمواطنين، بالإضافة إلى مواصلة إطلاق العديد من الحملات الترويجية المبتكرة، بدءا بالحملة الرمضانية لمشتريات شهر رمضان الفضيل، وانتهاء بمنصة خليجي بنك التفاعلية مؤخرا في مجمع سيتي سنتر البحرين التي شهدت نجاحاً وإقبالا كبيراً.
تعد العملات الرقمية والمشفرة من أبرز الابتكارات التي أعادت تشكيل المشهد المالي العالمي، لكنها في نفس الوقت أثارت مخاوف عميقة لدى البنوك المركزية بسبب تأثيراتها المحتملة في السياسات النقدية والاستقرار الاقتصادي والسيادة المالية.
تشمل العملات الرقيمة أي شكل من النقود الإلكترونية الصادرة من جهات مركزية، مثل العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDCs)، بينما تعتمد العملات المشفرة، مثل البيتكوين والإيثيريوم، على تقنية تعرف بـ”البلوكتشين” وتتميز باللامركزية، ما يجعلها خارج نطاق سيطرة البنوك المركزية للدول.
هناك عدد من الدول أصدرت عملاتها الرقمية مثل اليوان الصيني، وقد وسعت الصين اختباراتها على اليوان الرقمي إلى 26 مدينة، وهناك العملة الرقمية المشتركة “عابر” بين البنك المركزي السعودي والإماراتي للتحقق من جدوى العملات الرقمية، كما أن الاتحاد الأوروبي يخطط لإطلاق اليورو الرقمي في 2025 لمواجهة تحديات العملات المشفرة، أما الولايات المتحدة الأميركية فأوقفت تطوير دولار رقمي بسبب المخاوف من تأثيره في الاستقرار المالي.
تجارب الدول المشتركة أو الفردية من خلال بنوكها المركزية على العملات الرقمية ليست إلا استجابة لهذه التحديات وبإستراتيجيات متعددة، تعمل “سويفت” العالمية للمدفوعات المالية على منصة لدمج (CBDCs) بالنظام المالي العالمي بين البنوك، بحيث تتيح للمقرضين إجراء تحويلات للأموال وبهدف ربط النظم المختلفة مع بعضها، ومنع ظهور الجزر الرقمية المنعزلة وعمل الشبكات المصرفية بسهولة مع بعضها، وهذا يتوافق مع دعوة مجموعة العشرين إلى تنظيم عالمي موحد للحد من مخاطر العملات المشفرة.
تهز العملات المشفرة أركان البنوك المركزية
تخشى البنوك المركزية العملات المشفرة لأنها تهدد السياسة النقدية بشكل مباشر، حيث تعتمد الدول على التحكم في التضخم وأسعار الفائدة على المعروض النقدي، والجيل الجديد من هذه النقود يدهور قوة سياساتها النقدية ويقلل من فاعلياتها الاقتصادية، كما أنه يؤثر في احتياطيات البنوك، إضافة إلى مخاطر أمنية مثل غسل الأموال والاتجار غير المشروع.
ومن جانب آخر: تتسبب العملات المشفرة في تقلبات سعرية خطيرة تؤثر في الاستقرار المالي للأسواق والناس، كما أنها تحول الأفراد نحو منصات لامركزية بدلا من البنوك التقليدية، ما يجعل الحكومات تصبح خارج النظام المالي وسياساتها غير فعالة، أي إنها تهديد حقيقي للسيادة النقدية للحكومات، لكنها في ذات الوقت تعزز من الشمول المالي وتقليل تكاليف المعاملات.
تهدد العملات المشفرة العابرة للحدود سيادة الدول النقدية، في أبريل أدت تصريحات ترامب حول التعريفات الجمركية إلى تقلبات في سوق البيتكوين، ما يعكس استخدامها كملاذ آمن بديل للعملات التقليدية.
قادة النظام المالي العالمي يحاولون دمج العملات المشفرة في النظام المصرفي لتجنب فقدان السيطرة، وقد استحوذت منصة “بينانس” على 36.5% من سوق التداول العالمي، كما أن شركة (إم جي إكس)، وهي شركة إماراتية استحوذت على حصة أقلية في “بينانس” أكبر منصة تداول للعملات المشفرة في العالم، وهذا يشير إلى أن المؤسسات المتخصصة أصبحت تدمج هذا النوع من الأنظمة المالية الجديدة في استثماراتها المتخصصة، ولا سيما بعدما وصلت التداولات اليومية لسوق العملات المشفرة 281 مليار دولار.
في الختام: العملات المركزية (CBDCs) تمثل أداة السيطرة في الاقتصاد الكينزي، بينما تهدد العملات المشفرة مثل البيتكوين القدرة على إدارة الطلب الكلي، وترى المدرسة النمساوية للاقتصاد في اللامركزية السيادة للأفراد، لكنها تحذر من المضاربات، لذا حكومات العالم اليوم تسعى لتحقيق التوازن بين الابتكار والاستقرار، من خلال التأكيد على أهمية السيطرة المركزية في مواجهة التحديات اللامركزية.
أكدت رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي، ايفانا فلادكوفا هولار، على التزام الحكومة المصرية بمواصلة تنفيذ الإصلاحات المؤسسية والتشريعية والرقمية، بما يعزز مناخ الاستثمار، ويدعم النمو الاقتصادي المستدام.
جاء ذلك على هامش اجتماع وزارتي الاستثمار والتجارة الخارجية وكذلك المالية مع بعثة صندوق النقد الدولي، وذلك في إطار بحث المراجعة الخامسة ومتابعة برنامج الإصلاح الاقتصادي وتقييم التقدم المحرز على مستوى السياسات المالية والهيكلية في مصر.
قالت إيفانا إن الاقتصاد المصري شهد مؤخراً تحسناً ملحوظاً في معدلات النمو وانخفاضاً في معدلات التضخم، معربة عن تفاؤلها بأن هذه المؤشرات تعكس استقراراً نسبياً رغم بعض التحديات المؤقتة.
وفي هذا السياق تعمل الحكومة المصرية حالياً على دمج وتبسيط الرسوم الإدارية والأعباء المفروضة على الشركات، وتقليل عدد الجهات الحكومية المتعاملة مع المشروعات الاستثمارية، بحسب وزير الاستثمار حسن الخطيب.
أضاف أن الحكومة أطلقت منصة إلكترونية لتوحيد وتبسيط إجراءات إصدار التراخيص، مع العمل على تطوير منصة رقمية موحدة أكثر تقدمًا تمثل نموذج “النافذة الواحدة” لتسهيل ممارسة الأعمال.
وكشف وزير الاستثمار المصري عن وجود وحدة مستقلة تُعنى بمتابعة وتنسيق عمليات تخارج الدولة من النشاط الاقتصادي، بالتوازي مع وحدة أخرى مسؤولة عن تحديث حوكمة الشركات المملوكة للدولة لضمان جاهزيتها للطرح.
من جهة أخرى، تطرق وزير المالية المصري، أحمد كوجك، إلى مساعي الحكومة نحو توحيد الرسوم وتيسير إجراءات التراخيص، موضحاً أن يجرى حالياً توفير الإطار التشريعي الملائم الذي يضمن استدامة الإصلاحات الاقتصادية الجارية.
وأكد على أن الوزارة تعمل بشكل وثيق مع الجهات المعنية لضمان تسريع إصدار هذه التشريعات، لما لذلك من أثر مباشر على تحسين مناخ الاستثمار وتعزيز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين.
المصارف الخليجية نجحت في تجاوز التحدّيات والمطلوب في لبنان
الإستمرار في تنفيذ الإصلاحات الضرورية لإنعاش الإقتصاد وتعزيز الثقة
في ظل ما يشهده الإقتصاد العالمي من متغيّرات جذرية، وتنامي التحدّيات الجيوسياسية والضغوط الإقتصادية في مختلف أنحاء العالم، تُبرز أهمية الدور الذي تؤديه المصارف العربية في دعم الإستقرار المالي وتمويل التنمية الإقتصادية.
ويكتسب هذا الدور بُعداً إستراتيجياً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تتفاوت الأوضاع بين دول تشهد إستقراراً وتحقق مؤشرات نمو واعدة، وأخرى تعاني إضطرابات سياسية وأزمات متفاقمة.
في هذا السياق، يقول الدكتور وسام فتوح، الأمين العام لإتحاد المصارف العربية، لـ «النهار» اللبنانية: «إن المصارف العربية تشكل ركيزة أساسية في تنمية الإقتصاد، إذ لا تعمل بمعزل عن التحوُّلات العالمية بل تتفاعل بشكل مباشر مع الأوضاع الإقتصادية والسياسية السائدة محيطها».
ويضيف د. فتوح: «أن الإستقرار السياسي والإقتصادي يمثل حجر الأساس لنمو هذا القطاع الحيوي وإزدهاره، إذ ينعكس إستقرار البيئة التشغيلية بشكل إيجابي على أداء المصارف، ويمنحها القدرة على تعزيز عملياتها وتحقيق نتائج مستدامة».
نص الحوار
* بداية، كيف تُقيّم أداء المصارف العربية في ظل المتغيّرات التي يشهدها الإقتصاد العالمي؟
– المصارف العربية لا تعمل في عزلة عن العالم، بل هي جزء لا يتجزأ من المنظومة الإقتصادية العالمية، وتتأثر بشكل مباشر بالأوضاع الإقتصادية والسياسية في محيطها.
فالإستقرار، سواء كان إقتصادياً أو سياسياً، يُعد شرطاً أساسياً لأداء قوي للقطاع المصرفي في أي دولة عربية، وعندما تتوافر بيئة مستقرّة، ينعكس ذلك تلقائياً على أداء المصارف.
* وكيف إنعكست تلك المتغيّرات على أداء المصارف في منطقة الشرق الأوسط والدول العربية؟
– الوضع متفاوت ويختلف من دولة إلى أخرى، فقد شهدت المصارف في دول الخليج أداء مميزاً خلال العام 2024، مستفيدة من إرتفاع أسعار الفائدة وأسعار النفط، مما عزّز من ربحيتها وقوة مراكزها المالية.
كذلك سجّلت دول مثل المغرب، الجزائر، والعراق أداء جيداً نتيجة حالة من الإستقرار النسبي، في المقابل، تأثّرت المصارف في دول مثل السودان واليمن سلباً نتيجة الأوضاع والتوترات السياسية.
* ما العوامل التي ساعدت المصارف الخليجية على تجاوز التحديات؟
– المصارف الخليجية كانت من أبرز الرابحين خلال الأزمات العالمية، وذلك بفضل النمو الإقتصادي القوي في بلدانها، وهو ما عزز من قدرتها على التوسُّع وتحقيق نتائج إيجابية، خصوصاً مع توافر بيئة تشغيلية مستقرة وموارد مالية وفيرة.
*وما هي أكثر المصارف الخليجية تحقيقاً لأداء قوي خلال الفترات الأخيرة؟
– تحتل دولة الإمارات المرتبة الأولى من حيث حجم الموجودات في القطاع المصرفي، تليها السعودية بفارق طفيف، ثم قطر.
وبشكل عام، تستحوذ الإمارات والسعودية معاً على قرابة 40% إلى 45% من إجمال حجم موجودات القطاع المصرفي العربي.
* وماذا عن أبرز مؤشرات أداء القطاع المصرفي العربي خلال العام 2024؟
– شهد القطاع المصرفي العربي نمواً جيداً في العام 2024، مسجّلاً معدل نمو بلغ 8% مقارنة بالعام 2023.
كذلك إرتفع إجمال الموجودات إلى نحو 4.9 تريليوناتات دولار، في حين بلغت الودائع حوالى 2.9 تريليون دولار، وبالتالي يظل القطاع المصرفي العربي الركيزة الأساسية لتمويل التنمية الإقتصادية في المنطقة.
* كيف ترى وضع القطاع المصرفي في لبنان؟
– هناك تفاؤل حيال مسار الإصلاح الإقتصادي في لبنان، وثمّة مؤشرات إيجابية تدل على أن البلاد تسير في الإتجاه الصحيح، ولكن المطلوب هو الإستمرار في تنفيذ الإصلاحات الإقتصادية الضرورية لإنعاش الإقتصاد وتعزيز الثقة.
* وما الدور الذي تؤديه المصارف في تحقيق النمو الإقتصادي والتنمية الشاملة؟
– دورها محوري ولا يُمكن إنكاره، لكونها تملك الحصة الكبرى من المدّخرات الوطنية، ولتعزيز هذا الدور، لا بد من وجود أطر قانونية واضحة ومحفّزات حقيقية تُعزّز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بما يُساهم في تعبئة الموارد لتمويل الإقتصاد بطريقة فعّالة ومستدامة.
* وما أبرز المتطلّبات لتعزيز دور المصارف العربية في دعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص؟
– المعوّق الرئيسي يكمن في القوانين التي تنظم هذه الشراكة، فعلى سبيل المثال، تمويل البنية التحتية يعد من التمويلات الطويلة الأجل، بينما تعتمد المصارف على ودائع قصيرة الأجل، ما يخلق مخاطرة كبيرة.
لذلك، تحتاج المصارف إلى قوانين تحميها، إلى جانب محفّزات وشركاء دوليين مثل البنك الدولي أو البنك الإسلامي للتنمية، للحدّ من تلك المخاطر ودعم التمويل المستدام.
* وما هي توقعاتك لأداء القطاع المصرفي العربي في العام الحالي (2025)؟
– التوقعات لا تحمل تفاؤلاً كبيراً، ليس على مستوى المصارف فحسب، بل على مستوى الإقتصاد العالمي ككل.
فالحروب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والرسوم الجمركية المتبادلة، تزيد من حالة الضبابية، ما قد يقود إلى حالة من الركود إذا إستمر الوضع على ما هو عليه، أما إذا توصلت القوى الإقتصادية الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة وأوروبا إلى حلول، فقد يشهد القطاع المصرفي نمواً جيداً.
* وماذا عن معدّلات النمو المتوقعة للقطاع المصرفي العربي؟
– لا تزال الصورة غير واضحة في ظل استمرار التوترات التجارية العالمية، خصوصاً أن إستمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى ركود إقتصادي عالمي، وهو ما سينعكس سلباً على أداء المصارف وربحيتها.
* أخيراً، ما توقعاتك حيال مسار أسعار الفائدة عالمياً؟
– أتوقع أن نشهد خفضاً في أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، هذا الخفض سيكون له أثر إيجابي على الإقتصاد العالمي، إذ إن إرتفاع أسعار الفائدة يؤدي إلى تراجع حجم التمويل وضعف وتيرة النمو.
أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي؛ أن برنامج “تكافل وكرامة” يُعد نموذجًا للبرامج المبتكرة، والشراكات الدولية المثمرة والبنّاءة، التي ساندت الدولة في تعزيز جهود الحماية الاجتماعية للفئات الأولى بالرعاية، بما ينعكس على جهود تحقيق التنمية الاقتصادية، مشيرة إلى حرص الدولة بالتوازي مع برامج الإصلاح الاقتصادي، على تبني مجموعة من البرامج والمبادرات الاجتماعية، لتخفيف أثر هذه الإجراءات والبرامج على الفئات الأقل دخلًا في المجتمع.
جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي؛ في الاحتفال بمرور 10 سنوات على برنامج الدعم النقدي “تكافل وكرامة”، وذلك بحضور ورعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والمهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء الأسبق، والدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، والدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، وأحمد كجوك، وزير المالية، والدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، والدكتورة غادة والي، المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والمديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في فيينا، والدكتورة هالة السعيد، مستشار السيد رئيس الجمهورية للشئون الاقتصادية، وستيفان جيمبيرت، المدير القُطري للبنك الدولي، والينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، جاريث بايلي، سفير المملكة المتحدة في مصر، وغيرهم من مسئولي الحكومة والمجتمع المدني والمنظمات الدولية.
وأوضحت “المشاط” أنه على مدار 10 سنوات عَكَس برنامج الدعم النقدي «تكافل وكرامة»، التزام الدولة الراسخ بتحقيق العدالة الاجتماعية وزيادة الاستثمار في رأس المال البشري، لافتة إلى أن برنامج الحكومة حتى عام 2027، يتضمن بنودًا ومستهدفاتٍ واضحة تتعلق بتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية، لتحقيق العدالة الاجتماعية، بما يشمل تنفيذ العديد من البرامج التي تضمن توفير الدعم لمختلف الفئات الأكثر احتياجًا، مع التركيز على المرأة المعيلة، وتحسين مستوى معيشة المواطنين في المناطق الريفية، ودعم استدامة برامج الحماية الاجتماعية وبرامج الدعم النقدي المشروط، والعمل على تعظيم الاستفادة من التمويلات التنموية الميسرة والدعم الفني من شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين في مجال الحماية الاجتماعية.
وقالت “المشاط” إن البرنامج يتجاوز فكرة تقديم الدعم المالي لتحقيق الحماية الاجتماعية، ليصبح نموذجًا متكاملًا يربط الحماية الاجتماعية بالتعليم والصحة، ويرسّخ مفاهيم الاستدامة والكرامة الإنسانية، ويعكس توجه الدولة نحو بناء شبكات أمان اجتماعي مرنة وعادلة، موضحة أن “تكافل وكرامة” انطلق بمبادرة وطنية تستند إلى إيمان الدولة بأهمية دعم المواطن المصري في مواجهة التحديات، وتعزيز جهود التنمية البشرية، وبمساندة من البنك الدولي من خلال التمويلات التنموية الميسرة والدعم الفني، ليصبح البرنامج نموذجًا رائدًا في مجال الحماية الاجتماعية، ليس على مستوى منظومة الحماية الاجتماعية في مصر فقط، ولكن على المستوى الدولي، لافتة إلى اتجاه البنك الدولي لاستثمار هذا النجاح والاستفادة من الخبرات التي اكتسبها في مصر من خلال هذا البرنامج، لتطبيقه في دول أخرى.
وأشارت الوزيرة إلى أنه منذ بداية تطبيق البرنامج في 2015، تمكنت مصر من خلال جهود الدبلوماسية الاقتصادية، من حشد تمويلات تنموية ميسرة من البنك الدولي بنحو 1.4 مليار دولار ما يعادل 70 مليار جنيه، لتحقيق الاستدامة في جهود الحماية الاجتماعية، فضلًا عن توفير الدعم الفني من الخبراء التابعين للبنك، الذين ساهموا في بناء قدرات الموظفين الحكوميين المعنيين بتنفيذ البرنامج، ورقمنة عمليات صرف الدعم النقدي من خلال تقديم بطاقات “ميزة”، إلى جانب تطوير آليات المتابعة والتقييم. كما أتاحت المملكة المتحدة منحة، لمشروع تعزيز القدرات المؤسسية والبشرية بوزارة التضامن الاجتماعي، بما يعزز فعالية برامج الحماية الاجتماعية، فضلًا عن إطلاق برنامج “وعي” بالشراكة مع منظمة العمل الدولية، لمكافحة عمالة الأطفال.
وأضافت الدكتورة رانيا المشاط أن تلك الجهود الوطنية المشتركة، أسهمت في الوصول إلى أكثر من 4.6 مليون أسرة مستفيدة على مستوى الجمهورية، وحوالي 17 مليون مستفيد مباشر وغير مباشر؛ كما أن 51% من الأسر المشمولة بمظلة برنامج تكافل تمتثل للشروط الصحية المتمثلة في القيام بثلاث زيارات للوحدة الصحية سنويًا، و63% من الأسر المشمولة بمظلة البرنامج تلتزم بشروط التعليم المتمثلة في معدل مواظبة على الدراسة بنسبة 80%؛ و100% من المستفيدين يحصلون على المبالغ النقدية من خلال الوسائل الإلكترونية.
وأكدت “المشاط” أن تلك المؤشرات تعكس التأثير المجتمعي الواسع لبرنامج «تكافل وكرامة»، ودوره في تحسين مستوى معيشة المواطنين المستفيدين، وتحفيزهم على الاستمرار في مسار التعليم، والحصول على خدمات الرعاية الصحية. ليس ذلك فحسب، بل مثّل برنامج «تكافل وكرامة»، نموذجًا للتكامل مع المبادرات والبرامج الأخرى متمثلة في المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، حيث يُسهم البرنامج في دعم الأسرة الأولى بالرعاية ضمن المبادرة، لافتة إلى أن تمكين المرأة يحتل مكانة بارزة ومحورية في هذا البرنامج، إذ تمثل النساء الغالبية العظمى من حاملي بطاقات “تكافل وكرامة” بنسبة 75%.
وأكدت الوزيرة أن علاقات مصر مع شركاء التنمية ومؤسسات التمويل الدولية المختلفة تتسم بالمرونة لصياغة الاتفاقيات وفقًا للأولويات الوطنية، والتي يأتي في مقدمتها تمكين القطاع الخاص وتوفير منتجات التمويل المختلفة للمشروعات متناهية الصغر، لذا فإنه يجري تخصيص 25 مليون دولار ما يعادل 1.2 مليار جنيه من تمويل البنك الدولي، لتمكين الأسر المستفيدة من برنامج تكافل وكرامة، من الحصول على تمويل لمشروعات متناهية الصغر، تمكنها من تحسين مستوى معيشتها لتنتقل من أسر مستحقة للدعم إلى أسر لديها مصدر دخل مستدام.
وأضافت، أنه في إطار تحقيق التمكين الاقتصادي يساهم برنامج “فرصة” كأحد المدخلات المهمة لتكافل وكرامة في تأهيل المستفيدين من خلال تدريبهم وتنمية مهاراتهم لإلحاقهم بسوق العمل وتمكينهم اقتصاديًا، فضلًا عن إقامة مشروعات جديدة وتوفير المزيد من فرص العمل داخل المجتمع المصري، والتي تستهدف بشكل خاص المرأة باعتبارها المستفيد الرئيسي من تكافل وكرامة، مما سيساهم مستقبلًا في تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل باعتبارهن رائدات أعمال.
كما أوضحت “المشاط”، أن موازنة العام المالي 25/ 2026 تولي اهتمامًا كبيرًا بمختلف أوجه الإنفاق الاجتماعي ودعم الشرائح محدودة الدخل، من خلال برامج ومبادرات ومساهمات فعالة، مشيرة إلى أن مخصصات الحماية الاجتماعية في الموازنة الجديدة تبلغ نحو 732.6 مليار جنيه، مؤكدة كذلك أن التنمية البشرية تحظى بأولوية ضمن خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي المقبل، حيث تبلغ استثماراتها من إجمالي الاستثمارات العامة نحو 327 مليار جنيه، مقابل 268 مليار جنيه في العام المالي الجاري، بنمو 22%، كما تستحوذ التنمية البشرية على 45.3% من الاستثمارات الحكومية مقابل 42% في العام المالي الجاري.
وقالت “المشاط” إنه خلال اجتماعات الربيع للبنك الدولي عام 2025، عرضت مصر تجربتها في التنفيذ الفعلي لبرنامج تكافل وكرامة والذي أشاد به البنك الدولي كنموذج رائد ومُتميّز لبرامج الحماية الاجتماعيّة، جديرًا بالـمُحاكاة من جانب الدول الأخرى.
وفي ختام كلمتها، توجهت الدكتورة رانيا المشاط بالشكر إلى المساهمين الأوائل في برنامج “تكافل وكرامة” الدكتورة غادة والي، والدكتورة نيفين القباج، وبالتهنئة إلى الدكتورة مايا مرسي، وفريق عمل وزارة التضامن الاجتماعي، كما توجهت بالشكر إلى فريق عمل وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، لجهوده في تنسيق الاتفاقيات مع الشركاء الدوليين، وكذلك إلى البنك الدولي، شريك التنمية الذي يدعم جهود الدولة في مختلف المجالات.
وفي ختام الفعاليات، قام الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بتكريم الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ضمن مجموعة من الوزيرات والوزراء الحاليين والسابقين المساهمين في دعم وتنفيذ البرنامج منذ تدشينه في عام 2015.
بدأت بعثة صندوق النقد الدولي مراجعتها الخامسة للاقتصاد المصري، ضمن برنامج التسهيل الممدد مع الصندوق.
والتقت البعثة في أول اجتماعاتها وزيرَي المالية والاستثمار، الأحد، على أن تتبعه لقاءات مع مسؤولين من البنك المركزي المصري ووزارة التخطيط والتعاون الدولي.
وأعلنت وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية، أن الوزير حسن الخطيب، وأحمد كوجك، وزير المالية، اجتمعا مع بعثة صندوق النقد الدولي برئاسة إيفانا فلادكوفا هولار، في مقر وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية، وذلك في إطار متابعة برنامج الإصلاح الاقتصادي وتقييم التقدم المحرَز على مستوى السياسات المالية والهيكلية في مصر.
وأوضح بيان صحافي صادر من الوزارة، أن وزير الاستثمار «استعرض الخطوات الجادة التي تبنَّتها الحكومة في مجال الإصلاح غير الضريبي»، لافتاً إلى أن الحكومة تعمل على دمج وتبسيط الرسوم الإدارية والأعباء المفروضة على الشركات، وتقليل عدد الجهات الحكومية المتعاملة مع المشروعات الاستثمارية.
وأشار إلى إطلاق منصة إلكترونية لتوحيد وتبسيط إجراءات إصدار التراخيص، مع العمل على تطوير منصة رقمية موحدة أكثر تقدماً تمثِّل نموذج «النافذة الواحدة» لتسهيل ممارسة الأعمال.
وأكد الوزير «وجود وحدة مستقلة تُعنى بمتابعة وتنسيق عمليات تخارج الدولة من النشاط الاقتصادي، بالتوازي مع وحدة أخرى مسؤولة عن تحديث حوكمة الشركات المملوكة للدولة لضمان جاهزيتها للطرح».
من جانبه، قال أحمد كوجك وزير المالية، إن الحكومة تولي اهتماماً بالغاً لتوفير الإطار التشريعي الملائم الذي يضمن استدامة الإصلاحات الاقتصادية الجارية، مشيراً إلى أن صدور القوانين ذات الصلة يعد خطوة حاسمة في دعم جهود الدولة لتوحيد الرسوم وتيسير إجراءات التراخيص.
ووفق البيان، أكدت إيفانا فلادكوفا هولار، رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي خلال اللقاء، أن «الاقتصاد المصري شهد مؤخراً تحسناً ملحوظاً في معدلات النمو وانخفاضاً في معدلات التضخم، معربةً عن تفاؤلها بأن هذه المؤشرات تعكس استقراراً نسبياً رغم بعض التحديات المؤقتة». لكنها أشارت إلى أهمية الاستمرار في تنفيذ الإصلاحات وعدم التراجع عن المكتسبات التي تحققت.
واختُتم اللقاء بتأكيد «التزام الحكومة المصرية بمواصلة تنفيذ الإصلاحات المؤسسية والتشريعية والرقمية، بما يعزز مناخ الاستثمار، ويدعم النمو الاقتصادي المستدام، مع استمرار التنسيق الوثيق مع صندوق النقد الدولي لتحقيق الأهداف المشتركة»، وفق البيان.
أشار تقرير حديث إلى توسع العلاقات الاقتصادية السعودية – الأميركية، خصوصاً في التجارة، والخدمات المصرفية، والعلوم والتكنولوجيا، والبناء، والتعليم، والبتروكيماويات، والرعاية الصحية، والنقل، وهي علاقات تجارية واستثمارية تعود إلى أوائل ثلاثينات القرن العشرين، حيث تميزت بالاستثمارات الأميركية في صناعة النفط السعودية.
وفي تقرير أصدره مجلس الأعمال السعودي – الأميركي، على هامش زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المنطقة، تطرق إلى التنوع الواسع في مجالات عمل السعوديين والأميركيين معاً في مجالات عدة، وأن الدولتين تتمتعان اليوم بشراكة خاصة ترتكز على الأمن والتعاون في مجال الطاقة والتجارة، والاتفاقيات الرئيسية التي تؤثر على العلاقات الثنائية، ومنها اتفاقية إطار التجارة والاستثمار، وهي اتفاقية مدتها 10 سنوات بين الولايات المتحدة والمملكة، تم توقيعها في عام 2022 بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا وسفارة الولايات المتحدة في الرياض للتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا.
ووفقاً للتقرير، احتلت المملكة المرتبة 28 بوصفها أكبر سوق للصادرات الأميركية في عام 2024، والثانية في دول مجلس التعاون الخليجي بعد الإمارات.
الصادرات والواردات
وعلى الجانب الآخر، تعد الولايات المتحدة الشريك الثاني للمملكة في استيراد البضائع. وقد بلغ إجمالي صادرات السلع الأميركية إلى السعودية 13.2 مليار دولار بحلول عام 2024.
وتمتلك الرياض 140 مليار دولار من سندات الخزانة الأميركية (حتى مارس/آذار 2025) وتحتل المرتبة السابعة عشرة بين أكبر حاملي الأوراق المالية الأميركية.
وفي العام الماضي، بلغ إجمالي واردات الولايات المتحدة من السلع من المملكة 12.7 مليار دولار. وتعد السعودية ثالث أكبر مصدر للنفط المستورد لأميركا.
وفي مجال التعليم، المملكة هي عاشر أكبر مصدر للطلاب الدوليين الذين يدرسون في الجامعات الأميركية (العام الدراسي 2022-2023)
الاستثمارات الأميركية – السعودية
ويشير تقرير مجلس الأعمال إلى أن الاستثمارات المتراكمة للقطاع الخاص السعودي و«صندوق الاستثمارات العامة» في الولايات المتحدة بلغت 40.2 مليار دولار منذ عام 2007.
وتعد شركة «موتيفا إنتربرايزز» التابعة لشركة «أرامكو» السعودية أكبر مصفاة في الولايات المتحدة، وكذلك شركة «داو» إحدى كبرى الشركات الاستثمارية الأجنبية في المملكة (مشروع مشترك بقيمة 20 مليار دولار مع «أرامكو»)، أهم الفرص الصناعية السعودية.
وحالياً تقوم شركتا «إكسون موبيل» و«سابك» بتطوير مجمع للبتروكيماويات بقيمة 9.3 مليار دولار في تكساس ضمن مشاريع نمو ساحل الخليج.
من جانب آخر، يمتلك «صندوق الاستثمارات العامة» حالياً 26.8 مليار دولار في الأسهم الأميركية، ومن أبرز استثماراته «Lucid Motors» و«Uber» و«Activision Blizzard» و«EA». كما أطلق الصندوق السيادي السعودي وشركة «بلاكستون» صندوقاً للبنية التحتية بقيمة 40 مليار دولار.
ويسلط التقرير الضوء على الفرص الصناعية الواعدة داخل المملكة التي تشمل مجالات الطاقة، والبنية التحتية، والنقل، والبتروكيماويات، وتوليد الطاقة، والخدمات المصرفية، والرعاية الصحية، والسياحة والترفيه، والامتيازات التجارية، والتكنولوجيا المالية. كما يسلط الضوء أيضاً على أهم الفرص الصناعية في الولايات المتحدة التي يمكن أن تكون جاذبة للاستثمارات السعودية وتتركز في النقل والعقارات وصناعة البلاستيك وتصنيع السيارات.
أعلن البيت الأبيض «التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين»، أمس (الأحد)، بعد أن لمح مسؤولان أميركيان رفيعا المستوى إلى اتفاق محتمل مع بكين عقب محادثات جرت بين البلدين في سويسرا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وبعد بيان البيت الأبيض الذي أشار إلى أن الرئيس دونالد ترمب سيعرض تفاصيله، اليوم (الاثنين)، صدر بيان آخر من رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ أكد إحراز تقدم في المحادثات مع الولايات المتحدة، واصفاً إياها بأنها كانت «صريحة» و«بناءة»، و«أحرزت تقدماً جوهرياً». لكنه أضاف أن «الصين لا تريد خوض حرب تجارية، ولكن إذا أصرت الولايات المتحدة، فلن تخاف منها وستقاتل حتى النهاية». وأكد استعداد الصين للعمل مع الولايات المتحدة لإدارة الخلافات وتوسيع قائمة التعاون، موضحاً أن الطرفين اتفقا على آلية للتفاوض، وأنه سيتم إصدار بيان مشترك اليوم.
ويأتي هذا الإعلان بعد أن صرح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت للصحافيين بأنه كان هناك «تقدم كبير» في المحادثات بشأن نزع فتيل الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، التي أشعلتها رسوم ترمب الجمركية على الصين بنسبة 145 في المائة.
إتفاقية تعاون بين إتحاد المصارف العربية ومركز البحوث في الجيش اللبناني
* الأمين العام لإتحاد المصارف العربية د. وسام فتوح:
الأمن والمعرفة ركيزتان أساسيتان للتنمية الشاملة
* مدير مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية العميد علي بوحمدان:
تجسيد حقيقي لارادة مشتركة في العمل لخدمة وطننا
وقّع الأمين العام لإتحاد المصارف العربية الدكتور وسام فتوح، ومدير مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية في الجيش اللبناني العميد علي بو حمدان، إتفاقية تعاون بين الإتحاد ومركز البحوث في الجيش، في مقر الأمانة العامة للإتحاد في العاصمة بيروت، في حضور مستشار رئيس الجمهورية الدكتور أنطوان صفير، ورئيس جهاز أمن السفارات العميد موسى كرنيب، وعدد من الضباط والشخصيات المصرفية الإقتصادية والادارية.
بعد النشيد الوطني اللبناني، ألقى العميد بوحمدان، كلمة أعرب فيها عن «سروره البالغ لوجودنا معاً في هذه المناسبة التي تجسّد جو التعاون المترافق مع العهد الجديد، الذي أولى أهمية كبرى للتواصل والتنسيق الإقليمي، لا سيما مع الدول العربية، حيث تُعتبر هذه المناسبة محطة مهمة ومشرقة في مسيرة التعاون بين المؤسسات الوطنية والإقليمية».
وقال العميد بوحمدان: «إن توقيع إتفاقية التعاون بين مركز البحوث والدراسات الاستراتبجية في الجيش اللبناني وإتحاد المصارف العربية، ليس مجرّد توقيع على ورقة، بل هو تجسيد حقيقي لإرادة مشتركة في العمل وتكامل في الأدوار، وإستثمار في المعرفة والبحث من أجل خدمة وطننا ومجتمعاتنا».
أضاف العميد بوحمدان: «إن مركزنا، بوصفه الذراع الفكري والإستشاري للجيش اللبناني، يضع نصب عينيه أهمية بناء الشراكات مع المؤسسات الرائدة، خصوصاً تلك التي تلعب دوراً جوهرياً في الإقتصاد والتنمية، كإتحاد المصارف العربية. علماً أن هذه الإتفاقية تفتح أمامنا آفاقا واسعة للتعاون في مجالات البحث والتدريب، وتبادل الخبرات وتحليل التحدّيات المستجدة على المستويين الوطني والإقليمي».
وقال العميد بوحمدان: «نحن ندرك تماماً أن الأمن لم يعد مقتصراً على المفهوم العسكري الضيّق، بل بات يشمل اليوم الأمن الإقتصادي والمالي والإجتماعي، وهذه الجوانب مترابطة لا يُمكن الفصل بينها، من هنا تأتي أهمية الشراكة التي نطمح من خلالها تقديم دراسات وأبحاث تُسهم في دعم صناع القرار وتعزيز الإستقرار وترسيخ التنمية المستدامة».
وتوجّه العميد بوحمدان بالشكر والتقدير إلى إتحاد المصارف العربية، قيادة وإدارة وفريق عمل، على الثقة المتبادلة والرؤية المشتركة»، مؤكداً «أننا في مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية، سنكون شركاء فاعلين ومخلصين، ملتزمين تحقيق الأهداف التي سنضعها معا».
وختم العميد بوحمدان قائلاً: «أقول بكل ثقة، إن هذا التعاون، بداية لمسار طويل من العمل المشترك، ونأمل في أن يشكل نموذحاً يُحتذى في التعاون بين المؤسسات البحثية والقطاع المالي والمصرفي في عالمنا العربي».
وتحدث الأمين العام لإتحاد المصارف العربية الدكتور وسام فتوح، قائلاً: «يسعدني، أن أرحب بكم في مقر الأمانة العامة لإتحاد المصارف العربية في بيروت، لتوقيع مذكرة التفاهم بين الإتحاد ومركز البحوث والدراسات الإستراتيجية في الجيش اللبناني، التي تهدف الى تعزيز آليات التواصل وتبادل الخبرات والدراسات والمعرفة في المجالات العلمية ذات الإهتمام المشترك، والتعاون في عقد المؤتمرات والبرامج التدريبية وورش العمل والمشاريع المشتركة، هذه المناسبة تحمل أبعاداً رمزية وإستراتيجية، وتعكس عمق الثقة المتبادل بين المؤسستين، وتؤسس لشراكة علمية بناءة ترتكز على تبادل الخبرات وتطوير المعرفة في مجالات إستراتيجية ذات إهتمام مشترك».
أضاف د. فتوح: « يسرّني في هذه المناسبة، أن أقدم لمحة مختصرة عن إتحاد المصارف العربية، وهو منظمة عربية إقليمية منبثقة عن جامعة الدول العربية، وقد تأسس في العام 1974، متخذاً لبنان مقراً رئيسياً له، وهو مسجّل على لائحة البعثات الديبلوماسية والقنصلية لدى وزارة الخارجية اللبنانية، ولدى وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية، ويهدف إلى دعم الروابط بين المؤسسات المالية الأعضاء، وتوثيق أواصر التعاون بينها والتنسيق بين أنشطتها، وإبراز كيانها العربي تحقيقاً لمصالحها المشتركة، ويضم اليوم أكثر من 350 مؤسسة مالية ومصرفية، و16 بنكاً مركزياً عربياً، تتمتع بصفة عضو مراقب، إضافة إلى جمعيات المصارف المحلية».
ولفت د. فتوح إلى أنه «لطالما شكّل الجيش اللبناني صمام أمان الوطن، وهو المؤسسة الوطنية التي توحّد اللبنانيين، وتجسّد أسمى معاني الإلتزام في الدفاع عن السيادة والوحدة والإستقرار، أُعلن أنه في ظل قيادة فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي عرفناه قائداً للجيش ورمزاً للدولة، تأتي هذه الإتفاقية لتُترجم إرادة مشتركة في بناء جسور تعاون نوعي، يستند إلى المعرفة والتخطيط العلمي ويخدم المصالح العليا للبنان».
وأكد د. فتوح «نحن في إتحاد المصارف العربية، نؤمن إيماناً راسخاً بأن الأمن والمعرفة يشكلان ركيزتين أساسيتين للتنمية الشاملة، ونرى في هذه الشراكة نموذجاً يُحتذى، يُسهم في توسيع آفاق البحث، ويُعزّز التكامل بين القطاع المصرفي والمؤسسات الأمنية في خدمة الوطن».
في الختام، وجّه د. وسام فتوح «أسمى آيات التقدير والإعتزاز للمؤسسة العسكرية ولجنودنا الأبطال الذين يسهرون على أمن الوطن وكرامته»، وقال: «حفظ الله لبنان، وحفظ جيشه الباسل، لتبقى راية الوطن عالية».
وختاماً، قدم العميد بوحمدان درعاً تكريمية الى الدكتور وسام فتوح، ثم كانت صورة تذكارية للمناسبة.
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون” ضرورة قيام مصرف لبنان بدوره كاملاً لإعادة الثقة في الداخل والخارج بالنظام المصرفي اللبناني، وحماية العملة الوطنية والعمل بشفافية بعيدا من التدخلات السياسية والمساهمة في إنجاح مسيرة النهوض الاقتصادي في البلاد”.
موقف رئيس الجمهورية جاء خلال زيارته صباح امس الى مبنى مصرف لبنان في بيروت، حيث كان في استقباله حاكم المصرف الدكتور كريم سعيد وعقد معه اجتماعا في مكتبه استهله الرئيس عون بتهنئة الحاكم الجديد بتعيينه، مشددا على “مسؤولياته في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان “، لافتا الى “أهمية الدور الملقى على عاتق مصرف لبنان خصوصا في ظل الأوضاع الاقتصادية والمالية الراهنة”.
وعلى الأثر، انتقل الرئيس عون والحاكم سعيد الى قاعة الاجتماعات حيث عقد اجتماعا ضم نواب الحاكم السادة: وسيم منصوري ( النائب الأول)، وبشير يقظان (النائب الثاني)، سليم شاهين ( النائب الثالث)، والكسندر موراديان ( النائب الرابع).
في مستهل الاجتماع، تحدث الرئيس عون فأشار الى ان “زيارته الى المصرف المركزي اليوم هدفها تهنئة الحاكم الجديد والتأكيد على ما يعلقه اللبنانيون من آمال كبيرة في ان يتمكن مصرف لبنان من المساعدة في معالجة الأوضاع المالية والاقتصادية في البلاد وفقا لأنظمة المصرف ومسؤولياته المحددة خصوصا في قانون النقد والتسليف”.
وخاطب الرئيس عون الحـــــــاكم ونوابه قائلا: “مسؤوليتكم كبيرة ودوركم اساسي في إعادة ثقة اللبنانيين والعالم بالنظام المصرفي اللبناني وفي حماية العملة الوطنية والعمل من اجل مصلحة لبنان واللبنانيين وعدم التأثر بالتدخلات السياسية والحزبية والطائفية، ولا سيما ان انظار العالم متجهة الى عملكم الذي يجب ان يبقى في اطاره المهني والتقني بعيدا عن السياسة وزواريبها”.
وأضاف رئيس الجمهورية: ” لا يمكن للاقتصاد اللبناني ان يستعيد دوره وتوازنه ما لم تعود الثقة بالنظام المصرفي اللبناني. صحيح ان الاستقرار الأمني في البلاد أساسي لكن الصحيح أيضا ان الاستقرار المالي هو الذي يجلب الاستثمارات ويحقق انتعاشا في الحركة الاقتصادية، ولعل القوانين الإصلاحية التي اقرها مجلس النواب مؤخرا، ومشاريع القوانين التي احالتها الحكومة خير دليل على عزمنا على توفير كل المعايير القانونية التي تساعد في مسيرة النهوض التي ينظر اليها العالم بكثير من التفاؤل والامل ولا سيما ان دولاً شقيقة وصديقة أعربت عن رغبتها في تقديم المساعدات للبنان وتشجيع رجال الاعمال على الاستثمار فيه بعد إقرار هذه الإصلاحات التي اعتبرها حاجة لبنانية ملحة قبل ان تكون مطلبا خارجيا”.
وقال الرئيس عون: ” نعمل على وضع لبنان على سكة التعافي وقد تحققت مسائل كثيرة في اقل من أربعة أشهر من بداية العهد، واقل من ثلاثة أشهر على تشكيل الحكومة ونيلها الثقة، والعمل مستمر في أكثر من اتجاه. وانا على ثقة انه متى صفت النيات وتوافر التعاون من الجميع، فان الإنجازات سوف تتوالى ويتحقق ما نتمناه للبنان واللبنانيين. وكلي ثقة ان العمل في مصرف لبنان بعد تسلم الحاكم سعيد مهامه ووجودكم كنواب للحاكم، سيكون عملا مثمراً لأنكم ستكونون حتماً فريق عمل واحدا متماسكا ومتضامنا، وبقدر ما تستندون الى ضميركم وتطبيق القوانين يكون عملكم ناجحا وتساهمون أيضا في محاربة الفساد الذي يشكل 90 في المئة من الازمة التي يعاني منها لبنان على الصعد كافة.
وبعدما نوه الرئيس عون بالجهود التي بذلها النائب الأول لحاكم مصرف لبنان الدكتور وسيم منصوري خلال توليه الحاكمية بالوكالة وبما حققه من إنجازات في المصرف للمحافظة على الاستقرار المالي في البلاد على رغم الظروف الصعبة والفراغ في سدة الرئاسة، دعا رئيس الجمهورية الحاكم سعيد ونوابه الى ان يكونوا أوفياء للقسم الذي رددوه عند تعيينهم قائلا: ” هذا القسم يحملكم مسؤولية كبيرة فكونوا على مستوى هذه المسؤولية واعملوا يدا واحدة، وانا ورئيس الحكومة الى جانبكم لتذليل كل العقبات التي يمكن ان تواجه عملكم”.
بدوره، رحب الحاكم سعيد بالرئيس عون شاكرا زيارته الى مصرف لبنان وهو بذلك ثاني رئيس للجمهورية يزور المصرف المركزي بعد الرئيس الراحل اللواء فؤاد شهاب. وقال: ” ان وجودكم بيننا اليوم يؤكد على الدور الذي تعلقونه على مصرف لبنان في المساهمة في إعادة النهوض الاقتصادي ونؤكد لكم على التجانس والتعاون القائم بين الحاكم ونوابه ولاسيما ان بوصلة عملنا ستكون مستندة الى القوانين المرعية الاجراء بعيدا عن أي تدخل سياسي او طائفي حتى نحمي استقلالية مصرف لبنان”. واكد الحاكم سعيد على ان “جهوزية مصرف لبنان كاملة لجهة القيام بالمهام المنوطة به وفق قانون النقد والتسليف”.
وتحدث نواب الحاكم عن الظروف التي رافقت عملهم في مصرف لبنان، وأكدوا” التعاون مع الحاكم الجديد”، شاكرين للرئيس عون زيارته ومواقفه الداعمة لعمل المصرف المركزي.
وبعد التقاط الصورة التذكارية، جال الرئيس عون والحاكم سعيد في عدد من مكاتب المصرف حيث حيا رئيس الجمهورية الموظفين واطلع على طبيعة أعمالهم، ثم غادر مصرف لبنان عائدا الى قصر بعبدا.
وقع الأمين العام لاتحاد المصارف العربية الدكتور وسام فتوح ومدير مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش العميد علي بو حمدان على اتفاقية تعاون بين اتحاد المصارف العربية ومركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش، ظهر امس في مقر الأمانة العامة للاتحاد في بيروت في حضور مستشار رئيس الجمهورية الدكتور انطوان صفير ورئيس جهاز أمن السفارات العميد موسى كرنيب وعدد من الضباط والشخصيات المصرفية الإقتصادية والادارية.
بداية النشيد الوطني، ثم ألقى العميد بو حمدان، كلمة أعرب فيها عن “سروره البالغ لوجودنا اليوم معا في هذه المناسبة التي تجسد جو التعاون المترافق مع العهد الجديد الذي أولى أهمية كبرى للتواصل والتنسيق الاقليمي، لا سيما مع الدول العربية حيث تعتبر هذه المناسبة محطة مهمة ومشرقة في مسيرة التعاون بين المؤسسات الوطنية والإقليمية”.
وقال :”إن توقيع اتفاقية التعاون اليوم بين مركز البحوث والدراسات الاستراتبجية في الجيش اللبناني واتحاد المصارف العربية ليس مجرد توقيع على ورقة، بل هو تجسيد حقيقي لارادة مشتركة في العمل وتكامل في الأدوار واستثمار في المعرفة والبحث من أجل خدمة وطننا ومجتمعاتنا”.
أضاف :”ان مركزنا، بوصفه الذراع الفكري والاستشاري للجيش اللبناني يضع نصب عينيه أهمية بناء الشراكات مع المؤسسات الرائدة، خصوصا تلك التي تؤدي دورا جوهريا في الاقتصاد والتنمية، كاتحاد المصارف العربية. هذه الاتفاقية تفتح أمامنا آفاقا واسعة للتعاون في مجالات البحث، والتدريب، وتبادل الخبرات وتحليل التحديات المستجدة على المستويين الوطني والإقليمي”.
وختم :” أقول بكل ثقة، أن هذا التعاون هو بداية لمسار طويل من العمل المشترك، ونأمل ان يشكل نموذحا يحتذى في التعاون بين المؤسسات البحثية والقطاع المالي والمصرفي في عالمنا العربي”.
فتوح
وتحدث الدكتور وسام فتوح، وقال: “يسعدني بداية، أن أرحب بكم في مقر الأمانة العامة لإتحاد المصارف العربية في بيروت لتوقيع مذكرة التفاهم بين إتحاد المصارف العربية ومركز البحوث والدراسات الإستراتيجية في الجيش اللبناني التي تهدف الى تعزيز آليات التواصل وتبادل الخبرات والدراسات والمعرفة في المجالات العلمية ذات الإهتمام المشترك، والتعاون في عقد المؤتمرات والبرامج التدريبية وورش العمل والمشاريع المشتركة، هذه المناسبة تحمل أبعادا رمزية واستراتيجية، وتعكس عمق الثقة المتبادل بين المؤسستين وتؤسس لشركة علمية بناءة ترتكز على تبادل الخبرات وتطوير المعرفة في مجالات استراتيجية ذات اهتمام مشترك”.”.
ولفت الى انه “لطالما شكل الجيش اللبناني صمام أمان الوطن وهو المؤسسة الوطنية التي توحد اللبنانيين، وتجسد أسمى معاني الالتزام في الدفاع عن السيادة والوحدة والاستقرار”.
وأعلن انه “في ظل قيادة فخامة رئيس الجمهورية، الذي عرفناه قائدا للجيش ورمزا للدولة، تأتي هذه الاتفاقية لتترجم إرادة مشتركة في بناء جسور تعاون نوعي، يستند إلى المعرفة والتخطيط العلمي ويخدم المصالح العليا للبنان”.
وأكد فتوح “نحن في اتحاد المصارف العربية، نؤمن إيمانا راسخا بأن الأمن والمعرفة يشكلان ركيزتين أساسيتين للتنمية الشاملة. ونرى في هذه الشركة نموذجا يحتذى، يسهم في توسيع آفاق البحث، ويعزز التكامل بين القطاع المصرفي والمؤسسات الأمنية في خدمة الوطن”.
وختاما، قدم العميد بو حمدان درعا تكريمية الى الدكتور وسام فتوح. ثم كانت صورة تذكارية للمناسبة.
أظهرت بيانات البنك المركزي متانة الاستقرار النقدي في المملكة، مدعوماً بمستوى قياسي من الاحتياطيات الأجنبية تجاوز 22.8 مليار دولار في نهاية نيسان 2025، وهو ما يكفي لتغطية 8.8 شهر من مستوردات المملكة من السلع والخدمات.
ووفقا لأرقام البنك المركزي، فإن الاحتياطيات الأجنبية لدى البنك المركزي ارتفعت منذ بداية العام الحالي 2025، وحتى نهاية شهر نيسان بنسبة 8 ٪ وبمقدار 1.680 مليار دولار.
وأشارت البيانات إلى أن قيمة احتياطيات البنك المركزي من الذهب سجلت «رقما قياسيا جديدا» لتصل إلى 5.5 مليار دينار حتى نهاية شهر نيسان من العام الحالي.
كما أظهرت بيانات المجلس العالمي للذهب، أن الأردن رفع احتياطاته من الذهب إلى 72.27 طنًا مع نهاية الربع الأول من العام الحالي، مقارنةً مع 71.65 طنًا نهاية عام 2024.
وأوضحت البيانات أن احتياطيات البنك المركزي من أونصات الذهب ارتفعت إلى 2.344 مليون أونصة حتى نهاية شهر نيسان من العام الحالي.
هوت أسعار الذهب اليوم بنحو 60 دولاراً في انخفاض مفاجئ، والسبب أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طمأن الأسواق أن هناك اتفاقاً تجارياً كبيراً سيتم توقيعه اليوم مع دولة مهمة، هي بريطانيا وفق تقارير صحافية. الخبر الإيجابي لأسواق العالم واقتصاداتها لا يلائم الذهب. فهل حقاً لا ينتعش الذهب إلا وسط الخراب؟!
في عالم مضطرب تتقاطع فيه الأزمات الجيوسياسية والانهيارات المالية، يبرز الذهب كأحد أهم المؤشرات على مزاج الأسواق ومخاوف المستثمرين. ليس مجرد معدن نفيس، بل أشبه ببوصلة تشير دائماً إلى حيث تسير الثقة أو تنهار. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو: هل ينعش الذهب حين يعمّ الخراب؟ الإجابة، برغم طابعها المجازي، تبدو دقيقة على نحو لافت؛ إذ تشير تجارب العقود الماضية إلى أن الذهب يزدهر كلما تراجعت الثقة بالنظام العالمي، أو تفاقمت التوترات التجارية والعسكرية، أو ساد القلق بشأن استقرار العملات والبنوك.
يُنظر إلى الذهب تقليديا بوصفه ملاذا آمنا في أوقات الاضطراب، وهذا ما يجعل الطلب عليه يرتفع في كل لحظة يتجه فيها العالم نحو المجهول. فعندما تضطرب أسواق الأسهم أو تتضخم المخاطر السياسية، تبدأ المؤسسات المالية والأفراد على حد سواء في تحويل أموالهم إلى الذهب، لأنه أصل لا يعتمد على وعود أحد، ولا يرتبط بثقة في حكومة أو نظام مالي. في هذه اللحظة، يصبح الذهب ليس فقط مخزنا للقيمة، بل أداة نفسية للهروب من عالم يتصدّع.
ارتبطت قفزات الذهب الكبرى دوما بكوارث محددة: ففي الأزمة المالية العالمية عام 2008، ارتفع من حوالي 800 دولار إلى ما يزيد عن 1900 دولار في غضون ثلاث سنوات، مدفوعا بانهيار الثقة بالنظام المصرفي. وفي عام 2020، وبينما كانت جائحة كورونا تشلّ الاقتصاد العالمي وتدفع بأسواق الأسهم نحو الهاوية، تجاوز الذهب حاجز الـ 2000 دولار للأونصة، مسجلا رقما قياسيا في ذلك الحين. ومؤخرا، بين عامي 2024 و2025، ومع تصاعد الصراع بين روسيا والغرب، والتهديدات المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة، والانكشاف المالي في الأسواق الناشئة، عاود الذهب صعوده مقتربا من حاجز 2400 دولار للأونصة.
المنطق الكامن خلف هذا السلوك بسيط ومعقد في آن. في أوقات الكساد أو الحرب، يفقد المستثمرون الثقة في أدوات الاستثمار التقليدية، مثل الأسهم والسندات، خصوصا مع تزايد احتمالات انخفاض النمو الاقتصادي أو ارتفاع معدلات التضخم. كما تؤدي الأزمات الكبرى إلى فقدان الثقة بالعملات، لا سيما إذا كانت الحكومات تطبع كميات ضخمة من النقود، ما يجعل الذهب – الذي لا يمكن طباعته أو استحداثه – أكثر جاذبية. كذلك، تتراجع أسعار الفائدة الحقيقية في هذه الفترات، ما يقلل من كلفة الفرصة البديلة لامتلاك الذهب، الذي لا يدر عوائد دورية بطبيعته.
لكن رغم كل ذلك، فإن صعود الذهب ليس تلقائيا ولا أبديا. فهناك فترات تباطأ فيها هذا الاندفاع، خاصة عندما تتخذ البنوك المركزية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، قرارات برفع أسعار الفائدة للحد من التضخم، وهو ما يرفع جاذبية الدولار ويكبح الذهب مؤقتا. ومع ذلك، تبقى العلاقة بين الذهب والخراب قائمة في جوهرها، إذ تشير معظم التحليلات إلى أن كل أزمة كبرى شهدها العالم خلال القرن الحادي والعشرين كانت بمثابة وقود لصعود الذهب.
يمكن القول إن الذهب لا يزدهر فقط في لحظات الأمان، بل يتوهّج أكثر في ذروة القلق. إنه المعدن الذي لا يصدأ حين تصدأ الثقة، ولا يفقد بريقه حين تفقد الأسواق بوصلتها. وبينما يظل العالم مرشحا لمزيد من التوترات، سواء في شرق آسيا، أو الشرق الأوسط، أو في الداخل الأميركي ذاته، يبدو أن الذهب لا ينتظر السلام لينتعش، بل قد يجد في الخراب فرصته الذهبية.
حذّرت شركات أوروبية من صعود اليورو المستمر أمام الدولار، لما يشكله ذلك من تهديد جديد للمصدرين المثقلين بالفعل بتداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومن بين الشركات التي نبهت المستثمرين إلى آثار سلبية محتملة: مجموعة البرمجيات الألمانية «إس إيه بي»، وشركة تصنيع السيارات «بورشه»، والعملاق الصناعي الفرنسي «شنايدر إلكتريك»، وذلك بعد ارتفاع اليورو بأكثر من 9 % ليبلغ أعلى مستوياته منذ ثلاث سنوات.
ويمثل هذا الصعود في قيمة اليورو، الذي يضعه على مسار أفضل أداء سنوي له أمام الدولار منذ عام 2017، عاملاً يضعف القدرة التنافسية للمصدرين الأوروبيين إلى السوق الأمريكية، وتوجد بالفعل علامات على أن المستهلكين يقللون من إنفاقهم بسبب حالة عدم اليقين التي أوجدتها الحرب التجارية التي شنها ترامب.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في مطلع أبريل ما يُعرف بالتعريفات الجمركية «المتبادلة» على الاتحاد الأوروبي بنسبة 20 %، لكنها خفضتها لاحقاً إلى 10 % لإفساح المجال أمام مفاوضات تمتد لـ90 يوماً بين الطرفين.
وقال روبن وينكلر، كبير الاقتصاديين في دويتشه بنك في ألمانيا: «قوة اليورو تفاقم الصدمة الناتجة عن الرسوم»، مضيفاً أن ذلك «يضر بتنافسية الشركات في التجارة الخارجية».
وخفض محللو بنك «إتش إس بي سي» الأسبوع الماضي توقعاتهم لنمو الأرباح هذا العام لشركات مؤشر «فوتسي أوروبا» إلى 2.9 % فقط، محذّرين من أن ارتفاع اليورو قد «يؤثر بشكل كبير» على إيرادات هذه الشركات من الأسواق الخارجية.
ورغم أن العديد من الشركات تستخدم أدوات تحوط ضد تقلبات أسعار الصرف، إلا أن بعضها أبلغ المستثمرين أن استمرار صعود اليورو قد يضغط على هوامش الأرباح ويؤثر سلباً على الإيرادات، فارتفاع قيمة اليورو قد يؤدي إلى تراجع الطلب، إذ تصبح السلع الأوروبية أكثر تكلفة للمشترين الأمريكيين، كما قد يؤدي ذلك إلى تآكل الأرباح عند تحويلها إلى العملات المحلية.
وقال المدير المالي لشركة «إس إيه بي»، دومينيك أسام، إن كل ارتفاع بمقدار سنت واحد في سعر صرف اليورو مقابل الدولار يؤدي إلى خفض إيرادات الشركة السنوية بمقدار 30 مليون يورو.
وأضاف: إن الشركة قد تحوطت لجزء كبير من تعرضها لتقلبات العملة هذا العام، لكنه حذر من أن «عام 2026 سيكون أكثر صعوبة لأننا سنتضرر فعلياً من انخفاض سعر الصرف» بعد انتهاء مفعول التحوطات.
وحذرت هيلاري ماكسون، المديرة المالية لشركة شنايدر إلكتريك، من أن ضعف الدولار إلى جانب تأثيرات العملات الأخرى قد يكلف الشركة المتخصصة في المعدات الكهربائية ما يصل إلى 1.25 مليار يورو من إيراداتها السنوية.
وقال يواخيم بريكنر، المدير المالي لشركة بورشه، إن الشركة سعت إلى الحد من تأثير قوة اليورو، لكنه أقر بأن المجموعة، التي تُعد أمريكا الشمالية ثاني أكبر أسواقها، ستشعر بـ«تأثير معين». أما شركة «هالو فريش» الألمانية، المتخصصة في توصيل الوجبات الجاهزة للطهي.
فقد حذرت من أنها استندت في توقعاتها السنوية على أساس سعر صرف يبلغ 1.04 دولار لليورو، وأن ارتفاع السعر إلى 1.14 دولار سيؤدي إلى تراجع أرباح التشغيل المعدلة بمقدار 28 مليون يورو.
ويمثل صعود اليورو انعكاساً لافتاً من الربع الأخير من العام الماضي، حين شهد الدولار ارتفاعاً حاداً مدفوعاً بتوقعات بأن تُسهم أجندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاقتصادية في تحفيز النمو داخل أمريكا على حساب شركائها التجاريين.
لكن، وعلى العكس من التوقعات، فإن المؤشرات تُظهر أن الحرب التجارية التي يقودها ترامب بدأت تؤثر سلباً في الاقتصاد الأمريكي، ما أدى إلى تراجع الدولار وتخلف مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» عن نظيره الأوروبي خلال هذا العام.
وفي إشارة إلى قلق المستثمرين المزدوج من قوة اليورو والرسوم الجمركية، سجلت أسهم المصدرين الأوروبيين أداءً أضعف من السوق الأوروبية الأوسع. ووفقاً لبنك باركليز، فإن سلة من الأسهم تشمل «ستيلانتس» و«إس إيه بي» و«دايملر تراك» قد تأثرت سلباً مع ارتفاع اليورو.
وقال تريفور غريثام، رئيس استثمارات الأصول المتعددة في شركة «رويال لندن لإدارة الأصول»، إن اجتماع قوة العملة مع رسوم ترامب الجمركية دفعه إلى تقليص انكشافه على الأسهم الأوروبية.
ويتوقع العديد من البنوك الكبرى أن يواصل اليورو مكاسبه، بعدما بلغ أعلى مستوياته منذ أكثر من ثلاث سنوات مسجلاً 1.157 دولار في شهر أبريل.
وقال أثناسيوس فامفاكيديس، الرئيس العالمي لاستراتيجية عملات «مجموعة العشر» في بنك أوف أمريكا، إن اليورو تلقى أيضاً دفعة من خطة التحفيز الألمانية البالغة تريليون يورو. وأضاف فامفاكيديس، الذي يتوقع أن يصل اليورو إلى 1.17 دولاراً بحلول نهاية العام: «كانت السوق متفائلة للغاية بشأن الولايات المتحدة ومتشائمة للغاية بشأن أوروبا».
يعلن المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، المظلة الرسمية للمؤسسات المالية الإسلامية، تقديم تعليقاته إلى مجلس الخدمات المالية الإسلامية فيما يخص مسودة المذكرة الإرشادية رقم 11 بشأن المخاطر المالية المرتبطة بالتغير المناخي للمؤسسات التي تقدّم خدمات مالية إسلامية (قطاع البنوك)، وذلك بصفته صوت الصناعة المالية الإسلامية على مستوى العالم.
استنادًا إلى الرؤى الخبيرة المستمدة من عضويته المتنوعة التي تمتد عبر أكثر من 30 دولة، حدّدت مراجعة المجلس العام عدة مجالات لتعزيز محتوى مسودة المذكرة الإرشادية. وتشمل التوصيات الرئيسية ما يلي:
حثّ الجهات الرقابية والإشرافية على التأكد من قيام المؤسسات المالية الإسلامية بإظهار كيفية تضمين مسؤوليات المخاطر المالية المرتبطة بالمناخ ضمن هياكل الحوكمة، بما يشمل دمجها في اختصاصات لجان مجلس الإدارة وتعزيز قنوات التواصل المنظم مع هيئات الرقابة الشرعية.
التوصية بإدماج الأهداف المناخية ضمن الاستراتيجيات المؤسسية باستخدام مؤشرات أداء رئيسية وأطر واضحة لإدارة الأداء، بما يعزز من مستويات المساءلة والرقابة.
دعم إدراج أهداف مناخية قابلة للقياس ضمن إطار المراجعة الداخلية لكفاية رأس المال والسيولة، مع الإفصاح عنها عند الاقتضاء، لتعزيز الشفافية وتقييمات الكفاية الرأسمالية.
التوصية بتقديم إرشادات أكثر تفصيلًا حول كيفية دمج المؤسسات المالية الإسلامية للمخاطر المناخية ضمن اختبارات الضغط، وإطار المراجعة الداخلية لكفاية رأس المال والسيولة، بما يساهم في توحيد الممارسات وضمان تكافؤ الفرص بين البنوك الإسلامية في تقييمات كفاية رأس المال والسيولة.
تقديم إرشادات إضافية حول تكييف منهجيات تقييم المخاطر بما يتلاءم مع خصوصيات صيغ التمويل الإسلامي، لا سيما في عقود المشاركة مثل «المشاركة» و«المضاربة»، لضمان التوافق مع المبدأ رقم 6 الصادر عن لجنة بازل للرقابة المصرفية.
معالجة المخاطر المرتبطة بالسمعة والمسؤولية القانونية الناتجة عن الادعاءات البيئية، بما في ذلك مخاطر «الغسل الأخضر»، التي قد تُشكل أيضًا قضايا حوكمة شرعية نظرًا إلى الطابع المتعلق بالقيم والأخلاق في الصناعة المالية الإسلامية
توسيع نطاق الإرشادات المتعلقة باضطرابات أسواق السلع المرتبطة بالمناخ، نظرًا إلى اعتماد المؤسسات المالية الإسلامية على هذه الأسواق في إدارة السيولة المتوافقة مع الشريعة، مع تأكيد أهمية وضع خطط طوارئ فعّالة لمواجهة هذه الاضطرابات.
وفي هذا السياق، صرّح المجلس العام: «تعكس هذه التعليقات التزامنا الراسخ بدعم تطوير أطر تنظيمية شاملة واستشرافية تُعزز من مرونة واستدامة المؤسسات المالية الإسلامية، وتدعم توافقها مع مبادئ الشريعة الإسلامية ومتطلبات الحوكمة الرشيدة».
قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع لجنة السوق المفتوح أمس، إنه “لم ولن يطلب مقابلة الرئيس الأميركي.. لم تحدث من قبل ولا أتخيل نفسي أفعلها”.
جاء تعليق باول، رداً على سؤال لأحد الصحافيات، سألته عن جدوله للفترة المقبلة، والذي لا يتضمن أي لقاء مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مستشهده بلقائهما خلال فترة ولايته الأولى، فضلاً عن اللقاءات التي جمعت رؤساء الفيدرالي السابقين برؤساء الولايات المتحدة، كلٌ في ولايته.
وأضاف باول: “لا يوجد سبب يدفعني لطلب لقاء الرئيس .. لطالما كان الأمر على العكس”، إذ غالباً ما يطلب الرئيس لقاء رئيس الفيدرالي “المبادرة لا تأتي من الفيدرالي، ولكن من الرئيس”.
التعليقات تزامنت مع تصريحات غاضبة جديدة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب (والذي طالب في العديد من المناسبات أن يخفض الفيدرالي أسعار الفائدة)، حيث وصف رئيس الفيدرالي بـ”الأحمق”، وقال إنه “ليس لديه أي فكرة عن الاقتصاد”.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، إن دعوة الرئيس دونالد ترامب لخفض أسعار الفائدة لا تؤثر على عمل “الفيدرالي”.
وأضاف باول في مؤتمر صحافي عقب اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التي قررت تثبيت أسعار الفائدة، أن هناك قدرا كبيرا من عدم اليقين بشأن حجم ونطاق وتوقيت الرسوم الجمركية.
رد باول
وأوضح أن البنك “سينتظر لبعض الوقت قبل اتخاذ أي قرار بشأن تعديل السياسة النقدية”، مشيراً إلى أن الرسوم الجمركية المفروضة حتى الآن جاءت أكبر بكثير من التوقعات.
وأضاف باول أن توقعات التضخم على المدى الطويل لا تزال متوافقة مع أهداف الفيدرالي، إلا أن التضخم على المدى القريب شهد ارتفاعاً ملحوظاً، لافتاً إلى أن معدل التضخم لا يزال فوق المستوى المستهدف البالغ 2%.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أشار مؤخرا إلى أنه لن يقيل جيروم باول من منصبه رئيسا للاحتياطي الفيدرالي قبل انتهاء ولايته في مايو 2026.
تثبيت الفائدة
وقرر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، يوم الأربعاء، تثبيت أسعار الفائدة من دون تغيير موافقا توقعات الأسواق.
أبقت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، المُحددة لأسعار الفائدة، سعر الفائدة الرئيسي المُستهدف في نطاق يتراوح بين 4.25% و4.5%، وهو المستوى المُستقر عليه منذ ديسمبر الماضي.
تعدّت الزيارة المفاجئة لرئيس الجمهورية جوزف عون إلى المقر الرئيسي للسلطة النقدية في بيروت (أول شارع الحمرا الشهير) الإطار الرمزي، بوصفها الثانية تاريخياً بعد زيارة مماثلة للرئيس الراحل فؤاد شهاب (1958- 1964)، لتحمل في توقيتها وأبعادها رسائل سياسية وقانونية تؤكد أولويات الاستقلالية المؤسسية للبنك المركزي، ودور الحاكمية المحوري في صناعة القرارات النقدية ومشاريع القوانين ذات الصلة وإعادة الثقة بالقطاع المصرفي.
وبدا واضحاً في حرص رئيس الجمهورية على تهنئة الحاكم كريم سعيد في مكتبه بعد مضي 40 يوماً على تعيينه بالتصويت في مجلس الوزراء رغم معارضة رئيس الحكومة نوّاف سلام وفريق من الوزراء، واستتباعه بالاجتماع حصراً مع هيئة الحاكمية التي تضمه ونوابه الأربعة، التأكيد على احترام هرمية اتخاذ القرارات في سلطة النقد، ومحض التأييد الضمني لمضمون المطالعة المطولة (حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة كاملة منها)، بعنوان «استقلالية مصرف لبنان وضرورة المحافظة على تجانس التشريع المصرفي»، التي أدلى بها الحاكم كريم سعيد في مجلس النواب خلال اجتماع لجنة المال والموازنة، الثلاثاء، بمشاركة حشد نيابي كبير من خارج اللجنة.
وشكّل مشروع القانون الخاص بإصلاح أوضاع المصارف وإعادة تنظيمها، والمحال من قِبل الحكومة إلى مجلس النواب، حافزاً قوياً لانتفاضة حاكم البنك المركزي الذي عدّ المشروع، في دراسته القانونية، «غير دستوري»، وتمسّ مواده باستقلالية البنك المركزي وهرمية إدارته وصلاحياته الإدارية والتنفيذية، ولا سيما لجهة محاولة توسيع صلاحيات وضم رئيس لجنة الرقابة إلى الهيئة المصرفية المعنية بتنفيذ المندرجات، وبالتالي تعريض «القطاع المصرفي برمته للفوضى والاهتزاز» في حال نقل الصلاحيات إلى أي سلطة أخرى. في حين أن هذه الاستقلالية مُنحت «عمداً» للمجلس المركزي وللحاكم خصوصاً «لتجنب أي تدخل سياسي أو خارجي».
ويؤكد سعيد، في دراسته المتضمنة القرائن القانونية لاستقلالية المؤسسة ومكامن الفجوات في مشروع القانون المحال، على «الصفة الإلزامية لاستشارة البنك المركزي في أي عملية تتوخى تحديثاً أو تطويراً للنظام المصرفي كونه المسؤول الأول والأخير عن وضع محددات سلامة السياسة النقدية والمالية للبلاد»؛ ما يفرض تلقائياً على الحاكم وبالتعاون مع كبار مسؤولي المؤسسة البنك المركزي، تولي مهمة إعداد المسودة الأولى لخطة إعادة هيكلة المصارف، وتصبح لاحقاً موضوع نقاشات ومراجعات من قِبل صندوق النقد الدولي، ورئاسة الحكومة والوزارات المعنية، إلى جانب عدد من المستشارين الماليين الدوليين ذوي الخبرة في إدارة الأزمات المصرفية «النظامية» حول العالم.
وفي استباق لصياغة خطة «الفجوة» وتوزيع الحكومة التي يفترض أن تنكب الحكومة على إعدادها، تسعى الحاكمية إلى إرساء مقاربة موحّدة، منسجمة ومرنة، ينبغي أن تحظى بدعم الأطراف المعنية كافة وموافقتهم في نهاية المطاف، بما في ذلك الدولة، ومصرف لبنان، والمصارف التجارية، مع إعطاء الأولوية لسداد الودائع لصغار المودعين وإعادة رسملة المصارف تدريجياً، بما يمكّنها من استعادة دورها الائتماني والمساهمة الفعالة في دعم نمو الاقتصاد الوطني. مع التنويه بأن الخطة النهائية ستتطلب حكماً، تقديم تنازلات وتضحيات اقتصادية من جميع الأطراف دون استثناء، استهدافاً لتحقيق تعافٍ تدريجي ومستدام للاقتصاد الوطني، يستند إلى قطاع مصرفي أكثر قوة، ومصرف مركزي مستقل، وآلية مرضية لسداد الودائع عبر الزمن، بشكل عادل، وضمن حدود الإمكانات المعقولة.
وأكد رئيس الجمهورية في زيارته «ضرورة قيام مصرف لبنان، ووفقاً لأنظمته ومسؤولياته المحددة، خصوصاً في قانون النقد والتسليف، بدوره كاملاً لإعادة الثقة في الداخل والخارج بالنظام المصرفي اللبناني، وحماية العملة الوطنية والعمل بشفافية بعيداً من التدخلات السياسية والمساهمة في إنجاح مسيرة النهوض الاقتصادي في البلاد».
ولم يكن عابراً في سياق الجولة، ترؤس عون اجتماعاً ضم إلى جانب سعيد، نوابه الأربعة، وسيم منصوري (النائب الأول)، وبشير يقظان (النائب الثاني)، سليم شاهين (النائب الثالث)، وألكسندر موراديان (النائب الرابع). حيث عرضوا للظروف التي رافقت عملهم في مصرف لبنان، وتعاونهم مع الحاكم الجديد. في حين ترجح المعلومات المتقاطعة لدى «الشرق الأوسط» من مصادر حكومية ومصرفية، موافقة مجلس الوزراء قريباً على التجديد للنواب الأربعة الذين تنتهي ولاياتهم القانونية في العاشر من الشهر المقبل.
وبرز في السياق مخاطبة رئيس الجمهورية لهيئة الحاكمية، بالقول: «كلي ثقة أن العمل في مصرف لبنان بعد تسلم الحاكم سعيد مهامه ووجودكم نواباً للحاكم، سيكون عملاً مثمراً لأنكم ستكونون حتماً فريق عمل واحداً متماسكاً ومتضامناً، وبقدر ما تستندون إلى ضميركم وتطبيق القوانين يكون عملكم ناجحاً وتساهمون أيضاً في محاربة الفساد الذي يشكل 90 في المائة من الأزمة التي يعانيها لبنان على الصعد كافة».
كذلك، نوّه عون بالجهود التي بذلها منصوري خلال توليه الحاكمية بالوكالة وبما حققه من إنجازات في المصرف للمحافظة على الاستقرار المالي في البلاد على رغم الظروف الصعبة والفراغ في سدة الرئاسة، دعا سعيد ونوابه إلى أن يكونوا أوفياء للقسم الذي رددوه عند تعيينهم، والذي «يحملكم مسؤولية كبيرة. فكونوا على مستوى هذه المسؤولية واعملوا يداً واحدة، وأنا ورئيس الحكومة إلى جانبكم لتذليل كل العقبات التي يمكن أن تواجه عملكم».
وفي تحديد صريح للمهام المنشودة، أكد عون للحاكم ونوابه أن مسؤوليتهم كبيرة ودورهم أساسي في «إعادة ثقة اللبنانيين والعالم بالنظام المصرفي اللبناني، وفي حماية العملة الوطنية، والعمل من أجل مصلحة لبنان واللبنانيين وعدم التأثر بالتدخلات السياسية والحزبية والطائفية، لا سيما أن أنظار العالم متجهة إلى عملكم الذي يجب أن يبقى في إطاريه المهني والتقني بعيداً عن السياسة وزواريبها».
كما نوّه بأنه «لا يمكن للاقتصاد أن يستعيد دوره وتوازنه ما لم تعود الثقة بالنظام المصرفي اللبناني. صحيح أن الاستقرار الأمني في البلاد أساسي، لكن الصحيح أيضاً أن الاستقرار المالي هو الذي يجلب الاستثمارات ويحقق انتعاشاً في الحركة الاقتصادية، ولعل القوانين الإصلاحية التي أقرها مجلس النواب مؤخراً، ومشاريع القوانين التي أحالتها الحكومة خير دليل على عزمنا على توفير كل المعايير القانونية التي تساعد في مسيرة النهوض التي ينظر إليها العالم بكثير من التفاؤل والأمل، لا سيما وأن دولاً شقيقة وصديقة أعربت عن رغبتها في تقديم المساعدات للبنان وتشجيع رجال الأعمال على الاستثمار فيه بعد إقرار هذه الإصلاحات التي عدَّها حاجة لبنانية ملحة قبل أن تكون مطلباً خارجياً».
مع اقتراب زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية يوم الثلاثاء المقبل، ركزت الحكومة السعودية جهودها مع القطاع الخاص لتكثيف اللقاءات مع رجال الأعمال الأميركيين الذين يرافقون ترمب في جولته الخليجية التي يستهلها بالمملكة وتقوده أيضاً إلى الإمارات وقطر.
فمن المعلوم أن عدداً كبيراً من الرؤساء التنفيذين لكبرى الشركات الأميركية، سترافق ترمب حيث يُنتَظَر توقيع اتفاقات مهمة في العديد من المجالات. ومن الأسماء البارزة المشاركة، رئيس «بلاك روك»، لاري فينك، والرئيسة التنفيذية لـ«سيتي غروب»، جاين فريزر، ورئيس «كوالكوم»، كريستيانو آمون، ورئيس «آي بي إم»، آرفيند كريشنا، وستيفن شوارزمان، مؤسس ورئيس «بلاكستون»، ورئيسة الاستثمارات في «غوغل» و«ألفابت» روث بورات. علماً أن هؤلاء سيشاركون في منتدى الاستثمار السعودي – الأميركي المزمع عقده في اليوم نفسه لوصول ترمب.
اكتشاف الفرص
وعلمت «الشرق الأوسط»، أن الهيئة السعودية لتسويق الاستثمار تحشد حالياً جميع شركات القطاع الخاص المحلية لحضور المنتدى المزمع عقده في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بمدينة الرياض.
وبحسب المعلومات، أبانت «هيئة تسويق الاستثمار»، أن المنتدى يسلط الضوء على الشراكات الاستثمارية بين البلدين في القطاعات المختلفة، والفرص التي توفرها الشراكة السعودية الأميركية للقطاع الخاص، كاشفًة أيضاً عن عقد اجتماعات ثنائية بين الشركات المشاركة من الجانبين على هامش هذا الحدث. ويسعى الرئيس الأميركي إلى توسيع الاستثمارات مع الرياض، والاستفادة من تجاربها الاستثمارية المتنوعة حالياً، حيث أكد في تصريحات إعلامية أخيرة، أن المملكة لديها صندوق سيادي كبير، وأن بلاده ستحاول اللحاق به من خلال صندوق سيادي للولايات المتحدة.
وكشف ترمب مساء الثلاثاء عن «إعلانات ضخمة» قبيل زيارته المرتقبة إلى الخليج الأسبوع المقبل، بحسب ما ذكره خلال لقائه رئيس وزراء كندا مارك كارني.
الشراكات الاستثمارية
في المقابل، ترغب السعودية في توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع أميركا في الأربع سنوات المقبلة بمبلغ 600 مليار دولار، إذ أشار ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، في سياق الاتصال الهاتفي الأخير مع الرئيس الأميركي إلى قدرة إدارة ترمب بإصلاحاتها المتوقعة في الولايات المتحدة على خلق ازدهار اقتصادي تسعى الرياض إلى الاستفادة منها.
وتتطلع المملكة إلى العمل مع إدارة ترمب لمواجهة التحديات العالمية المشتركة، مثل تباطؤ النمو الاقتصادي الذي يؤثر على المجتمع الدولي.
ولطالما كانت العلاقات السعودية – الأميركية قوية، ضمن شراكة طويلة الأمد تمتد لثمانية عقود، وظلت متينة بغض النظر عن الإدارة الحاكمة، إلا أنه وبفضل «رؤية 2030»، أصبحت أكثر تكاملاً مع الاقتصاد العالمي، مما يتيح للرياض أن تكون قوة إيجابية أقوى في تشكيل مستقبل أكثر ازدهاراً.
أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا، يوم الخميس، عن اتفاق تجاري تاريخي من شأنه تخفيف عبء الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، وتحقيق نصر سياسي لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
ويعد هذا الاتفاق أول اتفاق تجاري ثنائي يُعلن عنه منذ أن بدأ ترمب فرض رسوم جمركية على شركاء الولايات المتحدة التجاريين.
وقال ترمب من المكتب البيضاوي إنه «يوم خاص جداً»، موضحاً أن الاتفاق يتضمن خططاً لجعل المملكة المتحدة متسقة أمنياً واقتصادياً مع الولايات المتحدة، ويؤكد أن المعاملة بالمثل والإنصاف مبدأ أساسي في التجارة الدولية. وشرح أن الاتفاق يزيد من وصول لحوم البقر الأميركية والإيثانول ومنتجات زراعية أخرى، ويسرّع أيضاً من عملية مرور البضائع الأميركية عبر الجمارك البريطانية، لافتاً إلى أن التفاصيل النهائية ستُعلن خلال «الأسابيع المقبلة».
كما لفت إلى أن الاتفاق سيؤدي إلى إنشاء منطقة تجارية للألمنيوم والصلب، وسلسلة إمداد آمنة للأدوية، متوقعاً أن يساهم الاتفاق في جمع الولايات المتحدة بنحو 6 مليارات دولار من الإيرادات الخارجية من الرسوم الجمركية بنسبة 10 في المائة، و5 مليارات دولار من فرص التصدير الجديدة.
وكشف أن بريطانيا وافقت على صفقة لشراء طائرات «بوينغ» بـ10 مليارات دولار، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سهم «بوينغ» بنسبة 3.8 في المائة لأعلى مستوى منذ 31 يوليو (تموز) الماضي.
كما قال: «لدينا العديد من الاجتماعات المخطط لها، وكل دولة تريد التوصل إلى اتفاق»، مضيفاً: «ننوي عقد صفقة مع الاتحاد الأوروبي».
«لا داعي لقلق جيمس بوند»
وشرح أن المحادثات مع المملكة المتحدة بشأن خطته لفرض رسوم جمركية على واردات الأفلام ستُجرى «بشكل منفصل»، وقال: «لا داعي لقلق جيمس بوند»، قبل أن يُشيد بالممثل الاسكوتلندي الراحل شون كونري.
ودعا ترمب: «كل من يرغب إلى التوجه للبورصة وشراء أسهم الآن»، وهو ما عزز مستوى الأسهم المتداولة. إذ واصلت مؤشرات الأسهم الأميركية مكاسبها، حيث ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 379.13 نقطة في الساعة 11:31 صباحاً، أي بنسبة 0.92 في المائة، ليصل إلى 41493.10 نقطة، وزاد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 48.52 نقطة، أي بنسبة 0.86 في المائة، ليصل إلى 5679.80 نقطة، وزاد مؤشر ناسداك المركب 205.47 نقطة، أي بنسبة 1.16 في المائة، ليصل إلى 17943.63 نقطة.
وقلّصت عوائد سندات الخزانة الأميركية مكاسبها؛ وارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات 3.7 نقطة أساس ليصل إلى 4.312 في المائة.
ستارمر: لحظة تاريخية
من جهته، أعلن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عبر اتصال هاتفي خلال إعلان ترمب من المكتب البيضاوي، «أنها لحظة تاريخية بالإعلان عن الاتفاق مع الولايات المتحدة»، وقال: «لدينا شراكة مع الولايات المتحدة هي الأقوى»، مضيفاً: «نحن في الحلف نفسه مع الولايات المتحدة». ووصف الصفقة مع الولايات المتحدة بأنها رائعة لا سيما في الجانب التقني، موضحاً أن الاتفاق مع أميركا يعزز الشركات البريطانية وينقذ آلاف الوظائف البريطانية.
وكتب ستارمر على منصة «إكس» أن اتفاق التجارة يفي بوعده بحماية قطاعي صناعة السيارات والصلب في البلاد. وقال: «لقد وعدتُ بحماية قطاعي صناعة السيارات البريطاني وإنقاذ صناعة الصلب لدينا. هذا الاتفاق يفي بهذا الوعد. وسيستفيد منها العمال والأسر والشركات البريطانية».
وأوضح ستارمر في كلمة ألقاها أمام العمال في مصنع «جاكوار لاند روفر» في ويست ميدلاندز، أن الاتفاق سيخفض الرسوم الجمركية على صادرات السيارات البريطانية إلى 10 في المائة لحصة قدرها 100 ألف سيارة سنوياً. وقال: «لدينا مجال لزيادة هذه الحصة مع تقدمنا».
من جهته، قال وزير التجارة الأميركي، هوارد لوتنيك، وهو يقف إلى جانب ترمب في المكتب البيضاوي: «تعريفتنا الجمركية البالغة 10 في المائة ستبقى كما هي»، موضحاً أن واشنطن سمحت بدخول محركات رولز رويس وأجزاء الطائرات دون رسوم جمركية، وأكد أن الحكومة البريطانية قامت بتأميم شركة الصلب البريطانية بوصفه جزءاً من هذه الصفقة. وكرر أن المملكة المتحدة ستشتري طائرات «بوينغ» بقيمة 10 مليارات دولار. ولم يذكر تفاصيل، لكنه أشار إلى أن الصفقة من قِبَل القطاع الخاص، قائلاً إنه سيترك لشركة الطيران التي ستُجري عملية الشراء الإعلان عن الصفقة.
اتفاق تجاري رقمي
وقالت الحكومة البريطانية في بيان إن المملكة المتحدة والولايات المتحدة اتفقتا على العمل على اتفاق تجاري رقمي من شأنه تقليص الإجراءات الورقية للشركات البريطانية التي تحاول التصدير إلى الولايات المتحدة. وأوضحت أن الاتفاق يمنح المزارعين البريطانيين وصولاً غير مسبوق إلى السوق مع الحفاظ على حماية معايير الغذاء. ولفتت إلى أن ضريبة الخدمات الرقمية ستبقى دون تغيير بوصفها جزءاً من اتفاق التجارة مع الولايات المتحدة. وأضافت: «لقد اتفقنا على الوصول المتبادل إلى سوق لحوم البقر، مع منح المزارعين البريطانيين حصة معفاة من الرسوم الجمركية لـ13000 طن متري»، موضحة أنها ستقوم أيضاً بإلغاء التعريفة الجمركية على الإيثانول المقبل إلى المملكة المتحدة من الولايات المتحدة، إلى الصفر.
وكانت الولايات المتحدة حققت فائضاً تجارياً في السلع مع المملكة المتحدة بلغ 11.9 مليار دولار العام الماضي، وفقاً لمكتب الإحصاء. ولم تُمثل السلع التي استوردتها الولايات المتحدة من المملكة المتحدة العام الماضي، والبالغة 68 مليار دولار، سوى 2 في المائة من إجمالي السلع المستوردة إلى البلاد.
تُعدّ الولايات المتحدة أكثر أهمية بكثير لاقتصاد المملكة المتحدة. فقد كانت أكبر شريك تجاري لبريطانيا العام الماضي، وفقاً لإحصاءات الحكومة، على الرغم من أن الجزء الأكبر من صادرات بريطانيا إلى الولايات المتحدة هو خدمات وليس سلعاً.
تجاوز سعر عملة بتكوين 100,000 دولار أميركي، يوم الخميس، للمرة الأولى منذ فبراير (شباط) الماضي، واستقرت عند نحو 100,629 دولار. وقد أشعل هذا الارتفاع المذهل في أكبر عملة رقمية موجة صعود في عملات الميم، ورموز الذكاء الاصطناعي، والعملات البديلة ضمن قائمة أفضل 100 عملة رقمية من حيث القيمة السوقية.
وتكبّد المتداولون المتشائمون بشأن بتكوين خسائر فادحة، إذ جرت تصفية أكثر من 118 مليون دولار من مراكز البيع على المكشوف، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفقاً لبيانات «كوين غلاس».
ودعّم هذا الصعودَ ثلاثةُ عوامل رئيسية: اتفاقية التجارة الأخيرة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والمزاج الإيجابي في أوساط المتداولين، والتقارب المتزايد بين بتكوين والذهب.
تفخر مجموعة الفارس الدولية بمشاركة الرئيس التنفيذي، السيّد أسامة بن صالح، كمتحدث في جلسة التمويل الإسلامي ضمن فعّاليات المؤتمر المصرفي العربي لعام 2025 بعنوان «الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتمويل الإقتصاد»، تحت رعاية معالي محافظ البنك المركزي المصري الأستاذ حسن عبد الله، على مدار يومين، وفي حضور أكثر من 800 شخصية مصرفية وقيادية، وقد نظمه إتحاد المصارف العربية بالتعاون مع كل من: البنك المركزي المصري، والإتحاد الدولي للمصرفيين العرب وإتحاد بنوك مصر، فضلاً عن تنظيم المعرض المصاحب للمؤتمر، بمشاركة ممثلين من مؤسسات التمويل الدولية EBRD-IFC، البنك الأفريقي للتنمية، لجنة الأمم المتحدة الإقتصادية والإجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، وحشد واسع من المصارف المصرية والعربية، إضافة إلى كبار الشخصيات المصرفية وشخصيات سياسية.
وقد قدم المؤتمر رؤى إستراتيجية عن القطاع المالي الإسلامي، كما شارك الأستاذ رامي غريزي ممثلًا لمجموعة الفارس الدولية، إلى جانب سعادة الرئيس التنفيذي السيد أسامة بن صالح، في هذا الحدث الإقليمي الهام، تأكيداً للدور الفاعل الذي تضطلع به المجموعة في المشهد المصرفي العربي.
تعمل سلطنة عُمان على تنفيذ حزمة من البرامج التنفيذية باعتبارها جزءًا من برنامج الاقتصاد الرقمي، ويشكل الذكاء الاصطناعي أهمها لتعزيز تبنّيه في القطاعات الاقتصادية والتنموية بالإضافة إلى توطين تقنياته وحوكمة هذه التطبيقات برؤية محورها الإنسان.
وتقدمت سلطنة عُمان خلال عام 2024 بـ5 مراتب في مؤشر جاهزية الحكومة في الذكاء الاصطناعي لتأتي في المركز الـ45 عالميًّا من بين 193 دولة، وقد اعتمدت البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة الذي يركز على ثلاثة محاور رئيسة تتمثل في تعزيز وتبني الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية والتنموية، وتوطين تقنيات الذكاء الاصطناعي، وحوكمة تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة برؤية محورها الإنسان.
وحقق البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة العديد من الإنجازات التي أسهمت في تعزيز التحول الرقمي في سلطنة عُمان، من بينها تنفيذ مسابقة “هندسْها بالذكاء الاصطناعي” تم خلالها تطوير حلول وتطبيقات مبنية على الذكاء الاصطناعي التوليدي وتأهلت 8 تطبيقات باعتبارها مخرجات هذه المسابقة تم رفعها على مختلف الأسواق الإلكترونية.
ونفذت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات عددًا من التجارب لاختبار حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي في بيئات محدودة قبل التوسع في تطبيقها، لتقييم الأفكار ودعم الابتكار وتقليل المخاطر، أبرزها تجربة الإحصاء الزراعي بالذكاء الاصطناعي، وتجربة التخطيط الحضري الذكي، وتجربة نظام التعرف على الوجوه، ومراقبة جودة الهواء، وماسح الكميات الذكي، والمسح الجوي بالدرون، والمزارع السمكية الذكية وغيرها من التجارب.
من جانبها أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار برنامج البحوث الاستراتيجية في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات (الذكاء الاصطناعي)، لدعم الأبحاث المرتبطة بالأولويات الوطنية، إذ تأهل مشروع بحثي بعنوان “تعظيم الفوائد وتقليل المخاطر المرتبطة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم”، والمقدم من الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا من بين 32 مقترحًا بحثيًّا، وحقق المشروع تقدمًا نوعيًّا شمل تطوير نماذج ذكية وتحليل بيانات تعليمية موسعة، ويستهدف وضع إطار وطني لتقييم أثر الذكاء الاصطناعي في التعليم بما يدعم التوجه الوطني نحو الابتكار والتحول الرقمي.
وتسعى سلطنة عُمان إلى تسريع دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الاقتصادية من خلال مبادرة “اقتصاديات الذكاء الاصطناعي”، لدعم التنويع الاقتصادي وبناء القدرات الوطنية وتحقيق أهداف رؤية “عُمان 2040″، وتم اعتماد عدد من المشروعات الحكومية المبتكرة ضمن هذه المبادرة، أبرزها: المركز الوطني للصحة الافتراضية، وتحليل البيانات الجيولوجية، وبنك المعلومات البيئية، ومنصة عين الإعلامية، ولوحة بيانات الاستثمار، والبوابات الإلكترونية الذكية بظفار، والإدارة الذكية، وإدارة الحلقات التدريبية، وبرنامج دعم الشركات العُمانية الواعدة.
وقال الدكتور سالم بن حميد الشعيلي مدير دائرة مشاريع الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات إنه تم تخصيص ضمن مبادرة “اقتصاديات الذكاء الاصطناعي” نحو 10 ملايين ريال عُماني خلال عام 2023 وحوالي 15 مليون ريال عُماني في عام 2024، لتنفيذ عدة مشروعات مبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن سلطنة عُمان تسعى إلى أن تكون ضمن أفضل الدول في مؤشر جاهزية الحكومات في الذكاء الاصطناعي وزيادة عدد الشركات الناشئة المتخصصة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي ونمو حجم الاستثمارات في هذه التقنيات بنسبة 20 بالمائة سنويًّا، مشيرًا إلى أن حجم الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي بسلطنة عُمان خلال الفترة 2021 – 2024 وصل إلى 60 مليون ريال عُماني.
وحول مشروعات الذكاء الاصطناعي قيد التنفيذ، وضح أن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات تنفذ حاليًّا مشروعًا وطنيًّا لتطوير نموذج لغوي عُماني “عُمان جي بي تي” لتعزيز كفاءة الجهات الحكومية من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومشروع مركز الذكاء الاصطناعي “استوديو عُمان” لسد الفجوة بين الشغوفين بالذكاء الاصطناعي والمبتكرين واحتياجات السوق والإسهام أيضًا في الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عُمان من خلال ابتكارات الذكاء الاصطناعي وتوطين التطبيقات المعززة عبر مختلف القطاعات الاقتصادية.
وبيّن مدير دائرة مشاريع الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أنه يتم حاليًّا إنشاء مركز الثورة الصناعية الرابعة في سلطنة عُمان لتوطين تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستفادة من الخبرات العالمية في تطوير ابتكارات ومشروعات تقنية متقدمة، ويعتبر هذا المركز السادس من نوعه في الشرق الأوسط والـ 22 عالميًّا، ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل في الربع الأول من عام 2025.
في إنجاز بارز يؤكد ريادة البنك ودوره المحوري في تطوير البنية التحتية المالية للكويت ودعم رؤية 2035، اختارت الشركة الكويتية للمقاصة بنك الكويت الوطني رسميًا بنك التسويات الرئيسي لدولة الكويت.
يأتي هذا الإعلان ضمن مشروع الطرف المقابل المركزي CCP وذلك عقب عملية تقييم دقيقة امتدت لسنوات عديدة، بدأت عام 2020، خضعت خلالها البنوك المشاركة لمراحل اختبار مكثفة على مدار عامين. وقد اختارت الشركة الكويتية للمقاصة البنوك ذات القدرات التشغيلية الأقوى، ومنحت بنك الكويت الوطني أعلى تصنيف بين جميع البنوك المشاركة.
ويُعد اختيار بنك الكويت الوطني دليلاً على استثماراته الكبيرة في البنية التحتية والأنظمة لتلبية المتطلبات الفنية والتشغيلية الشاملة للشركة الكويتية للمقاصة، وقد ساهم نهج البنك الاستباقي وجاهزيته التشغيلية في ترسيخ مكانته كشريك مثالي لدعم هذه المبادرة الوطنية الاستراتيجية.
لعب الوطني دورًا محوريًا خلال مراحل الاختبارات المختلفة، حيث خدم ستًا من أصل عشر شركات وساطة، وساعدها على استيفاء معايير التشغيل والامتثال الرئيسية.
تطلب هذا المشروع الطموح الذي سيدخل حيز التنفيذ يوم 29 يونيو، التنسيق اليومي، والتواصل المستمر لضمان الوفاء بالمواعيد المحددة، مما يعكس المستوى العالي من التعاون بين بنك الكويت الوطني والشركة الكويتية للمقاصة وكذلك الأطراف المشاركة في السوق، علاوة على ذلك، صمم بنك الكويت الوطني وشركة المقاصة الكويتية جلسات دعم فني مشتركة لتوجيه المشاركين خلال عملية الاختبار، مما يضمن التكامل السلس وجاهزية النظام.
وكان البنك قد وقع مذكرة تفاهم إستراتيجية مع شركة المقاصة، تستهدف تطوير الخدمات المصرفية التي يقدمها البنك بالتعاون مع الشركة والعمل على تعزيز التعاون المشترك بين الطرفين لتطوير الخدمات الإلكترونية، الأمر الذي من شأنه أن يسرّع تنفيذ العمليات ويقلّل المخاطر المرتبطة بها، إضافة إلى أتمتة الخطوات اللازمة لتلقي الخدمات التي يقدمها كل طرف للآخر.
دور محوري
وبهذه المناسبة قال رئيس العمليات وتقنية المعلومات والبيانات للمجموعة محمد الخرافي: «نفخر بالمساهمة في تنفيذ هذه المبادرة الوطنية في إطار رؤية الكويت 2035، حيث يعكس هذا الإنجاز التزام بنك الكويت الوطني المستمر بلعب دوراً محورياً في تطور المشهد الاقتصادي للكويت مستفيدين من خبراتنا لتعزيز الكفاءة والنمو في أسواق رأس المال.»
وأشار الخرافي إلى أن نهج البنك الاستباقي وجاهزيته التشغيلية واستثماراته الكبيرة خلال السنوات الماضية في تطوير بنيته التحتية الرقمية ساهم في ترسيخ مكانته كشريك مثالي لدعم هذه المبادرة الوطنية.
وأضاف أن البنك يعتز بعلاقته الوطيدة مع الشركة الكويتية للمقاصة والعمل معاً على مشاريع استراتيجية تستهدف إحداث نقلة نوعية في بورصة الكويت وتطوّر من أدائها، إضافة إلى الارتقاء بعمليات التقاص والتسوية إلى مستويات تلبي المعايير العالمية، ما سينعكس إيجاباً على الاقتصاد الكويتي بشكل عام.
منظومة متكاملة
وقال نائب أول للرئيس في مجموعة العمليات في بنك الكويت الوطني عبدالله المطوع: «سعداء بالإطلاق الرسمي لمشروع الطرف المقابل المركزي الذي يشكل منظومة متكاملة تربط كل من البنك، شركة التداول، الشركة الكويتية للمقاصة، بنك الكويت المركزي والمستثمرين، بشكل آمن مرتبط بقواعد مبرمجة عبر أنظمة مراقبة من قبل الجهات الرقابية وبشكل أوتوماتيكي.
وأضاف المطوع أن الطرف المقابل المركزي تتضمن مهامه تنفيذ العمليات بشكل آلي للشركة الكويتية للمقاصة للحسابات المعرفة وتمرير العمليات بشكل آني دون تدخل بشري مما يسهل تنفيذها على كافة أصحاب المصالح من المستثمرين وشركات التداول، وأمناء المحافظ، وكذلك فريق المحاسبة لدى جميع الأطراف.
وأكد المطوع على أن دخول المشروع حيز التنفيذ من شأنه أن يشكل فارق في منظومة التقاص والتسويات في أسواق أوراق المال الكويتية.
نموذج أكثر كفاءة
وصرّح رئيس مجلس إدارة الشركة الكويتية للمقاصة، فهد عبدالرحمن المخيزيم، : “تُجسد هذه الخطوة إحدى الركائز الجوهرية في استراتيجية المقاصة نحو بناء بنية تحتية مالية أكثر صلابة واستدامة، تتماشى مع منظومة متكاملة العالمية في مجال التقاص والتسوية. لقد عملت الشركة الكويتية للمقاصة، بتعاون وثيق مع هيئة أسواق المال، على تصميم وتفعيل هذا المشروع بما يعكس التزامنا بدورنا الوطني في تمكين السوق من التحول إلى نموذج أكثر كفاءة ومرونة ومتانة.
وأضاف : مشروع الوسيط المركزي لا يُعد مجرد تحديث تقني، بل هو نقلة نوعية في طبيعة العلاقة بين المشاركين في السوق ونموذج المخاطر السائد، حيث يعمل على تقليص المخاطر الائتمانية وتحقيق مستوى أعلى من الأمان والثقة بين الأطراف المتعاملة.
نؤمن في المقاصة أن بناء مستقبل السوق لا يتحقق إلا عبر شراكات فعالة، وتكامل مؤسسي، وتوظيف الذكاء المؤسسي والتقني، ونحن مستمرون في هذا النهج لتحقيق مستهدفات رؤية»كويت 2035«وتحويل السوق الكويتي إلى مركز مالي إقليمي.
ويأتي التعاون مع بنك الكويت الوطني، بصفته بنك التسويات الرئيسي للمشروع، ليعزز من موثوقية العمليات النقدية المرتبطة بالتسوية.
معايير دولية
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للشركة الكويتية للمقاصة دعيج الصالح: «يمثل مشروع الوسيط المركزي (CCP) محطة فارقة في مسيرة المقاصة، ويعكس قدراتنا المؤسسية والفنية في قيادة مشاريع التطوير الكبرى بفعالية ومسؤولية. لقد استثمرنا على مدى السنوات الماضية في تطوير البنية التقنية والحوكمة التشغيلية استعداداً لهذه المرحلة، وتمكّنا بفضل كوادرنا الوطنية وشراكاتنا الاستراتيجية من تنفيذ المشروع بما يواكب أعلى المعايير الدولية. وأوضح أن الشركة لا تهدف فقط إلى مواكبة التطورات، بل إلى المساهمة في تشكيلها؛ عبر تقديم حلول متقدمة تدعم السيولة، وتخفض المخاطر، وتعزز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين. وسنواصل العمل على توسيع نطاق خدماتنا ما بعد التداول، وبناء بنية تحتية أكثر تكاملاً تخدم نمو السوق وتطوره.»
كما أن الشراكة مع بنك الكويت الوطني في هذا المشروع ليست فقط على مستوى التسويات النقدية، بل هي ترجمة فعلية لتكامل الأدوار بين البنى التحتية للسوق والبنوك العاملة فيه، بما يحقق الانسجام الكامل المطلوب في بيئة الأسواق المتقدمة.”
تؤكد الشركة الكويتية للمقاصة، من خلال رؤيتها الاستراتيجية، سعيها الدؤوب لتعزيز موقعها كمزود رئيسي للبنية التحتية المالية في دولة الكويت، عبر تبني تقنيات رائدة، وتطوير منتجات وخدمات تواكب متطلبات العصر، وتطبيق أعلى معايير الشفافية والحوكمة، بما يعزز من جاذبية السوق ويخدم مصالح جميع المتعاملين فيه.
ويحرص بنك الكويت الوطني على تعزيز استثماراته الرقمية والتقنية في مختلف أنحاء العالم على مستوى شبكته واسعة الانتشار التي تضم فروعاً محلية ودولية تتواجد في 13 بلداً موزعة في أربع قارات. حيث تشمل هذه الفروع لندن، ونيويورك، وفرنسا، وجنيف، وسنغافورة، وشنغهاي في الصين، بالإضافة إلى تواجده الإقليمي في البحرين، ومصر، والعراق، ولبنان، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة.
هل يتمنى المراقبون الخارجيون انتهاء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين؟ إن الكثيرين منهم يأملون خسارة الطرفين معاً، فمن المؤكد أن نهج دونالد ترامب، الذي يتجاوز كونه غير متماسك فكرياً، يقوّض أي نظام عالمي قائم على التعاون. وعلى الرغم من أن البعض يرى في انهيار هذا النمط من «العولمة» أمراً مستحباً إلا أنني أرى أنه من الحماقة أن نتصور عالماً تديره «قوى عظمى» متنافسة أفضل من الوضع الراهن، لذا بينما يجب ألا تنتصر الحمائية، التي يتبناها ترامب يجب أيضاً ألا تستمر السياسات التجارية الصينية الحمائية، لأنها تخلق بدورها تحديات عالمية جسيمة.
ومن أجل فهم المشكلات التي تحيق بالعالم من المهم أن نبدأ من منطلق «الاختلالات العالمية»، التي نوقشت كثيراً قبل الأزمة المالية العالمية والأزمة المالية لمنطقة اليورو بين عامي 2007 و2015. وانحسرت هذه الاختلالات في الأعوام التي أعقبت هذه الأزمات، غير أن المشهد الكلي لا يزال على حاله. وبحسب إشارة صندوق النقد الدولي في تقرير التوقعات الاقتصادية العالمية الأخير فقد سجلت الصين والدول الأوروبية الدائنة (خاصة ألمانيا) فوائض مستمرة، في حين سجلت الولايات المتحدة عجزاً في المقابل. ونتيجة لذلك سجل صافي المركز الاستثماري الدولي للولايات المتحدة -24 % من الناتج العالمي في 2024، وتعاني الولايات المتحدة عجزاً مزدوجاً، ويقصد به العجز التجاري وعجز الحساب الجاري، ولديها ميزة نسبية في قطاع الخدمات، إلا أنها تعاني عجزاً كبيراً في التصنيع أيضاً.
لقد كانت الولايات المتحدة محظوظة بأن ظلت قوة عظمى بصورة تتخطى قدراتها طوال عقود، لكن هذه ليست مشكلة، فلا أحد سيكون قادراً على إجبار الولايات المتحدة على سداد التزاماتها. كما أن الولايات المتحدة لديها طرقها، الجيد منها والسيئ، للتخلّف عن السداد. ويُعد التضخم، وخفض قيمة العملة، والتقييد المالي، وحالات الإفلاس الجماعية للشركات، من بين هذه الطرق.
ومع ذلك يمكن للمرء رؤية 3 ثغرات في هذه النظرة المتساهلة بشأن الاختلالات العالمية الكبيرة والمستمرة. تكمن الثغرة الأولى في أن الولايات المتحدة صارت سامة سياسياً خاصة مع إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً، أما الثانية فإنه توجد على جانب الفائض تدخلات صفرية المحصلة مُصممة لتغيير التوازن العالمي للقوة الاقتصادية. وفي حين لا تعتمد العلاقات الدولية حصراً على القوة الاقتصادية إلا أن هذه الأخيرة تمثل جزءاً مهماً منها.
وتكمن الثغرة الثالثة في أن المقابل للعجز الخارجي يميل إلى أن يكون اقتراضاً محلياً غير مستدام. وعند اقترانه بهشاشة مالية يمكن لهذه الأخيرة أن تؤدي إلى أزمات مالية كبيرة، مثلما حدث بين عامي 2007 و2015. وتُعد أرصدة الادخار والاستثمار القطاعية مؤشرات كاشفة عن حجم هذا التحدي الأخير، فقد واصل الأجانب تحقيق فائض كبير في المدخرات مع الولايات المتحدة طوال عقود، كما تتمتع الشركات الأمريكية إما بالتوازن وإما تحقيقها فائضاً منذ أوائل عام 2000، كما تمتعت الأسر الأمريكية بفائض منذ عام 2008. وبما أن الأرصدة القطاعية يجب أن تُضاف إلى الصفر فقد كان المقابل المحلي لعجز الحساب الجاري الأمريكي عجزاً مالياً مزمناً.
وإذا كانت أسعار الفائدة الحقيقية مرتفعة، فربما كان العجز المالي هو العامل الدافع وراء العجز الخارجي المزمن، لكن العكس صحيح، إذ لم تكن أسعار الفائدة الحقيقية منخفضة أو شديدة الانخفاض. وتبدو هنا الفرضية الكينزية صائبة، فتدفقات صافي المدخرات الأجنبية، وما يتبدى في فوائض الحساب الرأسمالي (وكذلك عجز الحساب الجاري) جعلت من العجز المالي الكبير أمراً ضرورياً، لأن الطلب المحلي في الولايات المتحدة كان ليصبح ضئيلاً على نحو مزمن.
ولا تعد الصين الطرف الوحيد على الجانب الآخر من الميزان العالمي، لكنها الأكثر أهمية في هذا الجانب. ومن وجهة نظري فإنه من الصواب القول، إن الاقتصاد العالمي لا يمكنه استيعاب اقتصاد مهول يبلغ فيه استهلاك الأسر نسبة 39 % من الناتج المحلي الإجمالي، وتبلغ فيه المدخرات، وبالتالي الاستثمارات، نسبة كبيرة على نحو مماثل، والواضح أيضاً أن هذه الأخيرة أسهمت في الدفع بما تعتبره «روديوم غروب» سياسة ناجحة تُدعى «صنع في الصين 2025»، ولا شك في أن القوى الصناعية الحالية خائفة من هذا العملاق الصيني.
يعيدنا هذا من جديد إلى السؤال المطروح: من سينتصر في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين؟ لقد جادلت بأن الصين ربما ستكون هي من سينتصر، ويعود ذلك جزئياً إلى أن الولايات المتحدة جعلت من نفسها غير جديرة بالثقة تماماً، ويعود جزئياً أيضاً إلى تمتع الصين بإمكانية زيادة الطلب المحلي، بما يمكّنها من تعويض الطلب الأمريكي المفقود، وكان رد ماثيو كلاين في مدونته «ذا أوفرشوت» متمثلاً في أن الصين لطالما كان لديها هذه الإمكانية، لكنها أخفقت في استغلالها. أما ردي فهو أن الصين عليها في الوقت الراهن أن تفعل ذلك، ومن ثم ستختار توسيع الطلب بدلاً من السماح بركود محلي مهول، وستخبرنا الأيام بما سيحدث في هذا الصدد.
ونتيجة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتطور المحتمل لتعريفات ترامب التجارية هي الأسئلة التي تفرضها الساعة. ومع ذلك ينبغي عدم تجاهل المشكلات الأكبر، كما يجب ألا نصدر الأحكام على السياسة التجارية بمعزل عما سواها من مسائل. ومثلما أدرك هؤلاء الذين أسسوا النظام التجاري بعد الحرب العالمية الثانية، ومن أبرزهم كينز ذاته، فإن نجاح هذا النظام يتوقف على تكيف الاقتصاد الكلي العالمي، إلى جانب التكيّف مع كيفية عمل النظام النقدي الدولي.
لقد حققت الولايات المتحدة فوائض هائلة في الحساب الجاري في الفترة، التي أعقبت الحرب العالمية، لكنها أعادت تدويرها على هيئة قروض. وبعد ذلك، وحتى عام 1971، تآكلت الفوائض الأمريكية، ما أدى إلى نهاية ربط الدولار بالذهب، وتعويم عام للعملات، وتبني نظام استهداف التضخم. وحقق هذا النظام نجاحاً بما يكفي قبل الصعود السريع للصين، ومع هذا الصعود صارت الحقبة، التي كانت فيها الولايات المتحدة مقترضة ومنفقة كملاذ أخير، وهي التي اختبرتها كل من اليابان وألمانيا في ثمانينيات القرن الماضي، غير قابلة للاستمرار سياسياً واقتصادياً.
وتتسم عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترامب وتركيزه على الاتفاقيات الثنائية بالحماقة بكل تأكيد، لكن النظام الاقتصادي الذي قادته الولايات المتحدة أصبح الآن غير مُستدام. لن تكون الولايات المتحدة بعد الآن وجهة الملاذ الأخير لحفظ التوازن، لذلك يتعين على العالم أجمع، خاصة الصين وأوروبا، إعادة النظر في ذلك من جديد.
خفضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني توقعاتها للنمو العالمي بشكل حاد، نتيجة زيادات الرسوم الجمركية على الدول، والتعريفات القطاعية المرتفعة على منتجات مثل الصلب والألمنيوم.
وذكر تقرير موديز عن توقعات الاقتصاد الكلي العالمي، إن التعريفات الجمركية ستؤثر سلباً على قرارات التجارة والاستثمار العالمية، مع عواقب سلبية كبيرة على نمو معظم اقتصادات مجموعة العشرين.
وخفضت الوكالة توقعات نمو الاقتصاد العالمي إلى 1.9% في عام 2025 و2.3% في عام 2026، مقارنةً بتوقعات فبراير، والتي توقعت تباطؤاً أكثر اعتدالاً إلى 2.5% هذا العام والعام المقبل.
وتتوقع “موديز” أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى انخفاض النمو الأميركي بنسبة 1% على الأقل، كما سترفع الأسعار بشكل كبير على المستهلكين والشركات الأميركية.
ستنعكس الزيادات في الرسوم على التضخم بشكل مؤقت، بحسب “موديز” إلى ما يزيد عن 3% هذا العام، مما سيؤدي، في ظل حالة عدم اليقين السياسي، إلى إبطاء النشاط الاقتصادي، وإرخاء سوق العمل، والحد من نمو الأجور.
ولن ينتهي الأمر بالنسبة للاقتصاد الأميركي عند هذا الحد، حيث سيكون من الصعب تعويض جانب كبير من النمو، حيث تتوقع “موديز” أن يسجل الاقتصاد الأميركي نمواً بنسبة 1.5% في عام 2026، مع ارتفاع التضخم إلى 3%. وهذا أعلى من الهدف الذي وضعه الفيدرالي الأميركي عند 2%.
كما خفضت “موديز” تقديراتها بشكل كبير للنمو في عدد من اقتصادات مجموعة العشرين من بينها؛ كندا والمكسيك وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وأستراليا وكوريا واليابان والهند وإندونيسيا وجنوب إفريقيا.
أعلن عدد من البنوك المركزية الخليجية، اليوم الأربعاء، تثبيت أسعار الفائدة، عقب قرار مماثل من بنك الفيدرالي الأميركي.
وقرر الفيدرالي الأميركي، تثبيت أسعار الفائدة من دون تغيير موافقا توقعات الأسواق، حيث أبقت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، المُحددة لأسعار الفائدة، سعر الفائدة الرئيسي المُستهدف في نطاق يتراوح بين 4.25% و4.5%، وهو المستوى المُستقر عليه منذ ديسمبر الماضي.
وقرر مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي الإبقاء على “سعر الأساس” على تسهيلات الإيداع لليلة واحدة عند 4.40%.
فيما أبقى مصرف قطر المركزي على معدلات الفائدة ثابتة من دون تغيير، ويبلغ سعر فائدة الإيداع 4.60%، وسعر فائدة الإقراض 5.10%، و️سعر إعادة الشراء 4.85%.
قفز الجنيه الإسترليني اليوم الخميس ليصعد معه الدولار الأسترالي بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيعلن عن “اتفاق تجاري كبير” في وقت لاحق اليوم وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن بريطانيا ستكون الدولة الموقعة.
وارتفع الجنيه الإسترليني 0.4% إلى 1.3341 دولار بحلول الساعة 02:30 بتوقيت غرينتش، حتى مع توقعات واسعة النطاق بأن يخفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة ربع نقطة لاحقا اليوم.
وكسب الدولار الأسترالي بما يصل إلى 0.6% مقابل الدولار الأميركي، وتقدم الدولار النيوزيلندي بنحو 0.5%.
في منشور على منصته “تروث سوشيال”، كتب ترامب أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش حول “اتفاق تجاري كبير مع ممثلي دولة كبيرة تحظى باحترام كبير”.
وأضاف أن الاتفاقية ستكون “الأولى من بين كثير من الاتفاقيات”. ولم يذكر اسم الدولة أو تفاصيل أخرى.
قبل تقرير “نيويورك تايمز”، أشار المحللون إلى فرص التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة بعد أن أبرمت بريطانيا اتفاقا للتجارة الحرة مع الهند في وقت سابق من الأسبوع.
وفي الأسبوع الماضي، قال ترامب إن هناك اتفاقيات “محتملة” مع الهند وكوريا الجنوبية واليابان.
وقال رودريجو كاتريل، كبير محللي سوق الصرف الأجنبي في بنك أستراليا الوطني: “السوق تعمل بفكرة أن أي اتفاق تجاري هو خبر جيد، لأنه يوفر درجة معينة من الوضوح ويمكن أن يوفر نموذجا للآخرين ليتبعوه”.
لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن التوصل إلى اتفاق تجاري مع بريطانيا يعد من المفاوضات الأسهل في حين من المتوقع أن تكون المحادثات مع أوروبا والصين على وجه الخصوص أكثر تعقيدا.
وأضاف كاتريل “المشكلة تكمن في التفاصيل. هذه الاتفاقات لن تكون بالمجان”.
وسيراقب المستثمرون عن كثب أي مؤشرات على انفراجة عندما يجتمع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت وكبير المفاوضين التجاريين جيميسون جرير مع خه لي فنغ نائب رئيس مجلس الدولة الصيني يوم السبت في سويسرا.
وقال ترامب أمس الأربعاء إن بكين هي التي بادرت بالمحادثات مضيفا أنه غير مستعد لخفض الرسوم الجمركية على السلع الصينية لدفع المفاوضات.
لم يشهد اليوان الصيني تغيرا يذكر ليستقر عند 7.2325 مقابل الدولار في التعاملات الخارجية بعد يوم من انخفاضه 0.26%.
تراجع الدولار مقابل معظم العملات الرئيسية اليوم الخميس، متخليا عن بعض مكاسبه التي حققها أمس وذلك بعد أن حذر مجلس الاحتياطي الاتحادي من المخاطر المتزايدة على الاقتصاد بسبب ارتفاع التضخم والبطالة.
وأبقت لجنة السوق المفتوحة بالمجلس الاحتياطي أسعار الفائدة دون تغيير، كما كان متوقعا على نطاق واسع، لكن رئيسه جيروم باول قال إن من غير الواضح ما إذا كان الاقتصاد سيواصل وتيرة نموه الثابتة أم سيتأثر بالضبابية الاقتصادية المتزايدة والارتفاع المحتمل للتضخم.
وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة مقابل ست عملات رئيسية، بنسبة 0.2% إلى 99.682 ليبدد نحو ثلثي المكاسب التي حققها قبل يوم.
أما اليورو، فزاد 0.2% إلى 1.1327 دولار ليعكس اتجاهه بعد انخفاض 0.56% أمس الأربعاء.
وهبط الدولار 0.1% إلى 143.63 ين وانخفض 0.2% إلى 0.8229 فرنك سويسري.
عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، اجتماعًا ثنائيًا مع الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات الزراعة المستدامة والأمن الغذائي وتمويل مشروعات المناخ، وبحث الجهود المشتركة لتعزيز التنمية الاقتصادية الشاملة في ضوء الشراكة الشاملة بين مصر ومنظمة الأمم المتحدة.
وفي مستهل اللقاء، رحبت الدكتورة رانيا المشاط، بوفد منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) برئاسة الدكتور عبد الحكيم الواعر، مؤكدة حرص مصر على تعزيز الشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة، خاصة في ظل التحديات العالمية الراهنة، انطلاقًا من دورها في تسريع وتيرة التحول نحو نظم غذائية مستدامة، وتعزيز الشمول الاجتماعي، وتمكين الشباب والمرأة في الريف المصري، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
واستعرضت الدكتورة رانيا المشاط، أولويات واختصاصات وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، عقب الدمج بين الوزارتين، حيث تعمل الوزارة على تنسيق السياسات الاقتصادية والاجتماعية طويلة المدى، إلى جانب الإشراف على الاستثمارات العامة، مشيرة إلى إطار الاستدامة والتمويل من أجل التنمية الاقتصادية، الذي تستهدف الوزارة من خلاله دعم جهود تحقيق النمو النوعي والمستدام. وأكدت أن الدمج بين حقيبتي التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، يُسهم في تعظيم التكامل بين الموارد المحلية والشراكات الدولية، وتعزيز الاستفادة منها.
وأكدت حرص الحكومة المصرية على تعظيم الاستفادة من الشراكات البناءة مع منظمة الأغذية والزراعة بما يتماشى مع أولويات برنامجها وكذلك الإطار الاستراتيجي للشراكة مع الأمم المتحدة من أجل التنمية المستدامة (UNSDCF) حتى عام 2027، الذي يرتكز على 5 محاور رئيسية هي الاستثمار في رأس المال البشري، والتنمية الاقتصادية الشاملة، الشفافية والحوكمة، وتمكين المرأة، والاستدامة البيئية.
ولفتت «المشاط»، إلى تطور استثمارات قطاع الزراعة واستصلاح الأراضي في خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتنمو بنسبة 20% في العام المالي الجاري مقارنة بالعام المالي السابق، مشيرة إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للقطاع من أجل تعظيم جهود الأمن الغذائي وزيادة تصدير الحاصلات الزراعية ودوره الحيوي في تشغيل العمالة، حيث يعد من أكثر القطاعات تشغيلًا.
وشهد اللقاء مباحثات حول تنفيذ البرنامج القطري لمنظمة الأغذية والزراعة في مصر، والجهود المشتركة مع الحكومة لتعزيز جهود الأمن الغذائي بما يتماشى مع الأولويات الوطنية، سواء من خلال زيادة الاستثمار في رأس المال البشري وتدعيم جهود الحماية الاجتماعية، وكذلك دعم القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية وتعزيز كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، ودفع التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدام.
واستعرض الجانبان جهود التعاون المشترك في إطار تنفيذ المنصة الوطنية لبرنامج «نُوفّي»، محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة، الذي يتضمن عدد من المشروعات الأولوية لدعم الاستدامة بمجالات المياه والغذاء، ويُسهم في تعزيز جهود الأمن الغذائي في مصر.
كما تطرق الاجتماع إلى التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، وأهمية الاستفادة من خبرات المؤسسة وتجاربها في دعم عملية تبادل المعرفة والخبرات وتعزيز فرص التعاون بين دول الجنوب.
في سياق آخر، عرضت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، جهود تعزيز ريادة الأعمال وبيئة أعمال الشركات الناشئة من خلال المجموعة الوزارية لريادة الأعمال، مؤكدةً في هذا الصدد إلى مجالات التعاون التي يمكن تدشينها مع المنظمة من أجل تشجيع ريادة الأعمال وأفكار الشركات الناشئة بما يدعم سياسات الأمن الغذائي ويشجع الحلول المبتكرة.
من جانبه، أشاد الدكتور عبد الحكيم الواعر، برؤية مصر التنموية وتكاملها مع أهداف الفاو الإقليمية، مؤكدًا أن مصر تعد شريكًا محوريًا في جهود التحول الزراعي والغذائي في المنطقة، ومعربًا عن التطلع لتعزيز التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي الزراعي، ومكافحة الفاقد من الغذاء، وتمكين المزارعين الصغار.
أكدت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» أن السوق المالية السعودية (تداول) تلعب دوراً محورياً في تنفيذ أهداف «رؤية 2030»، مشيرة إلى أن السوق باتت منصة رئيسية لإتاحة مصادر تمويل بديلة، تُسهم في تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على التمويل الحكومي المباشر.
ووفق تقرير صادر عن الوكالة يوم الأربعاء، فإن تنمية سوق الأسهم ستفتح آفاقاً جديدة أمام الشركات والمؤسسات المالية لتعزيز استثماراتها، مع الحفاظ على مستويات مديونية معتدلة.
ولفتت إلى أن القيمة السوقية لـ«تداول» ارتفعت بنسبة 463 في المائة خلال العقد الماضي، لتصل إلى نحو 2.7 تريليون دولار بنهاية 2024، مقارنة بـ483 مليار دولار في نهاية 2014.
وعدّ التقرير أن الطرح العام الأولي لشركة «أرامكو» في عام 2019 الذي جمع 29.4 مليار دولار، شكّل نقطة تحول بارزة رسخت مكانة السوق السعودية على الساحة العالمية. كما استمرت السوق في تعزيز حضورها من خلال استضافة 91 طرحاً عاماً أولياً بين عامَي 2014 و2024، بقيمة إجمالية بلغت نحو 65 مليار دولار، بالإضافة إلى الطروحات الثانوية مثل طرح «أرامكو» الثاني في يوليو (تموز) 2024، بقيمة 11.2 مليار دولار، وفق التقرير.
وبفضل هذا النشاط، ارتفع عدد الشركات المُدرجة في السوق إلى 247 شركة بنهاية عام 2024، مقابل 169 شركة في 2014. كما تُعد «تداول» حالياً أكبر سوق للأسهم الناشئة خارج قارة آسيا، وواحدة من بين أكبر البورصات من حيث القيمة السوقية على مستوى الأسواق الناشئة.
تمويل مشروعات «رؤية 2030»
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه السعودية تسارعاً في تنفيذ مشروعات «رؤية 2030»، التي تُقدّر تكلفتها الإجمالية بأكثر من تريليون دولار. وتوقّعت «ستاندرد آند بورز» أن تجمع الحكومة و«صندوق الاستثمارات العامة» ديوناً سنوية تقارب 60 مليار دولار (4.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي) في الفترة بين 2025 و2028، لتغطية متطلبات التمويل للمشروعات الضخمة. وأشار التقرير إلى أن برنامج «شريك» الذي يهدف إلى تحفيز استثمارات القطاع الخاص، يستهدف ضخ نحو 5 تريليونات ريال (1.3 تريليون دولار) في الاقتصاد المحلي من خلال شراكات مع شركات كبرى، لا سيما الكيانات المرتبطة بالحكومة.
أكبر الأسواق الناشئة
تُعدّ «تداول» حالياً واحدة من أكبر البورصات على مستوى الأسواق الناشئة من حيث القيمة السوقية، كما أنها تُعد أكبر سوق للأسهم الناشئة خارج قارة آسيا. ومع ذلك، وعلى الرغم من النمو القوي الذي شهدته خلال العقد الماضي فإن الوكالة ترى أن السوق لا تزال في مرحلة مبكرة نسبياً من التطور مقارنةً ببعض الأسواق العالمية الكبرى. فحتى نهاية عام 2024، شكّلت قيمة شركة «أرامكو»، البالغة 1.8 تريليون دولار، نحو 67 في المائة من القيمة السوقية لـ«تداول»، في حين أن أكبر سبع شركات مدرجة تمثّل أكثر من 80 في المائة من إجمالي القيمة السوقية، ومعظمها كيانات مرتبطة بالحكومة، باستثناء بنك الراجحي.
وعلى الرغم من إدراج الكثير من شركات القطاع الخاص، فإن الكيانات الحكومية لا تزال تهيمن على الطروحات الجديدة؛ إذ أسهمت بنحو 44 مليار دولار من أصل 65 مليار دولار من إجمالي قيمة الطروحات العامة خلال العقد الماضي.
وشملت هذه الإدراجات شركات؛ مثل: «أديس القابضة» و«أكوا باور» بطرحَيْن بقيمة 1.2 مليار دولار لكل منهما، إلى جانب إدراج «تداول» نفسها بقيمة مليار دولار.
تحديات قائمة وفرص للنمو
كما أوضح التقرير أن السيولة في السوق السعودية تبقى دون مستويات بعض الأسواق الآسيوية الكبرى مثل الصين والهند، مرجعاً ذلك إلى هيمنة المستثمرين الحكوميين، مثل: «صندوق الاستثمارات العامة» و«المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية»، الذين يتبعون استراتيجيات استثمار طويلة الأجل، ويشاركون بنسبة أقل في التداول النشط.
أما من حيث ملكية الأسهم الحرة فحتى 17 أبريل (نيسان) 2025 بلغت حيازات الكيانات الحكومية نحو 64 في المائة من القيمة السوقية و13.8 في المائة من الأسهم المتاحة للتداول، في حين تشكّل حيازات صناديق الاستثمار السعودية ومديري المحافظ المؤسسية 3.8 في المائة فقط من السوق، أو 7.3 في المائة من الأسهم الحرة.
أما المشاركة الأجنبية فلا تزال محدودة رغم التحسّن التدريجي منذ فتح السوق أمام الأجانب في عام 2015. فبنهاية عام 2024، بلغ نصيب المستثمرين غير السعوديين نحو 11 في المائة من الأسهم الحرة، أو 4.2 في المائة من إجمالي قيمة السوق.
ارتفعت الديون العالمية بنحو 7.5 تريليون دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، لتصل إلى مستوى مرتفع غير مسبوق تجاوز 324 تريليون دولار.
وقال معهد التمويل الدولي في تقرير حديث إن الصين وفرنسا وألمانيا كانت أكبر المساهمين في زيادة الدين العالمي، بينما انخفضت مستويات الدين في كندا، والإمارات، وتركيا.
وقال المعهد في تقرير مرصد الدين العالمي: «ساهم الانخفاض الحاد لقيمة الدولار الأميركي أمام عملات الشركاء التجاريين الرئيسين في زيادة قيمة الدين بالدولار، لكن الارتفاع في الربع الأول كان أكثر من أربعة أمثال متوسط الزيادة الفصلية البالغة 1.7 تريليون دولار التي رصدت منذ نهاية 2022».
وظل تحرك نسبة الدين العالمي إلى الناتج بطيئاً نحو الانخفاض، إذ سجل ما يزيد قليلاً عن 325 في المائة. لكن بالنسبة للأسواق الناشئة فسجلت مستوى مرتفعاً غير مسبوق عند 245 في المائة.
وارتفع إجمالي الديون في الأسواق الناشئة بأكثر من 3.5 تريليون دولار في الربع الأول من العام إلى مستوى غير مسبوق تجاوز 106 تريليونات دولار. وقال المعهد إن الصين استحوذت وحدها على أكثر من تريليوني دولار من هذا الارتفاع. وبلغت نسبة الدين الحكومي الصيني إلى الناتج المحلي الإجمالي 93 في المائة، ومن المتوقع أن تبلغ 100 في المائة قبل نهاية العام.
وسجلت القيم الاسمية لديون الأسواق الناشئة بخلاف الصين أيضاً رقماً غير مسبوق، إذ شهدت البرازيل والهند وبولندا أكبر زيادات في قيمة ديونها بالدولار. غير أن بيانات المعهد أظهرت أن نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في الأسواق الناشئة بخلاف الصين انخفضت إلى أقل من 180 في المائة، أي أقل بنحو 15 نقطة مئوية من أعلى مستوياتها على الإطلاق.
كما تواجه الأسواق الناشئة رقماً قياسياً يبلغ سبعة تريليونات دولار لعمليات استرداد السندات والقروض في الفترة المتبقية من 2025، وبلغ الرقم للاقتصادات المتقدمة نحو 19 تريليون دولار.
تراجع الدولار والدين الأميركي
خفف تراجع الدولار من أثر الصدمة بالنسبة للاقتصادات النامية، إذ حد من التأثير الذي تعرضت له الأسواق الناشئة من ارتفاع في التقلبات الناجمة عن الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقال المعهد: «إذا طالت فترة ضبابية السياسات، فقد تكون هناك حاجة إلى أن تصبح السياسة المالية أكثر تكيفاً، خاصة في البلدان التي تربطها روابط تجارية قوية بالولايات المتحدة».
وهناك قلق أيضاً من مستويات الدين الأميركي، ومدى التأثير على عوائد السندات الأميركية من احتياجات التمويل الكبيرة لأكبر اقتصاد في العالم، والتي تعود لأسباب منها مسعى خفض الضرائب.
وقال المعهد: «الارتفاع الكبير في المعروض من سندات الخزانة الأميركية قد يتسبب في ضغط يرفع العوائد، ويزيد بشدة النفقات التي تتكبدها الحكومة بسبب الفائدة… في ضوء مثل هذا التصور سترتفع مخاطر التضخم أيضاً».
وترى إدارة ترمب في الرسوم الجمركية وسيلة لسد الفجوة في الميزانية الناتجة عن الخفض الضريبي المتوقع، لكن الضبابية التي تحيط بالسياسة التجارية واضطراب تطبيقها أبطأ إنفاق الشركات، وأثر على النمو الأميركي.
وجاء في تقرير المعهد: «يحتمل أيضاً أن تؤدي الرسوم الجمركية (التي تبلغ 10 في المائة عالمياً) في نهاية المطاف إلى خفض العوائد الحكومية إذا أدت إلى رد من الدول الأخرى».
أكدت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني تصنيفها للأردن عند «بي بي –» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».
وقالت «فيتش» إن تصنيف الأردن يدعم سجلاً من الاستقرار الاقتصادي الكلي، والتقدم في الإصلاحات المالية والاقتصادية، والتمويل المرن المرتبط بالقطاع المصرفي السائل، وصندوق التقاعد العام، والدعم الدولي. إلا أنه مقيد بارتفاع الدين الحكومي، والنمو المعتدل، والمخاطر الناجمة عن السياسات المحلية والإقليمية، وعجز الحساب الجاري وصافي الدين الخارجي الذي يتجاوز نظيراته من الدول ذات التصنيف الائتماني.
وأوضحت «فيتش» أنه مع استمرار تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران واستمرار الحرب في غزة، تظل المخاطر الجيوسياسية مرتفعة. ولا يزال هناك غموض بشأن مسار الصراع ومدته. ولفتت إلى أن الأردن يحافظ على دعم قوي متعدد الأطراف وثنائي، بما في ذلك المساعدات العسكرية والاقتصادية من الولايات المتحدة، متوقعة استمرار هذا الدعم، على الرغم من مراجعة الولايات المتحدة لالتزاماتها الخارجية، نظراً للدور المستقر الذي يلعبه الأردن في المنطقة.
وأشارت «فيتش» إلى أن الأردن حافظ على استقراره الاقتصادي والسياسي على الرغم من الصدمات الكبيرة، إلا أن هذه الصدمات أدت إلى انخفاض النمو وتراكم كبير للدين الحكومي.
الالتزام بالإصلاح
وقالت «فيتش» إن الأردن يُحافظ على التزامه بدفع أجندة الإصلاحات ذات الركائز الثلاث (الاقتصادية والإدارية العامة والسياسية) على الرغم من التحديات الخارجية، من خلال زيادة تعرفة خدمات المياه تدريجياً منذ عام 2023 عقب إلغاء الدعم المؤقت للوقود في عام 2022. وتتوقع أن تظل وتيرة تقدم الإصلاح متأثرة بالحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، ومقاومة المصالح المكتسبة، وقيود القدرات المؤسسية.
الرسوم الجمركية تُفاقم حالة عدم اليقين
وذكرت «فيتش» أن الصادرات إلى الولايات المتحدة شكّلت 26 في المائة من إجمالي صادرات الأردن في عام 2024، بما في ذلك 27 في المائة من المعادن والأحجار الكريمة المعفاة من الرسوم الجمركية. وشكلت الملابس 56 في المائة، وتواجه تعريفة جمركية محتملة بنسبة 20 في المائة. ومع ذلك، سيتأثر المنافسون الرئيسيون للبلاد في هذا القطاع أيضاً بالرسوم الجمركية، «لذا فإن افتراضنا الأساسي هو أن صادرات الأردن من المنسوجات إلى الولايات المتحدة لن تعاني من انتكاسة كبيرة. ومع ذلك، نتوقع أن يؤدي فرض الرسوم الجمركية الأميركية وما ينتج عنه من حالة عدم يقين إلى تباطؤ الطلب العالمي، ما سيؤثر على الطلب على الصادرات الأردنية»، وفق «فيتش».
نمو مرن ولكنه معتدل
بحسب الوكالة، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.5 في المائة في عام 2024 على الرغم من ضعف السياحة (انخفاض عائدات السفر بنسبة 2.3 في المائة) والطلب المحلي بسبب الحرب في غزة. وهي تتوقع نمواً بنسبة 2.7 في المائة في عام 2025 و2.8 في المائة في عام 2026، وهو ما يظل أقل من متوسط النمو المتوقع البالغ 3.8 في المائة في عام 2025. وقالت: «يعكس هذا افتراضاتنا للتحديات الناجمة عن ضعف النمو العالمي، التي يوازنها جزئياً انتعاش السياحة من أوروبا بعد انحسار الصراعات الإقليمية. سيظل العراق سوقاً تصديرية ديناميكياً للأردن، ويمكن للتجارة الناشئة مع سوريا أن تضيف المزيد من الزخم».
وأضافت: «يمكن للعديد من المشاريع واسعة النطاق أن تعزز النمو، بما في ذلك مشروع ناقل المياه، ومنجم البروم، والميناء الأخضر، ومحطة الغاز العائمة، وخط السكك الحديدية. وقد أكدت الولايات المتحدة التزامها بالمشاركة في مشروع ناقل المياه الذي تبلغ تكلفته 6 مليارات دولار، بينما تقود العديد من الجهات الحكومية في دول مجلس التعاون الخليجي مشاريع أخرى».
وتُقدّر «فيتش» استقرار عجز الموازنة العامة عند 2.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، مع ارتفاع مدفوعات الفوائد وانخفاض الإنفاق الرأسمالي. وقد عُوِّضَ تباطؤ نمو الإيرادات عن المتوقع خلال العام بضريبة مُعدّلة على المركبات الكهربائية والسجائر الإلكترونية، التي سيمتد تأثيرها إلى عام 2025. وتتوقع أن يرتفع العجز إلى 2.6 في المائة في عامي 2025 و2026؛ حيث سيُوازَن ضبط الإنفاق بارتفاع مدفوعات الفوائد، التي ستتضاعف بين عامي 2021 و2026 على الرغم من ارتفاع حصة التمويل المُيسّر.
ارتفاع الدين الحكومي
تقدر وكالة «فيتش» أن الدين الحكومي العام (بما في ذلك ديون الحكومة المركزية لصندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي، بما في ذلك ديون سلطة المياه الأردنية وديون شركة الكهرباء الوطنية المضمونة) ارتفع إلى 94.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية عام 2024، من 92.8 في المائة في عام 2023. وتتوقع أن ينخفض الدين إلى 92.7 في المائة بحلول عام 2026، متجاوزاً نسبة 52.3 في المائة المتوقعة لمتوسط «بي بي»، مع موازنة الفوائض الأولية بأسعار الفائدة الحقيقية الإيجابية والدعم المالي المستمر لقطاعي المياه والكهرباء.
قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن «لا حاجة للاستعجال في تعديل الفائدة»، موضحاً أن الاقتصاد الأميركي لا يزال قوياً، وأن سوق العمل بلغ أو اقترب من الحد الأقصى للتوظيف، لافتاً إلى أن تراجع الناتج المحلي في الربع الأول سببه تقلبات غير معتادة في التجارة، في إشارة إلى تداعيات الرسوم الجمركية.
وجاءت تصريحات باول في مؤتمر صحافي عقده عقب اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة التي قررت الإبقاء على أسعار الفائدة، كما هي عليه للمرة الثالثة على التالي عند نطاق 4.25 في المائة – 4.50 في المائة تماشياً مع التوقعات.
وأضاف باول: «لا نرى حاجة للاستعجال في تعديل الفائدة… وسياستنا النقدية تعد مقيدة بشكل معتدل»، مشيراً إلى أن «مخاطر ارتفاع البطالة والتضخم تزايدت مؤخراً»، وأن «الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى تضخم أعلى»، لافتاً إلى أن «أثر الرسوم على التضخم على المدى الطويل لا يزال غير واضح»، وأضاف: «إن تجنب التضخم المستمر سوف يعتمد على حجم وتوقيت التعريفات الجمركية وتوقعات التضخم».
وأوضح أن نمو الأجور يواصل التباطؤ التدريجي، وأن ثقة المستهلكين والشركات تراجعت حسب الاستطلاعات الأخيرة، مشيراً إلى أنه «من دون استقرار الأسعار، لا يمكننا تحقيق ظروف عمل قوية».
ولفت إلى أن الاحتياطي الفيدرالي في موقع يسمح له بالانتظار حتى تتضح الرؤية قبل تغيير السياسات.
Canada’s election result is significant for many reasons — and not just the impact it’ll have on crypto regulation in the country.
In the dying embers of Justin Trudeau’s government, just before Donald Trump swept to power across the border, the Conservatives under Pierre Poilievre looked almost certain to win.
Data from CBC showed his party had a 22-point lead in the polls at one point — putting the country on course to elect a pro-Bitcoin prime minister.
Poilievre had been a vocal supporter of cryptocurrency for years, and famously bought a chicken shawarma from a Middle Eastern restaurant that accepted BTC… long before Donald Trump was courting the votes of Bitcoiners.
He also stood by truckers involved in the Freedom Convoy movement, and was highly critical when bank accounts belonging to protesters were frozen.
But in a stunning turn of events, Poilievre’s party didn’t just lose the election… he lost his seat as a Member of Parliament.
Anecdotal evidence from voters suggest they were turned off by his backing for the Freedom Convoy, which primarily began as a protest against vaccine mandates for truckers working across the U.S. and Canada. Others bristled at his combative rhetoric, which at times was not too dissimilar to Trump’s.
Bitcoin wasn’t front and center on the campaign trail. Instead, the biggest issue concerning Canadians was how best to stand up to Trump’s trade war — not to mention his calls for the country to become America’s 51st state.
Earlier this year, Trudeau gave way as Liberal leader and was succeeded by Mark Carney. The fact that he’s now become prime minister is made all the more remarkable considering he had next to no political experience before. Instead, he’s best known as the former governor of the Bank of England.
As you’d expect, Carney’s views on Bitcoin in the past have been a lot less complimentary. He’s repeatedly dismissed the notion that BTC can serve as a form of money — and even if this is the case, the digital asset is heavily reliant on the value of traditional fiat currencies. Back in 2018, he said:
“It is not a store of value because it is all over the map. Nobody uses it as a medium of exchange.”
Yet it’s fair to say he isn’t as staunch an opponent to cryptocurrencies as some other politicians on the world stage. Carney has repeatedly stressed that he has no interest in stifling innovation, and would like the crypto space to be regulated.
“It is a privilege to be part of the financial system, to be connected to the financial system. And responsibilities come with those privileges.”
That’s a sentiment that few major crypto businesses will disagree with — and in fact, it’s one that many would welcome.
In the run-up to the Canadian election, Stand With Crypto graded Carney with a “B” — indicating that he somewhat supports the digital assets space. But this was reliant on statements that haven’t been made fairly recently, including a speech in 2023 where he lobbied in favor of CBDCs. Similar assertions were also made in his book, with Carney writing:
“The most likely future of money is a central bank stablecoin, known as a central bank digital currency or CBDC.”
Yet his ascension to power comes seven months after the Bank of Canada confirmed that it is “scaling down” its work on developing a retail CBDC — arguing there is “no compelling case” to launch one at the moment.
Countries don’t need a pro-BTC prime minister for crypto to thrive. But with Donald Trump firing the starting gun on countries establishing strategic Bitcoin reserves, having a leader who’s open-minded toward digital assets can be advantageous.
There would have been a decent chance of Poilievre pursuing this policy, but you can bet your bottom dollar that Mark Carney won’t.
With the new prime minister vowing to stand up to the U.S. president, Canada’s choice still has the potential to affect Bitcoin’s price immensely in the weeks and months ahead — especially if the threat of tariffs and an all-out trade war intensifies.