تستعد وكالة ستاندارد آند بورز (إس آند بي جلوبال) للتصنيفات الائتمانية، ومركز دبي المالي العالمي لاستضافة الدورة الرابعة عشرة من المؤتمر السنوي للتمويل الإسلامي، غداً، في مركز دبي المالي العالمي.
وتسلط الدورة الرابعة عشرة الضوء على التوقعات العالمية لقطاع التمويل الإسلامي في عام 2024، وآفاق نموه المتوقعة التي تشير إلى تحقيق نمو مرتفع من خانة واحدة خلال فترة 2024 – 2025، وذلك بعد تحقيق نمو بنسبة 8% في عام 2023.
وقال هادي ملكي، الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في وكالة «إس آند بي جلوبال للتصنيفات الائتمانية»: «يوفر المؤتمر السنوي للتمويل الإسلامي منصة بارزة لخبراء القطاع، حيث يجتمعون لمناقشة أحدث التطورات في قطاع التمويل الإسلامي الذي يقدر بـ 3 تريليونات دولار، واستكشاف الفرص الواعدة التي يتيحها هذا القطاع. ويسرنا استضافة هذه الفعالية مجدداً، حيث تضفي قيمة كبيرة على قطاع التمويل الإسلامي. ونتقدم بخالص الشكر لمركز دبي المالي العالمي على شراكته المستمرة مع هذا المؤتمر، ودوره الريادي في تطوير قطاع التمويل الإسلامي في دولة الإمارات».
ومن جانبها، قالت علياء الزرعوني، الرئيس التنفيذي للعمليات في سلطة مركز دبي المالي العالمي: «يسر المركز مواصلة دوره الريادي في مسيرة تطوير قطاع التمويل الإسلامي. ويبرز التمويل الإسلامي كمحرك أساسي للابتكار والشمول المالي في ظل سعي دولة الإمارات المتواصل لتنويع اقتصادها. وبالتوازي مع النظرة الإيجابية للسوق، من المتوقع أن يشهد مركز دبي المالي العالمي نمواً ملحوظاً في نشاط مؤسسات التمويل الإسلامي والبورصات المدرجة للصكوك».
وتتضمن الفعالية إلقاء كبار المسؤولين من وكالة «إس آند بي جلوبال للتصنيفات الائتمانية» ومركز دبي المالي العالمي كلمات ترحيبية. وتتناول الجلسة الحوارية الأولى آفاق قطاع التمويل الإسلامي، وتتعمق في المحركات الأساسية لنموه والفرص الواعدة التي يزخر بها. كما تستكشف الجلسة التحديات المحتملة الناجمة عن تطبيق المعيار 62، وتأثيره المتوقع على هياكل الصكوك، والجدارة الائتمانية، ورغبة المستثمرين. كما يشارك في هذه الجلسة نخبة من الخبراء المتخصصين في قطاع التمويل الإسلامي.
وتشهد الجلسة الختامية تبادلاً للأفكار حول توقعات وكالة ستاندرد آند بورز بشأن تصنيفات الائتمان في مختلف القطاعات بدول الخليج العربي. وتناقش اللجنة المختصة التوقعات الشاملة لهذه القطاعات، وتستعرض مع خبراء الوكالة الآثار المتوقعة لارتفاع المخاطر الجيوسياسية على المؤسسات السيادية والشركات والمؤسسات المالية، والعوامل الرئيسية التي تؤثر على تصنيفاتها الائتمانية. كما يتسنى للحضور فرصة طرح أسئلتهم قبل الجلسة وخلالها.
أظهرت بيانات رسمية أن الجزائر حققت فائضا في ميزانها التجاري وصل إلى 39ر3 مليارات دولار في النصف الأول من العام الجاري.
وجاء في تقرير للديوان الجزائري للإحصائيات، نشرته صحيفة ” الخبر” الخاصة اليوم الأحد، أن صادرات البلاد خلال نفس الفترة المرجعية تراجعت بنسبة 2ر5% لتصل إلى 847ر25 مليار دولار. فيما زادت الواردات 6ر6 % لتصل إلى 45ر22 مليار دولار.
وقدرت نسبة تغطية الواردات بالصادرات في حدود 1ر115% مع تسجيل أطراف تبادل بـ 5ر97%.
تم إعلان فوز البنك الأهلي المتحد التابع لمجموعة بيت التمويل الكويتي على لقب أفضل بنك في البحرين لعام 2024 من مجلة غلوبال فاينانس. وتسلط هذه الجائزة، التي تم تسليمها خلال اجتماعات صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي في واشنطن العاصمة، الضوء على الدور الرائد الذي يلعبه البنك الأهلي المتحد في مجال التمويل في البحرين والتزامه بالنمو المستدام والتقدم التكنولوجي والتميز في خدمة العملاء.
وتؤكد هذه الجائزة المساهمة الكبيرة التي يقدمها البنك الأهلي المتحد في القطاع المصرفي في المملكة، حيث يواصل دفع عجلة الابتكار في الخدمات المتوافقة مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية، إضافة إلى تعزيز مكانته في السوق كمؤسسة مالية رائدة وموثوقة.
يشار هنا إلى أن هذا التكريم تم خلال حفل جوائز غلوبال فاينانس السنوية السابعة عشرة، والتي تكرم المؤسسات المالية المتميزة في القطاع المصرفي في جميع أنحاء العالم.
وأكد أحمد سعود الخرجي، الرئيس التنفيذي لمجموعة البنك الأهلي المتحد، أهمية هذا التكريم للبنك الأهلي المتحد البحرين ومجموعة بيت التمويل الكويتي ككل. وصرح بالقول: «تؤكد هذه الجائزة التزامنا العميق بتقديم حلول مالية متميزة ومتوافقة مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية. يتميز البنك الأهلي المتحد بتركيزه على التحول الرقمي وجودة الخدمات المصرفية على مستوى المنطقة».
وأشار الخرجي إلى أن هذه الجائزة تعكس نقاط القوة التي تتمتع بها مجموعة بيت التمويل الكويتي، والتزامها بالنمو المستدام والابتكار والتميز في خدمة العملاء. وأضاف: «مع استمرارنا في تعزيز تواجد مجموعة بيت التمويل الكويتي حول العالم، فإننا نواصل التزامنا أيضاً بتعزيز النمو الاقتصادي من خلال قنوات حديثة وفعالة تخدم الأسواق المحلية والدولية».
جدير بالذكر أن مجموعة بيت التمويل الكويتي حصلت على أربع جوائز خلال هذا الحدث، وهي جائزة أفضل مؤسسة مالية إسلامية في العالم، جائزة أفضل بنك إسلامي للشركات في العالم، وجائزة أفضل مزود للتمويل الإسلامي للمشاريع في العالم، وجائزة أفضل بنك إسلامي في تركيا التي منحت لبنك المساهمة الكويتي التركي وهو بنك تابع لمجموعة بيت التمويل الكويتي بتركيا.
وتؤكد هذه الجوائز الاهتمام الاستراتيجي لمجموعة بيت التمويل الكويتي بتقديم قيمة مستدامة لعملائها من خلال التواجد في 12 دولة، تشمل البحرين والكويت وتركيا ومصر والمملكة المتحدة وألمانيا. وعبر منحها هذه الجوائز، فإن مجلة غلوبال فاينانس تعبر عن إشادتها بالدور الرائد الذي يلعبه بيت التمويل الكويتي في تطوير قطاع التمويل الإسلامي على المستوى الدولي.
من المتوقع أن يتم الإعلان عن صفقات بقيمة 28 مليار دولار خلال أعمال قمة مبادرة مستقبل الاستثمار التي تنطلق في الرياض، الثلاثاء.
وقال ريتشارد أتياس، الرئيس التنفيذي لـ”مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، لوكالة بلومبرغ، “من المرجح أن يتم الإعلان عن صفقات بقيمة تزيد عن 28 مليار دولار من قبل المسؤولين التنفيذيين من جميع أنحاء العالم الذين يحضرون المؤتمر”.
تشهد العاصمة السعودية، الرياض اليوم الثلاثاء النسخة الثامنة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات تحت شعار “أفق لا متناه.. الاستثمار اليوم لصياغة الغد”.
ومن المتوقع مشاركة 5 آلاف ضيف و500 متحدث يتناقشون في 200 جلسة، بموضوعات أبرزها دور إفريقيا في الاقتصاد العالمي، وتعزيز دور المرأة في المناصب القيادية، والاستقرار الاقتصادي والتنمية العادلة ومكافحة التغير المناخي، إلى جانب الذكاء الاصطناعي والابتكار والصحة والقضايا الجيوسياسية.
وستعزز المؤسسة من خلال المؤتمر المناقشات حول كيف يمكن للاستثمار أن يعمل كمحفز لمستقبل مزدهر ومستدام، وتوسيع آفاق ما يمكن تحقيقه للبشرية.
انتقد الرئيس التنفيذي لبنك “جي بي مورغان تشيس”، جيمي ديمون، يوم الاثنين، عدة مبادرات تنظيمية مالية أميركية كبرى، وتعهد بمعارضة تلك التي يرى أنها لن تجعل البنوك أكثر أماناً.
كلمات ديمون، البالغ من العمر 68 عاماً والذي يدير أكبر بنك في العالم من حيث القيمة السوقية، كانت إشارة إلى ما وصفه بالقواعد غير المدروسة المتعلقة بمتطلبات رأس المال، والمدفوعات بالبطاقات، والخدمات المصرفية المفتوحة.
وقال في مؤتمر: “حان الوقت للرد”، مضيفاً أن العديد من البنوك تخشى مواجهة منظماتها لأنها تتوقع عقوبات إضافية، بحسب ما نقلته “رويترز” وأطلعت عليه “العربية Business”.
وكشف ديمون أن أعضاء بالفيدرالي الأميركي أخبروه أن ما يقوله ويكتبه سيجعلهم يستهدفونه”، وقد رفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي التعليق.
وذكر أن جي بي مورغان رفض قضايا على المنظمين مراراً وتكراراً لأن الأمور أصبحت غير عادلة وتؤثر سلباً على الشركات، وكثير من هذه القواعد تضر الأفراد ذوي الأجور المنخفضة.
وقد استعرض المسؤول التنظيمي في الاحتياطي الفيدرالي، مايكل بار، الشهر الماضي خطة لزيادة رأس المال للبنوك الكبرى بنسبة 9%، مما يمثل تنازلاً بعد اقتراح سابق بزيادة 19%، وهو ما كان انتصاراً لصالح البنوك التي ضغطت لتخفيف المشروع الأولي.
أظهر مسح لـ CNBC عربيّة، ارتفاع مجموع صافي أرباح البنوك القطرية المُدرجة بنهاية الـ 9 أشهر الأولى من عام 2024 بنسبة 6.5% على أساس سنوي، وصولاً إلى نحو 23.2 مليار ريال قطري .
و وفقا للمسح، فقد سجّلت جميع البنوك نمواً في صافي الأرباح بدعم من زيادة ايرادات الفوائد و التمويل و تراجع المخصصات.
و تصدّر بنك لِشا قائمة البنوك الأعلى ربحية بنهاية سبتمبر الماضي بارتفاع نسبته 45%، بينما تذيل البنك التجاري القائمة بنسبة نمو 3% وصولا إلى 2.34 مليار ريال.
هذا و استحوذ بنك قطر الوطني QNB على ما نسبته 55% من اجمالي أرباح شركات القطاع و بأكثر من 12.7 مليار ريال و بأعلى من متوسط التوقعات.
و قفزت موجودات البنوك المدرجة لأكثر من 2.1 تريليون ريال بدعم من نمو محفظة الائتمان مدفوعا بارتفاع أسعار الفائدة.
منحت قمة «أفريقيا الجديدة» ضمن المؤتمر السنوي لـ«مبادرة مستقبل الاستثمار»، بنسخته الثامنة في الرياض، المجال أمام عدد من صنّاع القرار والوزراء والمسؤولين من جميع أنحاء العالم؛ لاستكشاف الفرص الاقتصادية الهائلة في القارة السمراء، والدفع بالمستثمرين ورؤوس الأموال إلى بناء تحالفات وشراكات تتجاوز الحدود وتدعم نمو البلدان في أفريقيا.
قمة «أفريقيا الجديدة» التي كانت بمثابة مقدمة للقمة التي تنطلق رسمياً أعمالها يوم الثلاثاء، شكّلت منبراً لاستكشاف الفرص الفريدة في مختلف أنحاء القارة الأفريقية التي تُعد مصدراً غنياً لاحتياطيات العالم من المعادن، والغاز، والنفط، والأراضي الصالحة للزراعة، وتحتفظ بنسبة كبيرة من الموارد الطبيعية في العالم، سواءً من مصادر الطاقة المتجددة أو غير المتجددة.
وأفريقيا هي موطن لجميع المعادن الثمينة تقريباً، وتضم نحو 30 في المائة من احتياطيات المعادن في العالم. وتنتج جنوب أفريقيا ونيجيريا والجزائر وأنغولا وليبيا أكثر من ثلثي ثروة أفريقيا المعدنية، وذلك بسبب احتياطياتها النفطية الكبيرة، باستثناء جنوب أفريقيا التي لديها وفرة من الذهب والمواد الثمينة الأخرى.
وتدرك حكومة المملكة أهمية القارة السمراء، حيث عقدت قمة سعودية – أفريقية، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023؛ لتؤسس تعاوناً استراتيجياً بين الجانبين في مختلف المجالات، بما يعزّز المصالح المشتركة ويحقق التنمية والاستقرار.
وكانت المملكة خصّصت أكثر من مليار دولار للقارة السمراء ضمن «مبادرة خادم الحرمين الشريفين الإنمائية»، فضلاً عن تخطيط «الصندوق السعودي للتنمية» لضخ 5 مليارات دولار لتنفيذ مشروعات تنموية في البلدان الأفريقية على مدى السنوات العشر المقبلة. في حين ضخت شركة «أكوا باور» أكثر من 7 مليارات دولار لإنشاء محطات طاقة متجددة في عدة دول أفريقية. وقالت في بيان يوم الأحد، إنها تتوقع أن تبلغ محطة «ريدستون» للطاقة الشمسية المركزة في جنوب أفريقيا سعتها الإنتاجية القصوى البالغة 100 ميغاواط خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرة إلى أن محطة «كوم أمبو» للطاقة الشمسية في مصر بلغت طاقتها الكاملة البالغة 200 ميغاواط.
الجدعان
ومع انطلاق قمة «أفريقيا الجديدة» توقع وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، أن تبلغ استثمارات القطاع الخاص السعودي في قارة أفريقيا 25 مليار دولار، خلال السنوات العشر المقبلة.
وقال إنه يتم العمل حالياً على تنفيذ ما قيمته 5 مليارات دولار من هذه الاستثمارات، مؤكداً دور أفريقيا الأساسي في مواجهة التحديات العالمية، وأن شراكة المملكة معها تنمو بشكل متسارع.
وأشار الجدعان إلى بعض المبادرات الرئيسية التي بدأت المملكة تنفيذها، مثل تخصيص أكثر من مليار دولار لـ«مبادرة خادم الحرمين الشريفين الإنمائية» في أفريقيا، وتخصيص 5 مليارات دولار من «الصندوق السعودي للتنمية» لتنفيذ مشروعات تنموية خلال السنوات العشر المقبلة، وقد بدأ تنفيذ ذلك، وتخصيص 10 مليارات دولار من بنك التصدير والاستيراد السعودي لتقديم منتجات تمويلية على مدى السنوات العشر المقبلة.
الفالح
وفي جلسة حوارية، أوضح وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، أن المملكة ستعمل مع أفريقيا لخلق فرص جيدة مع المستثمرين، مبيناً أن بلاده لديها استثمارات ومساعدات تنموية بالمليارات في القارة الأفريقية، وقد تمت زيادتها إلى 45 مليار دولار تقريباً لتصل إلى غالبية الدول فيها.
ونوه الفالح بضرورة العمل المشترك لتطوير الاقتصاد والاستثمار من الشركات المختلفة في المملكة، لأنها فعّالة وطموحة وتعمل بشكل جيد وستنتج المطلوب.
ولفت إلى أن ثلث الموارد المعدنية في العالم يوجد في أفريقيا، وغالبية هذه الموارد لم تُستثمر أو تُستخرج بعد، والاقتصاد العالمي يبدأ عهداً تكون فيه المعادن هي الوقود الجديد للمرحلة المقبلة من التطور الاقتصادي، مضيفاً: «إننا بحاجة إلى الجمع بين المساعدات الإنمائية والاستثمارات. نحن لا نريد مساعدة أفريقيا، بل نريد العمل معها لخلق فرص للمستثمرين».
وأكد الفالح أن القارة الأفريقية لا بد أن تساعد نفسها، وتحتاج إلى الشفافية في السياسات، والمملكة ستقدّم تقنية جديدة تساعد على التحول في أفريقيا، مشيراً إلى أن القارة تُعد مصدراً رئيسياً لتصدير الطعام والغذاء إلى جميع أنحاء العالم إذا تمت الاستفادة من الإمكانات لديها.
وتابع وزير الاستثمار: «يمكن لأفريقيا أن تكون سلة الخبز والغذاء لبقية العالم، وكذلك لنا في دول مجلس التعاون الخليجي، بما لدى القارة من إمكانات كبيرة في هذا المجال».
وأبان الفالح أن المملكة تُعد متمكنة ورائدة في مجال التقنية، وعلى سبيل المثال في المجال الطبي حيث «لدينا مستشفيات افتراضية للعلاج عن بُعد، وهناك الكثير من التحديات لخلق المدن الذكية ووضع التقنيات في هذه المدن».
الرئيس السنغالي
وناقش الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي، خطط بلاده في مجال الطاقة وعملها على جذب الاستثمارات. وقال إن «السنغال تقوم بجهود كبيرة لفتح قطاعات جديدة وخلق آلية صحيحة لجذب الاستثمارات وإنشاء نظام صحي للاستثمار».
وأوضح أن السنغال تستثمر لتصبح مركزاً للطاقة؛ «حيث نهدف إلى خفض تكلفة تشغيل الدولة بنسبة 70 في المائة، ونحن نستكشف وسائل أكثر نظافة لاستخدام الطاقة».
وتقول وكالة الطاقة الدولية إن الاستثمار في الطاقة لدى أفريقيا يحتاج إلى تجاوز 240 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030؛ لتلبية الطلب وأهداف المناخ.
القطاع الخاص
من جهة أخرى، شهدت الجلسات الحوارية نقاشات ثرية أكدت ضرورة الاستقرار السياسي والإصلاحات، بوصفهما أمرين حاسمين لنمو أفريقيا، إلى جانب أهمية اقتناص وسائل أكثر نظافة لاستخدام الطاقة.
وشدد رئيس البنك العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا الدكتور سيدي ولد التاه، على ضرورة تحديد أنواع المخاطر والأطراف المسؤولة عنها؛ حتى تكون هناك مشروعات ناجحة خاصة للقطاع الخاص، وتحديد المخاطر هو الأمر الرئيسي لإيجاد الحلول والتفاوض حولها.
وأردف: «في البداية كان البنك يهتم بالقطاع الخاص فقط، وبعدها أصبح يهتم بمشروعاته أيضاً، ولدينا مفهوم بأن المخاطر في أفريقيا هي غير واقعية والخطورة قليلة جداً، ولكي تكون لدينا أعمال ناجحة فلا بد أن تكون لدينا مشروعات مدعومة من البنوك ونطاق عمل قانوني وتشريعات وسياسات واضحة لجميع الأطراف».
بدورها، تطرّقت المستشارة الاقتصادية لرئيس مصر الدكتورة هالة السعيد، إلى الإجراءات والقوانين التي يجب تطبيقها في المجالات المختلفة وفي المشروعات التي يجري تمويلها، وأهمية التأكد من وجود قروض مناسبة للمشروعات على سنوات عدة.
وسط استعدادات السعودية لإطلاق مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» يوم الثلاثاء، كشفت شركة الاستشارات الإدارية العالمية «أوليفر وايمان» عن استطلاع أجرته شمل 100 رئيس تنفيذي لشركات مدرجة في «بورصة نيويورك» يتمتع أغلبها بحضور عالمي فعلي واسع ولديها مصالح في منطقة الشرق الأوسط، لاكتشاف كيفية تعاملهم مع تحولات الاقتصاد العالمية.
وبحسب تقرير «أوليفر وايمان»، فإن 96 في المائة من الرؤساء التنفيذيين يرون في الذكاء الاصطناعي فرصة كبيرة. ومع ذلك، يُظهر التفاؤل بالتكنولوجيا تراجعاً نتيجة المخاوف من الاضطرابات العالمية وزيادة التدخل الحكومي؛ ما دفع 78 في المائة منهم للتخطيط لتكييف عملياتهم لمواجهة هذه التحديات خلال العامين المقبلين.
وعلى الرغم من ذلك، أظهرت النتائج أن التحولات المناخية تعتبر أولوية لدى 12 في المائة فقط من الرؤساء التنفيذيين؛ إذ يراها 45 في المائة منهم تحمل مخاطر وتحديات، في حين يعتقد 55 في المائة أنها توفر فرصاً.
وفي سياق إدارة المخاطر العالمية، يعمل 59 في المائة من القادة على تنويع أو إلغاء المخاطر من سلاسل التوريد الخاصة بشركاتهم.
الذكاء الاصطناعي
وقال الشريك لدى «أوليفر وايمان» في قطاع المؤسسات الحكومية والعامة في مكتب الرياض، عبد الإله البراك، إن نتائج التقرير تنسجم بشكل جيد مع طموحات «قمة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار» التي ستجمع المستثمرين من جميع أنحاء العالم في الرياض لوضع النمو على رأس الموضوعات التي سيتم بحثها على جدول أعمال القمة.
وأضاف أن التقرير يحدد الفرص الرئيسية في مجال الذكاء الاصطناعي إلى جانب المخاوف التي تبرر اتخاذ إجراءات فورية الآن؛ إذ أشار أكثر من 40 في المائة من الرؤساء التنفيذيين إلى أن عدم التحرك بسرعة كافية بشأن هذه التقنية وتخلفهم عن ركب المنافسين، هما من أبرز المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي بالنسبة لهم.
وأظهرت أبرز نتائج استطلاع «أوليفر وايمان» لآراء 100 رئيس تنفيذي أن الذكاء الاصطناعي سيكون محور «قمة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار»؛ إذ يرى 96 في المائة من الرؤساء التنفيذيين فيه فرصة لتطوير الأعمال، وليس خطراً يهددها.
وأفصحت النتائج عن تراجع التفاؤل بالتقنيات الجديدة بسبب المخاوف من الاضطرابات وزيادة التدخل الحكومي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويخطط 78 في المائة من الرؤساء التنفيذيين للتكيف مع هذه التحديات خلال العامين المقبلين.
تقلبات التضخم
وأشارت النتائج إلى أن المخاوف الرئيسية لدى الرؤساء التنفيذيين تتمثل في تقلبات التضخم والفائدة بنسبة 51 في المائة، والاضطرابات الجيوسياسية بـ37 في المائة.
ويرى 12 في المائة فقط من الرؤساء التنفيذيين أن التحولات المناخية ضمن أولوياتهم.
كما أظهرت النتائج أن 59 في المائة من الرؤساء التنفيذيين يراجعون استراتيجياتهم في سلاسل التوريد لتقليل المخاطر العالمية؛ مما يعكس نهجاً استباقياً في إدارة عدم اليقين، وفق «أوليفر وايمان».
ويأتي نشر هذا التقرير قبيل انطلاق فعاليات «قمة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار» يوم الثلاثاء، في العاصمة السعودية الرياض، والتي ستنعقد تحت عنوان: «أفق لا متناهٍ: الاستثمار اليوم لصياغة الغد»، وتقدم إلى المستثمرين وصنّاع السياسات رؤى وأفكاراً حول أبرز التوجهات والفرص التي ترسم معالم القطاع والمؤسسات.
في خطوة تهدف إلى التراجع عن السياسات الاقتصادية غير التقليدية التي تم تطبيقها قبل انتخابات عام 2023، تعمل تركيا على خفض الحد الأقصى لاستخدام البنوك الحكومية للسندات الحكومية الخاصة التي أُصدرت لزيادة رأس المال، إلى المستويات السابقة.
وبموجب مشروع موازنة عام 2025 الذي قُدم حديثاً إلى البرلمان، يتم تخفيض الحد الأقصى لإصدار سندات الدين الحكومية المحلية ذات الإصدار الخاص كقروض من 3 في المائة من اعتمادات الموازنة إلى المعدل السابق البالغ 1 في المائة، وفق «رويترز».
واستُخدم المعدل الأعلى قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لعام 2023 لتمكين البنوك الحكومية من زيادة رأسمالها وتقديم قروض بأسعار أقل من أسعار السوق.
وستؤدي هذه الخطوة الأخيرة إلى تقليل رأس المال الإضافي أو إصدار السندات الخاصة التي تدعم حقوق ملكية البنوك. ومن بين البنوك الحكومية الرئيسية «بنك زراعات» و«بنك الوقف» و«بنك خلق».
ومنذ منتصف عام 2023، قامت وزارة الخزانة والبنك المركزي إما بإلغاء السياسات الاقتصادية السابقة أو إعادة اللوائح إلى ما كانت عليه في تحول سياسي نحو مزيد من الاقتصاد الأرثوذكس (تعني الالتزام بمجموعة من المبادئ الاقتصادية التقليدية والمعتمدة على أساس نظريات اقتصادية راسخة).
ويعدّ السند الصادر الخاص نوعاً من الأوراق المالية الصادرة لجمع رأس المال للبنوك العامة. وتشتري البنوك هذه الأوراق المالية وتقرض الأموال إلى الخزانة، التي تقوم بدورها بإقراض الأموال إلى صندوق الثروة، الذي يقرضها للبنوك العامة. وقدّم صندوق الثروة التركي إجمالي دعم رأسمالي قدره 111.7 مليار ليرة تركية (3.26 مليار دولار) للبنوك العامة من خلال أدوات دين حكومية محلية خاصة أصدرتها وزارة الخزانة في مارس (آذار) 2023.
وقال مصدر مصرفي إن وزارة الخزانة، كونها تُصدر باليورو أو الدولار، لا ترغب في ظهور هذه الأوراق في موازنتها العمومية الخاصة. وأضاف: «من أجل تجنب تصور اقتراضها من السوق المحلية بالعملات الأجنبية، فهي تقلل من حصتها في الموازنة»؛ مما يعني أنها لن تقدم رأسمال إضافياً للبنوك العامة أو ستخفّض قروضها المشابهة لرأس المال.
وأوضح مصرفي آخر: «تم رفع هذا الحد الذي يسمح للبنوك الحكومية بتقديم قروض بأقل من أسعار السوق قبل الانتخابات، والآن يتم سحبه إلى مستوياتها القديمة. نحن نقيم هذا في إطار عملية التطبيع».
منذ نحو أربع سنوات، تسعى المملكة العربية السعودية إلى التقدم في الذكاء الإصطناعي متعدّد الوسائط، والرعاية الصحية المدعومة بالذكاء الإصطناعي، ومبادرات المدن الذكية، حيث يُتوقع أن يُسهم هذا القطاع في خلق وظائف عالية المهارات، مع تطوير قطاعات كثيرة، وهو ما سيعمل على تعزيز القدرة التنافسية العالمية للمملكة، وإدخال الإبتكار في الصناعات التي تعتمد على الذكاء الإصطناعي.
لا شك في أن المملكة العربية السعودية، تتهيّأ لمرحلة جديدة من التطوّر بتميّزها في مجال البيانات والذكاء الإصطناعي وسعيها للريادة العالمية، بعدما تبوأت أعلى المؤشرات العالمية، معزّزة قدرتها في قيادة المشهدين المحلي والإقليمي في الذكاء الإصطناعي لتصل ضمن أفضل الإقتصادات في العالم القائمة على المعلومات والبيانات والذكاء الإصطناعي، ولتحقق طموحاتها في أن تصبح مركزاً تقنياً عالمياً لأحدث التقنيات المتقدمة وتلك المرتبطة بالذكاء الإصطناعي.
وتُعدّ تقنيات الذكاء الاصطناعي من أهم المقوّمات الأساسية التي أسهمت في إنتاج تقنيات غير مسبوقة، جعلت الدول تعتمد عليها في صوغ حاضرها وبناء مستقبلها، فيما تتولى الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الإصطناعي «سدايا» منذ إنشائها في العام 2019 قيادة الملف الوطني للذكاء الإصطناعي والبيانات، بما في ذلك البيانات الضخمة، وهي المرجع الوطني في كل ما يتعلق بهما من تنظيم وتطوير وتعامل، للقطاعات التنموية الإنتاجية والخدمية في المملكة لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 الرامية إلى بناء إقتصاد قائم على المعرفة والتقنية.
وشكّلت القمّة العالمية للذكاء الإصطناعي التي سعت إلى تنظيمها «سدايا» في ثلاث نسخ، منعطفاً مهماً في مسيرة التطور التي تعيشها المملكة بوصفها منصّة سعودية عالمية تطل بها على العالم المتقدم وتواكب حراكه التنموي، فضلاً عن كون هذه القمم عاملاً مساهماً في نقل مساعي الإهتمام السعودي بهذه التقنيات على المستوى المحلي إلى الإهتمام الدولي، من خلال العمل على تكاتف الجهود الدولية وتوحيد الرؤى تجاه مفهوم إستخدام هذه التقنيات وضبط إستخداماتها لتصبح ساعد بناء للمجتمعات البشرية لا معول هدم لها، وتُسهم في تحسين جودة حياة الإنسان وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030.
وأصبحت القمة العالمية للذكاء الإصطناعي، منذ تنظيم النسخة الأولى منها في العام 2020 ثم الثانية في العام 2022 ثم الثالثة في العام 2024، واحدة من أهم القمم التي ينتظرها المختصون في الذكاء الإصطناعي وقادة الفكر والإبتكار ورؤساء كبرى الشركات التقنية وصنّاع السياسات الاقتصادية في العالم، بل وأصبحت محط أنظار المراقبين في مختلف أنحاء العالم، حيث يتابعون عن كثب آخر تطورات الذكاء الإصطناعي وعلاقته ببناء مستقبل البشرية، مما إنعكس على مستوى المتحدثين والحضور الذين آثروا هذه القمم في نسخها الثلاث، ومنها أعمال القمة في نسختها الثالثة التي تجاوز عددهم 456 متحدثاً في حضور مئات من الخبراء والمختصين والمهتمين بالذكاء الإصطناعي من أكثر من 100 دولة.
وتأتي رعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الإصطناعي للقمم العالمية للذكاء الإصطناعي الثلاث في إطار إهتمامه بتعزيز مساهمة المملكة في رسم مستقبل مشرق للمجتمعات البشرية، من خلال تعظيم الإستفادة من تقنيات الذكاء الإصطناعي ووضع إطار أخلاقي يضمن الإستخدام الأمثل لهذه التقنيات على نطاق واسع.
وقطعت «سدايا» أشواطاً طويلة في مجال التقدم بتقنيات البيانات والذكاء الإصطناعي، وجاء إنعقاد القمة الأولى في العام 2020 في عام إستثنائي للذكاء الإصطناعي كما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في كلمته التي ألقاها في حينه: «إن العام 2020 شكل عاماً إستثنائياً لإختبار إمكانات الذكاء الإصطناعي في الوقت الذي يشهد فيه تشكّل حالةٍ عالمية جديدة تُعيد تعريف أساليب الحياة والأعمال والتعلّم».
وكرّست «سدايا» جهودها من أجل إنجاح تنظيم هذه القمة التي إستمرت يومين عبر 30 جلسة شارك فيها ما يقرب من 60 متحدثاً من الوزراء، وقادة الفكر، ورؤساء شركات التقنية في العالم من 20 دولة.
أما القمّة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثانية فقد تميّزت بالحضور النوعي من الشخصيات والخبراء من مختلف دول العالم، وبحجم الإتفاقيات التي تجاوزت 40 إتفاقية جمعت شراكة فريدة بين القطاعين العام والخاص نحو إستثمار تقنيات الذكاء الإصطناعي في تطوير الخدمات التي تقدمها الجهات، فضلاً عن إعلان 10 مبادرات محلية ودولية ما بين شركات ومؤسسات عالمية، وإستطاعت أن تجمع أكثر من 200 متحدث دولي ومحلي وإقليمي في الرياض، وسط حضور ناهز الـ 10 آلاف شخص من 100 دولة.
وبرز من مخرجات هذه القمة إنشاء «المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الإصطناعي» الذي صدر قرار مجلس الوزراء في العام 2023 بالموافقة على إنشائه في مدينة الرياض، ويتمتع بالشخصية الإعتبارية والإستقلال المالي والإداري، وأقرّ المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» في دورته الـ 42 منح المركز صفة مركز دولي من الفئة الثانية تحت رعاية اليونسكو، وأعلنت عنه اليونسكو بشكل رسمي في القمة الثالثة.
وجاءت القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة، مكمّلة للنجاحات الكبيرة التي حققتهما النسختان الأولى والثانية خلال عامي 2020 و2022، لكنها تميّزت في إتساع محاورها التي غطت أوجه الإهتمام الدولي بالبيانات والذكاء الإصطناعي في ظل التطوُّر المتسارع لتقنياتها وتأثيرها الكلي على مستوى الفرد والمؤسسات.
وتناولت القمّة جملة من الموضوعات التي تشغل إهتمام المجتمع الدولي، ومنها دور الحكومات في تسخير قدرات تقنيات الذكاء الإصطناعي لدفع عجلة النمو الإقتصادي في العالم، وتحقيق الصالح العام للبشرية مع رفع مستوى الوعي تجاه هذه التقنيات الرائدة وآثارها على مستقبل الإنسان، وكيف يُعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل حياتنا، كما استعرضت موضوعات التفاعل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي وتأثير الأخلاقيات والحوكمة والذكاء الاصطناعي على مجالات التعليم والثقافة والعلوم.
وشهدت القمّة في نسختها الحالية، (ما بين 10 أيلول/ سبتمبر 2024 و12 منه)، مشاركة أكثر من 456 متحدثاً، وحضور نخبة من الشخصيات العالمية من 100 دولة، في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات في مدينة الرياض، وقد حظيت بتفاعل كبير سواء على مستوى الحضور أو المشاركين، الذين توافدوا إلى الرياض، وتجاوز عددهم 30 ألف شخص على مدى ثلاثة أيام، حيث إنضموا إلى أكثر من 150 جلسة وورشة، بينما إنضم 3.7 ملايين إفتراضياً من أنحاء العالم.
وشهدت القمّة كذلك توقيع أكثر من 80 إتفاقية ومذكّرة تفاهم محلية ودولية، و25 إعلاناً ومبادرة تتعلق جميعها بتحقيق الإستفادة من تقنيات الذكاء الإصطناعي، كما أُقيم معرض مصاحب ضمّ عروضاً لكبرى شركات التقنية في العالم، وخرجت بحزمة من المخرجات التي تصب في صالح تحقيق الإستفادة المثلى من الذكاء الإصطناعي على المستوى العالمي، وضمان توظيف تقنياته لخدمة البشرية جمعاء، وأُعلن خلالها عن عدد من المبادرات والإتفاقيات ما بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، وما بين هذه الجهات وكبرى شركات التقنية والذكاء الإصطناعي في العالم، لتتوّهج هذه الإتفاقيات أمام مرأى العالم وما تحمله من أهمية دولية.
تناولت دراسة أصدرها صندوق النقد العربي دراسة بعنوان”المحتوى التقني لصادرات المنتجات ذات التقنيات العالية”، ديناميكيات الصناعات التصديرية عالية التقنية والمهارات المتوفرة في المنطقة العربية، حيث سلطت الضوء على الدور المهم والأساسي الذي تلعبه هذه الصناعات في تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة والتنويع الاقتصادي.
بينت الدراسة أن الإنفاق على البحث العلمي والتطوير في الدول العربية يبلغ في المتوسط حوالي 0.7 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي وهو أقل بكثير من المتوسط العالمي المقدر بنحو 2.6 بالمائة، ما يشير إلى فجوة كبيرة في مجال الابتكار ويبرز الحاجة لاستثمارات مستهدفة لتعزيز القدرة التنافسية والتقدم التقني.
في نفس السياق، تكشف البيانات أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتل المرتبة الأولى في المنطقة العربية في مجال البحث والتطوير من حيث عدد الباحثين لكل مليون شخص الذي بلغ 2442 باحثا، وفق أحدث المعطيات الاحصائية. كما تبرز المعطيات إلى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تستورد ما يقرب من 70.4 بالمائة من إجمالي واردات الدول العربية من السلع الصناعية ذات التقنيات والمهارات العالية، مما يشير إلى اعتماد قوي على التقنيات الأجنبية المتقدمة.
ويوصي صندوق النقد العربي بزيادة الإنفاق على البحث العلمي والتطوير وتقديم دعم أكبر للصناعات عالية التقنية لتعزيز المرونة الاقتصادية وخلق فرص عمل أكثر كفاءة.
يذكر أن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حددت الصناعات التكنولوجية عالية التقنية بناء على مقارنة بين درجة البحث والتطوير في الصناعة، وهي عملية حسابية تقسم نفقات البحث والتطوير في الصناعة على مبيعات الصناعة. والصناعات التي تم تحديدها على أنها ذات تقنية عالية هي الفضاء والأدوية وأجهزة الكمبيوتر والآلات المكتبية ومعدات الاتصالات والأدوات العلمية (الطبية والدقيقة والبصرية).
وتم تصنيف هذه الصناعات على أنها الأكثر كثافة في البحث والتطوير بالنسبة لبلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كما تم تحديدها على أنها الأكثر كثافة في البحث والتطوير من قبل الولايات المتحدة، تغطي صناعة التكنولوجيا عالية التقنية على نطاق واسع الشركات التي تعتمد على المعرفة بكثافة والتكنولوجيا. وتشارك هذه الشركات في البحث والتطوير والإنتاج والمبيعات لواحدة أو أكثر من التقنيات العالية، والتي من شأنها أن تمثل بدورها أكثر من 60 بالمائة من إجمالي إيراداتها السنوية.
بعدما أعطته أكثر من فرصة و كما كان متوقعاً وضعت مجموعة العمل المالي” فاتف” لبنان على اللائحة الرمادية ، بعدما تقاعست السلطات اللبنانية عن تطبيق الإجراءات والإصلاحات المطلوبة، وإن كان مصرف لبنان حاول جاهداً تجنب هذا الأمر وقام بكل الخطوات المطلوبة من أجل ذلك، لكن الحكومة اللبنانية تقاعست عن تطبيق الإصلاحات في وقت السلم فكيف ستقوم بتطبيقها في زمن الحرب التي كانت عاملاً إضافياً لوضع لبنان على اللائحة الرمادية، فضلاً عن عدم الاستقرار السياسي واستمرار الشغور الرئاسي منذ حوالى عامين مع حكومة تصريف أعمال ومجلس نيابي مشلول غير قادر على التشريع، وكل هذا يأتي في ظل تزايد ونمو الاقتصاد الكاش وعدم مكافحة تبييض الأموال وعدم مكافحة تمويل الارهاب التي هي العوامل الأساسية لوضع اي دولة على اللائحة الرمادية .
فما هي التداعيات الاقتصادية لهذا التصنيف وهل سيؤثر في التحويلات المالية وفي سعر الصرف ؟
في هذا الإطار يستبعد الباحث الاقتصادي والمالي الدكتور محمود جباعي في حديث للديار أن يكون لهذا القرار تداعيات نقدية أو مالية أو تداعيات على التحويلات المالية إلى لبنان،” لأن المصرف المركزي كان قد أرسى معايير شفافية نقدية ومالية مع المصارف عالية الدقة في المرحلة الماضية، وهذا ما كانت تثني عليه مجموعة فاتف”.
وأشار جباعي إلى أن ” فاتف” بقرارها هذا تؤكد ان لبنان سيخضع للرقابة في ما يخص مكافحة تبييض الأموال ودعم الإرهاب، وأيضًا في ما يتعلق بالتهرب الضريبي والتهرب الجمركي، “وهذا ما ركزت عليه المجموعة في توصياتها “.
ويطمئن الدكتور جباعي أن لا تأثير نقدي في سعر صرف الليرة والدولار عكس ما يحاول البعض الإشارة إليه، “وهو أمر مؤكد “.
كما طمأن جباعي أيضًا أنه لن يكون هناك تأثير في التحويلات من المغتربين إلى لبنان، سواء عبر المصارف أو عبر شركات تحويل الأموال الأخرى، “لأن الحاكم بالإنابة الدكتور وسيم منصوري والمجلس المركزي لمصرف لبنان تمكنا من المحافظة على علاقة مع ستة مصارف مراسلة، وهذا أمر ممتاز جدًا في المرحلة المقبلة، حيث سيستطيع لبنان أن يتعاطى مع هذه المصارف مما يسهل عملية دخول الأموال إليه وخروجها منه طلبًا للاستيراد كما يحصل عبر تقديم الطلبات الى المصارف”.
وإذ أكد جباعي على أنه لن يكون هناك أي تداعيات تذكر على صعيد التحويلات أو الصعيد النقدي والمالي، اعتبر أن هذا التصنيف هو إنذار للدولة اللبنانية، التي عليها أن تعمل على إصلاح ما يطلب منها في هذه الورقة، قبل أن تذهب إلى المحظور أو تواجه مشكلة أكبر و يتم إدراجها على اللائحة السوداء، مشدداً على ضرورة أن تتعامل الدولة اللبنانية مع الأمر بجدية في المرحلة المقبلة”.
ويتوقّع الدكتور جباعي، أن تلتزم الدولة اللبنانية بالتوصيات، بخاصة إذا تم انتخاب رئيس للجمهورية قريباً وانتهت الحرب وتشكلت حكومة جديدة تلتزم بمعايير الشفافية المطلوبة من المجتمع المالي الدولي، مشيرًا إلى “وجود بوادر انفتاح عربي ودولي على لبنان، كما حدث في مؤتمر باريس الذي استطاع تأمين أكثر من مليار دولار دعمًا للبنان، مما يؤكد أن المجتمعين الدولي والعربي لن يتركا لبنان، سواء من خلال المساعدات أو في الأمور المالية والسياسية”.
ودعا جباعي الدولة اللبنانية بكل أطيافها إلى الالتزام بالتوصيات سيما في مجال تطبيق الإصلاحات الضرورية في شتى المجالات من أجل الخروج من هذا التصنيف في المستقبل.
وبرأي جباعي أن أهم هذه الإصلاحات تكون بوضع خطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي على أن تكون هذه الخطة شفافة ومرتبطة بمعايير مالية ونقدية حقيقية تعيد النشاط لهذا القطاع بشكل طبيعي وتحمي أموال المودعين مؤكداً أن هذا السبيل الوحيد الذي يمكن أن يساهم في مكافحة تبييض الأموال ومكافحة الاقتصاد النقدي ” مما يمهد الطريق أمام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي و يعطي مزيدا من الشرعية للعمليات النقدية والمالية في البلاد.
واعتبر جباعي أن هذا التصنيف ليس نهاية المطاف، “بل يجب وضع الأمور في نصابها، فهناك دول كثيرة وضعت على اللائحة الرمادية ثم خرجت منها، ولبنان يستطيع الخروج منها ما دام هناك قواعد سليمة في التعاطي مع الشفافية النقدية والمالية”.
وإذ نوّه الدكتور جباعي بـإجراءات مصرف لبنان التي ساهمت في التخفيف من وطأة اللائحة الرمادية، نصح جميع مكونات المجتمع اللبناني بالتعاطي مع الملف بجدية من أجل الوصول إلى حلول سريعة في السياسة والاقتصاد، وأيضًا في موضوع مكافحة تبييض الأموال.
أكد اقتصاديون أن توقعات صندوق النقد الدولي بنمو الاقتصاد الوطني خلال العام الحالي والمقبل، خطوة إيجابية تعكس ثقة المؤسسات الدولية بقدرة الأردن على مواصلة التعافي، وتؤكد مرونة ومنعة الاقتصاد الوطني.
وقالوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن رفع الصندوق لتوقعاته للنمو في العام المقبل 2025 إلى 2.9 بالمئة، يأتي في وقت يواصل الأردن تنفيذ إصلاحات اقتصادية، والمضي قدما في تحقيق رؤية التحديث الاقتصادي وبرنامجها التنفيذي، بهدف تعزيز الاستقرار المالي ودفع عجلة النمو رغم التحديات الإقليمية والعالمية وعلى رأسها العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان.
وتوقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد المحلي نهاية العام الحالي بنسبة 2.4 بالمئة، في حين رفع من توقعاته للعام المقبل ليسجل نموا يصل إلى 2.9 بالمئة.
كما توقع الصندوق في تقريره «آفاق الاقتصاد العالمي» أن يصل التضخم في الأردن خلال العام الحالي عند نسبة 2.1 بالمئة، فيما توقع ارتفاع معدل التضخم إلى ما نسبته 2.4 بالمئة.
وقال الوزير الأسبق والخبير الاقتصادي الدكتور جواد العناني، إن التوقعات الحالية لصندوق النقد الدولي بشأن معدل النمو الاقتصادي في الأردن لعام 2024، والتي تبلغ 2.4 بالمئة، تُعد أقل من المعدل العالمي المتوقع البالغ 3.2 بالمئة، حيث هنالك فرق بمقدار نقطة مئوية واحدة، إلا أنه لا يزال يعكس تحسنًا في دخل الفرد في الأردن، اذ أن معدل النمو يتجاوز معدل الزيادة السكانية.
وأضاف أن النقد الدولي توقع نمو الاقتصاد الأردني 2.9 بالمئة في 2025، ما يعني تحسنًا في النمو بمقدار نصف درجة مئوية مقارنة بالعام الحالي.
من جهته، أوضح عضو مجلس إدارة غرفة صناعة عمان، المهندس موسى الساكت، أن السيطرة المستمرة على التضخم الذي شهد ارتفاعاً ملحوظاً خلال عامي 2023 و2024 تعد شرطاً أساسياً للوصول إلى هذه النسب، لافتا الى أنه إذا استمرت السيطرة على التضخم فمن المحتمل تحقيق النمو المتوقع.
وأكد أن الأوضاع الأمنية المتوترة في المنطقة أثرت بشكل كبير على اقتصادات المنطقة، بما في ذلك المملكة، معتبرا أن الاستقرار النسبي في دول المنطقة سينعكس إيجاباً على معدلات النمو الاقتصادي.
بدوره، قال المدير العام لجمعية البنوك الأردنية الدكتور ماهر المحروق، أن تحقيق نسب النمو في ظل التغيرات الدولية والإقليمية بحد ذاته جزء رئيسي من التعاطي الحصيف للجهات الحكومية مع هذه الظروف، خصوصا متابعة رؤية التحديث الاقتصادي والعمل بشكل دؤوب على تحقيق المستهدفات الاقتصادية.
وتابع، أن هذه التوقعات تأتي ضمن مجموعة من الإنجازات الاقتصادية السابقة من أبرزها رفع التصنيف الائتماني للمملكة من قبل وكلات التصنيف الائتماني عالمية.
وأكد المحروق، أن غالبية القطاعات الاقتصادية حققت مستويات من النمو خلال الربع الثاني للعام الحالي 2024 مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2023.
وتابع، « حققت مؤشرات القطاع المصرفي نموا في نهاية شهر آب من العام الحالي، لتصل إجمالي الموجودات الى قرابة 68.8 مليار دينار بنسبة نمو 4 بالمئة، عن نهاية عام 2023، كما نمت الودائع الى 46.3 مليار دينار الودائع وبنسبة نمو 5.8 بالمئة، عن نهاية عام 2023، كما بلغت إجمالي التسهيلات الائتمانية 34.6 مليار دينار وبنسبة نمو 3.6 بالمئة عن نهاية عام 2023».
وقال عضو مجلس إدارة المنتدى الاقتصادي الأردني والمستشار في الاستثمار والأعمال محمد القريوتي، إن تقرير صندوق النقد الدولي الأخير حول توقعات نمو الاقتصاد الأردني يعكس ثقة متزايدة في استقرار ومتانة الاقتصاد الوطني، كما تعد مؤشرا إيجابيا يعكس التقدم في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمبادرات التنموية التي تتبناها الأردن في مجالات اقتصادية وتنموية عدة.
وتوقّع أن تشهد أسعار الفائدة انخفاضاً ملحوظاً خلال الفترة المقبلة، بحدود 75 نقطة أساس مع نهاية العام الحالي وأن انخفاضا آخرا يمكن ان يتبعه.
في 2021 نشر البنك الدولي تقريرا عن أزمة الاقتصاد اللبناني، مصنفا تلك الأزمة بأنها واحدة من أشد 10 أزمات، وربما أشد 3 أزمات في العالم منذ خمسينيات القرن الـ19 وانهيار الاستقرار والسلم الاجتماعي في البلاد وتعرضه لخطر طويل المدى، فقد أفلس نموذج التنمية الاقتصادية للبنان الذي ازدهر بفضل تدفقات وافدة كبيرة لرؤوس الأموال ودعم دولي مع انهيار في البيئة الجيوسياسية، وذكر التقرير أن إجمالي الناتج المحلي الحقيقي للاقتصاد اللبناني قد هبط بنسبة 10.5% في 2021 في أعقاب انكماش نسبته 21.4% في 2020.
وبعد أن كان الناتج المحلي يعادل 52 مليار دولار في 2019 هبط إلى مستوى أقل من 21.8 مليار دولار في 2021، مسجِّلا انكماشاً نسبته 58.1%، وهو أشد انكماش في قائمة تضم 193 بلدا، كما هوى سعر الصرف للسحب النقدي مقابل الدولار ومتوسط سعر الصرف الذي يحتسبه البنك الدولي بنسبة 211% و219% (على أساس سنوي) على الترتيب، ما تسبب في قفزة كبيرة للتضخم الذي يُقدَّر أن معدله بلغ في المتوسط 145% في 2021، ليسجل ثالث أعلى معدل على مستوى العالم بعد فنزويلا والسودان، وقدّر الانخفاض في الإيرادات الحكومية بالنصف تقريباً في 2021 لتصل إلى 6.6% من إجمالي الناتج المحلي، وهي ثالث أقل نسبة على مستوى العالم بعد الصومال واليمن، وعزَّز دوامة الانكماش الاقتصادي الدين العام الذي تجاوز 183% من إجمالي الناتج المحلي في 2021، ليُسجِّل لبنان رابع أعلى نسبة مديونية في العالم بعد اليابان والسودان واليونان.
هذه الأرقام التاريخية المفزعة جدا، تدل بشكل واضح على أن الأزمة اللبنانية ليست وليدة اللحظة الراهنة ولا الصراع المتجدد في المنطقة، بل هي أزمة عميقة في بنية النظام اللبناني، وهي تتطلب جهودا صادقة لمعالجتها، ولأن السعودية هي بوصلة العالم العربي والحاضنة الإستراتيجية لكل مشاريعه التنموية الناجحة، فهي تؤكد مرارا وتكرارا على ضرورة قيام الحكومة اللبنانية الحالية، وأي حكومة قادمة.
إن حل الأزمة اللبنانية بكافة أشكالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية مرده إلى ضرورة تنفيذ أحكام قرار مجلس الأمن (1701)، وهو القرار الذي اتخذ بالإجماع من عدة أطراف وتضمن سحب إسرائيل لجميع قواتها من لبنان بالتوازي مع انتشار جنود لبنانيين واليونيفيل في مختلف أنحاء الجنوب، ونزع سلاح جميع الجماعات المسلحة في لبنان ولن تكون هناك قوات مسلحة غير اليونيفيل واللبنانيين جنوب نهر الليطاني.
ولن تكون هناك قوات أجنبية في لبنان دون موافقة حكومته، كما أكد القرار على أهمية السيطرة الكاملة للحكومة اللبنانية على لبنان وعلى السلامة الإقليمية والسيادة والاستقلال السياسي للبنان داخل حدوده المعترف بها دولياً، كما أكدت السعودية دوما على القرارات من جامعة الدول العربية، التي تؤكد على دور الدولة اللبنانية، ولا سيما الجيش اللبناني، في بسط السيادة الكاملة على كامل التراب الوطني اللبناني.
هذا التأكيد المستمر من السعودية على هذه القرارات لأنها ترى لبنان أرضا واحدة لكل اللبنانيين، ولهم الحق في العيش على أرضهم بسلام دائم، بمختلف طوائفهم الإسلامية والمسيحية، وهذا هو مضمون اتفاق الطائف (اتفاق الوفاق الوطني) الذي نص في مبادئه العامة على أن لبنان وطن حر مسـتقل، وطـن نهـائي لجمیع أبنائه، وأن لبنان عربي الهوية والانتماء، وهـو عضـو مؤسس وعامـل فـي جامعـة الـدول العربية وملتـزم بمواثيقها، كمـا هـو عضـو مؤسس وعامل في منظمة الأمم المتحدة وملتزم بميثاقها، وعلى هذه المبادئ فإن اتفاق الطائف الذي رعته الرياض منذ لحظاته الأولى هو الضامن للوحدة الوطنية والسلم في لبنان والعمل على رسم مستقبل مزدهر ومشرق للبنان كدولـة مستقرة وآمنة ذات سـيادة كاملة.
ووفقا لهذه المبادئ التي وقعت في السعودية من كافة الأطراف اللبنانية وشهدتها الدول الإقليمية فإن السعودية لم تتخل عن لبنان بل هي شريك رئيسي وفاعل في الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لمعالجة أزماته بأيدي أبنائه دون تدخل من أي أطراف خارجية. لهذا فالسعودية تدعو دوما وأبدا إلى وقف أي تصعيد عسكري في المنطقة، ومن ذلك ما تشهده لبنان، وتشدد السعودية دوما على قيام كل المؤسسات الدولية الراعية للسلم العالمي بأدوارها ومن ذلك مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين.
ولأن السعودية هي الحاضن الإستراتيجي لكل المشروع التنموي العربي اليوم فهي تسعى إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، والانتقال بها من مرحلة النزاعات إلى مرحلة يسودها الاستقرار والأمن، والتركيز على تحقيق تطلعات شعوب المنطقة نحو مستقبل أفضل من الرخاء والازدهار والتكامل الاقتصادي، ووفقا لهذا المنظور الإستراتيجي لم تقف مكتوفة أمام تدهور الأوضاع الإنسانية في لبنان، ولهذا صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بإغاثة الشعب اللبناني الكريم وبمد جسر جوي يحمل مساعدات إغاثية تشتمل على المواد الغذائية والإيوائية والطبية.
كما سعت السعودية في الجانب الآخر بكل وسائلها الدبلوماسية إلى التهدئة والحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، وهي في هذا الدور وذاك تهدف إلى عدم الانخراط في أي تصعيد، ولن تسمح بمرور أي طائرات مقاتلة أو مسيرات أو صواريخ عبر مجالها الجوي بغض النظر عن وجهتها، فالسعودية تقف إلى جانب الشعب اللبناني في مواجهة تداعيات الأحداث الجارية في بلادهم، وأهمية تجنيب المدنيين تبعات أي تصعيد عسكري.
يمتلك ربع سكان الإمارات عملات مشفرة وهي النسبة الأعلى في العالم بين كافة الدول بعدما تجاوزت 25.3% خلال العام الحالي.
وعملت الإمارات على خلق بيئة داعمة في التحول نحو العملات الرقمية، ما جعلها تجذب السكان العاديين إلى جانب المستثمرين المحترفين.
القائمة لم تخل من المفاجآت بعدما جاءت السعودية في المركز الرابع مع امتلاك 15% من سكانها عملات الكريبتو، بحسب تقرير صادر عن منصة “Tripple A”، اطلعت عليه “العربية Business”.
وعلى المستوى العالمي، تحتل تركيا المرتبة الثالثة مع امتلاك 19.3% من سكانها عملات رقمية، وهو ما يعكس تأثير الأزمات الاقتصادية والتضخم على توجه المواطنين نحو البيتكوين كوسيلة لحماية ثرواتهم.
وفي دول مثل الأرجنتين وفنزويلا، التي تعاني من تضخم مرتفع، أصبحت العملات المشفرة وسيلة لحماية المدخرات. في الأرجنتين، تضاعف حجم المعاملات بالعملات الرقمية ليصل إلى 85.4 مليار دولار في 2023، ما يجعلها واحدة من أبرز دول أميركا اللاتينية في هذا المجال.
وفي فنزويلا، ارتفع معدل امتلاك العملات المشفرة إلى 10.3% نتيجة انهيار الاقتصاد المحلي، حيث يعتمد المواطنون على العملات الرقمية كوسيلة لتجنب تدهور قيمة العملة المحلية.
وتوقع التقرير وصول عدد مالكي العملات المشفرة إلى 562 مليون شخص حول العالم في نهاية عام 2024، يمثلون 6.8% من سكان الأرض.
واصلت أسعار النفط خسائرها خلال تعاملات جلسة اليوم الإثنين الثامن والعشرين من أكتوبر تشرين الأول لتهبط بأكثر من 4.5% بعدما تجنبت الضربة الإسرائيلية على إيران المنشآت النفطية.
وتأتي خسائر النفط بعدما سجلت مكاسب أسبوعية بنسبة 4% في ظل ترقب الرد الإسرائيلي على إيران وتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
لكن الضربة الإسرائيلية على إيران في وقت مبكر من يوم السبت لم تستهدف المنشآت النفطية، ووصفت طهران تأثيراتها بالمحدودة. وقال محللون إن علاوة المخاطر الجيوسياسية التي تراكمت في أسعار النفط تحسباً للهجوم الإسرائيلي تراجعت.
وقال محلل الطاقة في إم إس تي ماركي سول كافونيك في تصريحات نقلتها رويترز، إن الطبيعة المحدودة للضربات، بما في ذلك تجنب البنية التحتية للنفط، أثارت الآمال في إيجاد مسار لتهدئة الأعمال القتالية في الشرق الأوسط، لا سيما إذا اتضح أن إيران لن ترد على الهجوم في الأيام المقبلة.
وأضاف: “لكن على الرغم من التقلبات في أخبار الصراع في الشرق الأوسط، فإن الاتجاه العام يظل نحو التصعيد واحتمال بدء جولة أخرىمن الهجمات، بما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، لم يكن أعلى من أي وقت مضى.
وفي سياق منفصل، أبقى غولدمان ساكس على توقعاته لسعر النفط دون تغيير عند مستوى يتراوح ما بين 70 و85 دولاراً لبرميل خام برنت في 2025، وتوقع البنك أن يكون تأثير أي تحفيز في الصين متواضعاً مقارنة بعوامل أكبر مثل إمدادات النفط من الشرق الأوسط.
وعلى صعيد التداولات، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 4.5% إلى 72.64 دولار للبرميل. كما انخفضت عقود الخام الأميركي بنسبة 4.6% مسجلة 68.47 دولار للبرميل.
قامت مجلة يورومونى العالمية «Euromoney»، إحدى أهم المؤسسات العالمية فى مجال المال والبنوك، بإعلان التصنيفات الخاصة بتمويل التجارة وإدارة النقد لعام 2024، والتى حصد منها بنك مصر عشرة تصنيفات متقدمة فى مجالى تمويل التجارة وإدارة النقد.
حصد البنك ضمن استقصاء تمويل التجارة لمجلة يورومونى على تصنيفي؛ رائد للسوق المصرية لعام 2024، وأفضل مقدم للخدمة للسوق المصرية لعام 2024، كما حصل البنك ضمن استقصاء إدارة النقد لمجلة يورومونى على التصنيف الأول كأفضل بنك فى إدارة النقد– مصر 2024، أفضل بنك مقدم لخدمة العملاء فى مجال إدارة النقد– مصر 2024، وأفضل بنك مقدم لمنتجات إدارة النقد– مصر 2024، أفضل بنك فى استخدام التكنولوجيا فى مجال إدارة النقد– مصر 2024، أفضل بنك فى مجال التحصيلات– الشرق الأوسط 2024، أفضل بنك فى بطاقات الشركات– الشرق الأوسط 2024، وأفضل بنك فى إدارة النقد بالعملات الأجنبية– الشرق الأوسط 2024، وأفضل بنك فى ميكنة المتحصلات– الشرق الأوسط 2024.
وقال بنك مصر إن التقييمات الخاصة بالتصنيف لجميع المؤسسات تعتمد على مجموعة من المعايير المتخصصة والمرتبطة بالأداء والاستراتيجية التى تتبناها المؤسسات، كما يعتمد التقييم على تحليل البيانات النوعية والكمية المقدمة من المؤسسات المالية المختلفة، وتعد تلك التصنيفات شهادة ثقة لأحسن أداء ونموذج عمل، حيث تقوم مجلة يورومونى العالمية بتصنيف المؤسسات بموجب تقييم نخبة من الخبراء فى هذا المجال.
وعلى الجانب الآخر، حصل بنك مصر هذا العام على جائزة أفضل بنك فى إدارة صناديق أسواق النقد والاستثمارات قصيرة الأجل فى الشرق الأوسط لعام 2024، وتعد هذه هى المرة السادسة عشر التى يحصل فيها البنك على الجائزة من مجلة جلوبال فاينانس Global Finance؛ وهى إحدى أكبر المجلات المالية المتخصصة فى العالم، والتى تتخذ من نيويورك مقراً لها وتستند المجلة فى اختيارها لهذه البنوك إلى مجموعة كبيرة من المعايير المصرفية الدولية بالإضافة إلى آراء مجموعة متميزة من المحللين والمصرفيين الدوليين.
أعرب هشام عكاشة– الرئيس التنفيذى لبنك مصر، عن اعتزازه وتقديره للجهود المبذولة من فرق العمل المتميزة، والتى أثمرت حصول البنك على هذا التقدير، الذى يعد شهادة استحقاق لثقة العملاء باعتبارهم أهم محاور الاهتمام دائماً وشركاء النجاح، وتأكيداً لدور البنك الرائد وقدرته المتواصلة على تحقيق مستويات أداء قوية من خلال ما لديه من مقومات لاستمرار النمو، مشيراً إلى أن بنك مصر يسعى دائماً لتطوير وتعزيز قيمة الخدمات التى يقدمها لعملائه، مستخدماً أحدث الوسائل التكنولوجية العالمية لمواكبة متغيرات السوق والعمل المصرفى، حيث إن قيم واستراتيجيات عمل بنك مصر تعكس دائماً التزامه بالتنمية المستدامة.
وأشاد حسام عبدالوهاب– نائب الرئيس التنفيذى لبنك مصر، بحصول بنك مصر على تلك الجائزة المرموقة التى توجت النتائج المتميزة التى حققها البنك خلال الفترة السابقة فى هذا المجال، مؤكداً أن كافة قطاعات البنك وشركاته التابعة تتكاتف معاً لتنفيذ استراتيجية البنك الهادفة لتعزيز مكانته كمؤسسة مالية رائدة فى السوق المصرفى المصرى مع التزامه بالأهداف طويلة الأجل، وذلك انطلاقاً من حرص البنك على تلبية احتياجات العملاء المختلفة من الأفراد والشركات من خلال الحلول الابتكارية التى تلائم احتياجاتهم وتطلعاتهم فى ظل توفير بيئة عمل صحية تسهل وتخدم تحقيق النتائج المرجوة من خلال البنية التحتية والتكنولوجية الداعمة وغيرها من المقومات.
ويدير قطاع الأسواق المالية والاستثمار بالبنك محفظة الاستثمارات المباشرة، والتى تتنوع فى مختلف القطاعات بما فى ذلك السياحة، والخدمات، والتشييد، والإسكان، والزراعة، والغذاء، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وغيرها، وتمثل إجمالى قيمة الأصول المدارة من خلال القطاع مبلغ 151.6 مليار جنيه مصرى وذلك فى يونيو2024.
وتمنح الجائزة لأفضل بنك على مستوى الشرق الأوسط والأكثر تميزاً من حيث الربحية، وجودة خدمة العملاء المقدمة، والحصة السوقية، والأسعار التنافسية مقارنة بالبنوك الأخرى، واستخدام أحدث التقنيات المصرفية المبتكرة، وتعد الجائزة استمراراً للنجاح فقد فاز بنك مصر بجائزة أفضل بنك لإدارة النقد والسيولة وصناديق أسواق النقد فى أفريقيا والشرق الأوسط لعامى 2009 و2010 وفى الشرق الأوسط للأعوام 2008، 2012، 2013، 2014، 2015، وجائزة أفضل بنك فى إدارة صناديق أسواق النقد والاستثمارات قصيرة الأجل فى الشرق الأوسط للأعوام 2015، 2016، 2017،2018، 2020، 2021، 2022، 2023، وفى أفريقيا والشرق الأوسط لعام 2019.
ويعد الحصول على هذا اللقب للمرة السادسة عشرة تحدياً وتأكيداً على استمرار ريادة البنك بمجال الاستثمار؛ حيث تعد عوائد صناديق استثمار بنك مصر النقدية من أعلى معدلات العائد على مستوى الشرق الأوسط، وذلك بفضل الإدارة الكفء والفعالة لكافة صناديق استثمار البنك بالتعاون مع كبرى الشركات المتخصصة فى مجال إدارة الصناديق والمحافظ المالية، هذا ويقوم بنك مصر بتقديم باقة متنوعة من صناديق الاستثمار لتلبية كل احتياجات العملاء والمستثمرين سواء أفراد أو مؤسسات، تماشياً مع تغيرات السوق ومواكبة للنهج المصرفى الحديث المتطور، بالإضافة إلى تقديم كل خدمات الأسواق المالية والاستثمار ومنها؛ خدمات بنوك الاستثمار، وخدمات أمناء الحفظ، والأوراق المالية، وترويج وإصدار السندات، والتسويق والتطوير العقارى، وخدمات أمناء الاستثمار.
أكد رئيس البنك الإسلامي للتنمية، الدكتور محمد الجاسر، دور شراكات البيانات والمعرفة في دفع عجلة التنمية الإقليمية والعالمية، مبيناً أن المعرفة القائمة على البيانات بشكل متزايد أصبحت من الأصول الرئيسية في خلق تأثير مفيد، وخاصة بالنسبة للاقتصادات النامية المحدودة الموارد.
جاء ذلك خلال مشاركة البنك الإسلامي للتنمية في نقاش المائدة المستديرة حول الشراكات من أجل التأثير التي نظمها البنك الدولي تحت شعار «تسريع التقدم من خلال العمل معاً»، وذلك على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين لعام 2024 في واشنطن.
وعدّ الجاسر مبادرة «أكسفورد» للفقر والتنمية البشرية، والشراكة العالمية لبيانات التنمية المستدامة، وبنك التنمية الآسيوي، من الأمثلة الجيدة في التعاون على المعرفة التي تهدف جميعها إلى تحقيق إنجازات التنمية القائمة على البيانات بشكل أفضل في الدول الأعضاء فيها.
وأفاد الجاسر بأنه في قلب كل تنمية ذات معنى يكمن التعاون حول تبادل المعرفة، والبيانات؛ إذ تسمح المنصات التعاونية بتبادل نتائج البحوث والدراسات، وأفضل الممارسات والدروس المستفادة عبر الحدود.
أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي، أن التغير المناخي يشكّل تحدياً عالمياً يتطلب جهوداً مشتركة ومتواصلة من الجميع، مبيّناً أن منطقة دول المجلس تعدّ واحدة من أكثر مناطق العالم عرضة للتأثيرات الاقتصادية والبيئية المرتبطة بالتغيرات المناخية، وتواجه تحديات هائلة في مجال الطاقة، حيث يزداد الطلب على الطاقة بشكل مطرد، بينما تزداد أيضاً المخاطر المرتبطة بتغير المناخ.
كلام البديوي جاء خلال مشاركته في منتدى «تعزيز مستقبل الطاقة نحو مستهدفات الحياد الصفري»، تحت رعاية وحضور الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، أمير المنطقة الشرقية بالسعودية، وبتنظيم من هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقال البديوي: «نؤمن بأن هذه التحديات تمثل فرصاً واعدة، فمن خلال الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، تمكّنّا من خلق مستقبل أكثر استدامة وأمانٍ لأجيالنا القادمة».
وذكر البديوي أن «المنتدى سيسهم في تبادل الخبرات والأفكار والتجارب بين دول المجلس، وسيمهِّد الطريق لاتخاذ القرارات الحكيمة والمناسبة لتعزيز جهودنا المشتركة في مواجهة التحديات المناخية»، مؤكداً في الوقت ذاته أن دول مجلس التعاون لديها الإرادة والقدرات اللازمة لتحقيق أهدافها في مجال الطاقة المستدامة.
ولفت إلى أهمية هذا المنتدى الذي يأتي داعماً لجهود دول مجلس التعاون في التزاماتها تجاه الحياد الصفري والتغير المناخي، وذلك في وقت يعكس الأهمية المتزايدة التي توليها هذه الدول لقضايا الطاقة المستدامة وتغير المناخ، ويعكس التزامها بتحقيق مستهدفاتها في مجال الطاقة المتجددة والحياد الكربوني والحفاظ على البيئة.
وبيّن أن دول الخليج تسعى لتعزيز المشروعات المشتركة في دعم منظومة الابتكار والتطوير التقني في مجال الطاقة المتجددة والاستثمار في مشروعات الطاقة النظيفة، والتركيز على الاستثمار في رأس المال البشري وسلاسل الإمداد، وذلك لتحقيق مستهدفاتها في تخفيض انبعاثات الكربون وتحقيق الحياد الكربوني، وتوظيفاً للمقومات والإمكانات التي تحظى بها هذه الدول في الطاقة المتجددة لمواصلة دورها الحيوي في أمن إمدادات الطاقة، وتعظيمها للمردود الاقتصادي من هذا القطاع الواعد.
وشدّد على وجود كثير من العمل الذي يتعين القيام به، والاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة، وتطوير الشبكات الذكية، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، والحاجة إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة تحديات تغير المناخ.
انطلق، اليوم الأحد، ملتقى ومعرض الموارد البشرية والقوى العاملة، في نسخته السادسة بمركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات، بمشاركة أكثر من 100 عارض من كبرى شركات الموارد البشرية والاستقدام في المملكة، وحضور رسمي للبعثات الدبلوماسية والسفراء الأجانب لدى المملكة من 16 دولة أوروبية وآسيوية وأفريقية.
تأتي أهمية الملتقى من كونه التجمع السنوي الوحيد من نوعه في الشرق الأوسط، حيث يعكس محورية ودور الموارد البشرية في مختلف قطاعات التنمية، كما يعكس جانباً مما باتت تمثله الرياض من كونها عاصمة للفعاليات والمعارض النوعية، والتي تُوّجت بفوز المملكة باستضافة «إكسبو 2030».
ويصاحب الملتقى معرضٌ يجمع أهم الشركات في قطاع الموارد البشرية والقوى العاملة محلياً وعالمياً من 16 دولة، في منصة سنوية يلتقي خلالها العارضون مع مسؤولي الموارد البشرية في مختلف الجهات والتخصصات وقطاعات الأعمال والقطاع المنزلي، وكذلك استعراض الخدمات المقدَّمة للجمهور.
ويحظى الملتقى باهتمام عالمي بسبب مكانة المملكة المتقدمة في اجتذاب رأس المال البشري وفي مختلف التخصصات، حيث تُعد من بين أكثر دول العالم تحقيقاً لمستويات متقدمة في جاذبية سوق العمل، خاصة في ضوء المبادرات والبرامج والتنظيمات التي تستهدف رفع الجودة وتحسين الخدمات.
ويُعد الملتقى الوجهة الإقليمية الرئيسة لشركات الموارد البشرية والقوى العاملة، ومكاتب وشركات الاستقدام المحلية والدولية، وكذلك شركات الخدمات العمالية المسانِدة، والمنصات والخدمات والتطبيقات الإلكترونية والتقنية ذات العلاقة بقطاع الموارد البشرية، إلى جانب شركات الصيانة والتشغيل ومراكز التدريب العمالي.
ويستقبل الملتقى زواره يومياً لمدة 4 أيام، حيث يفتح أبوابه للجمهور، من الثانية عشرة ظهراً إلى العاشرة مساء.
سجّلت مستويات السيولة في منظومة الاقتصاد السعودي نمواً على أساس سنوي بنسبة 8.7 في المائة، لتبلغ أعلى مستوياتها عند 2.9 تريليون ريال (772 مليار ريال)، بنهاية شهر أغسطس (آب) الماضي، مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2023، البالغة 2.6 تريليون ريال، وذلك وفق ما أوضحته بيانات النشرة الإحصائية الشهرية للبنك المركزي السعودي (ساما).
كما نمت السيولة بنسبة 1.3 في المائة على أساس شهري، مقارنة بنهاية شهر يوليو (تموز) من نفس العام، البالغة حينها 2.8 تريليون ريال.
وقد حققت ارتفاعاً بنسبة 6.8 في المائة منذ بداية العام، حيث كانت عند مستوى 2.7 تريليون ريال بنهاية شهر يناير (كانون الثاني).
وباستعراض المكونات الأربعة لعرض النقود، بمفهومه الواسع والشامل، فقد سجلت الودائع تحت الطلب التي تُعد الأكبر مساهمة في إجمالي السيولة بنسبة 49.5 في المائة، وبمقدار 1.4 تريليون ريال، بينما سجّلت الودائع الزمنية والادخارية نسبة 32 في المائة.
وبلغت نسبة مساهمة الودائع الأخرى شبه النقدية مساهمة 10.8 في المائة، لتُعد ثالث أكبر المساهمين، وجاء رابعاً النقد المتداول خارج المصارف بمعدل 7.8 في المائة.
يشار إلى أن الودائع شبه النقدية تتكون من ودائع المقيمين بالعملات الأجنبية، والودائع مقابل الاعتمادات المستندية، والتحويلات القائمة، وعمليات إعادة الشراء (الريبو) التي نفذتها المصارف مع القطاع الخاص.
أظهر الملتقى الاقتصادي السعودي الإماراتي، الذي انطلقت أعماله الأحد في مقر اتحاد الغرف السعودية بالرياض، تطورات في حجم التبادل التجاري بين البلدين، ليصل ذلك إلى 915 مليار ريال (244 مليار دولار)، خلال السنوات العشر الأخيرة، من 2014 إلى 2023. في حين ارتفع في السنوات الثلاث الماضية، ليبلغ أعلى مستوياته بإجمالي 327.506 مليار ريال (87.3 مليار دولار)، ما يدل على أن العلاقات الاقتصادية مستمرة في النمو، مع وجود آلاف العلامات والوكالات التجارية والشركات المسجلة في البلدين.
وشهد الملتقى الاقتصادي السعودي الإماراتي حضوراً كبيراً من الوزراء والمسؤولين، في خطوة تهدف إلى توسيع العلاقات التجارية والاستثمارية، واستكشاف الفرص المتنوعة بين البلدين إلى مستوى أعلى.
ولفت وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم، إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين 25 في المائة، خلال الأعوام الخمسة السابقة، ليبلغ 113 مليار ريال (30 مليار دولار) بنهاية 2023، مقارنة بـ90 مليار ريال (24 مليار دولار) في 2019.
رصيد الاستثمار الأجنبي
وأضاف أن البلدين شهدا تحولات نوعية في مجال الاستثمار؛ نتيجة تطبيق السياسات والإجراءات الهادفة إلى تطوير وتحسين البيئة الاستثمارية.
ويوجد آلاف من العلامات التجارية والوكالات التجارية والشركات المسجلة في البلدين، تعمل في مختلف الأنشطة والقطاعات؛ مثل التعدين، وتجارة الجملة والتجزئة، والأنشطة العقارية، وغيرها.
ووفق الإبراهيم، مع نهاية العام الماضي حققت الإمارات نمواً إيجابياً في رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة، الذي بلغ نحو 111 مليار ريال (29.6 مليار دولار)، وهو ما يشكل ارتفاعاً بنسبة 15 في المائة مقارنة بعام 2022.
واستطرد الإبراهيم: «نرى اليوم نتائج ملموسة لما توافقنا عليه سابقاً من رؤية واضحة واستراتيجية طموحة للتعاون الاقتصادي بين البلدين».
رواد الأعمال
من جانبه، ذكر وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريّف، في كلمته، أن المملكة والإمارات تمتلكان مقومات واعدة لتعزيز التكامل في الصناعة والتعدين، متطلعاً للعمل سوياً لإطلاق مبادرات مشتركة لدعم رواد الأعمال، وتسهيل حصولهم على التمويل والتدريب.
وتطرق الخريّف إلى الصادرات السعودية للإمارات التي شهدت ارتفاعاً بمعدل سنوي تجاوز 9 في المائة، وبلوغها نحو 31 مليار ريال في العام الحالي.
مجتمع الأعمال
بدوره، أفصح وزير الاقتصاد بدولة الإمارات عبد الله المري، عن بلوغ قيمة تدفقات الاستثمارات الإماراتية إلى المملكة 15.7 مليار درهم، مؤكداً أن الملتقى يعد منصة حوارية لمواصلة تعزيز الشراكة الاقتصادية التي تجمع البلدين، ودفعها لتحقيق مستويات أكثر تقدماً، مع تمكين مجتمعي الأعمال لاستكشاف فرص النمو الواعدة في البلدين.
وشدّد المري على دور القطاع الخاص بصفته شريكاً رئيسياً لحكومتي البلدين لتحقيق رؤيتهما المستقبلية، وأن ما يشهده العالم اليوم من تحديات وتغيرات في المشهد الاقتصادي يؤكد أن هناك حاجة لتعزيز قنوات الشراكة.
وطبقاً لوزير الاقتصاد، فإن السعودية والإمارات بوصفهما أكبر اقتصادين عربيين، تمتلكان إرادة سياسية، ومقومات اقتصادية وتجارية واستثمارية ضخمة، وقواسم مشتركة في رؤيتهما للتنمية الاقتصادية، مما يؤهلهما لمواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص تصنع المستقبل.
وتحدّث أيضاً عن دولته التي تعد الشريك التجاري الأول خليجياً وعربياً والثاني عالمياً للسعودية، كما جاءت المملكة في المرتبة الأولى خليجياً وعربياً والرابع عالمياً بصفتها شريكاً تجارياً للإمارات.
وأشار المري إلى بلوغ قيمة التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين 137 مليار درهم خلال 2023، في حين وصلت المبادلات التجارية غير النفطية إلى 75 مليار درهم خلال النصف الأول من العام الحالي، محققة نمواً بأكثر من 18 في المائة، مقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2023.
كما شهد عام 2023 نمواً في التدفقات الاستثمارية الإماراتية إلى الأسواق السعودية بأكثر من 15.7 مليار درهم، محققة نمواً نسبته 6 في المائة مقارنة بعام 2022.
وبلغ الرصيد التراكمي للاستثمارات السعودية في الأسواق الإماراتية 6.5 مليار دولار حتى نهاية 2022، لتحل السعودية في المرتبة الرابعة ضمن قائمة الدول الأكثر استثماراً في الإمارات، وفق الوزير المري.
القطاع السياحي
وشرح كذلك أهمية القطاع السياحي، وأنه يمثل أحد أهم القطاعات الرئيسية في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث تعد السعودية من الدول المصدرة للسياحة في دولة الإمارات، كاشفاً عن تجاوز عدد زوار المملكة إلى الإمارات 1.7 مليون سائح خلال العام الماضي، وأنه يوجد ما يقارب 400 رحلة طيران أسبوعياً بين البلدين، وأن العمل حالياً مع دول مجلس التعاون الخليجي لإصدار التأشيرة السياحية الموحدة التي من المتوقع إطلاقها قريباً.
وأكد المري أن حكومة الإمارات أدركت أهمية تنويع اقتصادها الوطني، وتقليل اعتمادها على الموارد النفطية، حيث وصلت مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي إلى 75 في المائة، كما تبنت سياسات وتشريعات اقتصادية تنافسية من خلال إصدار وتعديل أكثر من 30 تشريعاً خلال السنوات الأربع الماضية، ومن ضمنها تعديل قانون الشركات التجارية الذي يسمح بالتملك الأجنبي للشركات بنسبة 100 في المائة.
اجتماع مشترك
من جهته، قال رئيس مجلس الأعمال السعودي الإماراتي عبد الحكيم الخالدي، إن الشراكة الاقتصادية مع الإمارات قوية ومتنامية، ويشمل ذلك التعاون التجاري والاستثماري في معظم القطاعات الحيوية.
أما نائب رئيس اتحاد الغرف السعودية فايز الشعيلي، فيرى أن الملتقى سيكون داعماً لتحقيق الأهداف، والخروج بتوصيات عملية قابلة للتنفيذ، وسيسهم في خلق بيئة عمل جاذبة لنمو التجارة والاستثمار، مفصحاً في الوقت ذاته عن وصول حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الماضي إلى نحو 30 مليار دولار، مع السعي إلى مزيد من النمو في العلاقات التجارية والاستثمارية.
من جانب آخر، عقد مجلس الأعمال السعودي الإماراتي المشترك، برئاسة عبد الحكيم الخالدي، وعلي الظاهري، اجتماعاً ناقش خلاله إقامة شراكات للوصول إلى الأسواق الخارجية، وتنشيط التجارة البينية والصادرات، وتوحيد المواصفات والتصنيف للمنتجات والشركات.
أعلن الأمين العام لإتحاد المصارف العربية الدكتور وسام فتوح بعد المؤتمر الذي عقده الإتحاد في البنك الإحتياطي الفدرالي الأميركي في نيويورك، بمشاركة وزارة الخزانة الأميركية ومجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا (مينافاتف)، «أن لبنان سوف يدرج على اللائحة الرمادية والقرار سوف يصدر خلال الأسبوع المقبل أو بعده».
وأشار د. فتوح إلى «أن ذلك قد تكون فرصة جيدة للضغط وبدء العمل الفعلي والجدّي للحكومة اللبنانية للقيام بالإصلاحات المصرفية والإقتصادية المطلوبة، رغم التحدّيات الكبيرة التي تواجه هذه الحكومة حالياً جرّاء العدوان الغاشم على لبنان».
وأكد د. فتوح أنه «بناء على جهود كبيرة قام بها مصرف لبنان المركزي، فإن معظم المصارف الأميركية المراسلة ستُبقي التعامل مع المصارف اللبنانية، لكن يوجد تحدّ حقيقي بإستمرار وإبقاء التعامل مع المصارف الأوروبية»
أكّد مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدوليّ جهاد أزعور أنّ لبنان يحتاج إلى دعم المجتمع الدوليّ، لتخفيف الأزمة الاقتصادية التي يُعانيها، خصوصًا عبر تقديم “هبات” والدفع نحو تسوية للوضع الذي يشهده جراء النزاع الحالي بين إسرائيل و”حزب الله”.
وشدد أزعور في مقابلة مع وكالة فرانس برس على أنّ “الأولوية تتمثل في حماية الأرواح وإنقاذ سُبل عيش الناس، وأيضًا في تقديم مساعدات إنسانية كافية للأشخاص الذين فقدوا كل شيء”.
ونزح نحو 1,2 مليون شخص، أي ربع سكان لبنان، جراء التصعيد الحالي.
ودعا أزعور، المجتمع الدولي إلى وضع حد للنزاع الدائر في كل من غزة ولبنان وتوفير المساعدات اللازمة للتعامل مع الأزمة الإنسانية “الهائلة” التي يشهدانها.
وقال: “نحض المجتمع الدولي وأصدقاء لبنان على تقديم تبرعات لهذا البلد الذي كان يعاني في الأساس وضعا اقتصاديًا صعبًا جدًا حتى قبل اندلاع الحرب الراهنة.”
وأضاف: “ندعو المجتمع الدوليّ إلى بذل كل ما في وسعه لوضع حد للنزاع والحد من معاناة السكان.”
وتشير تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائيّ إلى أنّ الاقتصاد اللبنانيّ سيخسر 9,2% من ناتجه المحليّ الإجماليّ مقارنة بما كان ليكون عليه وضعه من دون النزاع، فيما لم ينشر صندوق النقد الدولي أي توقعات للنمو في البلاد في عامي 2024 و2025.
ووفقا لأزعور فإنّ الأسباب التي تمنع توقّع مسارات نمو الاقتصاد اللبناني في الظرف الراهن، هي “وجود دمار كبير في البنية التحتية، وأضرار كبيرة جدا لحقت بمنطقة زراعية (جنوب البلاد)، ووقوع خسائر في الأرواح وتدمير وسائل إنتاج، وفي شكل أعمّ تعطُّل النشاط الاقتصادي”.
وعلى صعيد أكثر شمولا، خفّض صندوق النقد توقّعاته للمنطقة ككلّ، بمقدار 0,6 نقطة مئوية مقارنة بتقديراته السابقة التي نشرها في نيسان/أبريل. وأرجع سبب هذا الخفض، بشكل رئيسي، إلى تداعيات النزاعات الدائرة في غزة ولبنان.
لكنّ التداعيات الاقتصادية المباشرة لهذين النزاعَين، خارج الأراضي الفلسطينية ولبنان، تتفاوت بشكل كبير، وقد تمكّنت دول المنطقة بشكل عام من تخفيفها، وفقا لأزعور.
غير أنّ “الأردن تأثّر بانخفاض السياحة، وهي مشكلة لم تُعانيها مصر التي تواجه من جهتها انخفاضا في إيرادات قناة السويس بنسبة 70%”، وهو ما يُمثّل ربحا فائتا للحكومة المصرية بقيمة تتراوح بين 6 و7 مليارات دولار.
وأوضح أزعور أنّ البلد الآخر الذي تضرّر هو سوريا، لكنّ صندوق النقد الذي لم ينشر تقييما عن هذا البلد منذ 15 عاما “لا تتوافر لديه البيانات اللازمة” لرسم صورة دقيقة لهذه التداعيات.
وأشار أزعور إلى أنّ وضع مصر يُتيح لها التعامل مع هذه الصدمة الجديدة، ولا سيّما بفضل البرنامج الحالي لصندوق النقد والذي رُفِعَت قيمته “من 3 إلى 8 مليارات دولار في نيسان، تحديدًا لمساعدتها على مواجهة” التطورات.
اشار تقرير بنك الكويت الوطني الى انه من المتوقع أن يشهد النمو الاقتصادي في السعودية تسارعاً ملحوظاً في عام 2025 بفضل تعافي إنتاج النفط وزيادة الاستثمار والاستهلاك الخاص، إلا أن التوقعات تشير إلى أن عجز المالية العامة سيتفاقم في العام ذاته.
ورجح التقرير أن يرتفع معدل الإنفاق بما يتسق مع الأهداف الطموحة لخطة التنمية الحكومية، في حين أن العائدات النفطية ستتراجع على خلفية الافتراضات المتعلقة بانخفاض الأسعار، رغم الزيادة المتوقعة في الإنتاج وفقاً لسياسة منظمة الأوبك وحلفائها.
واضاف: كما يمثل الارتفاع المتوقع على صعيد الاستثمار الأجنبي المباشر والسياحة، نتيجة للإصلاحات الجارية واستضافة الفعاليات الترفيهية، فرصة كبيرة لتعزيز التوقعات الاقتصادية. ومع ذلك، تبقى المخاطر السلبية قائمة، لا سيما تلك المتعلقة بتباطؤ الإنفاق على المشاريع وتراجع أسعار النفط بشكل أكبر من المتوقع.
نمو القطاع الخاص
واوضح انه من المرجح أن تستقر معدلات النمو غير النفطي في عام 2024 (%3.7 على أساس سنوي) قبل أن تتسارع وتيرته لنحو %4.2 في عام 2025، لافتا الى ان نشاط القطاع الخاص شهد نمواً ملحوظاً (+%4.2 في النصف الأول من عام 2024)، مدعوماً بقراءة مؤشر مديري المشتريات التي تشير إلى توسع الأعمال بقوة، ومن المتوقع استمرار هذا الزخم بفضل الإصلاحات الحكومية والسياسة المالية التوسعية، بما في ذلك زيادة الإنفاق الاستثماري في الموازنة الحكومية، إلى جانب تركيز صندوق الاستثمارات العامة على مشاريع التنويع، فضلاً عن انخفاض أسعار الفائدة.
وزاد: يتوقع أن تساهم الإصلاحات الأخيرة في تبسيط وترشيد إجراءات الأعمال وجذب حجم أكبر من الاستثمار الأجنبي المباشر في المستقبل، ما قد يلعب دوراً أكثر أهمية في تحقيق أهداف رؤية 2030 في ظل الضغوط المالية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط. ومن الجوانب الحيوية المؤثرة في مسيرة النمو، يبرز دور الائتمان المصرفي، خاصة إقراض قطاع الأعمال، بنمو بلغت نسبته %9.3 و%12 على أساس سنوي في أغسطس، على التوالي.
وافاد أن تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للاستثمار من شأنه تعزيز مكاسب الإنتاج للعديد من القطاعات، بما في ذلك التصنيع والتجارة والسياحة، خاصة القطاع الأخير الذي يعتبر من أسرع القطاعات نمواً في السنوات الأخيرة (+%6.4 على أساس سنوي في النصف الأول من عام 2024) وكان من أبرز القطاعات المساهمة في توفير فرص العمل. من جهة أخرى، انخفض معدل البطالة بين المواطنين السعوديين إلى مستوى قياسي جديد بلغ %7.1 في أغسطس، مقابل %7.7 بنهاية 2023.
عجز المالية
اضاف التقرير انه من المتوقع أن يتسع عجز المالية العامة ليصل إلى ما نسبته %3.5 من إجمالي الناتج المحلي في عام 2025، مقابل %2.7 في عام 2024، نتيجة لمزيج من العوامل التي تتضمن انخفاض الإيرادات النفطية وزيادة النفقات. كما يتوقع أن تتراجع العائدات النفطية، إذ سيتجاوز تأثير الانخفاض المتوقع في أسعار النفط في عام 2025 الزيادة المتوقعة في صادرات النفط السعودية بعد أن تبدأ منظمة الأوبك وحلفاؤها في إنهاء خفض حصص الإنتاج. ومن المرجح أن تستمر وتيرة الإنفاق القوي على المشاريع بتمويل من صندوق الاستثمارات العامة، حتى مع افتراض انخفاض أسعار النفط.
◄ آفاق اقتصادية إيجابية
افاد الوطني ان توقعات السيناريو الأساسي تشير بقوة إلى استمرار تقدم الاقتصاد بوتيرة إيجابية، بدعم من استمرار جهود الإصلاح والاستثمار في السعودية، ما يترجم على هيئة مكاسب ملحوظة في الإنتاج والتوظيف عبر قطاعات اقتصادية إستراتيجية متعددة. ورغم ذلك، فإن المخاطر ما تزال قائمة، إذ يمكن أن يؤثر الصراع المتصاعد بين الكيان المحتل وإيران بشكل متزايد على آفاق المنطقة الاقتصادية، ما يعتبر أحد أبرز المخاطر في الوقت الحالي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي انخفاض أسعار النفط بوتيرة أكثر حدة، أو تباطؤ غير متوقع في معدلات الاستثمار وتنفيذ المشاريع إلى تأثيرات سلبية.
◄ توسيع نطاق التأشيرات السياحية يعزز النمو
اوضح التقرير انه من المحتمل أن تساهم الإصلاحات المواتية لأنشطة الأعمال في تعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر، بينما قد يساهم توسيع نطاق برنامج التأشيرات السياحية (بما في ذلك التأشيرة الموحدة لدول الخليج) في تعزيز نمو السياحة.
◄ التضخم تحت السيطرة
لفت التقرير الى ان التوقعات تشير إلى أن انخفاض معدل البطالة، وارتفاع أسعار الغذاء العالمية، والانتعاش المتوقع للنشاط غير النفطي، عوامل ستؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم في عام 2025، إلا أنه من المرجح أن يساهم تصاعد التنافسية في الحفاظ على الضغوط التضخمية عند مستويات محدودة. كما قد تتراجع معدلات نمو إيجارات المساكن، التي كانت المحرك الرئيسي للتضخم مؤخراً، إذ من المحتمل أن يشجع انخفاض تكاليف الاقتراض على التحول من الإيجار إلى الطلب على الرهن العقاري.
أكد تقرير حديث لوكالة رويترز أن دبي نجحت على مدى العقدين الماضيين في بناء مكانة جعلتها «المركز المالي الأول في المنطقة»، بفضل ما تتمتع به من عوامل جذب؛ مثل الضرائب المنخفضة، واستفادتها من النمو الاقتصادي السريع في المنطقة.
وأشار التقرير إلى أنه على مستوى العالم، جاءت دبي في المرتبة السادسة عشرة في أحدث إحصاء لمؤشر المراكز المالية العالمية، في حين جاءت أبوظبي في المرتبة 35، لتحتل الإمارتان المركزين الأول والثاني على الترتيب في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وخلال السنوات القليلة الماضية عززت أبوظبي، جهودها لتنويع اقتصادها معتمدة على ثرواتها الضخمة وصناديقها السيادية التي تدير مجتمعة ما يقرب من تريليوني دولار لتعزيز النمو غير النفطي.
وقال رايان ليماند، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة «نيوفيجن» لإدارة الثروات، وهي شركة لإدارة الصناديق والاستشارات الاستثمارية مقرها أبوظبي: «لقد تغير الوضع تماماً خلال العام الماضي. كان هناك تدفق لمديري الأموال وصناديق التحوط والاستثمارات البديلة وما إلى ذلك».
وأسس البعض بالفعل أعمالاً في دبي وأبوظبي، للحصول على أفضلية مقارنة بأولئك الذين يأتون من لندن أو نيويورك أو هونج كونج لمحاولة الحصول على دعم للأعمال الجديدة.
وكان ليماند يتحدث قبيل قمة إدارة الاستثمار البديل التي عقدت في دبي، واستقطبت مئات المؤسسات من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك أسماء مثل «بريفان هاوارد» و«جيه.بي مورجان لإدارة الأصول». وقال مسؤول إدارة الثروات والأصول في مركز دبي المالي العالمي في مؤتمر الاستثمار البديل، إن المركز يضم حالياً أكثر من 420 شركة لإدارة الثروات والأصول تعمل في المدينة، فيما أظهرت البيانات الصادرة في نهاية يونيو أن هناك 112 شركة لصناديق استثمار مسجلة في أبوظبي.
وبحسب بيانات سوق أبوظبي العالمي، المركز المالي بالمدينة، تم إصدار موافقات مبدئية لنحو 12 آخرين من مديري الأصول وصناديق التحوط. وتعد أبوظبي أغنى مدينة في العالم من حيث الأصول التي تديرها صناديق الثروة السيادية، إذ تبلغ قيمتها 1.7 تريليون دولار. بينما تدير مثل هذه الصناديق في دبي أصولاً بقيمة 500 مليار دولار تقريباً، وفقا لتقرير صادر عن منصة تتبع صناديق الثروة السيادية العالمية «جلوبال إس.دبليو.إف» في وقت سابق من هذا الشهر.
وبالنسبة لكلا المركزين، تشكل سهولة ووضوح القواعد التنظيمية عامل جذب رئيساً للمستثمرين الماليين.
وقال براندون روبنسون، نائب رئيس قسم الأسواق الخاصة في «جي.بي مورجان لإدارة الأصول»: «البيئة التنظيمية مواتية للغاية».
وتطمح الإمارات إلى أن تصبح مركزاً عالمياً في قطاع العملات المشفرة، مع وجود الهيئة التنظيمية للقطاع الناشئ العاملة في دبي منذ عام 2022، وهو ما يجذب أيضاً لاعبين جدداً.
وتفتقر الولايات المتحدة إلى هيكل تنظيمي شامل، في حين تدخل قواعد الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ هذا العام، وهو ما يضع الإمارات في مرتبة متقدمة على مراكز مالية عالمية.
وقال رايان تايلور، رئيس قسم الامتثال في صندوق التحوط «بريفان هاوارد»، خلال قمة الاستثمار البديل، إن الصندوق يجري قدراً كبيراً من تداولاته في العملات المشفرة من الإمارات.
وتعمل المدينتان على تعزيز السياحة والاستثمار العقاري، وبالنسبة للبعض فإن دبي لا تزال في المقدمة نظراً لما تتمتع به من سجل أطول في جذب التمويل الدولي وأنشطة ترفيهية.
ونظراً لوجود أطول ناطحة سحاب في العالم بالمدينة، فإن دبي أكثر تميزاً من حيث عدد الأماكن السياحية والمطاعم الراقية، وكما وصفها أحد خبراء صناديق التحوط فإن المركز المالي في المدينة «ينبض بالحياة».
تبوأت الإمارات مرتبة الصدارة عالمياً ضمن تصنيف أكثر الدول المستقرة اقتصادياً للعام 2024، والذي يندرج تحت مؤشر «أفضل دول العالم» الصادر أخيراً عن «يو إس نيوز».
وجاء تصنيف الدول في المنحى الاقتصادي على أساس تكاليف التصنيع المنخفضة، البيئة الضريبية المواتية، تقليص البيروقراطية، عدم وجود فساد، وشفافية الممارسات الحكومية.
واحتلت الدولة المركز 16 ضمن 89 دولة ضمن المؤشر العام «أفضل دول العالم 2024» بعد استيفاء متطلبات عدة من بينها، أن تكون ضمن أعلى 100 دولة في الناتج الإجمالي أي عام من 2018 إلى 2022، ومن بين أعلى 100 دولة في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر أي عام من 2018 إلى 2022، وفق بيانات البنك الدولي.
لم يبق على التصويت لاختيار الرئيس الأميركي القادم سوى أيام، والعالم في انتظاره لما للولايات المتحدة من دور هو الأهم والأكبر في توازن العالم الذي شهد الغرائب في ظل مواقف الإدارة الأميركية الحالية، ومع استمرار النزاع في أوكرانيا والشرق الأوسط، ربما يشهد العالم في عام 2025 (تظل احتمالات ولكن واردة) بداية توترات جيوسياسية جديدة في مناطق عدة وإلى اشتعال نزاعات قد تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي.
في منطقة آسيا والمحيط الهادئ – على سبيل المثال – نجد أن الخلافات الإقليمية تتصاعد بسبب النزاع السيادي في بحر الصين الجنوبي والشرقي بين الصين التي وسعت من تواجدها العسكري من جهة والفلبين وفيتنام الرافضتين لما يحصل، خاصة أنها مناطق غنية بالموارد الطبيعية مثل النفط والغاز، وأيضا بين الصين واليابان (بسبب جزر “سينكاكو” ومشاعر العداء التاريخية والقومية المتصاعدة)، وربما تتفاقم التوترات بين الصين وتايوان، وهذه الحالة يمكن لها أن تعطل سلاسل الإمداد العالمية، خاصة في الصناعات التكنولوجية مثل أشباه الموصلات، وتباعا سترتفع تكاليف الإنتاج، وزيادة التضخم، وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
وقريبا منها نجد احتمالية لزيادة التوترات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، والمدفوعة بالقلق الحاصل من برنامج بيونغ يانغ النووي، وهذا قد يؤدي إلى نزاع إقليمي، وكنتيجة سيكون هناك تأثير على الأسواق المالية في آسيا، مع تعطيل للتجارة الإقليمية، ومن الطبيعي أن ينعكس هذا الوضع على الأسواق العالمية كنتيجة لانخفاض الثقة وزيادة التقلبات.
أما في القارة السمراء، فإن منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا تتدافع فيها النزاعات الداخلية والإرهاب خاصة في نيجيريا، وإثيوبيا، والكونغو، مما سيؤدي إلى اضطرابات اقتصادية وانخفاض الاستثمارات الخارجية فيها، وانخفاض الإنتاج الزراعي، واضطراب أسواق السلع الأساسية، خاصة المعادن والموارد الطبيعية.
حتى أميركا اللاتينية ليست في منأىً عن التوترات السياسية والاقتصادية التي قد تؤدي إلى اضطرابات داخلية في دول مثل فنزويلا، والأرجنتين، والبرازيل، فأزماتها الاقتصادية في تصاعد وهذا يرفع من التوتر الاجتماعي والاضطرابات، مما قد يؤدي إلى ارتباكات في سوق الطاقة والغذاء، حيث أن هذه المنطقة مصدر مهم جدا للموارد الزراعية والنفطية.
التأثيرات المحتملة على الاقتصاد العالمي في 2025 – كنتيجة لما يمكن أن يحصل – ستنعكس في شكل المزيد من التقلبات في الأسواق المالية والذي سيفضي إلى تراجع في ثقة المستثمرين ومن ثمّ تباطؤ الاستثمارات، وأيضا سيشهد العالم ارتفاعا في أسعار السلع والطاقة بسبب تواجد النزاعات في مناطق الإنتاج الرئيسية التي قد تتعطل الإمدادات فيها، وهذا الارتفاع في الأسعار يعني زيادة في التضخم، وبكل تأكيد ستزداد النفقات العسكرية لهذه الدول وغيرها من الدول المتواجدة في نطاق هذه المناطق على حساب تنمية قطاعاتها الاجتماعية والاقتصادية الأخرى، وهذا يعني مزيدا من ضغوط الديون العامة.
الاحتمالات التي يمكن لها أن تجعل 2025 سنة اقتصادية حرجة واردة، لأن مثل هذه النزاعات الجديدة ستزيد من التحديات العالمية وتعمق أزماتها القائمة، ولذلك فإن العالم ينتظر مجيء الرئيس الأميركي الجديد – الذي سيقدمه الناخب الأميركي للعالم في غضون أيام معدودة من الآن – بجدية، لأهمية دوره في نزع فتيل التوترات المحتملة.
قال مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، جهاد أزعور، إن الاقتصاد المصري تعرض لعدد من الصدمات الخارجية خلال السنوات الأربعة الأخيرة، ويتم العمل على تخفيف تأثير هذه الصدمات من خلال برنامج تم تصميمه للتعامل مع الظروف الصعبة.
وأضاف أزعور خلال مؤتمر صحفي عن آفاق الاقتصاد الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن الصندوق يتوقع انخفاض التضخم بشكل كبير خلال الفترة المقبلة رغم ارتفاعه في المدى القصير بسبب بعض الإجراءات الإصلاحية.
وذكر أن السلطات المصرية تتعامل مع العديد من التحديات وعلى رأسها التضخم، موضحاً أن السياسات النقدية في مصر أولوية لتخفيف آثار الإصلاح على القطاعات الأضعف، وأيضاً إلى أهمية الحفاظ على مرونة سعر الصرف.
وقال أزعور أن تحقيق الاقتصاد المصري المزيد من النمو يكون عبر السماح للقطاع الخاص بتنفيذ المشروعات وتوفير فرص العمل، والمنافسة.
وأضاف أنه تم رفع حجم برنامج التعاون مع مصر من قبل لمواجهة تأثير حجم الصدمات بسبب ما يحدث من الصراع في المنطقة، وأن حجم البرنامج الحالي والبالغ ثمانية مليارات دولار لا يزال مناسباً.
وأشار إلى أن هناك بعض الإجراءات الإصلاحية التي لها تأثير اجتماعي ويتبقي مواجهتها بإجراءات أخرى على مستوى الحماية الاجتماعية، وأن من بين أولويات الصندوق تقييم مدى فاعلية برامج الحماية الاجتماعية.
وأشار إلى ضرورة زيادة تصاعدية النظام الضريبي في مصر، والمزيد من برامج الحماية، والصندوق يعمل على هذه النقاط ضمن البرنامج، وتم تصميم البرنامج ليراعي أن العالم معرض للصدمات.
وذكر أزعور أن برامج التعاون مع الصندوق في حالة مصر وكذلك الأردن تقدم درجة من الاستقرار في ظل حالة عدم اليقين بالمنطقة.
وأضاف أن الحرب في غزة أثرت على الاقتصاد الأردني لكن المملكة حافظت على النمو، وأن الصراع في لبنان خاصة والشرق الأوسط عامة زاد من حالة عدم اليقين.
وقال أزعور إن دول مجلس التعاون الخليجي تمكنت في الأعوام الماضية من التكيف مع مجموعة من التحديات التي يمر بها العالم، والمحافظة على مستويات مقبولة من النمو.
وأضاف أن معدلات النمو على مستوى دول المجلس من المتوقع أن تصل إلى 1.2% في العام 2024، وإلى 4.2% في العام 2025، وذلك اعتماداً على تطور الاقتصاد غير النفطي خاصة بعض القطاعات مثل التكنولوجيا، وتنويع مصادر دخل الاقتصادات.
وذكر أنه من المتوقع أن ينمو الاقتصاد السعودي بنسبة 1.5% في العام 2024 مقابل انكماش بنسبة 0.2%، وفي عام 2025 متوقع أن يصل النمو إلى 4.6% بسبب تطور الاقتصاد غير النفطي والعودة التدريجية لمستويات الإنتاج من خلال وقف خفض إنتاج أوبك+.
وقال إن الإصلاحات السعودية ضمن “رؤية 2030” أسهمت في حماية الاقتصاد رغم التراجع النفطي، موضحاً أن الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية ليس مرتفعاً لأسباب داخلية وخارجية على رأسها ما يحدث في المنطقة.
أكد معالي رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور محمد الجاسر التزام البنك بتعميق التعاون مع صندوق النقد الدولي, وحث على ابتكار خطط تمويلية تسهل نمو صناعة التمويل الإسلامي, وتعزيز التعددية في مجال التنمية.
وشدد معاليه أن مجموعة البنك الإسلامي للتنمية تشجع الحوكمة القوية والتوافق التنظيمي الذي من شأنه أن يسهل إطلاق العنان للإمكانات الكاملة للتمويل الإسلامي، وتعزيز الاستقرار والمرونة في الأسواق المالية مع دعم النمو الاقتصادي الشامل.
جاء ذلك خلال اجتماع المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا, مع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية ورؤساء المؤسسات المالية الإقليمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي لعام 2024 ، المنعقدة حاليًّأ في واشنطن.
واقترح رئيس البنك الإسلامي للتنمية، إعادة التوازن في حصص التمويل من شأنه أن يعكس الأهمية المتزايدة للأسواق الناشئة والبلدان النامية في الاقتصاد العالمي.
وشارك معاليه، العديد من التوصيات والرؤى التي تضمنت إنشاء عملية إعادة هيكلة ديون أكثر كفاءة وشفافية, وتطوير أطر شاملة لمساعدة البلدان على التنقل بين الابتكارات المالية المبتكرة؛ وموازنة المسؤولية المالية مع الحاجة إلى تعزيز النمو الشامل.
وأضاف أن هذه التحديات تتطلب تسهيل حصول الاقتصادات الضعيفة على التمويل على نحو أكثر توازنًا, وتطوير نماذج أكثر تطورًا للكشف عن المخاطر, وتعزيز قدرات المراقبة من أجل الكشف بشكل أفضل عن الأزمات الاقتصادية المحتملة.
انتقدت جمعية المصرفيين السويسريين، الخميس، خطط الحكومة لفرض متطلبات رأسمالية أكثر صرامة على بنك «يو بي إس» بعد انهيار «كريدي سويس» في عام 2023، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات قد تضر بالقدرة التنافسية للقطاع المالي في البلاد.
ووضعت الحكومة السويسرية في أبريل (نيسان) خططاً لتشديد متطلبات رأس المال على «يو بي إس» وثلاثة بنوك كبيرة أخرى في سويسرا؛ بهدف تعزيز قوة القطاع المالي، وفق «رويترز».
لكن جمعية المصرفيين السويسريين أكدت أن المتطلبات الحالية لرأس المال للبنوك السويسرية المهمة من الناحية النظامية، بما في ذلك «يو بي إس»، كافية. وأشارت الجمعية إلى دعمها التدابير المستهدفة التي تهدف إلى تحسين استقرار النظام المالي السويسري، لكنها أكدت على ضرورة مراعاة المبادئ الأساسية والتناسب.
وقالت الجمعية في بيان: «نحن ننتقد بشدة بعض التدابير بشكل عام. أولاً، يجب تقييم التدابير المتعلقة برأس المال النقدي بشكل شامل، ويجب ألا تقيد القدرة التنافسية بشكل غير مبرر».
وتشمل مقترحات الحكومة تعزيز متطلبات رأس المال للشركات الأجنبية التابعة للبنوك. وأوضحت الجمعية أنه رغم أن ذلك قد يتيح مزيداً من المرونة في الأزمات، فإنه قد يضع البنوك في موقف غير مؤات؛ مما يستلزم «معايرة» هذه التأثيرات بعناية.
وما زال غير واضح مقدار رأس المال الإضافي الذي قد تحتاج «يو بي إس» إلى الاحتفاظ به، حيث أشارت الحكومة إلى أن المبلغ قد يتراوح بين 15 مليار دولار و25 مليار دولار.
كما عارض «يو بي إس» متطلبات رأس المال الأعلى، حيث صرح رئيس مجلس إدارته كولم كيليهر الشهر الماضي، بأن مثل هذه الخطوة قد تضر بمكانة سويسرا بصفتها مركزاً مالياً.
وتسعى سويسرا لتنفيذ هذه التدابير بسرعة، مع تقديم حزمتين للتنفيذ في النصف الأول من عام 2025. وتشارك الجمعية في عملية التشاور مع الحكومة بشأن هذه التدابير.
وفي تقييمها للخطط، أشارت الجمعية أيضاً إلى أن المقترحات لتوسيع صلاحيات الهيئة الرقابية المالية السويسرية (فينما)، بما في ذلك منحها سلطة فرض الغرامات والتدخل المبكر في البنوك، تحتاج إلى «فحص نقدي» دقيق.
كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة «بريكس» المنعقدة في مدينة قازان الروسية، عن ورقة نقدية رمزية تحاكي عملة المجموعة، تتضمّن رسوماً تشير إلى العمل المشترك في إطار المجموعة.
وترمز الورقة النقدية التي تحمل أعلام البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، إلى الطموحات الجماعية لهذه الدول، في إطار استكشاف بدائل للدولار الأميركي في المعاملات عبر الحدود.
ويسلط هذا التطور الضوء على الجهود المتزايدة داخل مجموعة «بريكس» لإنشاء نظام اقتصادي أكثر استقلالية، وأقل اعتماداً على الهياكل المالية الغربية.
وذكر السكرتير الصحافي لـ«الكرملين» دميتري بيسكوف، أن بوتين اطلع على الورقة في قمة المجموعة، وقال: «الرئيس الروسي بعد مشاهدته الورقة الرمزية عرضها مبتسماً على الوزراء في الحكومة الروسية وسلّمها إلى رئيسة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا». وأوضح بيسكوف أن الورقة تحمل معنى رمزياً يشير إلى «العمل المشترك الذي يجري تنفيذه في إطار (بريكس)»، مشيراً إلى أن جهة روسية -إما غرفة التجارة والصناعة وإما جهة أخرى- هي التي طبعت الورقة الرمزية.
قابلية إصدار عملة موحدة
ولكن هل يمكن لمجموعة «بريكس» أن تكون لها عملتها الورقية الخاصة مثل عملة اليورو المشتركة بين دول الاتحاد الأوروبي؟
قد تكون عملة «بريكس» الورقية ممكنة؛ لكنها عملية تستغرق سنوات من التحضير، حيث تتطلّب إنشاء بنك مركزي جديد واتفاقاً بين الدول الأعضاء في «بريكس» على التخلص التدريجي من عملاتها السيادية الخاصة بها. ومن المرجح أن تحتاج أيضاً إلى دعم صندوق النقد الدولي؛ لتكون العملة ناجحة على الصعيد الدولي، وهو ما ترفضه المجموعة في الأصل؛ إذ إنها تتهم الصندوق بأنه أداة تعمل لمصلحة الغرب.
كما تحتاج العملة الورقية إلى أن تكون مغطاة بالذهب بوصفه وسيلة لإبراز قوتها. ويتحدث محللون في هذا الإطار عن أنها يفترض أن تكون مغطاة بالذهب بما نسبته 40 في المائة، مقابل 60 في المائة من عملات دول «بريكس».
ولكن، نظراً إلى أن الصين هي أكبر اقتصاد في مجموعة «بريكس» -إذ إنها تمثّل وحدها 69 في المائة من إجمالي الناتج المحلي لـ«بريكس»- فمن المفترض أن تهيمن عملة اليوان على سلة العملات؛ الأمر الذي سيخلق اختلافاً كبيراً بين الأعضاء، خصوصاً الهند التي لا يتوقع تأييدها لهذا الحل في ضوء علاقاتها غير المثالية مع الصين.
من هنا، يرى محللون أن عملة «بريكس» لن تكون عملة في حد ذاتها، بمعنى أنها لن تتخذ شكلاً مادياً، إنما ستكون افتراضية. ومن المرجح أن تُستخدم حصرياً على منصة الدفع المسماة «إم بريدج».
و«إم بريدج» هي منصة مدفوعات تجريبية طوّرها بنك التسويات الدولية، إلى جانب البنوك المركزية في الصين وهونغ كونغ وتايلاند والإمارات العربية المتحدة، وستعمل بوصفها بوابة للتسويات بالعملات الرقمية للبنوك المركزية.
وفي حالة «بريكس» ستعمل «إم بريدج» بديلاً لمنصة الدفع الأكثر استخداماً اليوم، المسماة نظام جمعية الاتصالات المالية بين البنوك العالمية (سويفت).
صندوق النقد الدولي
وفي تعليقها على المعلومات الواردة عن نظام المدفوعات البديل عبر الحدود المقترح من «بريكس»، قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، إنها تحتاج إلى رؤية مزيد من التفاصيل عن النظام لتحديد تأثيره، لكنها رفضت أي تهديد محتمل لصندوق النقد الدولي. وقالت في مؤتمر صحافي بواشنطن حيث تُعقد الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين بالتزامن مع قمة «بريكس» في قازان، إن «فكرة وجود نظام مدفوعات لمجموعة من الدول ليست جديدة. ما نحتاج إلى رؤيته هو مزيد من التفاصيل. ما هو موجود في هذه الفكرة، وكيف يمكن أن تُترجم إلى واقع ملموس، وبعد ذلك سنكون قادرين على تقييمها». أضافت: «لكن على نطاق أوسع، ما أدركه بوجه عام هو أن لدينا أعضاء مختلفين يشكلون مجموعات مختلفة، لكن جميع الأعضاء يدعمون صندوق النقد الدولي».
حذّرت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغيفا، يوم الخميس، من أن الاقتصاد العالمي، الذي يعاني الصراعات والتنافسات الجيوسياسية المتزايدة، مهدد بالوقوع في مأزق النمو البطيء والديون المرتفعة. كما دعت القادة الصينيين إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لتحفيز اقتصاد بلادهم الراكد، محذرة من أن عدم القيام بذلك قد يؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي.
وخلال اجتماعات الخريف لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وصفت غورغيفا الوضع الحالي بأنه «أوقات عصيبة». وأشارت إلى أن صندوق النقد الدولي يتوقع أن يتوسع الاقتصاد العالمي، هذا العام، بنسبة 3.2 في المائة، وهو ما عَدَّته «هزيلاً»، وفق وكالة «أسوشيتد برس».
كما أوضحت أن التجارة العالمية تواجه تراجعاً في ظل الصراعات والتوترات الجيوسياسية المتزايدة، بما في ذلك العلاقات المتوترة بين أكبر اقتصادين في العالم؛ الولايات المتحدة والصين. وأضافت: «التجارة لم تعد تشكل محركاً قوياً للنمو، ونحن نعيش في اقتصاد عالمي أكثر تجزئة».
في الوقت نفسه، يكافح عدد من الدول مع الديون التي تراكمت نتيجة مكافحة جائحة «كوفيد-19». ويتوقع صندوق النقد أن تتجاوز الديون الحكومية عالمياً 100 تريليون دولار، هذا العام، وهو ما يعادل 93 في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي، ومن المتوقع أن تقترب هذه النسبة من 100 في المائة بحلول عام 2030. وحذرت غورغيفا من أن «الاقتصاد العالمي في خطر الوقوع بمسار نمو منخفض وديون مرتفعة، مما يعني انخفاض الدخل وقلّة الوظائف».
ومع ذلك، لا تبدو الخلفية الاقتصادية قاتمة تماماً، فقد أحرز العالم تقدماً كبيراً في كبح جماح التضخم، الذي ارتفع بشكل ملحوظ خلال عامي 2021 و2022 نتيجة انتعاش الاقتصادات بعد عمليات الإغلاق. ويعود ذلك جزئياً إلى ارتفاع أسعار الفائدة التي اتخذها بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى، إضافة إلى تخفيف تراكم المتأخرات في المصانع والموانئ وساحات الشحن.
وفي البلدان الغنية، يتوقع الصندوق أن ينخفض التضخم، العام المقبل، إلى 2 في المائة، وهو الهدف الذي تسعى إليه البنوك المركزية، دون أن يؤدي ذلك إلى الركود. وأشارت غورغيفا إلى أن «الهبوط الناعم في الأفق» يبدو ممكناً، لكن كثيرين من الناس لا يزالون يعانون ارتفاع الأسعار وعدم اليقين الاقتصادي، حيث يخبرها زعماء العالم أن اقتصاداتهم تتمتع بصحة جيدة نسبياً، ولكن «الناس العاديين لا يشعرون بالرضا عن آفاقهم الاقتصادية».
ويعمل صندوق النقد الدولي، الذي يضم 190 دولة، على تعزيز النمو الاقتصادي والاستقرار المالي، والحد من الفقر العالمي. وفي أحدث تقرير له عن التوقعات الاقتصادية العالمية، توقَّع الصندوق أن ينمو الاقتصاد الصيني، الذي كان يشهد نمواً قوياً، بنسبة 4.8 في المائة، هذا العام، و4.5 في المائة في 2025، بانخفاض من 5.2 في المائة خلال 2023.
وحثت غورغيفا الحكومة الصينية على الانتقال من الاعتماد على الصادرات نحو تعزيز الإنفاق المحلي، الذي وصفته بأنه محرك «أكثر موثوقية» للنمو. وأكدت أن اتخاذ «إجراءات حاسمة» لعكس التراجع في سوق العقارات الصينية، مِن شأنه تعزيز ثقة المستهلكين، وزيادة استعدادهم للإنفاق، محذرة من أنه «إذا لم تتحرك الصين، فقد يتباطأ النمو المحتمل إلى ما دون 4 في المائة».
كما أشارت إلى أنها ستزور مصر، خلال نحو عشرة أيام، لتفقُّد الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد بنفسها، ولتأكيد ضرورة الالتزام بالإصلاحات. وأوضحت أن مصر، التي شهدت توسيع برنامج قروض صندوق النقد الدولي ليصل إلى ثمانية مليارات دولار، بعد أن كان خمسة مليارات دولار في وقت سابق من هذا العام، ما زالت تعاني تداعيات الصراعات في غزة ولبنان والسودان، مما أدى إلى فقدان 70 في المائة من عائدات قناة السويس.
وأشارت غورغيفا قائلة: «كنا منفتحين تماماً على تعديل البرنامج المصري أو أي برنامج آخر بما يخدم مصلحة الشعب بشكل أفضل. لكن يجب أن أقول إننا لن نقوم بعملنا تجاه البلاد وشعبها إذا تظاهرنا بأن الإجراءات اللازمة يمكن التخلي عنها».
أعلن مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، جهاد أزعور، أن الصراع في لبنان والشرق الأوسط عامةً زاد من حالة عدم اليقين، وأن أهم ما يحتاجه اقتصاد المنطقة هو الاستقرار.
وأضاف خلال عرض تقرير آفاق الاقتصاد الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، أن «نمو الاقتصاد في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى مرشح للارتفاع».
وقال أزعور: «مما لا شك فيه أن دول الخليج قد تمكنت من التكيف مع مختلف الصدمات، بدءاً من جائحة كورونا وصولاً إلى الأزمات المتعددة، حيث استطاعت دول مجلس التعاون الخليجي الحفاظ على مستوى نمو مقبول»، موضحاً أنه من المتوقع أن تحقق السعودية نمواً بنسبة 4.6 في المائة بسبب التقدم الذي يتم إحرازه على صعيد تنويع الاقتصاد، وفي توسع الأنشطة غير النفطية.
وأشار إلى أن الإصلاحات السعودية ضمن «رؤية 2030» أسهمت في حماية الاقتصاد رغم التراجع النفطي.
وقال أزعور إن المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، ستقوم بزيارة مصر لتقييم مدى فعالية برامج الحماية الاجتماعية في مصر، مشدداً على أنه من المهم لمصر الحفاظ على مرونة سعر الصرف.
وقال إن التوترات الجيوسياسية والصراعات قد أثرت سلباً على الاقتصاد المصري، وبشكل خاص على إيرادات قناة السويس.
وأكد أن الركيزة الأساسية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي تتمثل في الحفاظ على الاستقرار المالي وحماية الاقتصاد من الصدمات الخارجية. وأضاف أزعور أن معدل النمو المتوقع للاقتصاد المصري بنهاية العام المالي الحالي يبلغ نحو 4 في المائة.
كما أشار إلى توقعات بانخفاض ملحوظ في معدلات التضخم خلال الفترة المقبلة. وقال إن برنامج صندوق النقد الدولي مع مصر تم تصميمه للتعامل مع الظروف الصعبة لكن «نضع في الاعتبار التغييرات في الشرق الأوسط».
وبحسب أزعور، شهد برنامج التمويل مع مصر، قبل أشهر قليلة، زيادة التمويل من 3 مليارات دولار إلى 8 مليارات دولار، وهو حجم تمويل مناسب لظروف ومؤشرات الاقتصاد الكلي، مؤكداً أن مصر حصلت على نحو 35 مليار دولار استثمارات من الإمارات العربية المتحدة، وهي صفقة مهمة لدعم الاقتصاد.
وأشار أزعور إلى أن الحرب في غزة أثرت على الاقتصاد الأردني لكن المملكة حافظت على النمو.
وكانت غورغييفا قالت إنها منفتحة على تعديل أي برنامج بما يخدم الظروف على أفضل وجه، في إشارة إلى الاتفاق الموقع مع مصر.
منذ نحو أربع سنوات، تسعى المملكة العربية السعودية إلى التقدم في الذكاء الإصطناعي متعدّد الوسائط، والرعاية الصحية المدعومة بالذكاء الإصطناعي، ومبادرات المدن الذكية، حيث يُتوقع أن يُسهم هذا القطاع في خلق وظائف عالية المهارات، مع تطوير قطاعات كثيرة، وهو ما سيعمل على تعزيز القدرة التنافسية العالمية للمملكة، وإدخال الإبتكار في الصناعات التي تعتمد على الذكاء الإصطناعي.
لا شك في أن المملكة العربية السعودية، تتهيّأ لمرحلة جديدة من التطوّر بتميّزها في مجال البيانات والذكاء الإصطناعي وسعيها للريادة العالمية، بعدما تبوأت أعلى المؤشرات العالمية، معزّزة قدرتها في قيادة المشهدين المحلي والإقليمي في الذكاء الإصطناعي لتصل ضمن أفضل الإقتصادات في العالم القائمة على المعلومات والبيانات والذكاء الإصطناعي، ولتحقق طموحاتها في أن تصبح مركزاً تقنياً عالمياً لأحدث التقنيات المتقدمة وتلك المرتبطة بالذكاء الإصطناعي.
وتُعدّ تقنيات الذكاء الاصطناعي من أهم المقوّمات الأساسية التي أسهمت في إنتاج تقنيات غير مسبوقة، جعلت الدول تعتمد عليها في صوغ حاضرها وبناء مستقبلها، فيما تتولى الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الإصطناعي «سدايا» منذ إنشائها في العام 2019 قيادة الملف الوطني للذكاء الإصطناعي والبيانات، بما في ذلك البيانات الضخمة، وهي المرجع الوطني في كل ما يتعلق بهما من تنظيم وتطوير وتعامل، للقطاعات التنموية الإنتاجية والخدمية في المملكة لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 الرامية إلى بناء إقتصاد قائم على المعرفة والتقنية.
وشكّلت القمّة العالمية للذكاء الإصطناعي التي سعت إلى تنظيمها «سدايا» في ثلاث نسخ، منعطفاً مهماً في مسيرة التطور التي تعيشها المملكة بوصفها منصّة سعودية عالمية تطل بها على العالم المتقدم وتواكب حراكه التنموي، فضلاً عن كون هذه القمم عاملاً مساهماً في نقل مساعي الإهتمام السعودي بهذه التقنيات على المستوى المحلي إلى الإهتمام الدولي، من خلال العمل على تكاتف الجهود الدولية وتوحيد الرؤى تجاه مفهوم إستخدام هذه التقنيات وضبط إستخداماتها لتصبح ساعد بناء للمجتمعات البشرية لا معول هدم لها، وتُسهم في تحسين جودة حياة الإنسان وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030.
وأصبحت القمة العالمية للذكاء الإصطناعي، منذ تنظيم النسخة الأولى منها في العام 2020 ثم الثانية في العام 2022 ثم الثالثة في العام 2024، واحدة من أهم القمم التي ينتظرها المختصون في الذكاء الإصطناعي وقادة الفكر والإبتكار ورؤساء كبرى الشركات التقنية وصنّاع السياسات الاقتصادية في العالم، بل وأصبحت محط أنظار المراقبين في مختلف أنحاء العالم، حيث يتابعون عن كثب آخر تطورات الذكاء الإصطناعي وعلاقته ببناء مستقبل البشرية، مما إنعكس على مستوى المتحدثين والحضور الذين آثروا هذه القمم في نسخها الثلاث، ومنها أعمال القمة في نسختها الثالثة التي تجاوز عددهم 456 متحدثاً في حضور مئات من الخبراء والمختصين والمهتمين بالذكاء الإصطناعي من أكثر من 100 دولة.
وتأتي رعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الإصطناعي للقمم العالمية للذكاء الإصطناعي الثلاث في إطار إهتمامه بتعزيز مساهمة المملكة في رسم مستقبل مشرق للمجتمعات البشرية، من خلال تعظيم الإستفادة من تقنيات الذكاء الإصطناعي ووضع إطار أخلاقي يضمن الإستخدام الأمثل لهذه التقنيات على نطاق واسع.
وقطعت «سدايا» أشواطاً طويلة في مجال التقدم بتقنيات البيانات والذكاء الإصطناعي، وجاء إنعقاد القمة الأولى في العام 2020 في عام إستثنائي للذكاء الإصطناعي كما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في كلمته التي ألقاها في حينه: «إن العام 2020 شكل عاماً إستثنائياً لإختبار إمكانات الذكاء الإصطناعي في الوقت الذي يشهد فيه تشكّل حالةٍ عالمية جديدة تُعيد تعريف أساليب الحياة والأعمال والتعلّم».
وكرّست «سدايا» جهودها من أجل إنجاح تنظيم هذه القمة التي إستمرت يومين عبر 30 جلسة شارك فيها ما يقرب من 60 متحدثاً من الوزراء، وقادة الفكر، ورؤساء شركات التقنية في العالم من 20 دولة.
أما القمّة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثانية فقد تميّزت بالحضور النوعي من الشخصيات والخبراء من مختلف دول العالم، وبحجم الإتفاقيات التي تجاوزت 40 إتفاقية جمعت شراكة فريدة بين القطاعين العام والخاص نحو إستثمار تقنيات الذكاء الإصطناعي في تطوير الخدمات التي تقدمها الجهات، فضلاً عن إعلان 10 مبادرات محلية ودولية ما بين شركات ومؤسسات عالمية، وإستطاعت أن تجمع أكثر من 200 متحدث دولي ومحلي وإقليمي في الرياض، وسط حضور ناهز الـ 10 آلاف شخص من 100 دولة.
وبرز من مخرجات هذه القمة إنشاء «المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الإصطناعي» الذي صدر قرار مجلس الوزراء في العام 2023 بالموافقة على إنشائه في مدينة الرياض، ويتمتع بالشخصية الإعتبارية والإستقلال المالي والإداري، وأقرّ المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» في دورته الـ 42 منح المركز صفة مركز دولي من الفئة الثانية تحت رعاية اليونسكو، وأعلنت عنه اليونسكو بشكل رسمي في القمة الثالثة.
وجاءت القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة، مكمّلة للنجاحات الكبيرة التي حققتهما النسختان الأولى والثانية خلال عامي 2020 و2022، لكنها تميّزت في إتساع محاورها التي غطت أوجه الإهتمام الدولي بالبيانات والذكاء الإصطناعي في ظل التطوُّر المتسارع لتقنياتها وتأثيرها الكلي على مستوى الفرد والمؤسسات.
وتناولت القمّة جملة من الموضوعات التي تشغل إهتمام المجتمع الدولي، ومنها دور الحكومات في تسخير قدرات تقنيات الذكاء الإصطناعي لدفع عجلة النمو الإقتصادي في العالم، وتحقيق الصالح العام للبشرية مع رفع مستوى الوعي تجاه هذه التقنيات الرائدة وآثارها على مستقبل الإنسان، وكيف يُعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل حياتنا، كما استعرضت موضوعات التفاعل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي وتأثير الأخلاقيات والحوكمة والذكاء الاصطناعي على مجالات التعليم والثقافة والعلوم.
وشهدت القمّة في نسختها الحالية، (ما بين 10 أيلول/ سبتمبر 2024 و12 منه)، مشاركة أكثر من 456 متحدثاً، وحضور نخبة من الشخصيات العالمية من 100 دولة، في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات في مدينة الرياض، وقد حظيت بتفاعل كبير سواء على مستوى الحضور أو المشاركين، الذين توافدوا إلى الرياض، وتجاوز عددهم 30 ألف شخص على مدى ثلاثة أيام، حيث إنضموا إلى أكثر من 150 جلسة وورشة، بينما إنضم 3.7 ملايين إفتراضياً من أنحاء العالم.
وشهدت القمّة كذلك توقيع أكثر من 80 إتفاقية ومذكّرة تفاهم محلية ودولية، و25 إعلاناً ومبادرة تتعلق جميعها بتحقيق الإستفادة من تقنيات الذكاء الإصطناعي، كما أُقيم معرض مصاحب ضمّ عروضاً لكبرى شركات التقنية في العالم، وخرجت بحزمة من المخرجات التي تصب في صالح تحقيق الإستفادة المثلى من الذكاء الإصطناعي على المستوى العالمي، وضمان توظيف تقنياته لخدمة البشرية جمعاء، وأُعلن خلالها عن عدد من المبادرات والإتفاقيات ما بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، وما بين هذه الجهات وكبرى شركات التقنية والذكاء الإصطناعي في العالم، لتتوّهج هذه الإتفاقيات أمام مرأى العالم وما تحمله من أهمية دولية.
على هامش المؤتمر المصرفي العربي لعام 2024 في الدوحة
شخصيات مصرفية ومالية عربية تؤكد
أهمية دور المصارف في التنمية المستدامة
أكد عدد من الشخصيات المصرفية والمالية الرسمية المشاركة في المؤتمر المصرفي العربي لعام 2024 – «متطلبات التنمية المستدامة ودور المصارف»، في الدوحة، الذي إنعقد تحت رعاية الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي والذي نظّمه إتحاد المصارف العربية بالتعاون مع مصرف قطر المركزي، أهمية دور المصارف العربية في التنمية المستدامة، في ظل التطوُّر المصرفي العالمي والتكنولوجيا المالية والرقمنة.
وقال عبد السلام الوردي نائب رئيس مجلس إدارة بنك القطيبي – (اليمن): « إن انعقاد هذا المؤتمر المصرفي العربي في الدوحه في هذا الوقت تحديداً، يعكس أهمية إستغلال الخبرات المصرفيه لتحقيق التوازن بين النمو الإقتصادي والتنميه المستدامة، مما يتطلّب إستراتيجيات جديدة لمواجهة التحدّيات، حيث إن تعزيز التعاون وتبادل الخبرات يُسهم في بناء تصوُّرات لمواجهة التحدّيات الإقتصاديه العالمية»، مشيراً إلى «أن إختيار الدوحه لأن تكون حاضنه لهذا المؤتمر يعود الى: موقع الدوحه الإستراتيجي، حيث تقع في منطقة الخليج العربي، والتي تُعدّ من أكثر المناطق حيوية من الناحيه الإقتصاديه والمصرفيه، ولا سيما حيال ما تنعم به قطر من إستقرار إقتصادي وسياسي، والبيئه الداعمه للإبتكار المالي في قطر، وتوجُّه هذا البلد نحو الإقتصاد الأخضر، وتبنّي سياسات تدعم التنميه المستدامة، والتحوُّل نحو الإقتصاد الأخضر، وهذا ما يتواءم مع أهداف المؤتمر المصرفي العربي الذي تحتضنه دولة قطر». أما عن دور البنوك في تحقيق التنميه المستدامة، فقال الوردي: إنه «من المعروف أن البنوك في السنوات الأخيرة، باتت تهتم في تحقيق التنميه المستدامه من خلال: تمويل المشاريع المستدامة، وتشجيع الإستثمار الأخضر، ودعم ريادة الأعمال وتشجيع الشمول المالي»، لافتاً إلى «المحفّزات التي تجعل المصارف العربيه أكثر إستعداداً للخوض في عمليه التنميه المستدامه وتحمُّل المخاطر الناتجه عن هذه العمليه وهي: فتح آفاق لفرص إستثماريه جديدة مثل البنيه التحتيه الخضراء والطاقه المتجدّدة، وتقليل المخاطر الطويله الأمد، رغم أن هذه المشاريع تتطلّب إستثمارات عاليه الكلفة، إلاّ أن العوائد الطويلة الأمد يُمكن أن تكون أكثر إستقراراً، وبالتالي يتم التقليل من آثار التقلُّبات الإقتصاديه في المستقبل وتعزيز السمعه المؤسسية».
وخلص الوردي إلى القول: «إن المؤسسات التي تتبنّى سياسات تمويل مستدامة، غالباً ما تكون محل تقدير العملاء والمجتمعات الدولية، وهذا ما ينعكس إيجاباً على سمعة المؤسسة، والتنوُّع في المخاطر. علماً أن تنوُّع قطاعات مشاريع التنميه المستدامة يُقلل من المخاطر، كما أن دعم الحكومات يقدّم ميزات وإعفاءات لمشاريع التنميه المستدامة».
قال وجيه البزري، رئيس غرفة التجارة الدولية (لبنان): «إن هذا المؤتمر المصرفي العربي الذي نظمه إتحاد المصارف العربية في قطر يشكل علامة فارقة، لذا نهنئ الإتحاد على هذا النشاط المرموق والمنظم على نحو غير مسبوق، والذي يتميّز بإستمراريته رغم كل الظروف الصعبة التي تمر في المنطقة العربية، بغية جمع الطاقات المصرفية العربية والعالمية، وتشجيع إطلاق المبادرات التي تفيد العالم المصرفي في المستقبل، في ظل التطوُّر المصرفي العالمي والقوانين المستجدة والمواكبة للتكنولوجيا المالية، والرقمنة، بما يفيد بلداننا العربية»، مشيراً إلى «أن لبنان كان يشكل النقطة الرئيسية في المنطقة لإنعقاد المؤتمرات العربية والدولية، لذا نتمنى أن تعود هذه النشاطات إلى وطننا الحبيب بمشاركة الأخوة العرب، ولا سيما من منطقة الخليج العزيزة على قلوبنا»، معتبراً «أن المؤتمرات هذه تجمع المعنيين في الشؤون المصرفية والمالية العربية، بغية تبادل الخبرات والمعارف».
أضاف البزري: «إن المواطن اللبناني أثبت نفسه ولم ولن يستسلم، رغم كل الظروف الراهنة والكبوات الأليمة، سواء كانت في لبنان أو في المنطقة، إذ إن القطاع المصرفي في لبنان لا يزال مصرّاً على النهوض والعودة إلى نشاطه المعتاد والذي شكل في التاريخ الحديث منارة في المنطقة والعالم»، آملاً في «أن يعود هذا القطاع مركزاً أساسياً للعمل المصرفي، ورائداً متميزاً في مجال خدماته المصرفية في المنطقة.
وأوضح محمد علي باجيل، الرئيس التنفيذي، بنك الإنماء للتمويل الأصغر الإسلامي – اليمن «أن المؤتمر المصرفي العربي هذا جمع كوكبة من المصرفيين، سواء من المنطقة العربية أو من العالم، برعاية دولة قطر، ومحافظ مصرف قطر المركزي الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني. وقد عرض المؤتمر عدداً كبيراً من الأفكار والمبادرات، في ظل حضور مصرفي متخصّص ومميّز»، مشيراً إلى «أننا كمصرف الإنماء للتمويل الأصغر الإسلامي نقوم بإعداد خطط لتمويل المشاريع الصغيرة والصغيرة جداً، ولدينا الكثير من الخطط بما يخص التنمية المستدامة، ولا سيما في ما يتعلق بالإقتصاد الأخضر، ونفخر بأننا في مصرف الإنماء رعينا إطلاق معرض عدن الأول للطاقة المتجدّدة وتقنية المعلومات والإلكترونيات»، معتبراً «أن هذا المعرض شكل بداية جديدة لهذا التخصُّص، في اليمن، رغم الظروف الصعبة الراهنة التي يعيشها هذا البلد، والمشكلات الأمنية التي تعانيها العاصمة عدن»، وقال: «لا شك في أن الأوضاع السياسية هي محور إرتكاز أساسي سواء لتقدم القطاع المصرفي أو لتراجعه، ونحن في اليمن منذ نحو عشر سنوات، نعاني إنفصالاً كبيراً، ما بين المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، والمناطق الأخرى التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين، حيث أصبحنا إقتصادين بدلاً من الإقتصاد الواحد، ومصرفين مركزيين بدلاً من مصرف مركزي واحد، وعملتين متداولتين بدلاً من عملة رسمية واحدة، مما ترك أثراً سلبياً على القطاع المصرفي اليمني، لكننا نسعى إلى التأقلم مع هذا الواقع المرّ حتى مروره بسلام وعودة الأمور إلى طبيعتها».
ورأى إبراهيم محمد النقيب، نائب المدير العام، مصرف اليمن البحرين الشامل – (اليمن): «يأتي هذا المؤتمر المصرفي لتعزيز أهمية دور القطاع المصرفي العربي في تمويل التنمية المستدامة وتسخير التكنولوجيا لهذا الغرض، كما يمثل المؤتمر أهمية لجميع المصارف العربية ولا سيما للقطاع المصرفي اليمني، وخصوصاً حيال تبادل الأفكار والخبرات ما بين المشاركين، مما يُعزّز موضوع الشمول المالي، وتحسين وتطوير الخدمات المصرفية»، مؤكداً «أن الإقتراحات التي عُرضت خلال المؤتمر تعالج الفجوات والثغرات التي يعاني منها القطاع المصرفي العربي ومنها المصارف اليمنية».
ويشير إلى «أن المصارف اليمنية لا تزال واقفة بثبات أمام كافة التحدّيات واهمها العامل السياسي والذي يعوّق تطوّر الأوضاع المصرفية»، شاكراً إتحاد المصارف العربية لدعمه المتواصل من أجل الإرتقاء بالعمل المصرفي العربي وبما يحقق الأهداف المشتركة».
قال صالح الشيوحي، رئيس مجلس إدارة بنك الشمول للتمويل الأصغر الإسلامي (اليمن)، خلال مشاركته في المؤتمر المصرفي العربي في الدوحة: «كان لهذا المؤتمر أثر كبير في تعزيز تبادل الخبرات المصرفية بين المشاركين، حيث جمعهم في منصّة واحدة لتبادل الأفكار والمبادرات التي تساهم في تطوير العمل المصرفي العربي. نأمل في أن تستمر مثل هذه الفعّاليات لما لها من دور محوري في تحسين الأداء المصرفي على مختلف المستويات».
وأضاف الشيوحي: «نتطلع إلى أن يصبح القطاع المصرفي العربي جزءاً متكاملاً مع النظام المالي العالمي، من خلال الإلتزام بالمعايير الدولية وتبنّي أحدث التقنيات المصرفية، لا سيما في مجالات التحوُّل الرقمي والتكنولوجيا المالية المتقدمة».
وتابع الشيوحي قائلاً: «نطمح دائماً لأن نكون في طليعة المصارف العربية، ونسعى إلى تطوير الأنظمة المصرفية الرقمية بما يتماشى مع متطلبات العصر. في حلول العام 2030، نعتقد أن المصارف اليمنية ستشهد نقلة نوعية من خلال الإنخراط الكامل في العالم الرقمي».
ورأى شادي عواد، رئيس العمليات التنفيذي، الفردان للصرافة – (دولة قطر)، «أن هذا المؤتمر المصرفي كان مفيداً جداً، ومليئاً بالمعلومات المصرفية المتخصّصة، من كافة الأطراف المشاركة»، مشيراً إلى أنه «جرى تبادل الأفكار المتعددة الجوانب بما يخص الشمول المالي والرقمنة، والتنمية المستدامة»، مبدياً تفاؤله بأن «تقوم المصارف العربية بتطبيق هذه الأفكار، في ظل التحوُّل الرقمي الذي يجري في العالم»، معتبراً «أن البنوك العربية نشطة بغية تفعيل التنمية المستدامة». وقال عواد: «إن رؤية مصرف قطر المركزي وتوجهه نحو التحوّل الرقمي والشمول المالي والتنمية المستدامة، ودعمه للمصارف والشركات المحلية في دولة قطر، رفع من أهمية البنوك المحلية وقيمتها سواء في قطر أو في العالم»، مؤكداً «أن العام 2025، سيكون محطة مهمة لدعم رؤية وتوجهات مصرف قطر المركزي ولا سيما من قبل شركة الفردان للصرافة، بغية تقديم خدمات مالية آمنة وسريعة للعملاء من كافة فئات المجتمع عبر قنوات إلكترونية تواكب التطوُّرات التكنولوجية والتحوُّل الرقمي الذي يشهده العالم بما فيه الشمول المالي والتنمية المستدامة»، مشيراً إلى «أن أبرز توجهاتنا أن تتحول خدماتنا المالية كافة إلى الرقمنة، وقد اتخذنا في الفردان للصرافة مؤخراً خطوات هامة في رقمنة العمليات وبالتالي الإستغناء عن المعاملات الورقية، مما يُعزز الشمول المالي»، لافتاً إلى أن ما يميّز شركتنا هو سرعة خدمة العملاء إلكترونياً وبالسرعة اللحظية المطلوبة في ظل التحوُّل الرقمي». وخلص إلى «أننا كشركة صرافة رائدة نعمل على دعم توجهات ورؤية البنك المركزي في تحقيق التنمية المستدامة».
وفي الختام شكر عواد إتحاد المصارف العربية على إدارة وتنظيم هذا المؤتمر، وأكد أن رعاية محافظ البنك المركزي القطري سعادة الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني تدل على إهتمام مصرف قطر المركزي في دعم التنمية المستدامة والتحوُّل الرقمي والشمول المالي.
وقال هاشم حمود عبد ناجي، المدير العام ، بنك الشرق اليمني للتمويل الأصغر الإسلامي (اليمن): «لقد تميّز هذا المؤتمر المصرفي العربي بالحضور الكبير والمتخصص، مما شكل قيمة مضافة في عالم المؤتمرات والملتقيات في المنطقة العربية والعالم»، مشيراً إلى «أن الوضع الأمني في اليمن ليس على ما يرام، لكننا كقطاع مصرفي يمني نعمل على التقدم والتطور بدليل إنشاء بنوك جديدة في اليمن، بما يقارب ما بين 10 إلى 12 مصرفاً منذ العام 2022، وحتى تاريخه، مما يحقق مظهراً من مظاهر التعافي في بلدنا»، مشيراً إلى «أن لدينا خططاً كبيرة وأهدافاً واضحة من أجل الإستمرار في عملنا المصرفي وفق أعلى المعايير الدولية، وهي طويلة الأمد ولا سيما لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة تحقيقاً للتنمية المستدامة والتمويل الأخضر». وأكّد أنّ بنك الشرق متقدم في عالم التكنولوجيا الرقمية ولديه خبرة واسعة في هذا المجال.
وأشاد مدير عام البنك الإسلامي الفلسطيني د. عماد السعديبـ «التنظيم الدقيق لهذا المؤتمر المصرفي العربي في الدوحة، في ظل حضور الخبراء وقادة المصارف»، موضحاً «أن جلسات المؤتمر ناقشت جملة من القضايا المهمة حول دور المصارف في التنمية المستدامة، بالإضافة إلى نقاشات معمقة حول إستراتيجيات النجاح والنمو في المنطقة العربية، وأن المؤتمر شكّل فرصة مهمة لتبادل الخبرات حول كيفية التعامل مع التغيُّرات المتسارعة في السوق المالية وتحقيق الإستدامة»، مضيفاً أنه «كان يأمل في أن يتم تخصيص جلسة في المؤتمر لمناقشة حالة القطاع المصرفي الفلسطيني والتحدّيات التي يواجهها وذلك لمناقشة وطرح حلول تساهم في مواجهة هذه التحديات». وبيّن السعدي «أن القطاع المصرفي الفلسطيني يُواجه تحدّياتٍ كبيرة أبرزها تداعيات الحرب المستمرة على قطاع غزة وما تبعها من أضرار كبيرة على القطاعات الإقتصادية بشكل عام والقطاع المصرفي على وجه الخصوص، حيث تضرّرت مقرّات البنوك والمنشآت التابعة لها، ما أدّى إلى عدم قدرتها على تقديم خدماتها، كما أن الظروف الصعبة والدمار الكبير في القطاع أدّى إلى عدم قدرة المواطنين أو الشركات على سداد إلتزاماتهم تجاه البنوك». وأضاف السعدي: «كما أن الإغلاقات والإقتحامات المستمرة في الضفة تُعتبر من أبرز التحدّيات التي تواجه القطاع المصرفي، ولا سيما في ظل تفاقم الأزمة المالية للحكومة الفلسطينية بفعل الإقتطاعات من أموال المقاصة وتراجع الدعم الدولي، وما يترتب عليه من عدم إنتظام رواتب موظفي القطاع العام، ما يؤدي إلى عدم قدرتهم على سداد إلتزاماتهم تجاه القطاع المصرفي».
كما أشار السعدي إلى «أن أزمة فائض الشيكل باتت تشكل تحدياً كبيراً وعبئاً على القطاع المصرفي برمته وتنعكس آثارها على العديد من القطاعات الأخرى.
وقال بشار ياسين، مدير عام، جمعية البنوك في فلسطين: «لقد عوّدنا إتحاد المصارف العربية على تنظيم مؤتمرات وورشات عمل، يجمع المصرفيين المتخصصين من العالم العربي، ويخلق جواً من التعاون والتشبيك على صعيد العالم العربي كما على صعيدنا الشخصي، مما يجعل المصرفيين العرب على جانب كبير من التواصل والنقاش وتبادل الخبرات»، مؤكداً «أن هذه الخطوة ممتازة، ونثمّنها كي تعمُّ الفائدة على الجميع»، معتبراً «أن صناعة التمويل المستدام هي فكرة جديدة في المنطقة العربية، ونتلقفها بإهتمام سواء من تركيا أو من الإتحاد الأوروبي أو حتى من عالمنا العربي»، مشيراً إلى «أن المصرفيين المشاركين جميعاً تحدّثوا عن التحوُّل الرقمي وتلبية حاجة العملاء، ولا سيما من خارج النظام المصرفي، وجذبهم تحت مظلة المصارف. علماً أن التجارب جيدة وواعدة، في ظل الخبرات الوافرة المشاركة في المؤتمر، والمناقشات التي حصلت في جلسات العمل، مما خلق أفكاراً جديدة ومتطوّرة كي ينخرط نظامنا المصرفي العربي بالكامل في نظام التمويل المستدام، وتعميم هذه التجارب على بقية البلدان العربية»، متمنياً «أن نستضيف ندوة أو مؤتمر مصرفي كهذا في ربوع فلسطين، رغم الظروف الصعبة، علماً أن الحاجة كبيرة جداً بغية تسليط الضوء على الجانب الفلسطيني ومعاناته البالغة، ولا سيما في ظل الحرب التي لا تزال قائمة. وتجدر الإشارة إلى أنه كان يعمل في قطاع غزة نحو 56 فرعاً مصرفياً، وقد دُمّر بالكامل أو جزئياً، فضلاً عن تدمير نحو 90 صرّافاً آلياً، لذا فإن القطاع المصرفي في غزة كما في الضفة الغربية قد تعرّضا إلى ضربة كبيرة جداً مما إنعكس سلباً وعلى نحو غير مسبوق على تراجع الدورة الإقتصادية في فلسطين، بحيث نتمنى من إتحاد المصارف العربية مناقشة هذه المعوّقات على حدة، وتقديم الحلول المصرفية المهنية، من خلال تجاربه الغنية في هذا المجال».
مشاركة مصرفية قطرية وعربية في المؤتمر المصرفي العربي لعام 2024 في الدوحة
شارك عدد من المصارف القطرية والعربية في المؤتمر المصرفي العربي لعام 2024 في الدوحة، قطر تحت عنوان «متطلبات التنمية المستدامة ودور المصارف»، في دورته الـ 25، برعاية محافظ مصرف قطر المركزي الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني، والذي نظمه إتحاد المصارف العربية بالتعاون مع مصرف قطر المركزي، على مدار يومين. وقد سلّط المؤتمر الضوء على الفجوة التمويلية الحالية التي تتجاوز 4 تريليونات دولار، والتي تشكل حاجزاً صعباً أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة في العالم العربي.
جاءت مشاركة بنك الشمول للتمويل الأصغر الإسلامي في المؤتمر المصرفي العربي، والذي وصفه بالحدث المهم، في إطار إلتزامه تعزيز الشمول المالي والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
وقال رئيس مجلس إدارة البنك صالح الشيوحي، «إن المؤتمر يمثل فرصة قيّمة لتبادل الأفكار والخبرات مع المصرفيين والخبراء من مختلف الدول العربية، مما يُعزز من قدرتنا على تقديم حلول تمويلية مبتكرة تلبي احتياجات المجتمع».
بنك الدوحة: وأعلن بنك الدوحة عن المشاركة في المؤتمر المصرفي العربي، كراعٍ ذهبي له.
وشارك محمد باجيل، الرئيس التنفيذي لبنك الإنماء للتمويل الأصغر الإسلامي في أعمال المؤتمر المصرفي العربي، مشيداً بتنظيمه وأوراق العمل ومخرجاته. وأوضح باجيل «أن المؤتمر ناقش أبرز التحدّيات ومتطلبات التنمية المستدامة بهدف التوصل إلى جملة من الحلول المتاحة لتقليص فجوة التمويل للمشاريع التنموية المطلوبة في المنطقة العربية، وتعزيز الجهود التنموية والتوجهات المختلفة للدول لدعم التوجهات نحو الأنشطة الإستثمارية والمشاريع الزراعية المنشودة من الدول العربية وفي مقدمها اليمن».
وأشاد باجيل بـ «الجهود التنموية المختلفة والجهود التي إضطلعت بها لجنة الأمم المتحدة الإقتصادية والإجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، سواء للإسهام في إنجاح أعمال المؤتمر، أو في تعزيز الجهود التنموية في المنطقة من خلال المؤتمرات والفعّاليات والرؤى والأفكار والدراسات العلمية الثرية التي تقدمها الإسكوا، وذلك في إطار رؤيتها التنموية الشاملة لخدمة ازدهار المجتمعات.
شارك البنك التجاري، الرائد في مجال الخدمات المصرفية الرقمية المبتكرة في قطر كشريك إبتكار في المؤتمر المصرفي العربي لعام 2024. وقال جوزف إبراهام، الرئيس التنفيذي لمجموعة البنك التجاري: «نعتز بشراكتنا مع إتحاد المصارف العربية كشريك للإبتكار، مما يعكس إلتزامنا الراسخ بالإستدامة والإبتكار الرقمي. ونؤمن بأن دمج الممارسات البيئية المستدامة مع أحدث تقنيات التكنولوجيا هو الأساس لبناء مستقبل إقتصادي مرن ومستدام». أضاف إبراهام: «من خلال هذه الشراكة، نطمح إلى تعزيز ثقافة الإبتكار التي تقوي مجتمعاتنا وتدفع نحو إقتصاد عالمي مستدام». يُذكر أنه بصفته شريكاً في الإبتكار، أبرز البنك التجاري دوره في تعزيز الإستدامة ودفع التحوُّل الرقمي ضمن قطاع المصارف، وذلك خلال واحدة من أهم الفعّاليات السنوية في المنطقة، والتي تعرض مواضيع عدة مثل الإبتكار، والتحوّل الرقمي، والتطوّرات التنظيمية في القطاع المصرفي العربي.
الخطوط الجوية القطرية الناقل الرسمي للمؤتمر المصرفي
وأعلنت مجموعة الخطوط الجوية القطرية عن رعاية المؤتمر كناقل رسمي Official Airline Carrier، حيث تعكس هذه الرعاية إلتزام الشركة بدعم المبادرات التي تُعزّز التنمية المستدامة. ومن خلال شراكتها مع إتحاد المصارف العربية، تساهم الخطوط الجوية القطرية في تعزيز الحوار حول القضايا الحيوية مثل الإبتكار في التمويل المستدام والتوجُّهات البيئية، مما يعكس الدور المتنامي للشركة كمساهم رئيسي في دعم المبادرات العالمية الهامة. علماً أن إنعقاد هذا المؤتمر في الدوحة يعكس إلتزام دولة قطر حيال تعزيز دورها كمركز مالي دولي وكمساهم رئيسي في تحقيق التنمية المستدامة.
من المتوقع أن يعتمد الاقتصاد العالمي بشكل أكبر على مجموعة دول “بريكس” لدفع عجلة النمو، بدلا من الاقتصادات الغربية الأكثر ثراءً، وفقا لأحدث توقعات صندوق النقد الدولي.
مقارنة مع التوقعات السابقة قبل ستة أشهر، يتوقع الصندوق الآن أن تأتي حصة أكبر من النمو خلال السنوات الخمس المقبلة من اقتصادات “بريكس” القوية مثل الصين والهند وروسيا والبرازيل، استنادا إلى توقعات نُشرت هذا الأسبوع تعتمد على معيار تعادل القوة الشرائية.
في المقابل تم تخفيض التوقعات بشأن مساهمة مجموعة دول السبع، مثل أمريكا وألمانيا واليابان، في النمو الاقتصادي بالمستقبل.
ستكون الصين أكبر مساهم في النمو الاقتصادي العالمي خلال السنوات الخمس المقبلة، حيث ستشكل 22 % من إجمالي النمو، وهي نسبة تفوق مساهمة جميع دول مجموعة الـ 7 مجتمعة، وفقا لحسابات أجرتها “بلومبرغ” بناء على توقعات صندوق النقد الدولي الجديدة.
تعد الهند أيضا قوة رئيسية في النمو العالمي، ومن المتوقع أن تضيف 15 % من إجمالي النمو بحلول 2029.
الاعتماد على الأسواق الناشئة
تشير بعض التوقعات الأخرى إلى أن الاقتصاد العالمي أصبح أكثر اعتمادا على الأسواق الناشئة، خاصة وفقاً لمقياس تعادل القوة الشرائية، الذي يسعى إلى تعديل الأسعار ويمنح وزناً أكبر للدول ذات الكثافة السكانية العالية والاقتصادات الناشئة مقارنة بالدول الغنية.
بناءً على هذا المقياس، من المتوقع أن تضيف مصر 1.7 % إلى النمو العالمي خلال الفترة المقبلة، وهي نفس مساهمة ألمانيا واليابان. ويُتوقع أن تساهم فيتنام بـ 1.4 %، ما يعادل مساهمة كل من فرنسا وبريطانيا.
على الرغم من التوسع القوي للاقتصاد الأميركي على مدى الـ 25 عاما الماضية، وخاصة في فترة ما بعد الجائحة، فإنه كان أكبر مساهم في النمو بين الدول المتقدمة. ومع ذلك، لم تتمكن الولايات المتحدة من الحفاظ على حصتها في الاقتصاد العالمي بمقياس تعادل القوة الشرائية مقارنة بمسار الدول الأكثر سكاناً مثل الهند والصين.
من المتوقع أن يساهم أصغر اقتصادين في مجموعة السبع، كندا وإيطاليا، بأقل من 1 % لكل منهما في نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي خلال السنوات الخمس المقبلة. وتعد هذه مساهمة أقل من دول أفقر ذات كثافة سكانية أكبر، مثل بنغلاديش ومصر والفلبين.
حصلت مجموعة QNB مرة أخرى على لقب قائد الاستدامة في الشرق الأوسط من مجلة فوربس، حيث تم تكريم الرئيس التنفيذي لمجموعة QNB، السيد عبدالله مبارك آل خليفة، بلقب أحد قادة الاستدامة في المنطقة، من خلال إنجازات ومبادرات البنك المستمرة في مجال الاستدامة. وتعد هذه السنة الثانية على التوالي التي يتم فيها تكريم مجموعة QNB ورئيسها التنفيذي في فئة الخدمات المصرفية والمالية، وهي شهادة على التزامهما بالتمويل المستدام وريادة القطاع المصرفي في هذا المجال. ويعتبر QNB البنك القطري الوحيد المدرج في هذا التصنيف المرموق، مما يظهر تفانيه في دمج معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في نموذج أعماله وعملياته. يذكر أن محفظة التمويل المستدام لمجموعة QNB تزيد قيمتها عن 9 مليارات دولار أمريكي على معاملات خضراء واجتماعية ومرتبطة بالاستدامة، مما يحقق تأثيراً إيجابياً على البيئة والمجتمع. وقد أصدرت المجموعة سندات مستدامة بقيمة 1.1 مليار دولار أمريكي حتى الآن. وفي وقت سابق من هذا العام، أصبح QNB منسقاً رئيسياً لأول إصدار لسندات خضراء سيادية في دولة قطر بقيمة 2.5 مليار دولار أمريكي. وفي عملياته الخاصة، حقق البنك انخفاضاً بنسبة 48% في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري منذ عام 2017. وقال السيد عبدالله مبارك آل خليفة، الرئيس التنفيذي لمجموعة QNB: «سعداء بأن يتم تكريمنا مرة أخرى من قبل فوربس ضمن قادة الاستدامة في الشرق الأوسط. ويعد هذا التقدير شهادة على التزامنا طويل الأمد بالاستدامة ومسؤوليتنا تجاه تعزيز مستقبل أكثر اخضراراً وشمولاً. نظل ملتزمين بتشجيع التمويل المستدام وتضمين الممارسات الصديقة للبيئة، لأننا نؤمن بأنها ضرورية للنجاح طويل الأجل لنا كبنك وللمجتمعات التي نخدمها».
توقع صندوق النقد الدولي، في أحدث تقديراته لآفاق الاقتصاد العالمي الصادرة الثلاثاء، أن يحقق اقتصاد المغرب نموا بنسبة 2.8 في المائة هذه السنة، و3.6 في المائة في سنة 2025.وفي تحديث ل”آفاق الاقتصاد العالمي”، تتوقع المؤسسة المالية الدولية أن يستقر التضخم عند 1.7 في المائة خلال 2024، و2.3 في المائة في العام المقبل.
وفي ما يتعلق بمعدل البطالة، يرتقب أن يبلغ 13.4 في المائة هذه السنة، قبل أن يتراجع إلى 12.6 في المائة في 2025، حسب هذه التوقعات الصادرة بمناسبة انعقاد الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي بواشنطن.
كما يتوقع صندوق النقد الدولي أن يستقر رصيد الحساب الجاري للمغرب عند ناقص 2.0 في المائة خلال 2024، ثم عند ناقص 2.3 في المائة في العام التالي.
من جانب آخر، من المرتقب أن ينمو اقتصاد المغرب ب3.4 في المائة في أفق 2029، مقرونا بتباطؤ التضخم إلى 2.0 في المائة خلال الفترة ذاتها.
وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تشير تقديرات المؤسسة المالية الدولية إلى أن النمو يرتقب أن يبلغ 2.1 في المائة في 2024، قبل أن يقفز إلى 4.0 في المائة في سنة 2025، مع معدل تضخم يتراوح بين 14.8 في المائة في 2024 و11.6 الي مائة في عام 2025.
ارتفع صافي أرباح 11 بنكاً إماراتياً بنسبة 12% على أساس سنوي خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، بما يعكس قوة ملاءتها المالية وتمتعها بإيرادات قوية وسيولة مرتفعة.
وأظهر رصد لـ«البيان» استناداً إلى إفصاحات البنوك المُدرجة المعلنة على مواقع الأسواق المالية حتى الآن، أن الأرباح الصافية للبنوك خلال الفترة من يناير وحتى سبتمبر 2024 وصلت إلى 44.7 مليار درهم مقابل نحو 40 مليار درهم في الفترة نفسها من العام الماضي 2023، بزيادة تعادل 4.7 مليارات درهم.
الإمارات دبي الوطني
واستحوذ بنك الإمارات دبي الوطني على النصيب الأكبر من الأرباح الإجمالية بعد أن سجل أرباحاً صافية بقيمة 19 مليار درهم (شاملة أرباح الإمارات الإسلامي) في 9 شهور بنمو 9% عن الفترة المقابلة لعام 2023، وبلغت أرباحه قبل الضريبة 22.14 مليار درهم، وزادت الأصول 14% إلى 956 مليار درهم، وارتفع إجمالي القروض 9% إلى 493.8 مليار درهم، والودائع 644.8 مليار درهم بنمو 13%.
أبوظبي الأول
وجاء بنك أبوظبي الأول في المرتبة الثانية مع تحقيقه أرباحاً صافية بنحو 12.87 مليار درهم في 9 شهور بنمو 4% مقارنة بالفترة ذاتها من 2023، وبلغت الأرباح قبل الضريبة 15.25 مليار درهم، وارتفع إجمالي الأصول 4% إلى 1.23 تريليون درهم، ونمت القروض 10% إلى 528 مليار درهم وزادت الودائع 4% إلى 819.6 مليار درهم.
أبوظبي التجاري
وحل «أبوظبي التجاري» في المركز الثالث بعد تحقيقه نمواً في صافي الأرباح على أساس سنوي بنسبة 19%، بعد تسجيل صافي ربح بقيمة 6.8 مليارات درهم في التسعة شهور الأولى من العام الجاري مقارنة بـ5.75 مليارات درهم في الفترة نفسها من العام الماضي، وارتفعت الأرباح بنسبة 30% لتصل إلى 7.7 مليارات درهم قبل خصم الضريبة.
الإمارات الإسلامي
وسجل بنك الإمارات الإسلامي صافي أرباح بقيمة 2.5 مليار درهم في 9 شهور بنمو 52% عن الفترة ذاتها من 2023 بينما بلغت قبل الضريبة 2.745 مليار درهم، وزادت الأصول 21.5% إلى 106.7 مليارات درهم، وارتفعت القروض بنسبة 28% إلى 67 مليار درهم، ونمت الودائع 21% إلى 74 مليار درهم.
دبي التجاري
وأعلن بنك دبي التجاري تحقيق صافي أرباح بعد الضريبة بقيمة 2.23 مليار درهم في 9 شهور منذ مطلع 2024 بنمو 15% مقارنة بـ1.93 مليار درهم في الفترة المقابلة من العام 2023.
بنك رأس الخيمة الوطني
وصعدت الأرباح الصافية لبنك رأس الخيمة الوطني (راك بنك) إلى مستوى قياسي بقيمة 1.68 مليار درهم بعد خصم الضريبة في 9 شهور منذ بداية 2024، بزيادة 24.4% على أساس سنوي مقارنة بـ1.35 مليار درهم في فترة المقارنة، مدفوعاً بنمو محفظة القروض عبر جميع قطاعات الأعمال، وتحسين جودة الأصول، وارتفاع صافي الدخل من الفائدة.
مصرف الشارقة الإسلامي
وحقق مصرف الشارقة الإسلامي 903 ملايين درهم في 9 شهور بنمو 18% وبلغت قبل الضريبة 992 مليون درهم، بينما زادت الأصول 18% إلى 74.8 مليار درهم، وارتفعت القروض 15% إلى 36.6 مليار درهم، ونمت الودائع 6% إلى 48 مليار درهم.
بنك أم القيوين الوطني
وارتفع صافي أرباح بنك أم القيوين الوطني إلى 400 مليون درهم بنمو 4% في 9 شهور من 2024، بينما بلغت قبل الضريبة 434 مليون درهم، وارتفع إجمالي الأصول بنسبة 15% إلى 16.5 مليار درهم، وزاد إجمالي القروض 12% إلى 7.3 مليارات درهم، ونمت الودائع 21% إلى 10.2 مليارات درهم.
مصرف عجمان
ونمت الأرباح الصافية لمصرف عجمان بقيمة قياسية بلغت 313 مليون درهم قبل اقتطاع الضرائب في الشهور التسعة الأولى من عام 2024، مقارنة بصافي خسائر بلغت 87 مليون درهم في الشهور التسعة الأولى من عام 2023. وبلغ صافي الربح بعد الضريبة 289.56 مليون درهم خلال 9 شهور.
بنك الشارقة
وزادت أرباح بنك الشارقة إلى 296 مليون درهم مقارنة بخسائر 121 مليون درهم في التسعة أشهر الأولى من عام 2023، بينما بلغت الأرباح قبل الضريبة 320 مليون درهم، وزاد إجمالي الأصول 6% إلى 40.7 مليار درهم، ونمت القروض 6% إلى 23.4 مليار درهم، وزادت الودائع 8% إلى 27.5 مليار درهم.
البنك العربي المتحد
فيما نجح البنك العربي المتحد في تحقيق أرباح صافية قبل الضرائب 233 مليون درهم، مقارنة بـ209 ملايين درهم للفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 12%، وبلغت الأرباح الصافية بعد الضريبة 212.2 مليون درهم، بنمو 1.53%.
ألقت جائحة «كوفيد 19»، والتوترات الجيوسياسية، والظواهر المناخية المتطرفة بظلالها على سلاسل التوريد العالمية، ما أدى إلى اضطرابات تسببت في نقص إمدادات الغذاء والطاقة، ودفعت الحكومات إلى اتخاذ إجراءات غير مسبوقة لحماية الأرواح وسبل العيش، بحسب تقرير «آفاق الاقتصاد العالمي» الصادر عن صندوق النقد الدولي، والذي رصد الأحداث الاقتصادية منذ بداية عام 2020.
رغم ذلك أثبت الاقتصاد العالمي بشكل عام مرونة في مواجهة الصدمات، لكن من المؤسف، وكما هو معتاد، أظهرت الدول ذات الدخل المرتفع، والتي تتمتع بقدرة أكبر على صياغة السياسات، مرونة أكبر مقارنة بالدول النامية.
وباختصار: «بينما استطاعت الدول المتقدمة اللحاق بمستويات النشاط الاقتصادي والتضخم المتوقعة قبل الجائحة تظهر آثار الجائحة بشكل أكثر عمقاً في الدول النامية».
ومن الحقائق البارزة أن الارتفاع غير المتوقع إلى حد كبير في التضخم قد تراجع بتكلفة منخفضة نسبياً، من حيث الناتج ومعدلات التوظيف؛ رغم ذلك أشار صندوق النقد الدولي إلى أن التضخم الأساسي يظهر علامات على الثبات، والأهم من ذلك أن «نسبة تضخم أسعار الخدمات الأساسية بلغت 4.2 %، أي أعلى بنسبة 50 % مما كانت عليه قبل الجائحة في الاقتصادات الرئيسية المتقدمة والناشئة (باستثناء الولايات المتحدة)».
ويرجع التضخم القوي في قطاع الخدمات بشكل رئيسي إلى الضغوط المتزايدة لإعادة الأجور إلى مستويات تتناسب مع الأسعار؛ ولكن مع تضييق فجوات الإنتاج يأمل الصندوق أن يهدأ هذا الضغط على الأجور أيضاً.
يحتاج كل من الارتفاع الحاد في التضخم، وانخفاضه السريع وغير المتوقع إلى تفسير، ووفقاً لتقرير آفاق الاقتصاد العالمي ترجع هذه الأسباب إلى انخفاض أسرع من المتوقع في أسعار الطاقة، وانتعاش قوي في المعروض من العمالة، جاء مدعوماً بارتفاع غير متوقع (وغير شعبي) في معدلات الهجرة.
وهناك تفسير أكثر دقة لسلوك التضخم، وهو أن التفاعل بين الطلب المرتفع بعد الجائحة والقيود المفروضة على العرض جعل العلاقة بين الركود والتضخم (المعروفة بـ«منحنى فيليبس») أكثر انحداراً (أو بلغة الاقتصاديين «أقل مرونة»). بالتالي ارتفع التضخم أكثر من المتوقع عندما ارتفع الطلب، لكنه انخفض أسرع من المتوقع عندما تلاقت قوى العرض والطلب.
ولعبت السياسة النقدية دوراً في الاتجاهين، حيث قامت بتحفيز الطلب ثم تقييده، وفي الوقت ذاته عززت مصداقية أهداف التضخم عند تشديدها.
ومن الملامح البارزة منذ عام 2020 التغير في العلاقة بين السياسة النقدية والمالية؛ خلال الجائحة، كانت كلتاهما سياسات تيسيرية للغاية، ولكن بعد عام 2021 تم تشديد السياسة النقدية، بينما ظلت السياسة المالية ميسرة، خاصة في الولايات المتحدة.
وتؤدي الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة إلى زيادة العجز المالي، ومع ذلك ثمة تباين كبير بين الولايات المتحدة ومنطقة اليورو في توقعات المالية العامة؛ فوفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي سترتفع ديون الولايات المتحدة العامة إلى نحو 134 % من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2029؛ بينما من المتوقع أن يستقر معدل الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو عند نحو 88 % في عام 2024، مع وجود اختلافات كبيرة بين الدول.
كما أن من السمات البارزة للاقتصاد العالمي مؤخراً هو أن تراجع معدل نمو التجارة بين «الكتل» منذ العملية الروسية المحدودة على أوكرانيا في فبراير 2022، في حين أن نما داخل «الكتل»، مثل الكتلة التي تتمحور حول الولايات المتحدة وأوروبا، والأخرى حول الصين وروسيا.
ولم يغير صندوق النقد الدولي رؤيته للاقتصاد العالمي بشكل كبير، إذ يتوقع أن يبلغ النمو العالمي نحو 3 %، بافتراض عدم حدوث صدمات سلبية كبيرة، واستمرار نمو التجارة بما يتماشى مع الإنتاج، واستقرار التضخم، وتخفيف السياسات النقدية، وتشديد السياسات المالية.
وتظهر توقعات الصندوق أن النمو في الولايات المتحدة سينخفض من 2.5 % في الربع الرابع من عام 2024 إلى 1.9 % في 2025، بينما سيرتفع النمو في منطقة اليورو بشكل طفيف إلى 1.3 %، أما في الدول النامية في آسيا فمن المتوقع أن يصل النمو إلى 5 %، بينما يتوقع أن يبلغ نمو الصين 4.7 % والهند 6.5 %.
أما المخاطر السلبية فكثيرة، فقد تكون تأثير السياسة النقدية السابقة أشد تأثيراً مما كان متوقع، ما قد يؤدي إلى ركود اقتصادي، وإذا كان التضخم أكثر صموداً مما هو متوقع، فقد تكون السياسات النقدية أشد صرامة من المتوقع، ما قد يؤثر على الاستقرار المالي.
وقد يكون تأثير أسعار الفائدة المرتفعة على استدامة الديون أكبر من المتوقع، خصوصاً في البلدان الناشئة والنامية، وقد تتفاقم المشكلات الاقتصادية الكلية في الصين بشكل أكبر مما هو متوقع حالياً، حيث يتراجع قطاع العقارات، وتظل الإجراءات الحكومية المحفزة محدودة.
وإذا أصبح دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وأصدر تدابيره التجارية، قد تكون هناك فرصة كبيرة لنشوب حرب تجارية شاملة، مع عواقب غير متوقعة على الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية.
علاوة على ذلك، هل سيتم حسم الانتخابات الأمريكية بسلام؟ فتفاقم الحروب الحالية أو اندلاع حروب جديدة أمر محتمل أيضاً؛ مثل هذه الأحداث قد تؤدي إلى ارتفاع جديد في أسعار السلع الأساسية، وربما يتفاقم ذلك بسرعة مع التغيرات السريعة في المناخ العالمي.
كل هذا يبدو مقلقاً للغاية، لكن من المهم أيضاً ملاحظة الجوانب الإيجابية المحتملة، فقد تؤدي الإصلاحات والثقة المتجددة إلى زيادة كبيرة في الاستثمار، ومن المحتمل أن يعزز الذكاء الاصطناعي والثورة في مجال الطاقة الاستثمار والنمو، وقد تقرر البشرية في نهاية المطاف أن لديها أشياء أفضل للقيام بها من زيادة العداء والغباء إلى مستويات أعلى.
ويشدد صندوق النقد الدولي على أهمية الهبوط السلس للتضخم والسياسة النقدية، كما يركز على الحاجة الملحة إلى استقرار المالية العامة مع تعزيز النمو وتقليل التفاوت الاقتصادي. وعلى المدى المتوسط يأمل الصندوق بإجراء إصلاحات هيكلية أقوى، بما في ذلك تحسين الوصول إلى التعليم، وتقليل الصعوبات في سوق العمل، وزيادة مشاركة القوى العاملة، وتقليل الحواجز أمام المنافسة، ودعم الشركات الناشئة، وتعزيز الرقمنة، والأهم من ذلك يتطلع الصندوق إلى تسريع الانتقال الأخضر، وتعزيز التعاون متعدد الأطراف، لكن، كما هو الحال دائماً، فإن تحقيق هذه الأمور يعتمد في النهاية علينا نحن.
أعلنت مجموعة بريكس، اليوم الأربعاء، الموافقة على انضمام 10 “دول شريكة” جديدة في البيان الختامي للقمة في قازان.
وصرح مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أن “بريكس” اتفقت على معايير مهمة للدولة الشريكة، وستشهد المجموعة المزيد من التوسع عبر هذا الانتقاء، وفقاً لحساب “بريكس” على موقع “إكس”.
وبحسب قوله، فقد تم الاتفاق على قائمة تضم 13 دولة، لكن لم يتم الإعلان عنها بعد.
من جهته، رأى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن قمة دول مجموعة بريكس التي تستضيفها بلاده تشهد تشكيل “نظام عالمي متعدد الأقطاب”، مؤكدا رغبة موسكو في مواجهة “الهيمنة” الغربية، نقلاً عن “أ.ف.ب”.
وقال بوتين في كلمة أمام زعماء دول تتقدمها الصين والهند خلال الافتتاح الرسمي للقمة، إن “مسار تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب جارٍ حاليا، وهو مسار دينامي ولا رجعة فيه”.
وقال الرئيس الروسي إن أكثر من 30 دولة أبدت رغبتها في الانضمام للمجموعة، نقلاً عن “رويترز”.
وأضاف بوتين أن المجموعة ستناقش التوسع خلال الاجتماع مع الأخذ في الاعتبار الحاجة إلى الحفاظ على الكفاءة.
ووصف مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أن محادثات الرئيس الروسي، مع قادة الدول المشاركين في قمة “بريكس” في قازان بـ “الناجحة”، بما في ذلك اللقاءات المنفردة، وفق وكالة “تاس” الروسية.
وقال أوشاكوف: “في البداية كانت هناك محادثات ثنائية.. اتخذت طابع المباحثات حيث تم التطرق إلى الكثير من القضايا، بالإضافة إلى وجود دائرة كبيرة من المشاركين.. سواء من جانبنا أو من جانب شركائنا، حيث جرت مناقشة مجموعة واسعة جدا من القضايا، سواء القضايا الثنائية أوالدولية أيضا، يوم أمس كان ناجحا”، مضيفا أنه تم إيلاء اهتمام خاص للقضية الأوكرانية.
وبحسب مساعد الرئيس الروسي، بالإضافة إلى المباحثات الثنائية، كانت هناك مأدبة عشاء غير رسمي، يوم أمس الثلاثاء، للزعماء الذين حضروا القمة، حيث تحدث الرئيس الروسي وجها لوجه مع كل مشارك.
توقع رئيس البنك الإسلامي للتنمية محمد الجاسر، وصول قيمة تمويلات البنك للدول الأعضاء إلى 5 مليارات الدولار بنهاية العام الجاري، مقارنة بنحو 1.5 مليار دولار قبل 3 سنوات.
وأضاف الجاسر في مقابلة مع “العربية Business”، أن البنك الإسلامي للتنمية يقوم بزيادة تمويلاته لجميع الدول الأعضاء الـ57، حيث بلغت التمويلات المعتمدة الشهر الماضي 4.6 مليار دولار خلال العام.
وأوضح أن منطقة آسيا استحوذت على النصيب الأكبر من التمويلات تلتها إفريقيا ثم الشرق الأوسط وأخيرا أميركا اللاتينية، فيما استحوذ قطاع الطاقة والنقل على نصيب الأسد من التمويلات للدول الأعضاء.
وذكر أن البنك الإسلامي للتنمية يعمل وفقا لاحتياجات الدول وفق قائمة المشاريع المتاحة والتي يمكن أن تمول من خلال البنك، مضيفا: “بلغ إجمالي تمويلات البنك خلال الـ 50 عاما الماضية أكثر من 190 مليار دولار لمشروعات تنموية والمحزن أن بعضها يحتاج إلى إعادة استبدال وإعادة البناء جراء الحروب والدمار”.
وبين أن مصادر التمويل للبنك الإسلامي هو مساهمات الدول الأعضاء في رأس المال تمثل نحو 9.5 مليار دولار، ثم الاقتراض بنحو 40 مليار دولار عبر الصكوك خلال الـ 20 عاما الماضية.
وذكر أن العام الجاري بلغ حجم إصدارات الصكوك لدينا 4 مليارات دولار.
يتجه الدولار إلى تسجيل أفضل أداء شهري له منذ عام 2022 مع قيام المتداولين بإعادة تقييم توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي والاستعداد للانتخابات الرئاسية الأميركية، التي تهدد بقلب الأسواق، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ”، واطلعت عليه “العربية Business”.
ارتفع الدولار الأميركي مقابل جميع نظرائه من مجموعة العشرة يوم الأربعاء، بما يتماشى مع الارتفاع المطرد في عائدات سندات الخزانة. بينما شهد الين موجة بيعية حادة دفعته للتراجع دون مستوى 153 مقابل الدولار، مسجلاً أضعف مستوى له في 12 أسبوعاً، في حين انخفض اليورو والجنيه الإسترليني للجلسة الثالثة على التوالي. وارتفع مؤشر “بلومبرغ” للدولار بنحو 3.2% في أكتوبر.
ومع اقتراب الانتخابات الأميركية، حيث يتبقى أقل من أسبوعين، يعكس ارتفاع العملة، جزئياً، محاولة المتداولين الحصول على الأمان النسبي للأصول الأميركية وسط مخاوف من اضطرابات السوق – فضلاً عن احتمال أن يكتسب الدولار المزيد تحت رئاسة دونالد ترامب. ترتفع تكلفة التحوط ضد التقلبات المستقبلية في الدولار بشكل متزايد وهي عند أعلى مستوى لها في 19 شهراً.
وقال الخبير الاستراتيجي في الاقتصاد الكلي في “ميزوهو”، جوردان روتشستر: “إذا لم تقم بالتحوط في محفظتك ضد ارتفاع احتمالات فوز ترامب، فسوف تبدو أحمقاً”. وأضاف أن السوق تشهد استمرارا في عمليات شراء الدولار الأميركي إلى الحد الذي أصبح فيه الأمر غير اقتصادي إلى حد كبير.
في الوقت نفسه، ومع إثبات الاقتصاد الأميركي مرونته، محا تجار العملات المضاربون إلى حد كبير توقعات هبوط الدولار التي كانت قائمة منذ الاضطرابات التي شهدتها الأسواق في أغسطس. وتحوم عمليات عكس المخاطرة التي شهدتها العملة الأميركية على مدى شهر واحد ــ وهو مقياس لمعنويات المتداولين ــ بالقرب من أعلى مستوياتها منذ يوليو.
ويتطابق هذا مع تراجع رهانات خفض أسعار الفائدة من قِبَل بنك الاحتياطي الفيدرالي في سوق المراهنات. ويتوقع المتداولون الآن خفض الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 40 نقطة أساس خلال اجتماعيه المقبلين، مقارنة بأكثر من 65 نقطة أساس في بداية أكتوبر.
وقال استراتيجي الصرف الأجنبي لدى “باركليز بي إل سي”، سكيلار مونتغومري كونينغ، إن النمو الأميركي أعلى من الإمكانات ومفاجئ إلى حد كبير، ونتيجة لهذا فقد تلاشت الآن التوقعات التيسيرية لبنك الاحتياطي الفيدرالي، والسؤال المطروح الآن هو ما إذا كان هناك تخفيضات متتالية. وفي الوقت نفسه، توجد عوامل سلبية لليورو والجنيه الإسترليني والين.
أشار مبعوث الأمم المتحدة لتمويل التنمية د. محمود محي الدين في مقابلة مع CNBC عربية إلى أن معدلات النمو المستهدفة في الدول العربية يجب أن تكون أعلى من 3% حتى تتوافق مع متوسط النمو عالمياً.
لافتاً إلى ضرورة تعزيز الاستثمار في القطاع الخاص واتباع سياسات لمكافحة التضخم.
وذكر أن مستوى المعيشة في العديد من الدول العربية لا يزال متدهوراً وتحسين الأزمة لا يرتبط فقط بالتضخم بل أيضاً بتحسين الإنتاجية وزيادة فرص العمل.
وأوضح أنه يجب التصدي للمديونية الخارجية أو المحلية المتراكمة في الدول النامية والأفريقية، لافتاً إلى أن إثيوبيا وغانا من الدول التي تخلّفت عن سداد ديونها.
وشدّد على أن تأسيس “نادي القاهرة” يهدف إلى تنظيم المديونية المحلية والخارجية لمواجهة كامل مخاطرها.
قال علاء نصر الدين عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأخشاب والأثاث باتحاد الصناعات، أن مصر يمكنها تحقيق مكاسب ومصالح اقتصادية وتجارية واستثمارية واسعة، من خلال عضويتها في مجموعة “بريكس”، لهذا حرص الرئيس السيسي علي حضور القمة بنفسه، و هو ما يؤكد فطنة السياسة المصرية في توازن علاقتها الاقتصادية و السياسية مع مختل القوي العالمية .
و أوضح نصر، ان مصر خلال مشاركتها في اجتماعات البريكس التي تستضيفها قازان الروسية، تشدد على أهمية إصلاح النظام المالي العالمي ليصبح أكثر ديمقراطية واستجابة لاحتياجات الدول النامية، لافتا الي أن انعقاد قمة “بريكس” بمدينة قازان الروسية يتزامن مع تحديات اقتصادية وسياسية قوية و مؤثرة بشكل مرهق، في مقدمتها الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، وتداعيات الأزمات الاقتصادية التي طالت العديد من الدول النامية ومنها مصر.
و أضاف عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الاخشاب، أن القمة الحالية لبريكس لها أهمية خاصة بالنسبة لنا بعد انضمام مصر رسميا لتجمع دول البريكس خلال العام الجري ، فهي القمة الأولى بعد انضمام 5 دول جديدة لمجموعة “بريكس” في عام 2024.
كانت “بريكس” تضم كلا من ( روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا) من عام 2024 انضمت إليها مصر وإيران وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة، كما تم توجيه الدعوة للسعودية والأرجنتين للانضمام إلى “بريكس”، وأعربت دول أخرى، بما فيها” تركيا” عن رغبتها في الانضمام إلى المجموعة.
أكد نصر ان مجموعة “بريكس” أصبحت تضم بعد التوسع الأخير في عضويتها، 10 دول ذات وزن سياسي و اقتصادي لا يستهان به عالميا و اربكت الحسابات للكثير من الدول الكبري و خاصة دول الاتحاد الأوروبي، حيث يبلغ إجمالي عدد سكانها 3.5 مليار نسمة، بما يمثل 45% من سكان العالم” و هي ثروة بشرية هائلة ، كما أن القيمة الاقتصادية لدول “بريكس” تتجاوز 30 تريليون دولار، كما تمثل نحو 45% من إنتاج النفط الخام، و20% من حجم التجارة العالمية، و تشكل 31,5% من حجم الاقتصاد العالمي و18% من حجم التجارة، و26 %من مساحة العالم ، وتنتج أكثر من ثلث حبوب العالم.
و تظهر الأرقام القوة الاقتصادية التي وصلت إليه دول بريكس، فقد أصبحت مسيطرة وكبيرة على مستوى العالم، وتظهر بيانات صندوق النقد الدولي، أن مساهمة التكتل بلغت 31.5 % في الاقتصاد العالمي بنهاية 2022، مقابل 30.7% للقوى السبع الصناعية.
توقعت الأمم المتحدة أن تمحو الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» 9 في المائة من الثروة الوطنية اللبنانية قياساً بالناتج المحلي الإجمالي، مع تجاوز حجم الأعمال العدائية والتداعيات الاقتصادية للحرب الأخيرة في عام 2006.
وصدر التقييم السريع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتأثير الصراع على الناتج المحلي الإجمالي للبنان قبل يوم واحد من قمة تستضيفها فرنسا للمساعدة في حشد الدعم الدولي للبنان.
وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنه يتوقع أن يستمر الصراع حتى نهاية عام 2024، مما يؤدي إلى ارتفاع بنسبة 30 في المائة في احتياجات الحكومة التمويلية في بلد بحالة يرثى لها حتى قبل بدء العنف.
ومن المتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 9.2 في المائة مقارنة بسيناريو عدم الحرب، مما يشير إلى انخفاض كبير في النشاط الاقتصادي كنتيجة مباشرة للصراع (نحو ملياري دولار)، وفقاً للتقرير.
وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنه حتى لو انتهت الحرب في عام 2024، فإن العواقب ستستمر لسنوات، مع احتمال انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.28 في المائة عام 2025، و2.43 في المائة عام 2026.
وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن الأضرار التي لحقت بالبنية الأساسية المادية والإسكان والقدرات الإنتاجية مثل المصانع من المرجح أن تكون قريبة من تلك المقدرة لحرب عام 2006، التي تراوحت بين 2.5 مليار دولار و3.6 مليار دولار.
لكنه حذَّر من أضرار إجمالية أكبر للبنان، وقال إن «حجم الاشتباك العسكري والسياق الجيوسياسي والتأثير الإنساني والتداعيات الاقتصادية في عام 2024 من المتوقع أن تكون أكبر بكثير مما كانت عليه في عام 2006».
وقال تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن إغلاق المعابر الحدودية المهمة للتجارة من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض بنسبة 21 في المائة في الأنشطة التجارية، وأنه يتوقع خسائر في الوظائف في قطاعات السياحة والزراعة والبناء. وأشار إلى أن لبنان تكبد بالفعل «خسائر بيئية هائلة» على مدار العام الماضي، بما في ذلك بسبب الذخائر غير المنفجرة والتلوث بمواد خطرة محتملة، وخصوصاً استخدام الفسفور الأبيض في جميع أنحاء جنوب لبنان.
ومن المتوقع أن تنخفض إيرادات الحكومة بنسبة 9 في المائة، والاستثمار الإجمالي بأكثر من 6 في المائة خلال عامي 2025 و2026. ونتيجة لذلك، فإن زيادة المساعدات الدولية ستكون ضرورية للتعافي المستدام في لبنان، كما قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ليس فقط لمعالجة الارتفاع في الاحتياجات الإنسانية، ولكن لوقف العواقب الاجتماعية والاقتصادية طويلة الأجل للصراع.
شدد وزير المالية السعودي محمد الجدعان على ضرورة أن يقدم صندوق النقد الدولي مساعدة مخصصة وشاملة للتعامل مع التحديات التي تواجه الدول المتضررة من الصراعات، وذلك خلال اجتماع محافظي الصندوق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأفغانستان وباكستان مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين.
ويرأس وزير المالية السعودي وفد المملكة المشارك في الاجتماعات السنوية، والاجتماع الرابع لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين، التي تعقد في العاصمة الأميركية خلال الفترة من 21 إلى 26 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
والتقى الجدعان وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، واستعرضا سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي بين البلدين.
وخلال اجتماع الطاولة المستديرة الوزاري لـ«العملية 21 لتجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية»، أكد الجدعان أن التخطيط الممنهج والإصلاحات المستمرة هما أساس النمو الاقتصادي المستدام.
والتقى الجدعان برفقة وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل بن فاضل الإبراهيم، رئيس مجلس إدارة مجموعة «بي إن بي باريبا» المصرفية جان لوميير، والرئيس العالمي لتغطية المؤسسات الرسمية لوران ليفيك، ورئيس أسواق رأس مال الدين ألكسيس تافين؛ حيث جرت مناقشة فرص الاستثمار.
والتقى أيضاً، برفقة محافظ البنك المركزي السعودي أيمن بن محمد السياري، الرئيس العالمي للتصنيفات السيادية ومؤسسات الإقراض متعددة الأطراف روبرتو سيفون، والمدير العام للوكالة فرانك جيل. وتم خلال الاجتماع عرض جهود السعودية في التنويع الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.
وبحث الجدعان مع الرئيس العالمي للتصنيفات السيادية لدى وكالة التصنيف الائتماني «فيتش» جيمس لونجسدون، والمدير العام للوكالة جان فريدريش، الإصلاحات التي تشهدها المملكة ومساهمتها في تحقيق النمو.
وخلال اللقاء الذي حضره وزير الاقتصاد والتخطيط، مع الرئيسة العالمية للتمويل العام والمشاريع والبنية التحتية من وكالة التصنيف الائتماني «موديز»، آن فان براغ، والرئيسة العالمية للمخاطر السيادية وشبه السيادية، ماري ديرون، تمت مناقشة التطورات الاقتصادية في المملكة في ظل «رؤية 2030».
ارتفعت أسعار الذهب، يوم الخميس، مع مواجهة الطلب على الملاذ الآمن لقوة الدولار؛ حيث يتوقع المحللون ارتفاعات قياسية للسبائك، بينما بلغ البلاديوم أعلى مستوى له في أكثر من شهر.
وارتفع الذهب الفوري 0.2 في المائة إلى 2723.10 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجل أعلى مستوى قياسي عند 2758.37 دولار يوم الأربعاء، مع تعزيز الطلب بسبب مخاوف الانتخابات الأميركية والتوترات في الشرق الأوسط، وفق «رويترز».
وارتفعت العقود الآجلة للذهب الأميركي 0.3 في المائة إلى 2736.10 دولار.
وظل الدولار الأميركي قرب أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، مما حدّ من إمكانية ارتفاع الذهب أكثر.
ويجعل الدولار الأقوى الذهب أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.
وتخوض نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترمب سباقاً محتدماً، مع بقاء أقل من أسبوعين حتى الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني).
وأدت الضربات الإسرائيلية على العاصمة السورية دمشق وموقع عسكري بالقرب من مدينة حمص الغربية إلى مقتل جندي وإصابة سبعة.
وقال سوغاندا ساشديفا، مؤسس شركة الأبحاث «إس إس ويلث ستريت» ومقرها نيودلهي: «بالنسبة لبقية عام 2024، نتوقع ارتفاعات محتملة عند 2800 دولار، مع أهداف عام 2025 عند نحو 3 آلاف دولار أو أعلى، مدفوعة بالمخاطر الجيوسياسية المستمرة ودورة التيسير النقدي الأميركية وعمليات شراء البنك المركزي». وظل النشاط الاقتصادي الأميركي ثابتاً من سبتمبر (أيلول) إلى أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، مع ارتفاع طفيف في التوظيف، وهو ما يشير إلى خفض محتمل لأسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي بنحو 25 نقطة أساس قريباً.
وتعمل أسعار الفائدة المنخفضة على خفض التكلفة البديلة للاحتفاظ بالسبائك غير المدرة للعائد.
وقال ساشديفا إن انخفاض تكاليف الاقتراض وتدابير التحفيز في الصين وقيود العرض ستستمر في دفع الفضة إلى الارتفاع، وقد ترتفع إلى مستويات حول 45 دولاراً بحلول عام 2025.
وارتفع سعر الفضة الفورية بنسبة 0.5 في المائة إلى 33.89 دولار للأوقية. وقفز البلاديوم بنسبة 5.1 في المائة إلى 1111.50 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ 18 سبتمبر.
وذكرت «بلومبرغ» أن الولايات المتحدة طلبت من حلفائها في مجموعة السبع النظر في فرض عقوبات على البلاديوم والتيتانيوم الروسيين. وتعد شركة «نورنيكل» الروسية أكبر منتج للبلاديوم في العالم. وارتفع البلاتين بنسبة 0.9 في المائة إلى 1025.15 دولار.
أكدت وكالة «ستاندرد أند بورز» للتصنيفات الائتمانية استمرار توقعاتها بعدم تطور الحرب الدائرة في منطقة الشرق الأوسط الى حرب شاملة، الا انه مع ذلك، اوضحت ان دورة التصعيد الأخيرة تعني ان الصراع قد يستمر حتى العام المقبل، مع إمكانية أكبر ان يثقل هذا الصراع كاهل التصنيفات الائتمانية لمنطقة الشرق الاوسط وبنوكها.
وحددت الوكالة في تقريرحديث 4 سيناريوهات ضغط حول كيفية أثر تطور الصراع الاقليمي على البنوك الخليجية، وهي على الشكل الآتي:
1- السيناريو الأول: الضغوط المتواضعة
في هذا السيناريو، يبقى التكثيف الحالي للأعمال الحربية المتبادلة المباشرة قصيراً (أقل من 3 أشهر)، يكون التأثير محدوداً على مقاييس ائتمان دول الخليج وبنوكها.
2- السيناريو الثاني: الضغوط المعتدلة
في هذا السيناريو، تهدد سلسلة من الهجمات التصعيدية المتبادلة الامن الإقليمي الأوسع لكنها تستقر في نهاية المطاف، وتكون قادرة على ادارة التاثيرات السلبية على النمو الاقتصادي واسعار النفط وممرات الجارة الرئيسية، وتأثير محدود على المقاييس الائتمانية والأرصدة المالية الخارجية لدول الخليج.
3- السيناريو الثالث: الضغوط المرتفعة
في هذا السيناريو، تتطور الدورات المكثفة من الهجمات المتبادلة ما يعني تأثيراً مادياً أكبر على الاستقرار الاقتصادي الكلي للمنطقة الأوسع، ويشمل ذلك، المزيد من اغلاق مطول للممرات التجارية ما يؤدي الى استجابة من الدول الكبرى، وضغوط اكبر على اسعار النفط والنفقات الأمنية وأثر سلبي على تدفقات السياحة وخروج رساميل من المنطقة الى اقتصادات أكثر أماناً.
4- السيناريو الرابع: الضغوط الشديدة
في هذا السيناريو، يتم جر الدول الكبرى الى صراع شامل، وينتج عنه زيادات كبيرة في أسعار النفط ومخاطر على احجام صادراته بسبب التهديدات المباشرة للممرات التجارية، وتأثيرات دائمة على استقرار الاقتصاد الكلي لدول المنطقة، وضغوط اكبر على مقاييس التصنيفات الائتمانية لدول الخليج وارصدتها الخارجية.
البنوك الخليجية.. قوية
وأشار تقرير الوكالة الى انه في ظل سيناريو الضغوط المرتفعة والشديدة فان البنوك الخليجية قادرة على التعامل مع تدفقات التمويل المحتملة باستخدام اصولها السائلة، وقد يكون الدعم الحكومي لدول المنطقة ضروريا في حال احتاجت بنوكا في المنطقة لذلك، واوضحت ان مخاطر السيناريوهات الاربعة للضغوط على البنوك الخليجية يمكن أن تتجسد في الأمور الآتية:
– تدفقات مالية خارجية مع خروج أموال المستثمرين الأجانب من أسواق المنطقة مع تزايد المخاطر.
– تدفقات تمويل محلية الى الخارج، رغم اننا نفترض عدم حدوث ذلك الا في حالة الضغط الشديد، كما حدث في حرب الخليج الأولى في 1990 و1991.
– ارتفاع حاد في معدلات التخلف عن سداد القروض من عملاء البنوك الأفراد والشركات، مع تأثير عدم الاستقرار الجيوسياسي على الاقتصادات الخليجية.
سيولة وفيرة
توقعت الوكالة وصول تدفقات التمويل الخارجي للبنوك الخليجية الى 221 مليار دولار وهو ما يشكل نحو 30% من اجمالي التزاماتها الخارجية المتراكمة مضيفة: ومع ذلك، نعتقد ان بنوك المنطقة تمتلك سيولة أرصدة مالية خارجية كافية لتغطية اي تدفقات خارجية في معظم السيناريوهات. وقالت: نفترض في سيناريو الضغوط الشديدة بلوغ حجم تدفقات ودائع اصافية لبنوك المنطقة بقيمة 275 مليار دولار من ودائع القطاع الخاص. ونعتقد ان البنوك الخليجية قادرة على التعامل مع تلك التدفقات بفضل اصولها السائلة الوفيرة والدعم من بنوكها المركزية.
وأضافت «ستاندرد اند بورز»: وفي ظل سيناريو الضغوط المرتفعة ايضاً، نرجح ان يسجل 13 من أكبر 54 مصرفا خليجيا خسائر تقدر بـ 3.3 مليارات دولار، وقد يرتفع عدد المصارف الخليجية التي قد تسجل خسائر في سيناريو الضغوط الشديدة الى 25 مصرفا، مع خسائر مجمعة تصل الى 24.6 مليار دولار.
قد تحتاج بعض البنوك الخليجية الى تصفية بعض محافظها الاستثمارية أو طلب مساعدة بنوك مركزية لتجاوز اي عملية سحب سيولة او تدفقات خارجية. وبشكل عام، تبدو المخاطر على اغلب البنوك الخليجية قابلة للادارة، اذ تشير تقديراتنا الى انه بعد تصفية او تخفيض بنوك خليجية لاستثماراتها فسيبقى لديها احتياطيات سيولة تقدر بـ264 مليار دولار يمكن استخدامها في اي وقت.
اختبارات الضغط.. إيجابية
أكدت الوكالة ان نتائج اختبارات الضغط الذي أجرته أظهرت ان معظم الأنظمة المصرفية الخليجية تتميز بالمرونة في حال تصاعد الصراع الاقليمي وانخفاض ثقة المستثمرين، ومع ذلك لاحظت ان النتائج المحتملة للوضع الحالي يصعب التنبؤ بها وستعتمد على التدفقات الخارجة الفعلية من المنطقة وحجم السيولة والأصول.
تدخل الحكومات.. مستبعد
استبعدت «ستاندرد اند بورز» تدخل الحكومات الخليجية لدعم القطاعات المصرفية في حال تدفق رساميل الى الخارج. وقالت في تقريرها: من بين الدول الخليجية الست صنفنا الكويت وقطر والسعودية على انها داعمة للغاية لأنظمتها المصرفية، ما يعني اننا نتوقع دعما حكوميا استثنائيا للمصارف في حال لزم الامر.